| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

فالح الحمراني

 

 

 

الخميس 11/3/ 2010



الموضوع الذي رفضت انباء نوفستي نشره

العراق : ماذا بعد الانتخابات البرلمانية؟

فالح الحمراني *

ملاحظة :
دأبت وكالة انباء نوفستي الروسية، لاسيما قسمها العربي نشر المواد التي تسئ لتطورات العملية السياسية بالعراق، ولا تنشر الا الجوانب السلبية فيها.وكنت قد ارسلت هذه المادة للقسم العربي بالوكالة بعد اختتام الانتخابات البرلمانية بالعراق فرفضت نشرها، وحينما سالت مديرها السيد اندريه مورتازين عن السبب قال لي لقد قررنا عدم نشرها " لانها عاطفية " .ولست ادري هل هو راي شخصي ربما بضعف امام مورتازين للغة العربة ام تطبيقا لاوامر وتوصيات من جهات اخرى. واترك المادة لحكم القارئ.

برهن اقبال مختلف شرائح المجتمع العراقي ومكوناته الكثيف على المشاركة بالانتخابات البرلمانية في 7 مارس/ اذار، ( 60 بالمئة من الذين يحق لهم الصويت) على رفض الشعب العراقي العودة بعجلة التاريخ للوراء او عودة الدكتاتورية لحكم البلاد، وانه بغالبيته العظمى يدعم اقامة دولة القانون واحترام حقوق الانسان والقوميات والاديان والتعددية الحزبية واشاعة حرية الكلمة. ولم يعد بالعراق حزب حاكم يحتكر السلطة ليحصد 99،99 % كما كان سابقا، فالاحزاب حصلت على الاصوات بعرق جبينها وقدرتها على اقناع الناخبين بصحة برامجها.

ان نجاح الانتخابات،التي هددت منظمة القاعدة والجماعات الارهابية الاخرى باحباطها وروعت الناخبين باعمال اجرامية، من "خطر" التوجه لصناديق الاقتراع، كشفت عن نمو وعي الناخب العراقي وتعاطيه الايجابي مع مجمل العملية السياسية ورفضه مظاهرها وتجلياتها السلبية. فالناخب العراقي اصبح اكثر وعيا وتبصرا في اختيار المرشح او القائمة التي سيصوت عليها، منطلقا من مدى تطابق برنامجها الانتخابي مع احتياجته ومطالبه التي ترتبط بحياته اليومية.وانه لن يكف عن مساءلة ممثله في البرلمان عن مدى مصداقيته في حماية حقوقه المشروعه ومساعدة الدولة له لتوفير الظروف اللازمة لحياة كريمة.

ومن المؤشرات الصحية ان الحملة الانتخابية جرت في العراق حقا باجواء صاخبة ومشحونة بالتوتر وحتى بالفضائح، اي كاي انتخابات برلمانية في الدول التي تتبنى النظام الديمقراطي، بيد ان التنافس كان تنافسا سلميا، اعتمد على الخطاب والكلمة السياسية بعيدا عن وسائل العنف، وفتحت وسائل الاعلام الرسمية والخاصة الابواب على مصراعيها امام كافة المتنافسين، وشاهدنا في برامج القنوات التلفزيونية حضور ممثلي مختلف القوائم للحوار الشفاف هبينهم وعلى صفحات الجريدة الواحدة مواقف واراء مختلف التيارات والاحزاب. انها تنافست بطرق سلمية. تنافست باسلوب لم يعرفه العراق من قبل. وهذا مؤشر على ان العملية الديمقراطية والانفتاح والتسامح وقبول رأي الاخر تتطور باضطراد، ولم يعد النظام السياسي، كما كانت الانظمة السابقة، يرمي اصحاب الراي المعارض بغياهب السجون. ولم تنجح الاعمال الارهابية والحرب الاعلامية والنفسية في كسر ارادة المجتمع العراقي ببناء دولة ذات نظام سياسي جديد.

ان القراءة السريعة لبرامج القوائم المرشحة في الانتخابات البرلمانية التي جرت بالعراق، تشير الى ان انها اخذت بالاعتبار ميول ومزاج كافة الشرائح الاجتماعية. والتقت جمعيها بنبذ الطائفية والمذهبية والتطرف والتعصب واستخدام العنف في التعامل في بينها. واجمعت ايضا على حماية سيادة العراق واستقلاله ورحيل كافة القوات الاجنبية، على اساس اتفاقيات لها قوة قانونية، ليكون بوسع العراقين حكم بلادهم بانفسهم ويختارون من خلال صناديق الاقتراع النظام المناسب لبلدهم، دون اي شكل من اشكال التدخل الاجنبي.

ان نجاح الانتخابات البرلمانية تفتح صفحة جديدة بتاريخ العملية السياسية قي العراق، وحتما ستؤدي الى احداث تغيير في اصطفاف القوى الفاعلة وتوجهاتها، وتلقي ايضا مسؤولية عليها في ان مهمة السلطات الجديدة تتمثل بتحسين الظروف المعاشية للمواطنين وتطوير الخدمات الاجتماعية وضمان أمن وسلامة المواطن وحمايته، وان يكون القانون هو الحكم الوحيد في حل كافة الخلافات المشاكل والالتزام بمواد الدستور، وصيانة حدود البلاد وقطع دابر التدخل الاجنبي بكافة اشكاله، وجعل العراق بلدا خالي من اي تواجد اجنبي ومكافحة الفساد الحكومي.ان هذه هي مجمل الشعارات التي تمحورت حولها مبادئ القوائم الانتخابية، والتي سيتطلع الناخب من نوابه السهر على تحقيقها.


 

* اعلامي من العراق




 


 

free web counter