| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

فارس حامد عبد الكريم
farisalajrish@yahoo.com

 

 

 

الأحد 7/6/ 2009



الأشقاء العرب يردون الجميل للشعب العراقي

فارس حامد عبد الكريم *

انسجاماً مع القول المأثور ( اتق شر من أحسنت إليه )، لم يكتف أشقائنا العرب بموقف سلبي تجاه العراق، بل جندوا كل إمكانياتهم المادية والعسكرية والمخابراتية للانقضاض على العراق وشعبه، وتسببوا متعمدين في مقتل الآلاف من أبناء شعبنا.
سألني شقيق عربي ذات مرة في احد المؤتمرات عن حال العراق؟ فأجبته انه سيكون بخير لو كف العرب عن إيذائه، ومنعوا تجنيد وإرسال الانتحاريين والمفخخات لقتل أبناء العراق. فرد قائلاً: ان الحكومات لا تفعل ذلك، وهي أعمال فردية ولصعوبة السيطرة الحدود ....
فقلت له متسائلاً : هل يوجد فرق في الإجراءات الأمنية بين دخول وخروج الاشخاص او تسللهم عبر الحدود. أجابني: يفترض إنها ذات الإجراءات ، لمنع تسلل المهربين وغيرهم سواء كانوا داخلين او خارجين.
فسألته: معنى ذلك انه لو تسلل انتحاري عبر حدودكم فسيتم القبض عليه ؟
أجابني: نعم احتمال كبير ان يقبض عليه، وأضاف مازحاً، لماذا هل لديك انتحاريين تريد ان ترسلهم الينا ؟؟؟ فأجبته: لا.. لا نفعل ذلك ونؤذي أشقاء لنا أبرياء بسبب خصومة مع حكومتهم، ولكن فسر لي كيف تملك الدول العربية قابلية منع دخول المتسللين من المهربين وتجار المخدرات وحتى الانتحاريين إلى أراضيها ولكنها في نفس الوقت والمكان لا تستطيع السيطرة على دخول الآلاف من المتسللين إلى العراق ؟ هنا تهرب من الإجابة وانسحب بداعي وجود موعد لديه.
وعند موعد الغداء تعمدت الجلوس إلى جانبه وكان هناك مندوبين من البلدان العربية، وبادر المندوب السعودي وسألني ما رأيك بالطعام هل وجدته لذيذاً ؟ ورد، اعرف .. اعرف... ما عجبك، والتفت إلى الحاضرين قائلاً لم أجد في حياتي أكرم من الشعب العراقي ولا أطيب من الطعام العراقي ؟
واستطرد قائلاً: كانت لوالدي تجارة مع بعض العوائل النجفية، استيراد وتصدير، وكنت أرافق الشاحنات ممثلاً عن والدي، وكانت العوائل النجفية تتسابق لدعوتنا للغداء والعشاء ... والتفت للحضور قائلاً: والله الذي لم يأكل مرق البامية العراقية مع رز العنبر ما يعتبر أكل شيئا في حياته، ثم بدأ يشرح لهم كيف ان المطاعم العراقية على الطرق الخارجية تقدم المشويات اللذيذة وإنهم يقطعون اللحم أمام الزبون ويشونه على الفحم .... فقاطعته متسائلاً، هل تعرف السر في كرم العراقي ؟ وأجبته مباشرة ... لأن العراقي ابن حضارة ممتدة عبر الزمن أكسبته روح التحضر والتمدن والانسجام مع نفسه ومع الآخرين ومن نفس الروحية الكريمة انبثقت مواقفنا تجاه أشقائنا في كل المحن والتهديدات التي واجهتم، ولكننا لم نجدهم اليوم ونحن في أمس الحاجة إليهم .....

وبدأت أستذكر معهم مواقف العراقيين المشرفة..... ويمكن استعراض مساهمات العراق القومية باختصار على النحو التالي:
اولاً ـ القضية الفلسطينية:
تشير المفكرات الفلسطينية الى ما يلي:
ـ 7/11/1918 : بريطانيا وفرنسا تصدران تصريحا مشتركا لطمأنة العرب الذين ثاروا في العــراق وسوريا وفلسطين ولبنان، بعد شروعهما بتنفيذ اتفاقية ( سايكس بيكو) التي عقدت عام 1916 لتقسيم المنطقة العربية بينهما. لاحظ هنا ان الدول المعنية بالهم العربي هنا هي اربع فقط .
ـ 1919 اللقاء الشهير بين فيصل بن على ( ملك العراق لاحقاً) وزعيم الحركة الصهيونية حاييم وايزمن الذي أصر فيه فيصل على عروبة فلسطين رافضا مطامع الحركة الصهيونية. وعمل كملك للعراق بفاعلية لأجل خدمة حركة الاستقلال والتحرر العربية كما احتضن كملك للعراق الوطنيين السوريين والفلسطينيين الهاربين من طغيان مستعمريهم الفرنسيين والبريطانيين.
ـ 1932 احتل العراق مقعده في عصبة الامم دولة مستقلة ذات سيادة، وهو أهم عمل أداه ملك العراق فيصل الاول قبل رحيله عن الحياة وهو تأمينه إنهاء حالة الانتداب البريطاني عن العراق وإقامة الدولة العراقية المستقلة العضو في عصبة الأمم وقد تحقق ذلك. فضلاً عن اهتمامه بالقضية الفلسطينية بشكل كبير مدعوماً بتأييد شعبي.
ـ1933-1939 اهتم الملك غازي بالقضية الفلسطينية بشكل كبير، وقدمت حكومته الدعم لحركة الثورة الفلسطينية وتأسيس عصبة الدفاع عن فلسطين وجيش المتطوعين العراقيين للقتال إلى جانب الفلسطينيين. وخلال فترة حكمه استقبل العراق زعماء الثورة الفلسطينية وشارك مع بقية الزعماء العرب لأجل التوصل إلى حلول مرضية للطرفين الفلسطيني والبريطاني أثناء الثورة الفلسطينية الكبرى لعام 1936.
ـ 25/8/1936: وصل القائد فوزي القاوقجي إلى فلسطين قادما من العــراق على رأس مجموعة من المتطوعين من عصبة الدفاع عن فلسطين التي تشكلت في بغداد وكان قد سبقه سليم عبد الرحمن الذي فر من المعتقل إلى العراق وساهم في تشكيل العصبة هناك وانضم إلى القاوقجي متطوعون سوريون بقيادة الشيخ محمد الأشمر، وفي 28/8/1936 أعلن فوزي القاوقجي عن بدء نشاطه العسكري وقد جاء بناء على دعوة من اللجنة العربية العليا لقيادة الثورة . وهذا يعني ان العراقيين وفي وقت مبكر ولوحدهم هم من احتضن الثورة فعلياً.
ـ 31/8/1936 : نوري السعيد وزير خارجية الملك غازي بن فيصل في العراق يشترط وقف الهجرة ووقف قوانين الطوارئ وإلغاء الغرامات وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين والعرب مقابل وقف الإضراب العام والاضطرابات والبدء بالمفاوضات مع الحكومة البريطانية، وعلى اثر ذلك أصدرت اللجنة العربية العليا بيانا تقبل فيه وساطة نوري السعيد ، لكن وساطته فشلت لرفض الحكومة الصهيونية هذه الشروط..
ـ 2/9/1936: انتخاب فوزي القاوقجي قائدَ للقيادة العسكرية للثورة الفلسطينية الكبرى ( 1936ـ 1939). وسبق البيان انه كون قواته ودربها في بغداد في العهد الملكي.
ـ 27/9/1936 : معركة اليامون بين القوات البريطانية والمجاهدين العرب في فلسطين تسفر عن مقتل وجرح 70 جندياَ بريطانياَ واستشهاد 39 مجاهداَ عربياَ وإعطاب 5 عربات مدرعة.
ـ 11/10/1936 : وقف الإضراب العام في فلسطين بعد مناشدات من ملوك الأردن عبد الله الأول (1882-1951) والعراق غازي الأول (1933- 1939) والسعودية (1880-1953) بعد وعد بريطاني بتحقيق العدل.
ـ 1937: بلغ عدد العمليات العسكرية التي قام بها الثوار سنة 1937 في فلسطين 511 عملية قتل فيها 276 بين بريطاني ويهودي.
ـ 8/9/1937: ترأس ناجي السويدي ( العراق) مؤتمر عربي عام في بلودان بسورية بدعوة من لجنة الدفاع عن فلسطين في سورية وحضر الكثير من الشخصيات العربية وكان الأمير شكيب أرسلان والمطران حريكة نائبين للرئيس وعزة دروزة سكرتيرا للمؤتمر وقرر المؤتمرون قرارات مؤيدة للحركة الوطنية الفلسطينية ( تدعو إلى وحدة فلسطين مع البلاد العربية وإنهاء الانتداب ورفض المشروع الصهيوني وإقامة حكومة تمثيلية فيها).
ـ 7/10/1944: طُرحت فكرة الجامعة العربية والتقطت الحكومة المصرية الفكرة وأجرت الاتصالات التي انتهت إلى وضع بروتوكول الإسكندرية الذي وقعته حكومات مصر والعراق والسعودية ولبنان وشرق الأردن.
ـ 22/3/1945: توقيع ميثاق جامعة الدول العربية في القاهرة من قبل سبع دول مستقلة هي مصر والعراق ولبنان وسوريا والسعودية وإمارة شرق الأردن واليمن.
ـ 6/10/1945 : بداية الاضطرابات في فلسطين بين العرب واليهود .
ـ 13|1|1946:الحكومة البريطانية تحدد عدد المهاجرين اليهود إلى فلسطين بعشرة آلاف وخمسمائة سنويا.
ـ 16/1/1946: الملكان السعودي عبد العزيز ( 1880 ـ 1953 ) والمصري فاروق (1920 ـ 1965 ) يصدران بيانا يعلنان فيه تأييدهما للشعب الفلسطيني. أي بعد عشر سنوات من موقف الحكومة العراقية الثابت.
ـ 28/2/1946: وصلت اللجنة الأنكلو – أمريكية إلى القاهرة واستمعت إلى الأمين العام للجامعة العربية وغيره من أعضائها ثم انتقلت إلى فلسطين واستمعت إلى شهادات العرب واليهود في فلسطين ثم توزعت على العواصم العربية دمشق وبيروت وبغداد والرياض وعمّان.
ـ إبريل/1946: الانتداب البريطاني على فلسطين وصل نهايته قانونيا نتيجة لحل عصبة الأمم إبريل/1946.
ـ 10/5/1946: قدم ممثلو خمس دول عربية ( مصر والعراق وسورية ولبنان والسعودية ) مذكرة احتجاج إلى نائب وزير الخارجية الأمريكي دين اتشيسون بشأن توصيات اللجنة الأنكلو - أمريكية .
ـ 28_29/5/1946:عقد الملوك والرؤساء العرب مؤتمرهم الأول في أنشاص " مصر " لبحث القضية الفلسطينية فأجمع في مقرراته على أن ( فلسطين قطر عربي وهو القلب في المجموعة العربية .. وأن الأخذ بتوصيات لجنة التحقيق الأنكلو – أمريكية تعتبره الجامعة عملا عدائيا موجها ضدها).
ـ 7-15/10/1947 : انعقد مجلس الجامعة في بيروت وأوصت اللجنة العسكرية الدول العربية بحشد قوات على حدود فلسطين وتشكيل قيادة عسكرية موحدة ورصد ما لا يقل عن مليون جنيه كدفعة اولى لهذا الغرض وأن تبقي الجيوش العربية مرابطة على حدود فلسطين .
ـ 15/5/1948: تقدمت القوات العراقية من منطقة إربد في اتجاه مستعمرة غيشر واحتلت مشروع الكهرباء (روتنبرغ) في نهراين ثم توجه الجيش العراقي إلى نابلس ثم طولكرم.
ـ 15/5/1948: إعلان قيام دولة إسرائيل على جزء من أرض فلسطين وست دول عربية ( مصر والعراق وسورية ولبنان والسعودية والأردن) تعلن الحرب عليها.
ـ 28/5/1948: احتلت القوات الصهيونية جنين وعدة قري مجاورة لها ثم قام الجيش العراقي بهجوم مضاد وطرد القوات الصهيونية من جنين ومحيطها. استسلام الحي اليهودي في البلدة القديمة.
ـ قام الزعيم عبدا لكريم قاسم بإعداد خطة لفك الطوق عن الجيش المصري المحاصر في النقب ، وتثميناً لأدواره البطولية في حرب 1948 قدمت له القيادة العسكرية العراقية كتابي شكر ،الأول برقم 349 في 14/6/1948، ومحتواه الشكر على جهوده المنطوية على العزم والجرأة، في حين كان الثاني برقم 266 في 24/8/1948، ومضمونه تقدير الشجاعة التي أبدتها قطعاته في صد العدو وتكبيده الخسائر فضلا عن الغنائم العسكرية.
ـ يؤكد ذلك الكاتب الإسرائيلي اليعازر بعيري بقوله ان عبد الكريم قاسم ( خدم في فلسطين ما بين 48-1949، واشترك في القتال الذي وقع للاستيلاء على مركز بوليس جيشر. وقاد قوات كفر قاسم . وكان من الضباط العراقيين القلائل الذين استطاعوا كسب تعاطف عرب فلسطين، وعندما قام اليهود بهجوم مباغت على ربايا فوجه وتمكنوا من احتلال بعضها ، قام عبد الكريم بهجوم مقابل وتمكن من استعادتها وطرد اليهود منها
ـ 27/3/1960: في بادرة غير مسبوقة، رئيس الدولة العراقي اللواء (الزعيم) عبد الكريم قاسم يعلن تشكيل (جيش التحرير الفلسطيني) في العراق الذي قدم له الجيش العراقي كل تجهيزاته وتولي تدريبه. ليكون نواةً لتحرير فلسطين ، ووضع له نظاما متكاملاً من حيث الميزانية المالية والبناء وتسلسل الرتب ومميزات الخدمة ، جنود ، ضباط صف ، ضباط ودعا أبناء فلسطين للانضمام لهذا الجيش لينالوا رتبهم العسكرية حسب مؤهلاتهم ومنح المشتركين الامتيازات التي كانت تمنح لضباط الجيش العراقي من حيث الراتب والترفيع والتقاعد وغيرها، وتم تجهيز الجيش الفلسطيني بجميع التجهيزات العسكرية من الاسلحة والمعدات المخصصة أصلا للجيش العراقي ، فضلاً عن التدريب في المعسكرات العراقية.

وعند تخرج اول دورة جيش التحرير الفلسطيني خطب الزعيم الخريجين قائلا: (إننا نساندكم بالمال والسلاح والرجال والجهود وبكل ما نملك.. إننا اعددنا العدة لتدريب المغاوير منكم ...). وفيما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين فقد منحهم الدور السكنية فضلا عن تخصيص الرواتب لهم وقبول الطلبة الفلسطينيين بشكل عام في الجامعات العراقية.
الا ان السياسات المعادية للعراق أدت إلى الغدر بالزعيم العراقي البطل واستشهاده على يد ثلة مجرمة من الأفاقين وقطاع الطرق في مؤامرة خسيسة مخطط لها وممولة من وراء الحدود. ليحل محله حفنة متعاقبة من الأدعياء ذوي الخطب الانفعالية الرنانة.

ثانياً: العراق والموقف من الثورة الجزائرية
تعاطف الشعب العراقي مع الثورة الجزائرية بكل نبل ومشاعر صادقة وقاد شبابه المظاهرات المؤيدة للثورة والشعب الجزائري الشقيق في سبيل تحرره من نير الاستعمار الفرنسي ، وتصدى شعراء العراق للدفاع عن الثورة والثوار حتى ان كاتباً جزائريا ألف كتاباً بعنوان (الثورة الجزائرية في الشعر العراقي)، والذي نشر في ثلاث طبعات، ومنه قصيدة نازك الملائكة الرائعة نحن جميلة ومنها قولها:

جميلةُ، تبكين خلف المسافاتِ، خلف البلادْ
وتُرخين شعرَكِ، كفَّكِ، دمعكِ فوق الوساد
أتبكين أنتِ، أتبكي جميله؟
أما منحوك اللحون السخيّات والأغنياتْ؟
ففيم الدموع إذن يا جميله؟
ونحن منحنا لوصف جراحِكِ كلَّ شفهْ
وجرَّحَنا الوصفُ خدَّش أسماعنا المرهفه.

وقد اشتهر السياب بقصائده المؤيدة للثورة الجزائرية، ومنذ الأيام الاولى للثورة أعلن عبد الكريم قاسم مساندة الجمهورية العراقية الوليدة المطلقة للثورة الجزائرية ويعد العراق أول دولة تعترف بحكومة الجزائر المؤقتة وقدمت لها منحة مقدارها 2 مليون دينار عراقي وهو ما يعادل حينها أكثر من ستة ملايين دولار امريكي سنويا ، وهو مبلغ ضخم جداً حينها ، وابتداء من سنة 1959 .
كما رفض الزعيم خالد الذكر عرضين للحكومة الفرنسية بالاعتراف بالجمهورية العراقية الوليدة مقابل إعادة العلاقات الدبلوماسية العراقية ـ الفرنسية.
كما وقدم الشعب العراقي العربي الأصيل المساعدات التموينية والمالية للثورة الجزائرية والى اللاجئين الجزائريين المقيمين في تونس، وفي خطاب للزعيم عام 1959 أكد قائلاً (إنني ابشركم بأن الأسلحة التي خصصت للجزائر كانت كافية وقد خصصنا أسلحة أخرى وسوف نخصص أسلحة أخرى حتى تتحرر الجزائر، وسوف ندعمها بكل ما أوتينا من قوة ، فهذه معاهدنا ومدارسنا العسكرية ومعاهد العلم مفتوحة أبوابها أمامهم فهم إخوتنا وما عليهم إلا ان يحضروا الى هذا البلد ويدرسوا على حساب هذه الدولة وهي دولتهم.).

ثالثاً : العلاقات مع المغرب
اقنع العراق في عهد الزعيم عبدالكريم قاسم المغرب بالانضمام الى الجامعة العربية، وأقام علاقات واسعة معه وعلى جميع المستويات. وزار ملك المغرب محمد الخامس العراق في شباط من عام 1961 واستقبل بحفاوة بالغة وعندما بين الملك المغربي للزعيم عبد الكريم قاسم بان سيادة المغرب على أراضيه ليست كاملة لان الأجواء المغربية تخضع لحماية الطائرات البريطانية المتمركزة في القواعد البريطانية في المغرب وان المغرب لن ينال استقلاله الكامل بموجب الاتفاقيات الدولية إلا عندما يمتلك قوة جوية خاصة به، بادر الزعيم عبد الكريم بالتبرع إلى المغرب بسرب من طائرات ( الميك ) الذي يتكون من أربع طائرات بكامل أسلحتها ومعداتها وأدواته الاحتياطية لتكون نواة للقوة الجوية المغربية لتخليص المغرب من سيطرة بريطانيا على الأجواء والأراضي المغربية.
وهكذا نال المغرب كامل استقلاله بفضل الدعم العراقي. فضلا عن تقديم المساعدات المالية والثقافية وإنشاء دار العراق للثقافة في الرباط عام 1961 وتأمين حاجاته من المواد الثقافية والأثاث، إضافة إلى قبول الطلبة المغاربة في الكليات العراقية.

رابعاً: القضية العمانية
أعلن عبد الكريم قاسم تأييده للثورة في عمان وقدم العراق المساعدات المستمرة للحركة الوطنية العمانية والدعم في المجال الدولي وفتح مكتبا للحركة في بغداد. وأرسل الأسلحة والعتاد جواً الى ثوار عمان عن طريق المملكة العربية السعودية. وفي نيسان عام 1960 وصل الى بغداد الإمام غالب بن علي على رأس وفد عماني عال المستوى وتم الاتفاق مع الجانب العراقي على تقديم مساعدة مالية بمقدار ربع مليون روبية وبعد ستة أشهر تم تقديم ربع مليون روبية اخرى واستمر العراق في دفع مثل المبلغ المذكور سنويا للعمانيين فضلا عن قبول الطلبة العمانيين في المعاهد والكليات العراقية.

خامساً: الخليج العربي وعدن والجنوب العربي
اتسمت سياسة العراق في عهد عبد الكريم قاسم بالدعوة والدعم لتحرير بلدان الخليج العربي من السيطرة الاستعمارية. كما تعاونت الحكومة العراقية مع العديد من الهيئات الوطنية في الخليج منها (اتحاد الأندية الوطنية في البحرين) وفتحت معاهدها وكلياتها لأبناء الخليج عامة حيث قبل العديد منهم خلال حكم عبد الكريم قاسم كما توسعت العلاقات التجارية والاقتصادية بين بلدان الخليج العربي والعراق بشكل مضطرد. وكانت الحكومة العراقية تساند الحركة ككل دون تمييز في سبيل تحرير الجنوب العربي من الاستعمار البريطاني فضلا عن تقديم المعونات الثقافية لجميع أبناء الجنوب العربي دون تمييز فقد فتحت امامهم المعاهد والكليات العراقية ومن الناحية الإعلامية فقد أصدرت وزارة الإرشاد كتابا بعنوان (حقائق عن الجنوب العربي) كما ان هناك برنامجا إذاعيا موجها يبث من إذاعة بغداد باسم (الجنوب العربي).

سادساً: العلاقات مع اليمن
بعد قيام الثورة اليمنية وإعلان الجمهورية اليمنية اعترف العراق بها وقدم المساعدات للجمهورية الفتية من اجل نهضة وتقدم الأشقاء في اليمن.
وفي 2/1/ 1963 زار الرئيس اليمني عبد الله السلال السفارة العراقية في صنعاء واجتمع بالقائم بالأعمال العراقي وأشاد بموقف العراق تجاه الثورة اليمنية.
كما قدم العراق مساعدات ثقافية لليمن الشقيق من خلال قبول الطلبة اليمنيين في الكليات العراقية والكليات العسكرية كما توسعت العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.

وعلى هذا النحو كنا نحن المتفضلين بينما غدر بنا المتفضل عليهم، وساندوا الطاغية الذي استهتر بنا وبقيمنا وبمبادئنا وبأرواح شعبنا الأبي.. ومن ثم وبعد سقوطه أرسلوا إلينا فرق الموت الأسود ليفجروا أجسادهم القذرة في وسط الأسواق والجوامع والحسينيات ورياض الأطفال وتجمعات العمال ، لتجري الدماء الطاهرة كالأنهار في كل مدن العراق ، و حباً بالطاغية ونكاية بأهل العراق تبادلوا التهاني في يوم واقعة جسر الأئمة التي ذهب ضحيتها أكثر من الف عراقي ، كان أبائهم وأعمامهم وأخوالهم اول المتقدمين في الجبهات العربية، ... وفي اشد أيام العراقيين محنة ودموية ، تَذكَر (إخوتنا في العروبة) كل مآسي الدنيا وكل ضحايا تسونامي وحيوانات موزمبيق المهددة بالانقراض ، وتدخلوا مسرعين للإنقاذ والمساعدة ، بدافع الأعلام والخيرية المزيفة ، ولكنهم لم يتدخلوا ، ولو على اضعف الإيمان ، لنجدة من يُفترض أنهم أشقائهم. وهكذا قالها الأمام علي عليه السلام ( اتق شر من أحسنت إليه ).
فهل من صحوة ضمير أيها العرب.
 

المصادر
1ـ الدكتور مؤيد الونداوي ، العلاقات العراقية - العربية (1921 – 2003 ) شبكة أخبار العراق
http://www.aliraqnews.com/modules/xfsection/article.php?articleid=4247
2ـ المصدر : موقع الروائي عبد الله تايه ، أيام فلسطينية ،منشور على الرابط:
http://www.tayeh.ps/pal_days.php
3ـ د. عقيل الناصري،، من ماهيات سيرة الزعيم عبد الكريم قاسم - موقع العراقي

http://www.aliraqi.org/forums/showthread.php?t=9061&page=2
4ـ .المصدر:. د. هادي حسن عليوي، سياسة عبد الكريم قاسم العربية ،1958 ـ 1963
جريدة الصباح، اسم الصفحة: أفاق ستراتيجية التاريخ: Saturday, July 15
http://bourahla.blogspot.com/2007/06/blog-post_26.html
 

* فارس حامد عبد الكريم العجرش الزبيدي

ماجستير في القانون
نائب رئيس هيئة النزاهة سابقاً
باحث في فلسفة القانون والثقافة القانونية العامة

بغداد ـ العراق
البريد الالكتروني:
farisalajrish@yahoo.com
موقعنا:الثقافة القانونية للجميع
http://farisalajrish.maktoobblog.com /


 

 

free web counter