| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

فلاح علي

 

 

 

الثلاثاء 10/2/ 2009



كيف فاز في الأنتخابات
من فشل في الكشف عن جريمة إغتيال مثقف عراقي
(1-2)

فلاح علي

المدخل الأول لهذه المقالة أن انتخابات مجالس المحافظات على خلاف التوقعات ولا يختلف إثنان حولها بأنها إنتخابات شكلية وزائفه ومظلله , رغم أهميتها وليس لها علاقه لا من قريب ولا من بعيد بالديمقراطية الحقه وآلياتها وتجسيداتها العملية .

لسبب بسيط أن البلدان الديمقراطية في إنتخاباتها , تؤكد تجاربها أن الديمقراطية لا تستحق أن يُطلق عليها هذا الأسم إلا حين أن تكون نتائجها غير معروفه سلفاَ . إنها ممارسة عملية لأكتشاف حقائق لا يمكن إكتشافها مسبقاَ بأي طريقه مبرمجه . فلا يعرف نتائج الأنتخابات سلفاَ إلا مزوروها غير الديمقراطيين الذين يخرقون ويخلون بمبدأ الديمقراطية.

ما الذي حصل في إنتخابات مجالس المحافظات ؟:
حال أن إنتهت الأنتخابات فقد أعلنت الكتل فوزها من خلال ممثليها في العديد من المحافظات وقبل إعلان النتائج الأولية من قبل المفوضيه المستقله للأنتخابات .والتي جاءت نتائجها مخالفه لأستطلاعات الرأي .

ماذا يعني هذا ؟:
هذا يعني أن المفوضيه المستقله للأنتخابات مخترقه من قبلكم يا أحزاب الأسلام السياسي . وإن كنتم ديمقراطيون حقاَ فكونوا مع الكتل الكثيرة التي قدمت طعوناتها و ما أكدته من خروقات حصلت ضدها و سكوت المفوضيه عنها.

أي ديمقراطية هذه وأنتم تقودون حملاتكم الأنتخابيه من مواقعكم الأولى في الدوله وتقدمون المزايا والوعود لا تحسين الوضع الأقتصادي لأبناء شعبنا وتوفير الخدمات , وإنما لشراء أصوات هذه العشيره أو تلك , وإن تمكنتم من شراء هذه الأصوات الرخيصه فلن تستطيعوا شراء ضمائر شعبنا .

أي ديمقراطيه هذه وطواقم أخرى من أحزاب الأسلام السياسي توزع (البطانيات والموبايلات والدولارات والرشوات والأمتيازات والتهديدات الأخريات ... إلخ) . لغرض شراء الأصوات الرخيصه مع الأستخفاف بكرامة الناس هل نسمي هذه ديمقراطية ؟.

لو كانت لدينا ديمقراطية حقه ودستور ديمقراطي لتم سوقكم أنتم ومفوضيتكم غير المستقله للمحاكم على ممارساتكم المشينه والمهينه بحق الديمقراطية وبحق الناخب العراقي .

إن كنتم ديمقراطيون حقاَ لوقفتم بصف القوى التي لديها طعون على مفوضيتكم ولكنتم أول المطالبين بتغيير المفوضيه وطاقمها وإناطة المهمه للقضاء العراقي والمحكمة الدستورية بأختيار مفوضيه جديده نزيهه كفوءة مستقله حقاَ وغير مخترقه . هل تفعلون ذلك إن كنتم ديمقراطيون حقاَ ؟

كيف توفرون الأمن والأستقرار والخدمات للمواطن ؟:
ولا تزال عصابات القتل والأغتيال طليقه وتمتلك الحرية وتتحرك وفق ما تشاء وحسب أجندات معدة مسبقاَ لا يخفى على أحد أنتم تعرفون القتله الحقيقيون للأعلاميين والسياسيين والمثقفين وآخرهم المثقف الوطني التنويري صاحب المشروع الثقافي الوطني الديمقراطي الشهيد ( كامل شياع ) وقد فشلتم أمام الشعب إلى هذه اللحظه في الكشف عن أسماء هؤلاء القتله المطلقي اليد إلى الآن . لو كنتم حقاَ في نظام ديمقراطي حقيقي كما هو في الدول الديمقراطيه التي تشوهونها في خطبكم وتصفونها بالعلمانية الكافرة لطالبكم القضاء فيها بالأستقاله خلال ساعات إن لم تلقوا القبض على مرتكبي جريمة إغتيال مواطن وهذا حق المواطنة الذي يكفله القانون الديمقراطي.إضافه إلى أن القانون يفرض على الحكومة وأجهزتها الأمنية بأن توفر الشعور بالأمان والأستقرار لمواطنيها . ولكن اللا ديمقراطيون لا يقبلون مظله قانونية فوق رؤوسهم وهم فرديون يريدون تكريس الشخصيه الجاهله في المجتمع ليستمر زيفهم وتضليلهم للشعب وأن حققتم نجاحات فهي ذات طابع فردي ومحدودة وهشه إرتباطاَ بعوامل معروفه . ولكن إلى الآن قد فشلتم وبأمتياز في توفير الخدمات للشعب وفشلتم في القضاء على البطالة , لا بل وإبتكرتم (سياسة الأسلمه) في التعيين في دوائر الدولة وهي مستنسخه من( سياسة التبعيث) في زمن النظام المقبور وفشلتم في بناء الأقتصاد الوطني وتطوير الصناعه والزراعة وما يؤكد ذلك هو عدم وجود التنمية في الأقتصاد والمجتمع والقضاء على الأمية وفشلتم بأمتياز في وضع الأساس لتوطيد المجتمع المدني وفشلتم في تجنب هجوم الفوضى لا بل ساهمتم في صنعها و لأغراض إنتخابيه . وبهذا ينطبق عليكم يا دعاة الأسلام السياسي أنتم (أفيون الشعب) والدين منكم براء يا طلاب السلطة والمال والهيمنه أنتم حولتم الدين لتجارة سياسية , والدين لا يقبل الظلم و الغش والتزوير والرشوه والسكوت عن الجرائم وتغطيتها سيخلع عنكم الشعب عاجلاَ أم أجلاَ . عباءة الدين يا مشوهي ومزيفي القيم الدينية أين أنتم من ( خصال الأمام علي و عدل الخليفة عمر بن الخطاب ) .

أن معايير الأخلاق والعدالة الأجتماعية التي تنادي بها الأديان لا تزال حيه في ضمائر شعبنا وأنتم سارقوها يا دعاة المشروع العدمي البعيد عن قيم الشعب ومفهومه . إن تزييفكم لضمير الناخب العراقي وإجباره بوسائلكم الخبيثه لأستسلامه الروحي والقيمي لمشروعكم العدمي وأهدافكم الأنانية إنها جريمه بحق الشعب وإنتهاك لمبادئ الأسلام الحنيف ولكل القيم السماوية . لأنكم بعملكم هذا تهينون الشعب وتحولون غالبيته إلى كتله صماء وتطمسون المبدأ العظيم (مبدأ سيادة الشعب في السياسة وفي بناء الدولة والثقافة) . ولكن في نهاية المطاف سترون أن الشعب لا يقبل بذلك وسيكتشف حقيقتكم . لأن الشعب قد عرف المكتسبات الحقيقية الأجتماعية والأقتصادية والسياسية منذ فجر ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 التي تآمرت كل قوى الحقد والظلام على ذبح الثورة وإنتزاع المكاسب من الشعب فهل تستطيعون يا سادة اعادة المكتسبات للشعب ؟ كل المعطيات تقول لا وألف لا .

الذي يعرف مجرماَ طليقاَ وقاتلاَ لمواطن مثقف من هذا الشعب وهو القادر بحكم الصلاحيات التي يمتلكها بالقبض على القاتل ولكن (لأعتبارات لا أخلاقيه ولا قانونيه ) يغض الطرف . كيف يؤتمن الشعب لهؤلاء المتطفلون على الدين ويثق بهم ويأتمن لهم بأن يبنوا دولة العدل والقانون .

10-2-2009



 


 

free web counter