| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

فلاح علي

 

 

 

الجمعة 124/10/ 2008

 

مزيداً من التضامن مع عمال العراق ودعم نضالاتهم
لأجل تلبية مطاليبهم

فلاح علي

نظم الأتحاد العام لنقابات العمال في العراق في يوم 19-10-2008 تظاهره في ساحة الفردوس في العاصمة بغداد لمنتسبي شركات ومؤسسات القطاع الصناعي العام التابع لوزارة الصناعة . وطالب العمال بحقوقهم وحددوها في صرف فروقات زيادة الرواتب وإلغاء نظام التمويل الذاتي وضمان حقهم في إقامة التنظيم النقابي في هذا القطاع . وأكدوا على مواصلة نضالهم من أجل نيل حقوقهم المشروعة وتضامن معهم إخوتهم العمال في محافظات ( النجف – الديوانية – البصرة) العاملين في نفس القطاع الصناعي مطالبين بنفس الأهداف .

أن هذه التظاهره لم تكن حدثاً عادياً عابراً إنها رسالة لها معاني عدة وهي أن الطبقة العاملة العراقية التي تعد من القوى الأساسية في المجتمع والحاملة لمشروع التغيير والتي تربط مصلحتها بمصلحة الوطن إنها بدأت تستعيد عافيتها وتستنهض قواها وتؤكد وحدتها من أجل نيل الحقوق والمطاليب لعمال العراق بقيادة إتحادهم العام ومن خلال نضالات مطلبية متصاعدة مذكرات تظاهرات إضرابات لأن الحقوق لا تعطى هبه وإنما يحصل عليها بالنضال .

وهذا ليس غريباً على الطبقة العاملة العراقية ذات التأريخ النضالي المجيد التي خاضت نضالات صعبة منذ ثلاثينات القرن الماضي وتصاعد نضالها وكانت صفحات مشرقة لمعارك وطنيه و تضامن معها أوسع قطاعات الشعب وشكلت تلك الصفحات المجيدة أرثاً نضالياً مجيداً لطبقتنا العاملة وكانت نضالات العمال تقابل بالقوة والقمع والسجون والمعتقلات من قبل الأنظمة التي تعاقبت على حكم العراق ومن هذه الأضرابات على سبيل المثال إضراب شركة فتاح باشا و إضراب عمال السكك وإضراب عمال كاورباغي في عام 1946 وإضراب عمال ميناء البصرة في عام 1953 بقيادة الشهيد البطل سلام عادل وإضراب عمال شركة الزيوت في عام 1968 وواجه العمال رصاص الأجهزة الأمنية في هذه التظاهرة إلى أن وصل حقد النظام المقبور على الطبقة العاملة حداً لامثيل له في التأريخ وهو ليس إنه صادر كل المكاسب التي حققها العمال بنضالهم وتضحياتهم ولكنه بقرار صدر من الدكتاتور بألغاء الطبقة العاملة في العراق وبهذا وصل القوميون المتطرفون إلى مأزق فكري وسياسي وأخلاقي وقانوني ووقفوا بالضد من قوانين الطبيعة وقوانين التطور الأقتصادي والأجتماعي وأدانوا انفسهم وفكرهم وهو أن التشكيلات الأجتماعية لا تحل بقرارات سلطوية أو بيروقراطية بناء على رغبة أحد .

واليوم بعد أن اعيد تشكيل الأتحاد العام لنقابات العمل وتم إعادة تشكيل الأتحادات الفرعية في المدن بعد أن تكونت النقابات في العديد من فروع وقطاعات العمل والأنتاج فهذا أمر طبيعي ومطلوب أن تشهد ساحات العراق من جديد مظاهرات العمال ونشاطاتهم المطلبية هذا ما أقره الدستور أما الغير طبيعي هو الأعتكاف والعزلة عن خوض النضالات المطلبية الجماهيريه . بالنضالات الجماهيرية تتحقق المطالب وتشل أيادي أعداء الطبقة العاملة ويضعف تأثيرها وتتحقق وحدة الطبقة العاملة .ووحدة النضال المشترك لجماهير الشعب .

في ظل الظروف الغير طبيعية والمعقدة من إحتلال وتقاسم البلد بين قوى مهيمنه تكرس نهج المحاصصة الطائفية والقومية وتختزل فيه السلطة وصنع القرار والتحكم بالثروة . إن هؤلاء أبطال المحاصصة الطائفية والقومية يعيشون على بؤس الطبقة العاملة وبؤس الملايين من أبناء شعبنا ويتاجرون بمعاناتهم زوراً وبهتاناً وهم في واقع الحال يصادرون حقوق العمال والكادحين والشغيلة . لا بد من تصاعد نضالات العمال وفق حقها المثبت في الدستور لتأخذ أبعاداً أوسع وتكون تظاهرات لقطاعات عمالية أوسع وفي أكثر من مكان في آن واحد وسينجذب لهذه التظاهرات الكادحون والفقراء في المدن والأرياف وفئات واسعة من المجتمع لأن نضالات العمال الأقتصادية والأجتماعية والسياسية هي تعبر عن حاجات الشعب و شعبنا يثق بطبقته العاملة وبنضالاتها الوطنية البعيدة عن الصراعات الطائفية والقومية والسياسية إنها تعبر عن مصالح إقتصادية وإجتماعية وسياسية وذات مضمون وطني ديمقراطي , لهذا تحظى الطبقة العاملة العراقية بأحترام وثقة أوسع قطاعات شعبنا وستحتضن تلك القطاعات والشرائح الأجتماعية نضالات الطبقة العاملة وتظاهراتها وستردد معها :

نريد حل جذري لمشكلة البطالة وتوفير فرص عمل متكافئه ...... نريد الماء الصحي والكهرباء والوقود وتوفير المواد الضرورية للعيش ........ نريد الضمان الأجتماعي والصحي

نريد حياة أفضل وتوفير السكن اللائق ....... نريد تنمية إقتصادنا الوطني .... نريد تحسين وسائل النقل تليق بالمواطن العراقي ....... نريد تحسين محتويات البطاقة التموينية ... نريد إلغاء كل القرارات المناهضة لحقوق الطبقة العاملة... . نريد ضمان حقوق المواطنة وضمان حقوق المرأة .... نريد السيادة الوطنية ....... نعم للتغيير الديمقراطي . نعم لأنتخابات نزيهه ..... نعم للتداول السلمي للسلطة

لا نريد خصخصة القطاع العام ....... لا نريد الأرتهان لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ... لا نريد الفساد المالي والأداري ..... لا نريد المحاصصة الطائفية والقومية . لا نريد الأحتلال .... لا نريد السياسات النيوليبرالية ....... لا نريد الفقر والأستغلال ..... أرفعوا الحد الأدنى للأجور .... لا لللأقصاء والتهميش ..... لا لسلطة الميليشيات لا للأرهاب نريد الأمن والأستقرار.

هكذا هي الطبقة العاملة العراقية هي الصوت الأكثر نقاءً وأكثر تعبيراًعن آلام الناس ومعاناتهم وتجسد الصوت الأكثر وضوحاً لأنه فوق أي صراع سياسي أو طائفي أو قومي أو ديني إنه صوت الوطنية الحقة والصوت المعبر عن وحدة الشعب العراقي بكل قومياته إنه صوت الوحدة الوطنية والسلم الأهلي .

ما العمل في الظرف الراهن :
1- تفعيل تقاليد وأمجاد الطبقة العاملة العراقية الأكثر أهمية ومنها تفعيل التضامن العمالي لأنه سلاح مجرب فعال بتضامن العمال في العقود الماضية حققت الطبقة العاملة العراقية نجاحات ومكاسب ومطاليب نقابية وإقتصادية وإجتماعية وسياسة.

2- وحدة الطبقة العاملة العراقية ضرورة هامة لا بد منها لتثبيت حضورها الفاعل في المجتمع ومن أجل التوجه لنضالات عمالية كفاحية ذات محتوى ديمقراطي تتصاعد من حقوق مطلبية إلى حقوق نقابية وحريات وسن قوانين لصالح العمال بشكل خاص وللكادحين وفقراء الشعب في المدن والأرياف بشكل عام. من هنا فأن وحدتها تحظى بأهمية وأن الحقيقة الراسخة في ذاكرة الشعوب وذاكرة شعبنا وهي أن شعارات العمال ومطاليبهم هي لاتعبر عن حاجاتهم الخاصة فقط وإنما تعبر عن حاجات أوسع فئات المجتمع , أما أصحاب السطوة والنفوذ والمستبدون والطائفيون والمتطرفون فهم يتصارعون من أجل السلطة والهيمنة والأستئثار والبحث عن المصالح والأهداف الأنانية الخاصة .

3- ما يميز الطبقة العاملة عن سائر فئات المجتمع إنها في الوقت التي تناضل من أجل مصالح إقتصادية وإجتماعية فأنها بنفس الوقت تناضل من أجل المصالح الجذرية وهي إلغاء الأستغلال لهذا أن الطبقة العاملة هي القادرة على التغيير فهي قبل غيرها من الطبقات قد تعرضت للقمع والأضطهاد ومصادرة حقوقها لعدة عقود والآن تتعرض لأجراءات بيروقراطية معادية لحقوقها من هنا يتطلب الأنتباه للطائفيون والقوميون المتطرفون لأنهم يدركون أن إنتصار نضالات العمال هو يعد إنهزاماً للمشروع الطائفي ولكل مشاريعهم القائمة على إقتسام الدولة والثروة لهذا فهم يمارسون التضليل ووضع اسفين لشق وحدة الطبقة العاملة العراقية ومصادرة حقوقها وعرقلة دورها السياسي.

4- فمن أجل أن تنتصر نضالات العمال لا بد من معرفة ما يجب عمله في هذا الوقت وهذا الظرف المعقد.

5- لهذا من وجهة نظري فأن أحد الخطوات الهامة جداً والتي تتطلب العمل الآن هو تهيئة العامل الذاتي الداعم والمتبني والمساند الحقيقي لنضالات العمال وضمان حقوقهم هي ( قوى اليسار والديمقراطية) في هذا الظرف بالذات يتطلب تعبأة القوى من أجل تحقيق وحدة العمل والنشاط لهذه القوى والأتفاق على برنامج الحد الأدنى ذات التوجهات والمضمون الأقتصادي والأجتماعي والسياسي والذي يربط ما هو وطني وديمقراطي وإني أقترح على نقابات العمال وإتحاداتها وعلى الأتحاد العام لعمال العراق وعلى قوى اليسار والديمقراطية وكل منظمات المجتمع المدني أن تطلع على برنامج الحزب الشيوعي العراقي الأكثر واقعية وإنسجاماً وتعبيراً عن حاجات الطبقة العاملة العراقية و كل فئات المجتمع والوطن في هذا الظرف ستجده دليل عمل لنشاطها وستجد فيه ما هو هام لتوحيد نشاطاتها وعملها المشترك ولتلتقي على نقاط تطورها وتتفق عليها .

6- نتيجة فشل قوى الأسلام السياسي في إمتحانات مصيرية وهي الأخفاق في توفير الخدمات وحل مشكلة البطالة والفشل في تلبية حاجات أساسية للشعب و عدم قدرتهم على بناء الأقتصاد الوطني وتنامي الفساد الأداري والمالي لأن هدفهم كان ولا يزال هو السيطرة على السلطة وإمتلاك الثروة والهيمنة والتفرد في صنع القرار في البلد وممارسة سياسة الأقصاء والتهميش ...... إلخ هذا الفشل في الأمتحان قد خلق مناخ جديد في البلد وهو ( أن الناس بدأت تستعيد ثقتها بكم ياعمال العراق ويا قوى اليسار والديمقراطية ) . ما هو المطلوب منكم لتعزيز هذه الثقة بلا شك بوحدة عملكم ونضالكم المشترك لأنها ضرورة نضالية لا تقبل التأجيل ليس لنضوج عملية التغيير فحسب وإنما لحاجة الشعب والوطن لكم كما إنها سمة المرحلةوأن المناخ العام المحلي والدولي هو ليس مناخ تراجع وإنحسار وإنكساروتردد هو مناخ مشرق جديد تفرضه حاجة الشعوب لهذه القوى أنتم من يحقق العدالة الأجتماعية والديمقراطية الحقة وبناء دولة القانون .

7- العمال والكادحون وكل شغيلة اليد والفكر هم بناة الوطن وهم صانعي حضارته الأنسانية بما بذلوه من جهود جسدية وفكرية فأنتم من يعمل وينتج وغيركم يحصد الجهد والثروة والجاه والسلطة . فثقة الشعب بكم بدأت تتجدد فليس هناك وقت وإعادة نظر إلى الوحدة والتضامن والعمل الميداني المشترك من أجل نضالات جماهيرية يلتف حولها الشعب لأجل تلبية المطالب ونيل الحقوق والمشاركة الفاعلة في عملية التغير وبناء الوطن على أسس ديمقراطية .
 


23-10-2008


 

free web counter