| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

فلاح علي

 

 

 

 

الجمعة 24/8/ 2007

 

 


المشروع الوطني الديمقراطي للحزب الشيوعي العراقي
هو مشروع واقعي إنقاذي وجذري


فلاح علي

لقد طرح الحزب الشيوعي العراقي برنامجآ وطنيآ ديمقراطيآ ستطلع علية جماهير الشعب وكافة قواة الوطنية وستجد فيه ليس فقط إنه مبادرة عملية لحل الأزمة السياسية المستعصية في البلاد وإنما هو برنامجآ متكاملآ واقعيآ وشاملآ ويحتوي على حلقات مترابطة يهدف إلى إنقاذ الوطن وبناء الدولة العراقية الحديثة على إسس ديمقراطية كما أن من يتعمق في محتوى المشروع سيرى فيه إن الحزب إستطاع أن يقرأ بشكل صحيح ودقيق الواقع العراقي الراهن لذا فهو شخص أسباب الأزمة السياسية ومنتقدآ القصور والعجز وواضعآ الوظائف الأساسية الكفيلة بمعالجة أزمات البلاد الملحة .

ماهي ملامح المشروع الواقعي والأنقاذي والجذري :

1- المشروع يتضمن معالجة أزمة الديمقراطية في معانيها الواسعة . إن الملمح الواضح في المشهد العراقي هو نظام التقاسم والمحاصصة الطائفية والقومية حيث لم تستكمل بعد المؤسسات الديمقراطية العصرية في البلاد . تعذر المحاسبة والرقابة و ضعف القضاء وإستشراء الأعتداء على القوانين . وتفشي الهدروالفساد والرشوة . وسوء إستخدام السلطة وتوظيفها لمصلحة مراكز النفوذ الطائفية والفئوية التعدي على الحريات وحقوق الأنسان عندما تقتضي ذلك مصلحة النافذين والمتسلطين والأهم من ذلك الأعتداء على الدستور وخضوعة للمحاصصة الطائفية والقومية ووضع خطوط حمر على تعديلة بالأتجاة الديمقراطي وهذه أهم العثرات أمام أزمة الديمقراطية .
2- يتضمن معالجة مشكلة الأحتلال والسيادة الوطنية . وشخص أن النضال ضد الأحتلال يجب أن يحتوي على حلقات يكمل بعضها الآخر من خلال وضع جدول زمني لأنهاء الأحتلال وبناء الأجهزة العسكرية والأمنية على إسس وطنية مع النضال من أجل الديمقراطية وبناء المؤسسات الديمقراطية وهذه هي الروؤية السليمة من خلال النضال السلمي ووضع المصالح العليا للشعب والوطن فوق أي إعتبار إنه بحق قد جسد الوطنية الصادقة . كما أكد المشروع على بناء الوطن وتقدمة الأقتصادي والأجتماعي والحفاظ على الثروات الوطنية لاسيما النفط .
3- معالجآ أزمة الخلل في الأحتقان الطائفي الذي يجسدها ويكرسها نظام التقاسم والمحاصصة الطائفية والذي يعد حاملآ ومجددآ لهذا الخلل الخطير على إستقرار البلاد وعلى الوحدة الوطنية . ورابطآ بين محاربة الأرهاب وتوطيد الأمن والأستقرار في البلاد وفرض سلطة القانون بحل الميليشيات والقيام بحزمة من الأجراءات الأقتصادية والأجتماعية وتأمين شروط وحقوق المواطنة الطبيعية والحفاظ على الوحدة الوطنية .
4- المشروع أكد على الترابط بين الوطني والطبقي .فهو في الوقت الذي حمل المحتوى الوطني وهذه من سمة الشيوعيين العراقيين وأكد على الدور الأساسي للحزب الشيوعي كأحد روافد اليسار والديمقراطية في بناء الدولة العراقية الحديثة بكل معالمها الأساسية السياسية والأجتماعية والقانونية والحقوقية مؤكدآ على تلبية حاجات الجماهير الأقتصادية والأجتماعية وحل الأزمات التي تواجهها مثل أزمة الوقود والكهرباء وتوفيرالماء الصحي و الخدمات الصحية والتعليمية وتأمين الضمان الأجتماعي والسكن والنقل وحل مشكلة البطالة وتحسين الأجورومعالجة مشكلة إرتفاع الأسعار ودعم البطاقة التموينية وتحسين ظروف المعيشة وضمان حقوق العمال والفلاحين وبقية فئات الشعب وحقها في التنظيم والتعبير عن الرأي ومحاربة أشكال التعتيم على هذه الحقوق ومحاربة الشرعنة للأشكال الجديدة للأستغلال والنهب من قبل الفئات المتنفذة .
إن هذا الترابط بين الوطني والطبقي في عمل الشيوعيين السياسي هو مهمة نضالية لأن أي خلل في هذه العلاقة يجعل الوطني في عصر العولمة والهيمنة الرأسمالية المتوحشة في موضع شك .
5- يتلمس القارئ لهذا المشروع إنه يتضمن فلسفة إنسانية . فبدلآ من القهر والحرمان والأضطهاد وعدم المساواة في الحقوق التي يتعرض لها أبناء شعبنا ( المثال الساطع لذلك هو غياب حق العمل ) للمواطن المكفول في الدستور . نرى أن المشروع يطالب بالحرية الخلاقة والديمقراطية والعدالة الأجتماعية والحياة الحرة الكريمة لجماهير الشعب . كما يؤكد على حقوق المرأة وضمان حقوق الأنسان ويؤكد على إستقلال القضاء وضمان سلطة القانون .
6- أكد المشروع على إحياء الثقافة الوطنية المتراجعة ومحاربة الأمية ونشر العلم والمعرفة والأهتمام بالمؤسسات التعليمية والتربويه ودعم وإحتضان منتجي الثقافة والفن والأبداع ونشر الثقافة الديمقراطية وأكد على الحوار الرحب الصبور دون خوف ودون تهديد وتكفير.
7- أكد المشرع على فصل الدين عن الدولة وتخليص الدين من المقاولين السياسيين الذين يوظفونه لقضاياهم وأجندتهم الذاتية البعيدة كل البعد عن الدين وقيمة . فأن الحزب بهذا الطرح يسعى لتخليص الدين من المتاجرة السياسية كما سعى قبلة المصلحون الأسلاميون مثل إبن رشد والشيخ المصلح محمد عبدة في كتابة ( قراءة في كتاب حداثات إسلامية ) حيث دعا إلى فصل الدين عن الدولة . وإن الحزب في طرحة الجريئ لفصل الدين عن الدولة لا يدعوا لفصل الدين عن المجتمع . كما إنه أكد على إحترام الأديان والشعائر والطقوس الدينية للناس وضمان ممارستها.
8- ومن أجل مشاركة الجميع في بناء الوطن أكد المشروع على قيام جبهة وطنية عريضة تشارك فيها جميع القوى السياسية في البلاد حتى التي ليس لها تمثيل في البرلمان من أجل إنجاز العملية السياسية وبناء العراق الديمقراطي . كما أكد المشروع على أهمية وجود كتلة سياسية شعبية متمثلة في النقابات ومنظمات المجتمع المدني من أجل إحداث تغيير في موازين القوى الداخلية وذلك من خلال تمهيد شعبي جماهيري سياسي واسع متعدد الأشكال والمنابر بأتجاه دعم هذه الجبهة العريضة لأجل القضاء على الطائفية ونجاح المشروع الديمقراطي كما أكد المشروع على المشاركة في صنع القرار من أجل بناء العراق الجديد على إسس ديمقراطية .
9- كما عالج الحزب في مشروعة ضمان الحقوق القومية حيث أكد أن الفيدرالية تقام على أساس أثني أي قومي كما ربط بين الفيدرالية لكوردستان والديمقراطية للعراق . وبهذا أكد على العلاقة الجدلية بين الفيدرالية والديمقراطية وبهذا فأن المشروع يؤكد أن الفيدرالية لا تقام على أساس طائفي كما أكد المشروع على ضمان حقوق القوميات الأخرى التي تشكل مكونات شعبنا العراقي وضمان حقوق الأديان الأخرى .
 
بعد عكس هذه الرؤية التحليلية لمحتوى المشروع الوطني الديمقراطي :
يقينآ أن القوى الوطنية العراقية وجماهير الشعب سترى في هذا المشروع مواقف وطنية صادقة ومخلصة ستقيمها تقييمآ عاليآ وترى فيها الصح والصواب .
إن طرح المشروع الوطني الديمقراطي في هذا الظرف بالذات في ظل الأزمة السياسية المعقدة والخانقة إنه يشكل رصيد نضالي سيعزز من هيبة الحزب وتنامي نفوذة السياسي والأجتماعي في البلاد .
وبهذا يؤكد تأريخ العراق الحديث أن الحزب الشيوعي العراقي بنضاله الوطني لقد إحتل مكانة كبيرة  وبأمتياز وذلك من خلال تضحياته الجسام بالذود عن مصالح الشعب والوطن فأن له موقعآ مؤثرآ على مسار تطور نضال شعبنا فقد ملكت أفكارة عقول ملايين الناس وقلوبهم . فهو ليس فقط سجل التأريخ الوطني المشرف وإنما هو الحاضر الفاعل المبادر المؤثر على مسار الأحداث وتحريك الجمود والدافع للعملية السياسية للأمام والقادر علميآ على قراءة الأحداث والواقع العراقي والملم بكل تعقيداته وبهذه الرؤيه إستطاع أن يرسم سياسات صائبة ومرنه كما إنه بنفس الوقت يتطلع لغد مشرق من خلال نضالة الصبور والمتفاني لتحقيق تطلعات وأماني شعبنا في الحرية والأستقلال والديمقراطية والتقدم الأقتصادي والأجتماعي والثقافي .

أوسلو- 23-8-2007 .