| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

فاطمة حسن

 

 

 

 

الجمعة 22/ 6/ 2007

 




المهاجرون والمهجرون بين معاناة الغربه والحنين الى الوطن


فاطمه حسن

جلست مع ابني الاصغر وسألته ماذا تعنى لك الغربه ؟ فأجاب وبكل تلقائية اننى سويدى وليس لى هذه المعاناة ، فأنا اعيش بين اصدقاء من كافة انحاء العالم مثلا سويديين - من افريقيا - من امريكيا اللاتينيه - عرب - ايرانيين ولكنى احب العراق .
فوقفت عند هذه الاجابه وبدأت اسأل نفسى ماذا تعني لى الغربه ؟ انها العيش بشخصيتين اولهما تنظر الى مستقبل الاولاد والثانى وكأننى اتآكل مع السنين .انها عدم التكيف مع هذا الواقع والشوق والحنين الى ايام زمان بطعمها المر والحلو وشريط الذكريات يمر ومعها تزداد الاهات والحصرات .
للحديث عن التهجير اقف امام تهجير عام 72 حيث الصور المآساويه فالصراخ والعويل والالاف يلقى بهم على الحدود العراقيه الايرانيه ، وايران تمنع دخولهم الى اراضيها . يموت الكثير من الكهول والاطفال نتيجة العيش لعدة اشهر في العراء.عام 80 كانت المآساة اكبر حيث هجر الالاف من الاكراد الفيليه والشيعه ومن مدن مختلفه من العراق كما تم حجز ابناءهم من من عمر 16 الى عمر  40 وهم بالالاف والذين وجدت اسماءهم فى المقابر الجماعيه بعد سقوط النظام المقبور .اما حالات الهجرة لظروف سياسيه فكانت كبيره وقد تركز المهاجرون فى دول قريبه من العراق ظنا منهم انها لن تكون هجرة طويله . في اواخر الثمانينات بدأ نوع جديد من الهجرة ، انها التوجه الى الدول الاوروبيه واستراليا وامريكا وكندا .ان هذه الدول منحتهم المسكن والماكل والملبس .في المهجر تشكلت النوادى والتجمعات القوميه والدينيه كما سمح بدراسه لغة الام . عام91 وبعد انتفاضه اذار هاجر وهجر الالاف انهم نساء واطفال مشردين .
ان مآساة الهجرة والتهجير لم تنتهى حيث ظهر تهجير وهجرة من نوع اخر .فالوضع الامنى المنفلت وسيطرة الميليشيات على الشارع العراقى والجرائم التى يرتكبها التكفيريون والصداميون بإسم الدين جعلت الالاف يهاجرون من الوطن والتى تقدرها بعض الاحصاءيات باكثر من 2 مليون مهاجر متوزعين على سوريا والاردن وقد وصل بعضهم الى دول المهجر الاوربيه وامريكا ، هؤلاء ما زالوا يحملون هاجس الوطن في ضمائرهم وهم يعانون من شظف العيش فهم ملزمون بدفع ايجارات عاليه وشراء مستلزمات حياتهم الضروريه . اما الاطفال فالكثير منهم مازالوا دون مدارس والكثيرمنهم لم يستطيعوا اداء امتحانات البكالوريا الى جانب هذه الهجره هناك مهجرون داخل العراق على اسس طائفيه ويقدر عددهم باكثر من 100 الف . فمثلا تهجير الالاف من السنه من البصره وبالعكس . العيش فى خيمه لاكثر من سنه شئ فظيع والاصعب من ذلك افتقارهم الى المياه والمرافق الصحيه . كما انه من الصعب للام ان تعد وجبة طعام داخل خيمة اكلتها الرطوبه والروائح الكريهه. الاطفال دخلوا في متاهات لماذا هم فى خيام وهم عراقيون. كما انه ليس هناك من مدرسه ينتظمون بها . كما ان الاباء يمنعونهم من الابتعاد عن المخيم للعب كرة القدم.
هذه المأساة هى مأساتنا جميعا والحل بيد الحكومه . فالسيطرة الامنيه من خلال التنفيذ الجاد لخطة فرض القانون كما يتطلب من كافة منظمات المجتمع المدنى العمل الجاد لاعانة العوائل المنكوبه. اما على الصعيد الشعبي فيتطلب جهود الجميع وذلك من خلال انشاء لجان لمتابعة اوضاع المهجرين والمهاجرين من كافة النواحى المعاشيه الصحيه النفسيه وغيره.
واخيرا اقول الويل لمن يرى دمعة ام او عجوز ولايمسحها ببصيص الامل اوصراخ طفل جف  صدر امه ولايوفر له الحليب.
فنحن معك يا عراق وصراخنا يتعالى الى ان تستجيب لنا الحياة ونعيش فى ربوعك بسلام .