| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

فلاح علي

 

 

 

 

الأربعاء 6/12/ 2006

 



من يرفض المبادرات الأمميه عليه أن يقدم الحلول والبدائل العمليه لتجنب شعبنا ووطننا المخاطر


فلاح علي

إن منظمة الأمم المتحده منذ تأسيها لعبت دورآ كبيرآ في صيانة السلم والأمن الدولي وساهمت في حل كثير من الصراعات الدوليه والأقليميه والحروب الأهليه أيضآ على صعيد الدوله الواحده وحماية أقليات ومكونات تلك الدوله من خطر التصفيات العرقيه وغيرها وهي تقدم مختلف أشكال الدعم الأنساني عندما تتعرض الشعوب لكوارث وغيرها . ورغم سيطرةالقطب الواحد على العالم منذ مايقارب العقدين على ضوء إنهيارالأتحاد السوفيتي آنذاك فحدث إختلال في التوازن الدولي وإضعاف لدور ووظائف الأمم المتحده ومجلس الأمن فأنفردت الولايات المتحده الأمريكيه ببسط هيمنها على العالم والتحكم بمصائره ومصائر شعوبه وفقآ لمصالحها وكانت هذه أحد أسباب تنميه العنف والأرهاب . إلا أنه رغم ذلك نجد أن العالم وشعوبه في هذا اليوم هي بحاجه ماسه إلى منظمة الأمم المتحده وتفعيل دورها .
من هذا برزت الدعوات لأصلاح المنظمه الدوليه .وقد أكدت تجربة العراق منذ عقود سواء في فترة الحصار الأقتصادي الذي فرض في ظل النظام الدكتاتوري المقبور إلى الأن وبعد مرور 3 سنوات على سقوطه . أكدت هذه التجربه على الدورالفعال للأمم المتحده .
إن شعبنايتطلع وبشكل عاجل لأي دور للمجتمع الدولي ومنظماته الأمميه للمساهمه الفعاله في تجنبه خطر الحرب الأهليه وضمان أمنه وإستقراره والحفاظ على وحدته الوطنيه ودعم العمليه السياسيه والمساهمه في القضاء على الأرهاب والمباشره بعمليات التنميه والأعمار والقضاء على البطاله وضمان حقوق الأنسان وتحقيق الأستقلال التام للبلاد . ومن ينكر دور الأمم المتحده في الوقوف مع شعبنا في محنته وبالذات من يدعون إنهم يمثلون قيادات الشعب . فهم يقفون دون أن يدركوا بالضد من مصالح الشعب والوطن .
إن مبادرة السيد كوفي أنان / هي جاءت في الوقت المناسب وهي تشكل مسعى حيادي ومخلص لحل العقده العراقيه .
وإن السيد كوفي أنان لم يقل تدويل القضيه العراقيه وإنما قال عقد مؤتمر دولي لحل القضيه العراقيه وبلا شك يكون تحت إشراف الأمم المتحده وتشارك به الدول الأعضاء في الأمم المتحده الذي يعتبر العراق عضوآ فيها .
فما هو الضير من عقد هكذا مؤتمر لتخليص شعبنا من كوارث لاتحمد عقباها وضمان وحدة الشعب والوطن . وما هو الضير إذا عقد المؤتمر في القاهره أو في عمان أو في الرياض أو أي عاصمه عربيه أو حتى في مقر الأمم المتحده . طالما إن المؤتمر يساهم في حل القضيه العراقيه وتحت إشراف الأمم المتحده فلماذا توضع خطوط حمراء أزاء هكذا مسعى ؟
لنتوقف أمام تصريح السيد عبد العزيز الحكيم في عمان / حيث قال ( نحن نعتقد أن مقترح الأمين العام كوفي أنان غير واقعي وغير صحيح وغير شرعي وغير قانوني وأضاف هناك عمليه سياسيه أنتجت برلمانآ وحكومه هي أقوى الحكومات في منطقة الشرق الأوسط .... إلخ ) . مثل هكذا تصريح مستعجل غير مدروس ليس فقط إنه لايملك حجة أو دليل لصحته لا بل ليس فقط يضعف الموقف السياسي لمن أطلقه وإنما يخلق حاله من الأحباط واليأس لدى أبناء شعبنا . وهنا ليس بصدد تكريس الجهد لنقد التصريح الذي لايصمد أمام النقد وإنما البحث عن الدوافع من وراء التصريح ؟ لاسيما أن صاحب التصريح وكل جماهير شعبنا وقواه الوطنيه على يقين تام إننا بحاجه لدعم تضامني خارجي لتجنب شعبنا كوارث قادمه ولصيانة وحدة الشعب الوطنيه ولتعيد الأمن والأستقرار للبلاد سواء كان هذا الدعم عربي أو إقليمي أو إممي ومبادرة كوفي أنان تصب في هذا الأتجاه . وبلا شك أن مبادرة السيد كوفي أنان هو يهدف أيضآ لأعادة الأعتبار لمنظمة الأمم المتحده وتخليصها من هيمنة القطب الأمريكي الذي تحكم سياساته ومواقفه ومصالحه الأستراتيجيه في هذه المنطقه أو تلك.
بعيدآ عن التشكيك فأن رفض المبادره هو التأكيد على ربط مصير العراق وشعبه في هذه المرحله بالرؤيه الأمريكيه وما ترتأيه الولايات المتحده الأمريكيه وليس إتهامآ ولكن ماهو باين أن حج البيت الأبيض والمنافع الضيقه والظهور أمام بهرجة وسائل الأعلام هي عربون لرفض المبادره . وإلا ماهي المبررات المقنعه لرفض المبادره .
وللتأكيد هنا أن المبادره لو تم تبنيها بلا شك إنها لاتملك عصا سحريه لحل العقده العراقيه وإنما هو مسعى إممي يمتلك ضمانات شرعيه وقانونيه وخبره وإمكانيات ضاغطه لتقريب وجهات النظر بين الفئات السياسيه المتنازعه وتساعد في إيقاف التدخلات الخارجيه التي تغذي الأرهاب ولتجنب حقن مزيد من الدماء وصولآ لتحقيق السلام والأمن والأستقرار.
صحيح أن الولايات المتحده الأمريكيه هي صاحبة القرار في العراق ولكن بهذا الشكل أو ذاك فأن لمنظمة الأمم المتحده دور مهم أيضآ لا سيما وأن القرار 1546 قد صدر من قبل مجلس الأمن الذي يكون للأمم المتحده الدور الضامن في تنفيذه .هنا يطرح سؤال من يمتلك حق النقض الفيتو في العراق ؟
لنعود لتصريح السيد عبد العزيز الحكيم حيث ذكر.
( هناك عمليه سياسيه أنتجت برلمانآ وحكومه هي أقوى الحكومات في الشرق الأوسط .... إلخ ) طيب إذا توجد عمليه سياسيه وبرلمان يعني هناك عمليه ديمقراطيه . إذن لماذا يصادر حق البرلمان في إبداء الرأي ألا تقتضي مصلحة الشعب هو أن يمارس أصحاب العمليه السياسيه اللعبه الديمقراطيه ويطلبوا طرح المبادره على البرلمان المؤسسه الديمقراطيه المنتخبه ليقول رأيه فيها ؟ أليس هناك شركاء من القوى الوطنيه في العمليه السياسيه ألا يحق لهم أن يقولوا رأيهم ؟ أليس هناك مجلس سياسي للأمن الوطني يمتلك صلاحيات وله مهام ومسؤول عن مصير الشعب والبلاد ليطرح عليه هذه المبادره ليناقشها ويعطي رأيه بها ؟ أليس هناك حكومه منتخبه أقوى الحكومات في الشرق الأوسط ألا يحق لها أن يفسح لها المجال لدراسة المقترح وإبداء رأيها ؟ لاسيما وإنها حكومه شرعيه ومنتخبه ؟ السؤال الذي يصعب وجود جواب له هو .
لماذا هذا الأنفراد والأستفراد في تقرير مصير شعب وبلد والأدعاء بأنه يمثل الأغلبيه وهو من حيث الممارسه هناك أفراد تتحكم في مصير الأغلبيه وتضع خطوط حمراء و تهمش القوى السياسيه والمؤسسات الشرعيه المنتخبه ؟
وهذه التساؤلات تنطبق أيضآ على التصريح الذي أدلى به السيد الحكيم في البيت الأبيض حيث قال إنه ( مع عدم سحب القوات الأمريكيه من العراق) وبهذا التصريح هو همش كتلة الأتلاف وهمش القوى الأخرى والمؤسسات المنتخبه . ولم تتملكه الجرأه في البيت الأبيض ليطالب بتحديد جدول زمني لأنسحاب القوات وهذا هو القرار الجماعي الذي تبنته جميع القوى المشاركه في مؤتمر القاهره ووقع عليه الجميع بما فيها شخصيات من كتلة الأئتلاف .
نلاحظ أن السيد رئيس الجمهوريه مام جلال وشخصيات أخرى في الحكومه قد أيدت موقف السيد الحكيم من رفض مبادرة الأمين العام للأمم المتحده السيد كوفي أنان .دون أن يقدموا المبررات المقنعه للرفض وما هي البدائل للحل والقرار الحاسم في الأمور المصيريه في البلدان الديمقراطيه لايعود للأفراد وإنما للمؤسسات الديمقراطيه المنتخبه .
هناأن القاده الذين رفضوا مبادرة الأمين العام للأمم المتحده .عليهم أن يقدموا مبادرات سريعه وعاجله وإلا يتحملوا المسؤوليه أمام من إنتخبهم فهم برفضهم هذا قد ورطوا أنفسهم ومن يقف ورائهم في الوقوع في مطبات سياسيه وتاكتيكيه غير محسوبه تتعارض مع نهجهم السياسي والدافع هي القصور في الروأيه والتعجل والتفرد في القرار وليس بصدد إتهام أحد بالقول أن المنافع ا لقصيرة الأمد إرتباطآ بالدور الذي تلعبه الولايات المتحده الأمريكيه في العراق هي وراء ذلك وعليهم أن يقنعوا شعبنا بصحة رأيهم برفض المبادره لاسيما وإنها من منظمه دوليه حياديه .
شعبنا يدفع الثمن دائمآ بسبب أخطاء من إنتخبه ويتطلع إلى من ينقذه من الأزمه . مبادرة المصالحه الوطنيه تم إضعافها وتعقيدها بسبب التخبط في تهيأة مستلزماتها .
وهم يدركون جيدآ إن من يضع مصلحة الشعب والوطن فوق مصالحه الفئويه والحزبيه والطائفيه هو قادر على تجاوز الأزمه بدلآ من الركض والتعويل على الولايات المتحده الأمريكيه .
في فترة النضال ضد الدكتاتوريه توجهة غالبية القوى السياسيه إلى المجتمع الدولي ومنظماته لكسب التضامن والدعم والأسناد لشعبنا وقواه الوطنيه في النضال ضد الدكتاتوريه ومن هذه المنظمات هي منظمة الأمم المتحده وتوجهت غالبية هذه القوى إليها بالشعارات التاليه وللحقيقه والتأريخ صيغت الشعارات التاليه آنذاك من قبل قيادة وكوادرالحزب الشيوعي العراقي وجسدتها في الممارسه منظمات الحزب في الخارج . وتبنتها غالبية القوى وإنخرطت في نشاطات مع منظمات الحزب الشيوعي العراقي من خلال لجان التنسيق الوطنيه .

الشعارات :
1- رفع الحصار عن الشعب العراقي وإبقاء الحصار السياسي والعسكري والدبلوماسي على الدكتاتوريه .
2- محاكمة صدام حسين وأركان نظامه في محكمه دوليه .
3- تنفيذ القرار 688 الخاص بحماية حقوق الأنسان في العراق .
والمطالبه أيضآ بشمول القرار بالماده 7 من ميثاق الأمم المتحده ليكون إلزامي التنفيذ .
وقد إقيمت الأعتصامات في غالبية دول العالم وإستمرت أشهر وتجمعات ومظاهرات ومذكرات إلى السيد كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحده ومجلس الأمن . وساهم في الفعاليات ووقع على المذكرات منظمات وممثلي غالبية القوى بما فيها من رفض مبادرة السيد كوفي أنان الأخيره . فلماذا نرفض الآن مبادرة الأمم المتحده ودورها الأممي في حل الصراعات والمنازعات وتقديم الدعم النزيه لتجنب شعبنا ووطننا مخاطر محدقه .
ألا يحق قانونيآ وشرعيآ للأمم المتحده أن تتدخل في حل القضيه العراقيه لصالح شعبنا وليس لصالح طائفه أو أفراد أو أحزاب لماذا يلجأ دائمآ البعض بالتعويل على الولايات المتحده . دون التعويل على شعبنا وقواه الوطنيه وكذا المجتمع الدولي و منظماته الدوليه والتي يكون جهدها ومسعاها لصالح شعبنا .لاسيما وأن العمليه السياسيه في العراق ستكون نهايتها تحقبق الأستقلال التام للبلاد وفق قرار مجلس الأمن 1546 وبرعاية وضمانة الأمم المتحده .
إن غالبية شعوب العالم مرت بمنعطفات حاده وفي مراحل تأريخيه متنوعه كادت أن تعصف بها كوارث يتعرض وجودها ومصير أوطانها للخطر . إلا أن القاده السياسيين لهذه الشعوب وحركاتها السياسيه لعبت دوآ متميزآ بالحفاظ على وحدة شعوبهم وسلامة أوطانهم من كوارث وصراعات داخليه وخارجيه وذلك لأنهم فضلوا مصالح شعوبهم وأوطانهم على مصالحهم ومصالح تنظيماتهم لهذا سميه هؤلاء بالقادة التأريخيين .
إن شعبنا العراقي يزخر بطاقات وكفاءات وإمكانيات كبيره من قاده وكوادر سياسيه وثقافيه وعلميه وفنيه وإداريه نزيهه ومخلصه ومجربه يعرفهم شعبنا جيدآ . إنهم يضعون مصالح الشعب والوطن فوق أي إعتبار والنفع العام فوق الخاص .
إلا إنهم من سوء حظ شعبنا مهمشين في هذه المرحله الصعبه بسبب الخبطه السيأة الذكر الطارئه على شعبنا وتأريخه السياسي وهي المحاصصه الطائفيه والقوميه . وهذه هي أحد أسباب مانسمعه من البعض من تصريحات غير نافعه وغير ناضجه وخطاب سياسي منفعل ومتشنج كما إنها أحد أسباب الأحتقان السياسي وتأزم الوضع في العراق .

النرويج / 4-12-2006