|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء 27/12/ 2011                                                      فؤاد علي أكبر                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

هلوسة

فؤاد علي أكبر

سئمت الغربة.. سئمت الانتظار
سئمت القيام في الليل والموت في النهار
سئمت الرتابة..سئمت الأنتحار
سئمت الموت الأزرق والأصفرار
وسئمت كل الألوان
التي تأبى التفاعل والأندماج
سئمت الشكوى..سئمت الأحتجاج
سئمت الأستسلام
سئمت حتى الحب والسلام
على هذه الطريقة وهكذا منوال
سئمت تبرج الموتى والجمال
العاجز عن أن يداعب الروح
ومواطن الفرح
الذابلة في الأعماق
كأنها أوراق
أشجار خريفية صفراء
ملقاة في الطرقات والأرجاء
سئمت من أصطناع البسمة
والأيماءة المزيفة
سئمت من ممارسة الحب
والجنس مع دمى
جميلة لكنها لا تستطيع أن ترى
شيئاً سوى نصفي الأسفل
والفاجر المنحل
تتجاهل الأنسان فيَّ
وتبجل الفحل
سئمت من ممارسة الحياة
مع الذين توقفت نظراتهم
عند لون البشرة
والشعر وتضاريس الجسد
من دون أن تمضي أو ترتد
سئمت التعبير والتجريد والتجسيد
سئمت من سماع نفسي
وروحي المعذبة
سئمت كلماتهم المُرهِقة العاجزة
عن أن تترجم ما أحس وما أريد
من دون أسهاب ممل وبليد
سئمت البعد عن الله
والناقوس والمأذنة
والحكايات العجيبة والغريبة
والدعاء والبكاء من بعيد
سئمت عربدة الحانات
ودَوِيَّ المكبرات
والسكر والأغماء
بالضوضاء
وحوارات جسدية بلهاء
تدار بالأيقاع والصوت
سئمت الصحو والفتور
والسير على الحبال بأنتظام
وعلى الخطوط من محلات العبور
حسب أنظمة المرور
والعيش في مساكن كأنها قبور
والموت في صمت

سأحمل حقائبي الخاوية
كروحي وجسدي المستعار
إلا من بقايا ذكريات
وأبتسامات حزينة
وبقايا أشيائي وأيامي التي تبعثرت
بين محطات أعتقال وأنتظار
وأرصفة موانئ وطرقات
ومتاهات غربة وضياع
وشئ من مزق
هي كل ما رمقت به الأيام
و كل ما تبقى من رمق
مودعاً منفاي..
وآخر الأحزان والهموم..
وآخر فصول محنتي القاسية
وآخر الأوجاع
سأنثر كل ما تبقى
على أعتاب الوطن والتخوم
قرابين ونذور
لعلها تبدد الشؤم والشرور
سأرمي كل أعبائي وأشيائي وأطير
وطني بأنتظاري وسيمنحني الكثير
يمنحني فرصة للحب والحياة
على ضفاف الموت
ويمنحني نشوة رقاد وموات
في صخب الحياة
في وطني تتسارع الأحداث
تكثر الولادة وتنتشر الأجداث
وتتداخل الألوان
الموت في الحياة
والكفر في الأيمان
والليل في النهار
حب حقيقي عنيف..وأنفعال
موت حقيقي رحيم..وأغتيال
بالذبح دوماً يبدأ الحوار
ويحسم الجدال بدويّ أنفجار
يليه تكبيرالشياطين والتهليل
وصراخ المساكين والعويل
ثم عناق بين القاتل والقتيل
وعقد عنف وصراع جديد
ولأنني قد مت من زمن بعيد
ولأنني حي شهيد
سأظل دوماً الرابح الوحيد
والخاسر الوحيد


ستوكهولم ـ السويد

 


 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter