| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

فلاح علي

 

 

 

 

الأحد 8/10/ 2006

 

 

المؤتمرالوطني الثامن ومهام المرحله الراهنه والجدل الدائر حول تغيير إسم الحزب



فلاح علي - أوسلو

المؤتمرالوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي هو محطه نضاليه هامه في حياة الحزب والشعب والبلاد في ظل هذه الظروف الصعبه والمعقده التي يمر بها شعبنا ووطننا. وذلك إرتباطآ بالدور السياسي للحزب وإنطلاقآ من الحقائق الثابته التي جسدها الحزب الشيوعي العراقي في نضاله طيلة ال72 عامآ الماضيه أكدت ليس فقط وطنية الحزب وإنما حاجة الشعب والبلاد إليه فهو ضروره تأريخيه زكتها الحياة ولنشير إلى واحده من الحقائق التي لايختلف حولها إثنان . هو أن الحزب الشيوعي العراقي قد جسد في نضاله ( الوحده الوطنيه العراقيه ) أي إنه مثل جسد العراق بكافة قومياته ومكوناته الأخرى وعبر عن المصالح الوطنيه الصادقه . وبهذا كانت كل سياسات الحزب وبرامجه ومواقفه وتاكتيكاته تنطلق من الحرص على مصالح الشعب والوطن . وكان ولا يزال أحد القوى الأساسيه المعول عليها في عملية بناء العراق الفيدرالي الديمقراطي الجديد وقدم آلاف الشهداء من خيرة بنات وأبناء شعبنا ومن كافة القوميات والأديان من أجل تحقيق أهداف شعبنا في الحريه والديمقراطيه واستقلال البلاد والتقدم الأقتصادي والأجتماعي والثقافي وضمان العيش الكريم لأبناء الشعب .

مالذي تغير من أجل أن نفكر في تغيير إسم الحزب ؟ ولنطرح السؤال من زاويه ثانيه هل هي مهمة المؤتمر الوطني الثامن هي البحث عن إسم جديد للحزب أم البحث عن فعل ؟

إن الظروف التأريخيه الصعبه والمعقده التي يمر بها بلدنا تؤكد على الحقائق التاليه مهما تعددت وتباينت الأراء والأفكار ووجهات النظر لألاف الشيوعيين والتي سيعبر عنها من يمثلهم في المؤتمر . أن المهمه الأولى ستكون في البحث عن مشروع عملي ( برنامج ) يتضمن مهام الحزب الأنيه على ضوء المرحله الراهنه التي يمر بها شعبنا وبلدنا وصياغة الخط السياسي للحزب . وستكون المهمه الأخرى هي تطوير الحزب ويدرك الشيوعيون إن عملية التطوير والتجديد هي في الفكر والسياسه والتنظيم مع الأحتفاظ بالهويه الفكريه والطبقيه للحزب ومبادئ بناء الحزب . وإشاعة الديمقراطيه في حياته الداخليه والأنفتاح والمرونه في التاكتيك وفي مواجهة المستقبل وتؤكد حقائق الحياة إن التطور لايقبل القطع بين المراحل فعلينا التقدم إلى الأمام في ظروف جديده وهنا الفرق بين عملية التجديد والتطوير وعملية التغيير . التي يدعوا لها البعض لتغيير محتوى الحزب وتحويله لحزب ذات محتوى ليبرالي وإسم آخر وإنطلاقآ من أن التعدد في الأراء والمواقف ووجهات النظر هي من مستلزمات الديمقراطيه في حياة الحزب الداخليه أو حتى في الممارسه في الحياة حيث أصبحت من مستلزمات العصر الراهن . لكن هذه الطروحات لاتستند لمعطيات واقعيه وعلميه وحتى إنها تسير بعكس مايتطلبه واقع الحال الأن في العراق من يجهد نفسه وبدون تطير لقراءة الواقع الراهن لشعبنا وبلدنا . سيجد أن العراق بحاجه لحزب شيوعي من طراز جديد فمن الجانب الأجتماعي نرى التدهور شمل كافة طبقات وفئات المجتمع وبالذات عمال شعبنا وكادحيه وفئاته الأخرى أصابها الضرر الكبيروهي بحاجه من يدافع عن مصالحها وأن الخراب الكبير الذي عم البلد منذ ثلاث عقود وإلى الأن قد وضع الملايين من أبناء شعبنا من شغيلة اليد والفكرسواء في الريف أم في المدينه خارج العمل وأصبح جيش البطاله في الملايين وهم محرومون من أبسط حياة العيش الكريم عدا الخراب الأقتصادي وما نتج عنه إن هذه الملايين من شغيلة اليد والفكر من أبناء شعبنا هي بحاجه إلى من يعبر عن حاجاتها ومصالحها بالعمل والفعل وليس بالتصريحات الخطابيه والدعايه الأنتخابيه الزائفه إن الغالبيه من هذه الفئات سواء بحكم الوعي أو الفطره تدرك تمامآ أن الحزب الشيوعي العراقي هو المعبر عن مصالحها تأريخيآ .

ولو أخذنا الوضع السياسي للبلاد ولو رجعنا لقراءات ومواقف وسياسات وبرامج الحزب الشيوعي للواقع السياسي العراقي سواء كان قبل الحرب أ وبعد سقوط النظام الدكتاتوري المقبور من مجلس الحكم إلى الأن سنجدهذه المواقف صفحات مشرقه أكدت الحياة صحتها وستحفظها كنوز التأريخ للأجيال القادمه إنها تعد مفخره للشيوعيين العراقيين في تأريخ العراق الحديث كانت ولاتزال المخرج الحقيقي لكل الأزمات التي عصفت بشعبنا وبلدنا وبالذات في هذا المنعطف الخطير التأريخي والمعقد الذي يمر به الشعب والوطن الأن لنبدأ من ماهو مطرح من وثائق بقراءة ( مشروع البرنامج ) سنجد فيه ماهو أساسي وجوهري من مهام في المجال السياسي ونؤشر على سبيل المثال /
- دولة المؤسسات
- الديمقراطيه والمواطنه
- السياده الكامله وتحقيق الأستقلال التام للبلاد
- الحقوق القوميه لشعبنا الكوردي وحقوق مكونات شعبنا الأخرى في ظل نظام ديمقراطي فيدرالي .
- هذا عدا المهام في الجانب الأقتصادي والأجتماعي وحقوق المرأه والعمال والفلاحين والطلبه والشبيبه وفروع الأقتصاد والأهتمام بالثقافه ...... إلخ . رغم الملاحظات التي تبدى على الوثيقه وقد سجلت ملاحظاتي في إجتماع حزبي لمنظمتنا . ولكن نجد أن الوثيقه وما تحمله من مهام في الجانب السياسي  هي تشكل مفتاح لحل الأزمه السياسيه في البلاد وهذه المهام تعتبر عامل قوه للشيوعيين العراقيين وتدلل على قرائتهم الدقيقه لخصوصيات الواقع العراقي و على دورهم المؤثر في الحياة السياسيه في البلاد من أجل عملية التغيير وبناء العراق الجديد القائم على دولة العدل والقانون من خلال السير بالعمليه السياسيه وتحقيق أهدافها.

إن من ينظر إلى تنامي دور الأسلام السياسي في العراق في هذه المرحله وبالذات المتطرف منه قد يصاب البعض باليأس والأحباط ويعطل كل مشاريعه ويحزم أمتعته . ويعتبر هذه هي الحاله الطبيعيه في العراق وعلى الآخرين أن يغيروا كل شيئ ويتعايشوا مع الواقع . إن من يعرف الواقع العراقي جيدآ من قرب يدرك تمامآ إن هذه الحاله هي مؤقته وعوامل نموها وإتساعها هي غير ثابته وإنما متغيره دائمآ . يتحمل النظام الدكتاتوري المقبور المسؤوليه الأولى عن ذلك لثلاث عقود وهو ناصب الفكر اليساري والديمقراطي العداء ومارس القتل والتصفيات بحق النشطاء عدا السجون والمعتقلات والمنافي وحروبه وما جرى على البلاد من حصار وويلات وبعد ذلك جاء الأحتلال وزادت الأمور تعقيدآ وكان سببآ للتطرف إضافه لتدخلات وعوامل أخرى ساعدت على نمو هذه الظاهره في هذا الظرف بالذات ولكن من يقرأ الواقع العراقي بشكل جيد يدرك أن الأمور مختلفه تمامآ . وإن ظاهرة التطرف ليس لها علاقه أو صله بالدين .

إن الحزب الشيوعي العراقي منذ الأيام الأولى لـتأسيسه وإلى اليوم يحترم الأديان والمعتقدات السماويه ويحترم حق الناس في ممارسة شعائرهم وطقوسهم الدينيه وفي صفوفه الألاف من الأعضاء المتدينيين ونشير هنا أن النضال الوطني للحزب منذ تأسيسه إلى الأن وما طرحه من مواقف وبرامج سياسيه أكسبه قوه جماهيريه وشعبيه كبيره .

وإن الحزب في هذه الظروف بعد قرابة ثلاث عقود من التصفيات والملاحقات أعاد بناء تنظيماته الحزبيه على طول البلاد وعرضها ولهذا فأن جماهيرية الحزب أو عدم جماهيريته هي ليس لها علاقه بأسم الحزب وإنما المطلوب بالبحث والتدقيق عن أسباب إنحسار الحركه الجماهيريه وقوىاليساروالديمقراطيه وليس بالحكم على النتائج قبل تشخيص الأسباب التي هي واضحه للجميع ولا يختلف عليها إثنان وما طرح أعلاه تشكل بعض من هذه الأسباب بشقيها الداخلي والخارجي إن الحزب منذ تأسيسه ولحد الأن شكل القوه الحيه والواعيه والمثقفه والفاعله في البلاد وهو أحد القوى المؤثره في الحياة السياسيه .

إذن هل أن الشيوعيون العراقييون هم في حاله من هبوط المعنويات والتراخي لكي يفكروا بتغيير إسم الحزب الوقائع والمعطيات تشير عكس ذلك .

إن الظروف الغير طبيعيه الصعبه والمعقده التي يمر بها شعبنا وبلدنا تتطلب من جميع الشيوعيين وأصدقائهم بالعمل على التمسك بالخيط الأساسي وهو تطوير الحزب لكي يتمكن من توسيع تنظيماته ونمو جماهيريته وزيادة فاعليته ليكون إطارآ صلبآ ولاعبآ أساسيآ في عملية التغييروقادرآ على توحيد جميع القوى الوطنيه والديمقراطيه ليس بالأسم وإنما بالفعل والمبادره لأنجاز العمليه السياسيه وتحقيق أهدافهاوبهذ نتمكن من أن نسير بطريقنا بثقه بالمستقبل بأندحارقوى الظلام والأرهاب وستكون أمام الحزب إمكانيات كبيره للتقدم للأمام وبهذا تزداد الأحتمالات بألا تباغتنا المفاجئات والأنعطافات التأريخيه أيا كانت . وبكل ثقه أقول لدى الحزب عوامل قوه كبيره تؤهله أن يحتل موقعآ مهمآ في الحياة السياسيه للبلاد والتأثير فيها من أجل التغيير وهي خوض النضال على واحده من أهم الجبهات ليس الأسهل وإنما الجبهه التي تفتح لنا علاقات أوسع مع الجماهير وتوسع نفوذ الحزب وهي الجبهه الأجتماعيه . التي ترتبط بحياة الناس وتشمل فئات واسعه في الدفاع عن حقوقها ونقص الخدمات والأمن وتحريك النقابات حول مطاليبها . وتأتي بعدها الجبهه السياسيه . وعدم الخوف من دخول الصراع الأجتماعي والسياسي أن نهيئ رفاقنا ومنظماتنا لهذه المعارك ولكن أن لانفتعلها بل نهيئ لخوض هذا الصراع ونخرج منتصريين وستكون جماهير الشعب معنى وإن قدرات الحزب كبيره والخبرات متكدسه .

لهذا فأن الحزب الشيوعي العراقي هو حاجه وضروره للشعب والبلاد لاغنى عنه كحاجة النبات للمياه لكي ينمو ويثمر وهنا إعاده للتأكيد على بعض المهام المطروحه على المؤتمر هي تفعيل وتطوير الحزب وسيدخل المندوبين في ورشات عمل حقيقيه لترتيب وضعنا وتمتين صفوفنا وتطوير حزبنا سياسيآ وفكريآ وتنظيميآ وكذافي البحث في الأشكاليات التي تواجه الحزب والشعب والبلاد للوصول لنتائج وإستخلاصات نحو المستقبل من خلال رسم وتدقيق السياسه وهو فرصه تأريخيه لتعبأة قوى الحزب وزجها في النضال السياسي الجماهيري ويأتي في المقدمه هو حسن التعامل مع جمهور المتدينيين وأن نميز بين الأسلام السياسي وبين التدين حيث توجد نقاط عديده نلتقي وإياهم علينا أن نولي هذا الجانب أهميه ونحسن نسج العلاقه مع هذا الجمهور لجرهم للنضال السياسي ضمن برنامج حزبنا . والمؤتمر فرصه تأريخيه من منطلق تفحص مكامن الضعف والقصور بمسؤوليه ومبدأيه عاليه وكشف مواقع الخمول والضعف والركود لفرض التمكن من وضع الحلول لمعالجة الخلل ويكون من المهم تقبل الأنتقادات والتحديات وهي ضروريه لتطوير إلأداء الحزبي .

وأن كل الدلائل والمعطيات والوقائع تشير أن أعضاء الحزب وكوادره وقيادته هم في حاله من التماسك والتضامن والصلابه النفسيه والفكريه عازمون على تطوير الحزب سياسيآ وفكريآ وتنظيميآ وزيادة نفوذه وتوسيع قاعدته الحزبيه وتأثيره في الأحداث السياسيه في البلاد مع التأكيد على الطابع الديمقراطي للحزب في حياته الداخليه وفي التمثيل الأكثرشمولآ لقوى المجتمع ذات المصلحه في التغيير الديمقراطي والسير إلى الأمام من أجل التغيير وتحقيق الأهداف المرسومه في البرنامج والمساهمه الفاعله في بناء العراق الديمقراطي الجديد تحت راية إسم الحزب الشيوعي العراقي .

مساهمات أخرى للكاتب :

ملاحظات حول مشروع النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي