| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عمانوئيل تومي

 

 

 

السبت 19/6/ 2010

 

من سلسلة مقالات – شعب ممزق وامة تحتضر-

ألبيت المنقسم

عمانوئيل تومي

الاتحاد هي كلمة جميلة ومهمة بالنسبة لي لانه لها دلالات كبيرة, فسماتها الاستقرار والقوة والسلام والطمانينة فهو امر رائع ومهم عندما تتحد الاسرة الصغيرة ولكن الاروع والاهم عندما تتحد الاسرة الكبيرة او الامة . تخيل ما يمكن تحقيقه وانجازه اذا ما اتفق الجميع على تفادي الخلافات وتجاوزها والسير الى الامام وفي اتجاه واحد ومتناغم من اجل تحقيق الاهداف العامة والعادلة لشعبنا وفي السعي من اجل الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه لهذه الامة كوجود متكافئ ومشروع بين الامم الاخرى .من المعروف انه كانت هناك لمحات بسيطة ولكن نادرة حصلت في تاريخ امتنا وفي الزمن السابق واثبتنا كشعب اننا نستطيع الدفاع والحفاظ على امتنا وهويتنا عندما نتحد وننضوي تحت مظلة واحدة .
اما الان فما نعيشه ونشاهده هو حالة من التنافس والتناحر والصراع من اجل السيطرة على مواقع السلطة والنفوذ والقوة سواءا في الكنائس المختلفة من جهة او الاحزاب السياسية والمنظمات العديدة والمتكاثرة , فالهوة والتشرذم بين كنائس شعبنا تزداد سعة وعدائية في الوقت الذي نلاحظ ان الشغل الشاغل او بالاحرى النشاط والهم الوحيد (لرجال الدين ) هو اللهاث والركض وراء الاغتناء والكسب المادي والدنيوي الى درجة لم يسبق لها مثيل عند من يعتبرون انفسهم رجال الدين لكنائسنا (وهنا اؤكد ليس الجميع بل الغالبية منهم) بحيث اصبحت شؤون الامة والكنيسة والدين هو اخر ما يفكر به هؤلاء المدعين (اخوان الشياطين) كل هذا يحدث وابناء هذه الامة وهذا الشعب في سبات عميق , نائمين كان الامر لا يعنيهم !! واذا نطق بعضهم فمن اجل الاحتراب والاختلاف وكيل الاتهامات .

حقيقة لا استطيع ان اجد تحليلا لهذا (الخدر ) الذي اصابنا وامتلكنا وسيطر علينا ؟؟ حيث نادرا ما اجد هذا الكاتب او ذاك او هذا الناشط او ذاك من يقف وقفة شجاعة وجريئة ويقول لهؤلاء اخوان الشياطين من المطارنة والبطاركة ... كفى ... لقد طفح الكيل لانكم لا تملكون لا صكوك الغفران ولا مفاتيح الجنة. اما الحديث عمن يحلوا لهم ان يطلقوا على انفسهم بالقيادات السياسية المتبخترين .. فانهم حقيقة نكتة حزينة ومبكية مع بعض الاستثناءات هنا وهناك طبعا, ينطبق عليهم المثل القديم القائل (ابوي ما يكدر الا على امي) , يتبخترون مثل الديك الرومي (ويتعنترون) على ابناء جلدتهم اما امام الاخرين فيصبحوا مثل الدجاج وشجاعتهم اقرب ما تكون قريبة الشبه بشجاعة اسماعيل يسين .

شعبنا منقسم , شعبنا يعاني , شعبنا يقتل على الهوية , شعبنا يهجر , وجودنا وهويتنا تضمحل وتختفي رويدا رويدا وبشكل متسارع !!!! نعم شعبنا منقسم بسبب التسمية اولا وبالتالي الخلافات المذهبية والاثنية والسياسية التي اوجدها بالاساس رجال الكنيسة من القطط السمان واسلافهم وغذوها وحرضوا عليها بل عملوا من اجلها , كل ذلك من اجل تمرير مصالحهم ومواقعهم ومن اجل البقاء على الكرسي بالضد من تعاليم السيد المسيح والكتاب المقدس بقوله (( الكنيسة الواحدة المقدسة الرسولية.... )) هذا اذا هم حقيقة يؤمنون بالسيد المسيح ودينه, هذا من جانب ومن جانب اخر لدينا سياسيين لا يتوانى احدهم عن مهاجمة وتخوين الاخر وتسقيطه بل وحتى الغائه , كل ذلك باسم الدفاع عن الامة والشعب وهم ابعد ما يكونون عن ذلك بل يستخدمون الامة والشعب كحصان طروادة للوصول الى ماربهم وغاياتهم الانانية والذاتية البحتة حتى لو كانت على حساب تفرقة الشعب وتحطيم وتجزئة الامة .

والنتيجة اننا نشهد ونعاني من ظاهرة اصبحت متفشية وللاسف وهي ان اصبحت هناك فئات عديدة من ابناء شعبنا لا يطيق بعضها بعضا , الصراخ والعويل والتخوين اصبحت اللغة السائدة , بل لغة اليوم , اخذين من قياديي الكنائس والسياسين وللاسف الشديد نماذج سيئة ومشجعة للذهاب بهذا الاتجاه من العدائية والكراهية والسجالات الكلامية الحاقدة بين هذه الفئة او تلك وما علينا الا الاستماع لتصريحات هذا المطران او ذاك او هذا البطريرك او ذاك وعلى نفس الشاكلة العديد من السياسين واقولها للاسف بعض الكتاب ايضا . ضاربين بعرض الحائط مصير الامة ومستقبل اجيالها , فبالنسبة للقيادات الكنسية فان صلواتهم ودعواتهم لم تصبح للكنيسة وتعاليم المسيح ولا الى ما هو خير الناس والبشرية جمعاء بل من اجل حساباتهم البنكية واملاكهم وكذلك الحال مع سياسي اخر زمن . لقد اعمى الجشع بصرهم وبصيرتهم .

فلو رجعنا الى الكتاب المقدس الذي تحتمي به قيادات كنائسنا ويشرعنون مناصبهم ... نجد فيه العديد والعديد من الشواهد والامثلة والعبر التي تؤكد على مدأ التسامح والاتحاد وقبول الاخر والمحبة والتي هي من الاسس الحقيقية التي علم بها السيد المسيح وقامت عليها المبادئ والتعاليم المسيحية والتي يجهلها كليا غالبية رجالات الكنيسة وقياداتها او يتجاهلونها , طبعا هنا يجب ان اؤكد على المواقف والتضحيات التي قدمها ويقدمها بعض من رجالات الكنيسة المؤمنين الحقيقين والمخلصين على وجه الخصوص الشهداء منهم الا ان الغالبية العضمى من قادة الكنائس نقمة وليس نعمة على الكنيسة وعلينا, فعلى سبيل المثال اين هم يا ترى من اقوال السيد المسيح عليه السلام عندما يقول (( كل امة او مملكة منقسمة على نفسها ايلة الى السقوط والهلاك. . . )) كلام المخلص واضح وصريح فاذا كان هؤلاء المطارنة والبطاركة (اخوان الشياطين) الذين يدعون انهم المبشرون بكلمة السيد المسيح الى الناس ويدعون كذبا ورياءا انهم لسان حاله ومثبتي وصاياه ؟؟ ما هي حقيقتهم وافعالهم ؟؟ في الحقيقة انهم ابعد ما يكونوا من ذلك . للاسف الشديد استطيع القول ان ما نشهده ونعيشه اليوم باعتقادي لهو اسوأ مرحلة مرت وتمر بها امتنا والاكثر ايلاما واسى , ان الخراب والدمار الذي يلحق بشعبنا وامتنا ليس فقط ما نتعرض له من الاخر اي من خارج حدود الامة , بل الدمار الاسوأ والاعظم ما يصيبنا ويأتينا من داخل امتنا وعلى وجه الخصوص من الذين وللاسف في مواقع قيادية كنسية كانت ام سياسية , كل هذا يحدث وشعبنا في نوم وسبات عميق وكأن الامر لا يعنيهم وفي لا ابالية لا سابق لها .

لذا فاني اعتقد انه ان الاوان بل ادعو جميع المخلصين من ابناء هذه الامة وخاصة المثقفين والناشطين منهم الى الوقوف بحزم والاسطفاف جنبا الى جنب اولا لفضح وتعرية هؤلاء المنافقين والسراق والمدعيين والمتلاعبين بمقدرات شعبنا وامتنا من القيادات الكنسية والدنيوية وثانيا للعمل على الحفاظ والدفاع على ما تبقى من اشلاء هذه الامة العريقة , وبالتالي اعادة عملية البناء لاجل خير ومستقبل الاجيال القادمة . لانه في نهاية المطاف نحن لسنا بحاجة لمثل هؤلاء الشياطين ان يكونوا وسطاء بيننا وبين ربنا . وبصراحة كفانا مجاملات وكلام منمق وتطييب خواطر على حساب امة , مستقبل شعب وحضارة تحتظر .

فاذا كان يعتقد هؤلاء انهم يملكون التخويل والسلطان الابدي ليبقوا بمواقعهم ليفعلوا كما يشاؤون وكما يحلو لهم .. فاستطيع ان اقول انهم مخطؤون ..ومخطؤون جدا , فسياتي اليوم ويفيق شعبنا من غيبوبته ويرص صفوفه ويقول لهؤلاء المرائين والسراق اذهبوا ودعوا شعبنا وامتنا وشاننا , وبالتالي الشعب نفسه سيضع في هذه المواقع اناس صالحين اتقياء مؤهلين ان يكونو قادة روحانين ونماذج صالحة لهذه الامة وكذلك الحال بالنسبة للسياسيين منهم . وان ذلك اليوم لقريب . وكما يقول المثل الشعبي . . . (اجاك الموت يا تارك الصلاة) .

 


01/06/2010

 

* فنان وناشط سياسي

 

 

free web counter