نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

فاطمة حسن

 

 

 

 

الخميس 22/6/ 2006

 

كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

 

المصالحة الوطنية ممكنة أم لا ؟!

 

فاطمة حسن

يوميا تتلون الشوارع بدماء الشهداء ونبكي والدموع تهطل , ولكنها سرعان ما تجف من هول الصدمة , الصوت يرتفع , وخاصة صوت المرأة , وبين الصياح والعويل روح تريد أن تهدأ وتسكن , هذه الصورة تتكرر يوميا , فتزداد أحقيتنا في البحث عن سبل الحياة , ولكن القارب سرعان ما يرطدم بالأشلاء وسط السيارات المفخخة والأحزمة والعبوات الناسفة . الكل يريد أن تتغير الصورة , وجاء الحل بالدعوة الى المصالحة الوطنية , ولكن السؤال الذي يطرح نفسه مع (من نتصالح وسط هذه المآسي ؟!) . وفي حالة العمل بالمصالحة, ما هو الموقف من قانون الثأر العشائري ؟! وهل يمكن أستبدالها بقوانين الدولة العراقية المتلائمة مع دستورها ؟
بعد هذا السؤال نقف أمام حقيقة واقعة, وهو كون المصالحة أمل منشود وواقع ينبغي الوصول اليه سيما وأن أطراف كثيرة من جبهة المقاومة دخلت العملية السياسية وبدأت مشاوارها في العمل على تحقيق عراق آمن . الدعوة من الأحزاب والكتل السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والدعوة من منابر المساجد والحسينيات تؤكد مشروع المصالحة .
أن المصالحة الوطنية تتطلب جملة من الأمور ولكن أهمها : -
أولا – أن المصالحة والخطط الأمنية الواعدة شيئين مترادفان , فالسيطرة الأمنية والقضاء على أوكار الأرهاب ستدعم المصالحة الوطنية , ( ولكن ليست مع من تلطخت أيديهم بدماء العراقيين ) , انني وعلى ضوء ما طرح أطلب من جميع الشرفاء أن يكونوا عيون مفتوحة على سلامة وأمن الوطن , ففي كل شارع ومحلة يجب أن تكون عيون ترشد قوات الأمن والشرطة , ( هذه ليست مهمة مشينة كما في السابق , بل تعزيز سلامة وأمن العراق ) , وهذا لا يعني الأنتقام الفردي .
ثانيا – هناك مناطق ساخنة وبؤر للأرهاب في أماكن عديدة من العراق , مثلا منطقة أبو غريب حيث قتل أحد أقاربي في هذه المنطقة وعندما طلب الأهل مساعدة الشرطة لجلب الجثة , أعتذروا عن ذلك بأعتبار أن المنطقة ليست تحت السيطرة , ومن المناطق الأخرى اللطيفية , اليوسفية وأطراف كركوك .... ألخ.
ثالثا – نحن نتحدث عن المصالحة الداخلية , ولكن هناك من يرهبوننا من غير العراقيين , هؤلاء القادمين من دول الجوار والذي سبق وأن طالبتهم حكومة العراق بالسيطرة على حدودهم والكف عن تجنيد الأرهابيين فيها , وهذا يتطلب جهود مكثفة من وزارة الخارجية العراقية بالتداول مع دولهم .
رابعا – تشكيلات وتجهيزات نوعية لفرق حرس الحدود العراقيين لتأمين سلامة حدود العراق .
خامسا – التوعية الدائمة بالاثار المدمرة للأرهاب وأهمية عملية الأعمار من فوق المنابر وكافة وسائل الأعلام .
سادسا – العمل على جدولة سحب قوات الأحتلال التي تتخذها المقاومة سبب لعملياتها الأرهابية , رغم أن الكل يعرف أن المستهدف هو المواطن العراقي الذي أبيح قتله وليس الجندي الأمريكي
سابعا – العمل على التدقيق في هويات وملفات منتسبي قوات الجيش والشرطة , حيث تنفذ أحيانا العمليات الأرهابية من قبل قوات لها نفس ملابس الشرطة وسياراتهم .
الشيء الأخير الذي أود الحديث عنه( وهو مهم جدا ) أن كنا نشد للمصالحة الوطنية , علينا أن نؤمن للمواطن المسكن والمأكل والمشرب والعمل الشريف , حيث هناك مجاميع تلجأ الى العنف بدوافع العوز والحاجة .