| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

فلاح علي

 

 

 

الثلاثاء 21/9/ 2010



الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار
الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَارا
(3-5)

فلاح علي

بعد إنسحابنا من مقر الفوج الاول مساء يوم 29-8-1988 وصلنا إلى كَلي كافيا في منطقة الزيبار صباح يوم 30-8-1988 وإلتقينا برفاق الفوج وقيادته وتيقنا على الفور إنهم لم يتمكنوا من مواصلة السير نحو الوجهه التي خططوا لها وشاهدنا معهم مئات العوائل من القرى القريبة وعوائل الانصار والبيشمركَا والكل في حيرة , كانت وجهتهم عبور نهر الزاب من جهة الزيبار إلا إنهم قد علموا أن الجيش مسك حافات نهر الزاب وبدأ بالتوغل في بأتجاه قرى الزيبار وأصبح من الصعب جداَ ليس فقط مواصلة عبور الزاب وإنما البقاء في كَلي كافيا ساعات أخرى والمعلومات التي لدى الرفاق تؤكد أن الجيش والجحوش يواصلون تقدمهم بأتجاه كَلي كافيا . وخلال 10 إلى 20 دقيقه من وصولنا إلى كَلي كافيا إتخذت قيادة الفوج قرار بالصعود إلى جبل كَارا وكان قراراَ صحيحاَ وصائباَ لأنه ليس هناك خيار آخر في تلك اللحظة وصعد الجميع الانصار والعوائل والعناصر المتبقية من بيشمركَا الحزب الديمقراطي الكوردستاني وكان الارباك سيد الموقف لا سيما وهناك مئات الاطفال والنساء والشيوخ حياتهم أصبحت في وضع خطير وأي مواجهه ستكون هناك خسائر كبيرة في صفوفهم .

ثلاثون يوماَ من الحصار العسكري كانت مليئة بالمصاعب والاحداث :
صعدنا جميعاَ إلى جبل كَارا وفي قمة الجبل كان اللقاء حار بين الانصار الذين لم يلتقوا منذ فترة طويلة وكانت حشود كبيرة على قمة الجبل آلمنا كثيراَ وضع الاطفال والنساء وقلق وخوف الرجال على العوائل لا سيما وهناك كثير من النساء معهن أطفال رضع كان وضعاَ مأسوياَ بحق والأكثر من ذلك كانت الخطورة على حياتهم ماثلة في أذهاننا فأي قذيفة مدفع تسقط على الجبل من جهة كَلي كافيا سيكون عدد الضحايا بالعشرات إستمر الوضع لاكثر من ساعتين على حالة مع تزايد أعداد الناس التي إختارت الصعود إلى جبل كَارا وكان مشهد العوائل مؤلم جداَ والقلق والخوف يسيطر عليهم وكأن هناك مصير مجهول ينتظرهم وهذه هي الحقيقة .

المعروف عن الانصار العزم والجرأة والشجاعة وروح المبادرة والانضباط العالي والصبر وقوة التحمل والفضيلة والتسامح والتضامن الرفاقي النادر المثال ونكران الذات والمرح في أصعب المواقف وأخطرها. هذه الصفات وغيرها ساعدتهم ليس فقط على تحمل ومواجهة أقسى وأخطر الظروف وإنما العمل والعطاء والمثابرة والحركة بأتجاه السير نحو الامام لانجاز المهام بهمه عاليه قل مثيلها .وفي هذه الاجواء واللحظات العصيبة لم تتمكن بعد قيادة الفوج من وضع وجهه للتحرك . في تلك اللحظات كان الهم الاكبر والشغل الشاغل هو الخوف على العوائل لا سيما وكان عدد من أنصار الفوج الاول معهم عوائلهم وأطفالهم إضافة لعوائل القرى . فكانت الخطوة الاولى هي الابتعاد قليلاَ عن حافة الجبل وأن نكون في مسافة بعيدة عن العوائل لتجنبهم الاضرار في حالة كشف موقع الانصار. وفي إستراحة مؤقته بين الصخور وغابات جبل كَارا بادر الانصار إلى عمل الشاي وإنقسموا إلى مجاميع حول مواقد الشاي وإسترخت العوائل بعض الوقت بعيداَ عن الانصار في مكان منعزل وبعد فترة من تبادل أطراف الحديث وتناول الشاي والسيكَارا كانت قيادة الفوج قد أخذت قسطاَ من الراحة ووضعت وجهه مؤقته بالتنسيق مع بعض القيادات من البيشمركَا المتواجدة على الجبل وبعد ثلاث إلى أربع ساعات من الاستراحة والانتشار النسبي علمنا بالوجهه التالية :

- بقاءنا في جبل كَارا يستمر لبعض الوقت طالما الجبل محاصر .

- يبتعد الانصار عن العوائل ليسهل تحركهم وبعض الانصار بقوا مع عوائلهم بقرار للحماية وتدبير إمور المواد الغذائية .

- وتم حل كل التشكيلات العسكرية للسرايا والفصائل وأصبحت قيادة الانصار مباشرة من قبل قيادة الفوج

- عدم الحركة في النهار إلا بقرار وعدم إشعال النيران في الليل إطلاقاَ خشية من رصد المواقع والخوف من تعرضها لقصف مدفعي .

- شخص عدد من الانصار يقوموا بمهمة ذبح الحيوانات (الماعز) وتوزيع لحومها على المجاميع من الانصار والعوائل وكان الغذاء الاساسي فقط لحم الماعزبلا خبز .

إستمرينا قرابة ال 4 إلى 6 أيام في حالة من الغموض وعدم معرفة الموقف بدقة ماذا يجري ما بعد جبل كَارا .  كانت حركتنا محدودة جداَ . في الجبل كثير من الانصار مرتبطين بعوائل كلما نتحرك إلى موقع تتحرك العوائل بعدنا بمسافة والحركة عادة تتم في المساء للانتقال من موقع إلى آخر , فكنا في النهار ننتشر على قمة الجبل بين الصخور والاشجار وفي المساء نتحرك إلى منطقة ثانية في الجبل لقضاء ليلتنا في العراء على الصخور وحولنا النمل ومع برودة الجو في الليل بلا شك مع حراسة مشددة مع منع التدخين في الليل . لم يلتزم به غالبية الانصار المدخنين حيث كانت توضع السيكَارا بين الكفين ويتم التدخين وكثير من الانصار كانوا يدخنوا الشاي اليابس مع الورق وكانت سيكَارة الشاي أقوى بكثير من سيكَارة التبغ .

واجهتنا بعض الصعوبات منها :

1- عدم توفر المواد الغذائية ومع هذا كان الغالبية من الانصار يحملون في علايجهم كميات محدودة من السكر والشاي .

2- عدم توفير مياه للشرب حيث بعض المناطق الجبلية خالية من عيون المياه فتذهب مجاميع من الانصار من فجر كل يوم نحو العيون التي بعضها يكون مكشوف للسلطة ومرصوده , ومع كثرة العوائل فيتجنب الانصار الوقوف مع العوائل لتجنبهم الخطر لان ملابسهم وأسلحتهم واضحة وهذا ما تشاهده الجهه العسكرية الراصدة لعين المياه , لهذا يخرج الانصار في وقت مبكر من الفجر ومع هذا يشاهدوا عوائل واقفه بجانب عين الماء .

3- إنعزلنا عن الجماهير وبهذا إنعدمت مصادر المعلومات في هذه الظروف الصعبة ولم نعرف وجهة العدو وخططه إضافة إلى غياب الاستطلاع لمعرفة حركته والمواقع وقربها والاسلحة وغيرها وهذا أخطر شيئ يواجه حركات الانصار بلا شك هناك صعوبات أخرى منها على سبيل المثال عدم توفر الادوية لحالات الطوارئ وغيرها من الصعوبات وأخطر شيئ كان يفكر به الانصار هو الخوف على الاطفال والعوائل من المصير المجهول .

الاجتماع الاول للأنصار في حصار جبل كَارا :
في الايام الاولى أي ما بين حوالي 4 إلى 6 أيام من بدء الحصار على جبل كَارا فوجئنا بقرار قيادة الفوج لعقد إجتماع لكل الانصار ، لحد هذه اللحظة لا أفهم الدوافع والهدف من هذا الاجتماع الذي خرجت منه قيادة الفوج مهزومه , بحكم علاقاتي الصداقية مع غالبية الانصار لم أتلمس هناك حالات ضعف أو إنهيار أو تمرد على تنفيذ قرار أو إحباط أو تذمر أو خوف وعلى العكس رغم المصير المجهول كان الانصار في فترة الحصار العسكري في حالة إنذار وفي كامل جاهزيتهم القتالية وإنضباطهم العالي وحتى إذا طلب منهم على سبيل المثال القيام في الليل بأقتحام عدد من النقاط العسكرية التي تحيط بجبل كَارا من جميع الجهات وبمسافات متقاربه لم يترددوا لحظة واحدة. عقد الاجتماع في اليوم الخامس أو السادس من الحصار وبعد أن إكتمل عدد القوة وكانت الجلسة على شكل دائرة واسعة مع قيادة الفوج تحدث في هذا الاجتماع المسؤول الاول للفوج الرفيق ( أبو رنا – أوأبوسالار) وبجانبه قيادة الفوج كنا نتوقع من الاجتماع تبادل وجهات النظر أو لديهم معلومات جديدة عن تحركات السلطة أو ربما طرح وجهه أو خطة والمطلوب مشاركة ديمقراطية من الجميع أو كأن يكون مثلاَ توجيهات جديدة تحسن من إداء العمل اليومي للقوة المحاصرة وغيرها من الامور .

صحيح كان حديث الرفيق (أبو سالار) في البداية دافئ ورصين ودعا إلى الالتزام بالتعليمات المطلوبة منها عدم الاقتراب من عيون المياه وعدم إشعال النيران في الليل وهذه بديهية بالنسبة للانصار والانتشار الواسع وطرحت فكرة المجاميع أي تقسيم القوة إلى مجموعات صغيرة وطرح موضوع توفير المواد الغذائية التي بدأت تنفذ في الايام الاولى . علماَ إنه كان كل نصير يحمل السكر والشاي والخبز اليابس في (العليجة) والنصير الذي تنفذ منه هذه المواد يحصل عليها من المجموعه التي يجلس معها فقط كان حوالي 3 من قيادة الفوج لا يمتلكون هذه المواد ولكن عاشوا مع رفاقهم وهذا أمر طبيعي . ولكن فجأة تصاعدت نبرة الرفيق أبو سالار في الحديث وخرج عن الموضوع وبدأ يطلق التهديدات ومن ضمن ما أشار له (لا نتردد من إعدام أي شخص لم يلتزم بالتعليمات أو يتمرد على تنفيذ الاوامر) . بالنسبة لي لقد تفاجأت من هذا الطرح وما هو المغزى منه رغم أن غالبية الانصار هم شجعان ولن يترددوا من تنفيذ أمر أو مهمة وعلى الفور فهمت من تهديد الرفيق هذا هو المقصود بعض الحالات النادرة جداَ كأن تكون حالة إندساس وحديث الرفيق هذا تهديد علني لهم , ومع هذا كان التهديد غير موفق وليس مكان طرحه في الاجتماع المذكور وفي وضع صعب كهذا ، الحالات الخاصة تعالج بأنفراد وليس بتهديد أمام المجموع وبقى هدف التهديد غامض لدى الغالبية من الانصار .

وخلال مواصلة الرفيق ( أبو سالار ) حديثه وبعد إطلاقه لهذا التهديد , إنطلق صوت وسط هذا السكون وبنبره واثقه و عالية إلتفت الجميع إلى مصدر الصوت إنه صوت الرفيق (أبو سعد إعلام) وكان يتحدث بثقة وبكلمات رصينة منتقداَ بشجاعه ومشخصاَ لبعض حالات الارباك وقال نحن قادرون على الخروج من الحصار العسكري بما معناه إذا أعطيتم زمام الامور لنا . كان حديث الرفيق أبو سعد بهذه الكلمات المختصره وهذه الثقة العالية وجد له صدى تضامنياَ من غالبية الانصار بعد حديث الرفيق أبو سعد غير الرفيق أبو سالار وجهة حديثة بأتجاه الحوار الهادئ وشعر الجميع أن قيادة الفوج إنهزمت في هذا الاجتماع ومرت بوضع محرج وبعض الشيئ من العزلة لا سيما أن غالبية الانصار تضامنت ضمنياَ مع طرح الرفيق أبو سعد هذا أولاَ وثانياَ لا يعرف الانصار ما هو الغرض من الاجتماع . هزمت قيادة الفوج في الاجتماع ولم تهزم أو تضعف طيلة فترة الحصار أن قيادة الفوج كانت بحق كفوءة وهي محط إعتزاز وتقدير الرفاق وبقيت الى اللحظات الاخيرة تمسك بزمام الامور وميزها الهدوء والتروي والصبر وقوة التحمل والشجاعة وكان إنضباط الانصار على درجة عالية من الالتزام . بعد هذا الاجتماع تغيرت الامور وبدأت الحياة العملية للانصار المعروف عنهم بالنشاط الدائب . بعدها حركت قيادة الفوج مفارز صغيرة من الانصار لجلب مواد غذائية بالتسلل في الليل إلى بعض مخازن عوائل الفوج وبعد الاجتماع بحوالي 6 إلى 8 أيام وصل الطحين والسكر والشاي وحليب النيدو والرز بكميات جيدة وتناول الانصار لاول مره بعد 10 إلى 12 يوم من الحصار الخبز الحار والرز وتوفرت عدد من البطانيات وجلكانات الماء وبدأ التفكير العملي لقيادة الفوج لتشكيل مجاميع ترسم لها وجهه لفك الحصار .

ظهر في تلك الايام الاولى من الحصار إكتشاف طبي جديد سميه بأكتشاف أبو طالب : من ضمن ما عانى منه الانصار في الحصار هو شحة المياة وعند الحصول عليه يستخدم لشيئين فقط للشرب القليل جداَ وصل حد فقط تبليل الشفه وكل نصير يملأ (زمزميته) والشيئ الثاني لعمل الشاي أو قدح حليب نيدو خلال فترة الحصار الكاملة 30 يوم لم يستخدم الانصار الماء لغسل أياديهم أو جسمهم وكان هناك توقع تعرض الانصار لبعض أنواع من البكتريا . في هذه الاثناء وقف النصير أبو طالب المختص في الكيمياء وقال رفاق ( بثل الشاي لا ترموه في الارض إنه معقم ومفيد إغتسلوا فيه أياديكم ) والمعروف عن الرفيق أبو طالب المرح ويميل لاسلوب النكته ولكن في هذه المرة إلتزم الانصار بتعليماته الطبية وكانت لها نتائج جيدة من إلتزم فيها لم يتعرض إطلاقاَ لحالات الامراض المعوية والبكتريا فأطلق الانصار على هذا الاكتشاف بتسميته بأكتشاف أبو طالب .

أسباب عدم تمكن القوات العسكرية من الهجوم على جبل كَارا :
غالبية الانصار كان لديها قناعة تامة أن القوات الحكومية وقوات الجحوش لن تتمكن من إقتحام جبل كَارا وهذا يعود لعدة أسباب بعضها أساسية وبعضها ثانوية له علاقة بالخيارات العسكرية المطروحه للاقتحام التي يتوقع أن تقوم بها الوحدات العسكرية ومن هذه الاسباب على سبيل المثال :

1- خيار الانزال الجوي من وحدات خاصة على قمم جبل كَارا . هذا الخيار من الناحية العملية لا يكتب له النجاح لوعورة جبل كَارا هذا أولاَ وثانياَ لعدم معرفة القوات التي ستهاجم بطبيعة جبل كَارا وطرقه ومخارجه وثالثاَ لوجود مقاتلين كثر في الجبل ولديهم معرفة بجبل كَارا وبهذا ستتعرض القوة المهاجمة لخسائر بشرية في حالة المواجهة أو يتعرض بعضها للاسر .

2- خيار التقدم على جبل كَارا من عدة محاور . هذا صعب جداَ أيضاَ لنفس الاسباب السابقة وحتى وحدات الجحوش أن كان بعض منهم من أبناء المنطقة يعرف طبيعة جبل كَارا إلا أنه في الغالب أن هذه التشكيلات تتجنب المواجهه مع الانصار والبيشمركَه لعدة أسباب منها عشائرية , علماَ أن بعض تشكيلات الجحوش مخترقة من قبل الانصار والبيشمركَه ويوجد بعض من قادة الافواج أو منتسبي السرايا لهذه الوحدات تتعاون مع الانصار والبيشمركة وتمدها بالمعلومات وتنسق معها أحياناَ .

3- القصف الجوي سواء بالطيران الحربي أو بالمدفعية على جبل كَارا المحاصر وبعده تنفذ خطة الهجوم هذا الخيار هو غير عملي أيضاَ لعدة أسباب منها أن هذه الوحدات العسكرية لا توجد لديها إحداثيات هذا أولاَ وثانياَ ليس لديها معلومات في أي منطقة من الجبل يتواجد الانصار وثالثاَ يدرك قادة الوحدات أن جبل كَارا توجد فيه قطوع كبيره لا يؤثر فيها القصف المدفعي أو الجوي وبهذا فأن الانصار لن يقدموا أية خسائر في القصف الجوي أو المدفعي إذا أحسنوا إتخاذ التدابير .

أن هذه الخيارات الثلاث لم ينفذها النظام الدكتاتوري خلال الحصارالعسكري من وجهة نظري لا يعود ذلك لانسانية النظام الدكتاتوري بقدر ما إنه يبدو أن قادة الوحدات العسكرية المحاصرة لجبل كَارا قد تيقنت أن هذه الخيارات لا تعطي نتائج إيجابية لصالحهم الخشيه هي من الخسائر الكبيرة التي قد تحصل في صفوف القوات المهاجمة هذا أولاَ وثانياَ الخشيه من وقوع بعض الضباط في الاسر والنظام يدرك تماماَ أن الانصار لن يقتلوا أي أسير سواء كان عسكري أو من الجحوش أو من الاستخبارات أو مسؤول بعثي هذا جزء من ثقافة وأخلاقيات قوات الانصار والبيشمركَا لا أعتقد هناك أسباب أخرى منعت النظام من تنفيذ هجومه على جبل كَارا لتيقنه أن الهجوم لا توجد جدوى منه .

من وجهة نظري أعتقد أن النظام بقي يراهن على الخيارات التالية :

- إما أن يلجأ النظام لمناورات لخداع الانصار والبيشمركَا ومنها إعلان عفو كاذب يدفعهم للاستسلام .

- أو أن النظام إعتبر الحصارهو خيار عسكري طول فترته تدفع الانصار إلى اليأس والاحباط والتفكك وضعف الانضباط مع الجوع والعطش وعدم توفر الادوية هذا الخيار قد يكون من وجهة النظام يدفع الانصار بأتجاه تسليم أنفسهم مع وجود عفو عام يشجع على التسليم ويبدوا قد عول عليه النظام .

- ويبقى خيار تسرب الانصار وإنسحابهم من الجبل قائم بالنسبه للنظام .

مناورات النظام الخبيثة لخداع الانصارولأضعاف معنوياتهم :
في ظل عدم تمكن النظام الدكتاتوري من النيل من إرادة الانصار بعجزة من إقتحام جبل كَارا المحاصر من قبل الجيش وقوات الجحوش من جميع الجهات , فلم يكن أمام النظام الدكتاتوري إلا تنفيذ بعض مناوراته لخداع الانصار والعوائل المحاصرة , ومنها بأعلان العفو العام عن ما سماه البيان بالمتمردين وإذيع عشرات المرات في اليوم الواحد ولعدة أيام من إذاعة بغداد وذلك في الاسبوعين الاولى من الحصار العسكري وبقية العفو الكاذب مستمر لمدة شهر . بالنسبة لغالبية الانصار كانوا متيقنين تماماَ أن قرار العفو ما هو إلا مناورة وإنه مصيدة معدة من قبل النظام لنزول المقاتلين الانصار من الجبل طوعاَ .

ما الذي حصل على ضوء قرار العفو :
نزلت من الجبل كثير من عوائل القرى التي حوصرت في الجبل ومعها عوائل من بيشمركَة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وشاهدنا مئات العوائل ولعدة أيام وهي تنزل من الجبل بأتجاه القوات العسكرية لتسليم أنفسها .

أن قيادة الفوج أزاء هذا التطور إتخذت قرار بأن تقوم عوائل الانصار بتسليم نفسها وهناك عدد من الانصار أزاء هذا القرار إختاروا الذهاب مع عوائلهم للاطمئنان عليها . لاحقاَ علمنا أن الانصار وعوائلهم من نساء وأطفال تم إعدامهم , إنها جريمة إنسانية كبرى إرتكبها النظام الدكتاتوري بحق هذه العوائل البريئة لم يرتكبها من قبله أعتى نظام دكتاتوري فاشي في التأريخ الحديث وكان قرار العفو خدعة من خدع النظام الدكتاتوري المقبور , وبقي يراهن النظام الدكتاتوري على جزع ويأس الانصار لما يعانوه من جوع وعطش وطول فترة الحصار وكان يظن النظام الدكتاتوري أن هذه الاسباب ستدفعهم طوعاَ للنزول من الجبل وتسليم أنفسهم في ظل العفو الكاذب .

توضيحات :
1- في الجزء الاول من المذكرات ذكرت أول تشكيله لقيادة الفوج ونسيت سهواَ إسم النصير الشجاع صباح ( أبو ليلى) كان معاون لآمر الفوج .

2- في الجزء الثاني وفي فقرة رقم 10 ذكرت تم اللقاء مع الركيزة في الجامع المهدم من قرية خرشينيا وهذا خطأ كبير وقعت فيه حيث أن قرية خرشينيا هي قرية يزيدية من ضمن عدة قرى من دشت الفايدية والصحيح كان اللقاء في مكان لاداء الطقوس الدينية وهو أشبه بمزار القرية .

3- في الجزء الثاني وفي فقره رقم 12 ذكرت كانت الاستراحة الثانية عند عين ماء بجانب قرية كاني كَولان وهذا خطأ آخر وقعت فيه لان قرية كاني كَولان تقع على السلسله الممتده من الشارع العام من معسكر فايده والتي تقع على هذه السلسله قرية خرشينيا والصالحية وكاني كَولان إلى القرب من كَلي كفرا الوزير أي أن قرية كاني كَولان تقع بين قرية بيرموس التي إنسحبنا منها وبين القوش والصحيح هي كانت الاستراحه الثانية عند عين الماء بجانب قرية بينارينكا وليس قرية كاني كَولان .

شكراَ وألف شكر للنصير العزيز ناظم على تصليحه للخطأ الثاني والثالث .
 

21-9-2010


الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَارا (2-5)
الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَارا (1-5)

 


 

free web counter