| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

فلاح علي

 

 

 

الجمعة 28/8/ 2009



ملاحظات إنتقادية على تصريحات كريم أحمد
لصحيفة هاولاتي

فلاح علي

تصريحات كريم أحمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي الكوردستاني ,لصحيفة هاولاتي والتي إطلعت عليها في موقع الحوار المتمدن العدد 2752 في 28-8-2009 . وعلى ضوء القراءة السريعة للمقابلة توفرت لدي ملاحظات إنتقادية . ولا بد من التأكيد إنه إرتباطاَ بقدرات وإمكانيات كريم أحمد الفكرية أرجح أن هناك خطأ حصل أثناء الترجمه ، أدعو الأستاذ كريم أحمد لتدقيق تصريحاته في النص العربي وتبيان رأيه وذلك للأمانة ولأطلاع القراء على اللبس غير الواضح للتصريحات .

أما بصدد ملاحظاتي الأنتقادية فهي :

1- جذب إنتباهي عنوان المقابلة الآتي :

(مسؤلوا الحزب الشيوعي أيضاً أصبحوا كالآخرين فاسدين وصاروا أفندية ومصابون بالكسل)، لا أعرف ماذا يقصد هنا بالفساد هل لا توجد محاكم في كوردستان تكشف الفاسدين ؟ هل كوردستان بدون قانون ؟ وكأن هناك سبق صحفي سجله مترجم المقاله ووضعه عنواناَ لها . بلا شك يقصد كريم أحمد (بالفساد) هو مطالبة الحزب الشيوعي الكوردستاني لحقوق رفاقه في ( مسألة التقاعد وتخصيص أراضي للسكن ) وهل المطالبة بهذه الحقوق هي فساد . ألا نسيت إن هذا هو شرط لمواصلة الحياة وهو حق طبيعي وديني وقانوني , وإذا حصلت القيادة على هذه الحقوق هل هذا كفر ويعتبر فساد . ممكن أن يعتبر فساد في حالة واحدة ( إذا حصلت قيادة الحزب الشيوعي الكوردستاني لوحدها على هذه الحقوق المشروعة وغضت الطرف عن المطالبة بحقوق رفاقها وعوائل الشهداء ) . عدا ذلك القراء يدركون من أين يأتي الفساد لقيادة الحزب الشيوعي الكوردستان ولديهم وزير واحد ( للمواصلات ) وليس (للتجارة أو المالية أو النفط) . أما مصابون بالكسل فهذا وارد وقد يتفق معك الكثير .

2- وفي إجابته على السؤال الأول للصحيفة (هاولآتي: وفق تجربتكم الطويلة في التاريخ السياسي لكردستان والعراق، كيف ترون أنتخابات أقليم كردستان الأخيرة؟)

أجاب كريم أحمد . (من الضروري التعامل الأيجابي مع الآخر وقبول الآخر والتعايش المشترك.أرى أن الكثيرين لم يفهموا بعد طبيعة المرحلة التي نمر بها، مرحلة الحفاظ على الأنجازات وتكريسها، لذا على جميع القوى دعم ذلك في هذه المرحلة، لأنه حتى هذه اللحظة لم تحل قضيتنا الكردية، رغم قبولهم الفيدرالية، لكن حتى الآن لم تحدد حدود كردستان وهذا من الضروري أن يتم، فالكثير من المناطق لاسيما كركوك ما زالت خارج حدود كردستان. لدينا هدفان، الأول ترسيخ الأنجازات المتحققة، والحفاظ على الديمقراطية في كردستان، والثاني وضع نهاية لمسألة الحدود وتحديد حدود كردستان. المهمتان بحاجة الى توحيد القوى الكردستانية التي في السلطة والمعارضة لها أيضا". بخلاف ذلك سنفقد ما تحقق وسنخسر جميعا".... إلخ ) .

هل يعقل سياسي مخضرم مثل كريم أحمد يوجز مهام المرحلة بنقطتين فقط ، ترسيخ الأنجازات وتحديد حدود كوردستان . كيف عزل الوضع في كوردستان عن إستقرار الوضع الأمني وترسيخ الديمقراطية في العراق , كريم أحمد الذي كان يعطي دروساَ للأحزاب الكوردية القومية ( أن الفيدرالية في كوردستان لا تتحقق بمعزل عن الديمقراطية في العراق) وقد ساهم في قيادة الكفاح المسلح في كوردستان بعد عام 1979 تحت شعار ( الديمقراطية للعراق والفيدرالية لكوردستان ) إذاَ يا أبا سليم الأنجازات لن تترسخ في كوردستان إذا لم تنتهي المحاصصة الطائفية والقومية المقيته ويقام نظام ديمقراطي حقيقي . هل نسيت ما نقله المرحوم زكي خيري ونشر في مجلة الثقافة الجديدة قول عن السيد مسعود البارزاني ( وقال ما نصه لقد باعونا ببرميل نفط ) هذا كان التصريح بعد توقيع إتفاقية الجزائر في عام 1979 والمقصود هنا إيران والأمريكان يا أبا سليم (النظام الديمقراطي الحقيقي في العراق هو الضمانة الحقيقية للفيدرالية في كوردستان العراق ) لماذا بهذا الجواب قد أوقعت حالك في مستنقع القومية الضيقة .كل الشيوعيين العراقيين ومعهم كل القوى الديمقراطية هم مع الفيدرالية لكوردستان ولكن يدركون تماماَ أن الضمانة الحقيقية للفيدرالية لكوردستان (هو الدستور الديمقراطي) الذي يرسي دولة القانون ونظامها الديمقراطي لا المحاصصة الطائفية التي تحول الصراعات الثانوية إلى صراعات أساسية من أجل مصالح فئوية ذاتية مقيته وتفرط بمصالح الشعب والوطن .

هاولآتي: هل ترى أن الحزب الشيوعي سيعيد النظر بنفسه
كريم أحمد: أذا لم يفعل ذلك فأنه سيتضرر، أنه لا مفر من أن يعيد النظر بنفسه، أذا لم يفعل ذلك فأن الغير راضون سيؤسسون حزباً شيوعياً آخراً.

هاولآتي: لماذا سيادتكم وعزيز محمد لا تعالجون هذه الأزمة في الحزب الشيوعي، هل أنتم بعيدون عن هذا الحزب، أم إنهم لا يصغون إليكم؟
كريم أحمد : نحن لسنا ببعيدين , أنا لدي دائماَ القول لكنهم لا يصغون إلينا لأنه لم تعد لدينا سلطة (حزبية)


3- كريم أحمد ذو التأريخ الطويل والخبره الكبيرة , وكأنه في تصريحه هذا يحاول إقناع نفسه وإقناع القراء البسطاء , وهو المدرك تماماَ أن سياسة الأحزاب الشيوعيه لا تصاغ بهذه الرؤية التبسيطية التي يفكر فيها , وهو الذي يدرك جيداَ أن كل عضو له الحق في إبداء رأيه ، ورأيه مسموع سواء كانت لديه سلطة حزبيه ويسهم في رسم السياسة الحزبية أم لم تكن . تصل آراء الأعضاء من خلال الأجتماعات وعبر هيئات وإلا كيف كان كريم أحمد يرسم سياسة الحزب عندما كان في قيادته ألم تكن لديه صوره لما تطرحه القواعد سواء بالقرى أم في المدن .

4- ويشير في إجابته الغير راضون سيؤسسون حزباَ شيوعياَ آخر . يلاحظ أن الجواب كأنه قيل من قبل عضو بسيط وهو الذي يدرك تماماَ أن الأحزاب لا تؤسس وفق إطلاق تصريحات لا مسؤولة ورغبات وتمنيات وأمزجه أو لمنطلقات ذاتية ليس هكذا تعالج الثغرات الفكرية والتنظيمية وكأنه يشير هناك شيئ قد يحصل وإلا ماذا يفسر ذلك.وهل أن ما يفكر فيه كريم أحمد يصب في تقوية مواقع قوى اليسار والديمقراطية في كوردستان .

هاولآتي: هل تعتقد بأن الحزب الشيوعي العراقي سيواجه على شاكلة الحزب الشيوعي الكردستاني الهزيمة في أنتخابات البرلمان العراقي المقبلة؟
كريم أحمد: أعتقد أنهم أيضاً سيواجهون ذلك، الحزب الشيوعي العراقي أيضاً يعاني من الأنعزال. سكرتير الحزب يكرس معظم أوقاته للبرلمان، لأنه عضو فيه، ويهمل الحزب، لم يكن ينبغي عليه أن يكون عضو في البرلمان، لأنه ضروري لمعالجة النواقص (في العمل الحزبي).

5- إني أسأل الأستاذ كريم أحمد هل كل حزب سياسي عندما يخسر الأنتخابات عليه أن يفتح جبهه للمعركة بين أعضائه وأن تكون هنالك قطيعة ؟ إذا أنت بهذا الطرح ، كيف قدت الحزب الشيوعي الكوردستاني وأمضيت قرابة ال40 عاماَ في قيادة الحزب الشيوعي العراقي . أتفق معك بأن على الأحزاب الشيوعية أن لا تنعزل عن الجماهير وأن تدرس بشكل متواصل هذه المسألة الحيوية وتشخص نقاط الخلل وتضع المعالجات . ولكن من جوابك لاحظت إنك تستهين (بالعمل في البرلمان) وكأنه مهمة ثانوية يرشح لها أي عضو . صحيح أن سكرتير الحزب الشيوعي العراقي قد رشحه الحزب لخوض الأنتخابات والعمل في البرلمان وصحيح أن العمل في البرلمان هي مهمة غير قليلة وتحتاج إلى وقت وجهد . ولكن في المحصلة لها نتائج إيجابية لعمل الحزب حيث إنه الواجهه العلنية للعمل مع الشعب وبهذا فأن العضو البرلماني يكون وجهاَ لوجه مع الشعب وحاجاته , ويسهم في وضع القوانين والتشريعات التي تلبي حاجات ومصالح الشعب وتضع القواعد القانونية لبناء الدولة وكيفية التصرف بالموارد وثروات الوطن .... إلخ إلا نسيت أن جميع سكرتاري الأحزاب بما فيها الشيوعية في كل كوكبنا الأرضي ترشح للأنتخابات في بلدانها التي تتوفر فيها مثل هذه الفرصة . ونسيت أن في الأحزاب قيادة جماعية وهناك تخصص وتوزيع للمهام . رغم أن ملاحظتك قد يكون فيها شيئ من الحقيقة لوجود آراء ترى أن لا يرشح سكرتير الحزب للبرلمان .ولكن لا أعتقد أنك ستجد أحداً يتفق معك كون سكرتير الحزب عضو في البرلمان ( يهمل الحزب) . أعتقد فيها تجني في ظروف كظروف العراق لم يشهد البلد إنتخابات منذ أكثر من نصف قرن . وخلال فترة طويلة من حملات التصفيات الجسدية والملاحقة وحملات الدعاية والأفتراء على الشيوعيين . أعتقد أن قيادة الحزب كانت على حق عندما رشحت السكرتير لخوض الأنتخابات البرلمانية في تلك الفترة فأن وجوده في البرلمان قد أضاف رصيداَ سياسياَ وجماهيرياَ للحزب من خلال دوره في البرلمان وعرف من سمع صوته من جماهير الشعب في التلفاز إنه وطني أصيل همه مصالح الشعب والوطن ولم تكن له منطلقات فئوية ذاتية يفكر في العراق ومستقبله وبالشعب وتلبية حاجاته ويمتلك رؤية وبرنامج وحلولاَ أكدت التجربه صحتهما ، إلا يعتبر ذلك رصيداَ للحزب ؟.
 
هاولآتي: ما هو رأيك بصدد المسائل الداخلية داخل الأتحاد، وخاصة بين جلال الطالباني ونوشيروان مصطفى؟
كريم أحمد: أنا لا أريد التدخل في الشؤن الداخلية للأتحاد، لكن مام جلال قائد سياسي كبير، شجاع وناضج

6- يا أبا سليم بجوابك هذا قد نسفت كل الحجج التي تعتقد إنها صحيحة لتدين فيها قيادة حزبك ولا أعتقد بعد هذا الجواب الذي جاء عرضياّ بأن يتفق معك إنساناَ واحداَ عاقلاَ بهذا الرأي إلا إذا كانت له مصلحة بأن يلتقي مع جوابك.

لست بصدد العودة إلى الماضي ولكن هكذا تعلمنا كل ظاهرة أو كائن له تأريخ ماضي وحاضر ومستقبل.

من هذا المنطلق أقول لك :

- أي نضج يمتلكه هذا الذي أسرك ووضعك في السجن . وأنت المناضل الكبير والمنار الهادي لحركة التحرر الوطني الكوردي وبوصلة النضال لهؤلاء القوميون الأكراد , وكنت أطولهم عمراَ في النضال من أجل الفيدرالية لكوردستان والديمقراطية للعراق والمناضل المعروف ضد الدكتاتورية .

- أي سياسي هذا الذي تعاون مع الدكتاتور ونصب الكمائن لخيرة مناضلي شعب كوردستان والعراق وقتل بدون وجهة حق 62 شاب وشابة من شيوعيي العراق وكوردستان ، نذروا حياتهم للدفاع عن الشعب الكوردي ومن أجل الديمقراطية للعراق ولا يزال دم هؤلاء الشهداء في رقبته ورقبة قائد الجناح الثاني نوشيروان , والذين قبضوا من الدكتاتور جائزة عملهم الخسيس والجبان وفعلتهم الشنيعة هذه .

- أي كبرٌ في العقل هذا الذي قتل أبناء شعبه الكوردي وخاض معارك داخلية , ثم طلب العون الخارجي من الجارة المؤمنه ليتمكن من النصر على أبناء شعبه ولا يزال لهذه اللحظه يسدد الدين المستحق عليه وأصبح رهينه لأملاءات خارجية .

أي مناضل هذا الذي تمتدحه يا أبا سليم إنه (ميكافيلي مقيت) , مقته أعضاء حزبه وسموه الرجل الميكافيلي هل أصبحت مداحاَ يا أبا سليم؟

ملاحظة /
لا أريد في هذا الرد أن أصادر حق أعضاء الحزب الشيوعي الكوردستاني في تقييم نتائج الأنتخابات وتشخيص الثغرات والنواقص والسلبيات ونقدها وإستخلاص الدروس منها , وقد أقف مع بعض وجهات النظر لدى أعضاء الحزب الشيوعي الكوردستاني والذين يحملون رؤية نقدية ولكن بنفس الوقت حريصين على تمتين وحدة الحزب الفكرية والتنظيمية والسياسية و إني معهم في الرأي في أن تتفاعل قيادة الحزب الشيوعي الكوردستاني مع مناضليها وكوادرها وقواعدها وأن تستمع إلى آرائهم وتجيب على ملاحظاتهم وأفكارهم وإستفساراتهم وعدم إهمالها , وأن تضع توجهات ورؤية ومهام وسياسة جديدة على ضوء نتائج الأنتخابات بعد دراستها . ولكن ملاحظاتي السريعه تنصب على أجوبة وتصريحات كريم أحمد رغم ان بعض أجوبته تحمل شيئاً من الحقيقة ولكنها في الغالب تحمل التناقض وبعيدة عن المعقول وإنها لا تصمد أمام النقد ولكن أرجو أن يكون الخطأ والتناقض في الترجمة .
 


28-8-2009



 


 

free web counter