| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

فلاح علي

 

 

 

 

الأربعاء 18/7/ 2007

 




جبهة المعتدلين ليست هي الحل الذي ينتظره شعبنا


فلاح علي

الظروف السياسية البالغة الصعوبة والتعقيد والخطورة التي يمر بها بلدنا وتفاقم أزمة العملية السياسية الجارية في العراق مع تجلي عجز واضح في الأداء الحكومي على كافة الصعد وتنامي الأرهاب وإستهدافه للمدنيين الأبرياء وتباطئ خطة فرض القانون وإن حققت نجاحات نسبية في بعض المناطق إلا إنها لم تحقق بعد تطور نوعي في إضعاف قاعدة الأرهاب وإنها تعاني من ضعف في جوانب عديدة منها عدم إكتمال مستلزماتها وضعف الأداء وتتسم بالأنتقائية والموسمية . مع تكريس المحاصصة الطائفية والنقص الشديد في الخدمات وإرتفاع نسبة البطالة وبالذات بين صفوف الشباب وتزايد التدخلات الخارجية في الشأن العراقي وبعضها تغذي الأرهاب إن هذا الوضع المتشابك يزيد من تعتيم وتعقيد اللوحة السياسية التي يدفع ثمنها باهضآ أبناء شعبنا . ويجبر الغالبية منهم إلى الترقب والأنتظار ومتابعة ما ستقدم علية الحكومة والكتل السياسية المهيمنة عليها وعلى البرلمان من إتخاذها خطوات ومبادرات سياسية وإقتصادية وقانونية وعسكرية وإجتماعية وثقافية بأتجاة توفير الخدمات للشعب والخروج من الأزمة السياسيةو فرض القانون وتوفير الأمن والأستقرار وتحقيق المصالحة الوطنية وإشراك الجميع في بناء دولة العدل والقانون سواء من كان في العملية السياسية أو خارجها .

ماهو مؤلم حقآ وفي هذا الظرف المعقد والصعب بالذات تخرج علينا بعض القوى المهيمنة على الحكومة والبرلمان بمشاريع غير موفقة وضارة وتعلن عزمها عن تشكيل ما يسمى بجبهة المعتدلين : المتمثلة في الأطراف الأربعة ومحاولاتهم المستميته لضم الحزب الأسلامي إليها . ضنآ منهم إن هذه الجبهه تشكل الخطوة بأتجاة الحل الناجع للأزمة السياسية المستعصية في البلاد . أجل إن الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد بحاجة إلى الأعتدال ولكن هل إن الأعتدال يتمثل في هذه القوى لوحدها فقط ؟

إذن من هي القوى المتطرفه التي ستقف نقيضآ لجبهة الأعتدال ؟ إن إختزال الأعتدال ب4 أو 5 قوى هي خطوة غير مسؤولة تدك إسفين الفرقة بين أبناء الشعب وقواة الوطنية وتمزق الوحدة الوطنية ؟

يبدو ومن خلال الممارسة إن هذه القوى تؤكد لشعبنا إنها ليس فقط غير قادرة على إستخلاص دروس الأربع سنوات الماضية من سقوط النظام الدكتاتوري وإنما هي لم تستفد بعد من أخطائها الماضية التي ساهمت في تعقيد العملية السياسية . وإنها تعلن لشعبنا من جديد وبأقتدار إنها غير قادرة على قراءة الوضع السياسي المعقد بشكل دقيق .

إن الدعوة لجبهة المعتدلين : هي خطوة متسرعة غير مدروسة تقف ورائها مصالح ذاتية آنية نفعية فئوية ضيقة بعيدة كل البعد عن مصالح الشعب والوطن في هذا الظرف الصعب والمعقد . وهي تؤكد على إستمرار النهج الخاطئ لتعزيز المحاصصة الطائفية والحزبية من خلال هيمنة هذه القوى الفائزه في العملية الأنتخابية على الدولة وقيادة العملية السياسية المتعثرة بالشكل الذي يخدم أجندتها وتوجهاتها وهم يدركون تمامآ إن خطوتهم هذه تساهم في إضعاف الوحدة الوطنية العراقية في هذا الظرف الصعب والحرج الذي تمر به البلاد.

إن الدعوة هي خطوة متسرعة : غير مدروسة لأن مفهوم الأعتدال بحاجة لتوضيح معناة القانوني والفكري لتحديد معانية ومن هي القوى المعتدلة في المجتمع والقوى غير المعتدلة في المجتمع من قوى سياسية وغيرها ومن هي القوى المعادية للأعتدال ولنقل المتطرفة إذن المفهوم ليس فقط بحاجة لصياغة قانونية وإنما هو مفهوم سياسي خاطئ أيضآ وبنفس الوقت إن إطلاق صفة الأعتدال على هذه القوى فقط هو بحد ذاته يعد إستحواذ وهيمنة وتعالي من قبل هذه القوى على الآخرين من قوى شعبنا الوطنية والديمقراطية التي عرفها شعبنا وإختبر وطنيتها الحقة وتضحياتها الجسام .

ولكن ما هو المخفي من هذه الخطوة أو هذه الدعوة :

المخفي يدركة أبناء شعبنا ولا نريد إساءة الضن وإنما نعكس الحقيقة إنها تلتقي مع الوجهه الأمريكية والأيرانية حول الوضع في العراق وتخدم مصالح هاتين الدولتين وإسترتيجيتهما في المنطقة هذا أولآ .

وثانيآ ستكون هذة الجبهه أداة لأجندة من خلال هيمنتها على البرلمان ستسعى لتمرير العديد من مشاريع القوانيين كقانون النفط والغاز وغيرة . وثالثآ إنهم بوعي أو دون وعي يعملون على تكريس المفهوم المجافي للحقيقة بأن مكونات الشعب العراقي هم السنة والشيعة والأكراد وهذا مايعلنوة في تصريحاتهم وهم تناسو أن هذا المفهوم الخاطئ قد شاع صيته بعد الأحتلال الأمريكي للعراق وهو يخدم الوجهه الأمريكية والأيرانية .

إن واقع الدولة العراقية منذ تأسيسها في عام 1920 تؤكد وقائع الأحداث السياسية وتأريخ العراق الحديث إن مكونات الشعب العراقي الأساسية هي قوميات متنوعة هم العرب والأكراد والتركمان والكلدان والآشوريين والأرمن ... إلخ وتوجد أديان في وادي الرافدين متعددة ومتنوعة الأسلام والمسيح والصابئة والأزيدية والشبك ... إلخ .

فلماذا يتم تبني هذا التوجه البعيد عن الهوية الوطنية العراقية ؟ لماذا يتم ترديد المصطلح الأمريكي الأيراني الذي يسعى لأضعاف الوحدة الوطنية العراقية ؟ ويختصر كل القوميات المتآخية والأديان السماوية المتواجدة في أرض العراق منذ مئات السنيين إلى الآن يختصرها بسنة وشيعة وأكراد. هل هذا توجه صائب ؟ من يريد أن يبني العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد علية أن لايردد وأن ينبذ الشعار الطائفي بأن مكونات الشعب العراقي هم السنة والشيعة والأكراد فقط. أن لايلغي الآخر سواء كان قومية أو دين أو حزب أو تيار سياسي مهما كان حجم تواجدة في وسط شعبنا . ويجسد ذلك قولآ وممارسة بهذه الرؤية نحافظ على الوحدة الوطنية والمواطنة الحقة ونبني دولة العدل والقانون.

من هذا أن الدعوة لجبهة المعتدلين :

ماهي إلا خطوة خاطئة لوضع العصا في عجلة تطور العملية السياسية رغم إنهم يصرحون بأنها دعوة مفتوحة على كافة القوى الوطنية . هذه التصريحات إنها مناورة لكسب الوقت ليس إلا . إذآ لماذا لايدعوا إلى مؤتمر وطني تشارك فيه كل القوى سواء من هو في العملية السياسية أو خارجها المعادية للأرهاب ويجري طرح برنامج وطني ديمقراطي عراقي ويفتح حوار حولة وفي الحوار بتوفر النيات الصادقة والأنطلاق من الحرص على مصالح الشعب والوطن . بهذه الرؤية سيتوصل الجميع وكلهم معتدلون إلى الأتفاق على قواسم ومشتركات تشكل توجهات لبرنامج وتنبثق جبهه وطنية تضم قوى الشعب وتشكل حكومة الوحدة الوطنية الحقة . وبهذا نضع الخطوة الأولى بالأتجاة الصحيح للقضاء على الأرهاب و تحقيق الأمن والأستقرار من أجل تهيأة مستلزمات نجاح العملية السياسية .

صحيح من الناحية المبدأية يحق لهذه القوى الفائزة بالعملية الأنتخابية أن تشكل جبهه فيما بينها لقيادة الدولة والعملية السياسية:

هذا إذا كانت الظروف طبيعية وتم إنجاز بناء المؤسسات الديمقراطية وبتوفر الأمن والأستقرار . ولكن البلد يمر بظروف إستثنائية نادرة في تأريخ شعوب المعمورة كلها . إرتباطآ بالأحتلال وتنامي الأرهاب وتنوعة وإتساعة ووجود الميليشيات المنفلته والفساد الأداري والمالي وسرقة النفط وعدم توفر الخدمات والبطالة والتدخلات الخارجية وضعف إداء الحكومةهذه العوامل كلها وغيرها يتطلب من القوى المهيمنة على العملية السياسية أن تبتعد عن ذاتياتها وتتعامل بأيجابية وإنفتاح بعيدآ عن الأستحواذ والأستئثاروالتخندق والأنغلاق والتشدد والهيمنة ووضع خطوط حمراء وبنفس الوقت إنها تدعي الأعتدال الأعتدال يعني الأنفتاح على الآخر والأعتراف به بعيدآ عن التهميش والأقصاء .

إن الحكمة والعقل والتجربة المستخلصة :

من الظروف القاسية والمريرة التي مر بها شعبنا خلال السنوات الأربعة الماضية تؤكد أن الفوز الحقيقي ليس بحصد أكبر عدد من المقاعد في البرلمان في ظروف غير طبيعية ومحسومة النتائج مسبقآ وإنما الفوز والنجاح الحقيقي هي قدرة هذه القوى أو تلك في النجاح في صدقيتها وفي ممارساتها العملية من أجل إنقاذ الشعب والوطن من محنته وتحشيد كل القوى حتى التي لم تحصد مقعد واحد في الأنتخابات أو التي لم تشارك في العملية الأنتخابية تحشيد القوى بأتجاة السير بالعملية السياسية من خلال برنامج وطني وتحقيق طموحات الشعب ومصالح الوطن وليس طموحات ذاتية نفعية فئوية ضيقة لقد قرف شعبنا منها .

المعطيات تشير بأن جبهة الأعتدال بوضعها الحالي سوف لاترى النور في الأمد المنظور :

إنطلاقآ من إنها لم توفق في تحديد مفهوم الأعتدال بعد وما هي معايير أو سمات القوى المعتدلة والقوى غير المعتدلة كمالم يتم بعد التهيأة لها بشكل جيد لم تطرح برنامج لها بعد ولضعف ثقة شعبنا بالقوى الطائفية وإبعادها وتهميشها لقوى شعبنا الوطنية والديمقراطية إضافة إلى عامل آخر إن الحزب الأسلامي الذي شخصته هذه القوى للأنضمام للجبهه هو يشكل الرقم الصعب في هذه الطبخة . كون له تحالفات ولا يزال هو في هذه التحافات التي أوصلته إلى البرلمان والسلطة السياسية وبالنسبة له إن هذه التحافات هي مجربة ومضمونة فهو غير قادر على التخلي عن حلفائه في جبهة التوافق والأنضمام إلى تحالف بالنسبة له قد يكون وفق منظورة هش أو غير واضح النتائج فهو يتردد ويشترط ويمانع لهذا فأن الجبهه بوضعها الحالي ستبقى دعوات ليس إلا .

إن شعبنا رغم المحنة القاسية التي يمر بها والتحديات الجسام التي تواجهة من مشاريع ظلامية سوداء وأعمال أرهابية تستهدفة لوحدة وتستهدف حياته وتهدد الوحدة الوطنية مع نقص شديد في الخدمات وعلى كافة الصعد وتنامي نسبة البطالة ولتداخل عوامل عديدة في إستعصاء الحل للأزمة السياسية  فهو يعول على قواه الوطنية ذات التأريخ الناصع والطويل في النضال الوطني والتي تمتلك الخبرة التأريخيةوالمرونة والرؤية الفكرية والسياسية الصائبة في حل أزمة الشعب والوطن فهي القادرة حقآ على تجميع القوى الوطنية في أوسع تحالف إجتماعي سياسي لكل القوى المناهضة للأرهاب والعنف والمحاصصات الطائفية والمؤمنه ببناء دولة ديمقراطية فيدرالية ذات السيادة الكاملة دولة المواطنة الحقة وضمان حقوق المرأة دولة العدل والقانون . إن هذه القوى الحية المتمثلة في الحزب الشيوعي العراقي وقوى التيار الديمقراطي وكل القوى المؤمنة بدولة العدل والقانون فهذه القوى جميعها هي التي تمثل جبهة الأعتدال الحقيقية وليس إختزالها بقوائم قوى الأستحقاق الأنتخابي . إن المخاطر المحدقة بالشعب والوطن هي خطيرة وكبيرة لا يمكن مواجهتها بهذه القوى الأربع أو الخمس لأن الأستحقاق الأنتخابي شيئ والوحدة الوطنية ومصالح الشعب والوطن شيئ آخر أسمى وأغلى ويجسد الوطنية الحقة بعيد آ عن أي منطلقات طائفية وفئوية ذاتية وتحالفات وقتية نفعية للهيمنه والأستحواذ والأنفراد في صنع القرار وتقاسم المكاسب .

إن الحوار على أرضية المشروع الوطني الديمقراطي الذي نحت حروفه الحزب الشيوعي العراقي هو الخطوة المجربة والصائبة والسليمة للتوصل إلى نقاط إلتقاء لتحشيد كل القوى الوطنية وتشكيل جبهه عريضة بأتجاة مواجهة التحديات السياسية والأقتصادية والأمنية التي تواجه العراق والخروج من الأزمة السياسية الذي طال أمدها ودفع ثمنها شعبنا والسير بالعملية السياسية إلى الأمام بمشاركة كل قوى الشعب في بناء العراق الديمقراطي الجديد القائم على أساس دولة العدل والقانون .

أوسلو . 18- 7-2007