| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ضياء حميو
dia1h@hotmail.com

 

 

 

الثلاثاء 7/7/ 2009

 

تجارب دنماركية *

التجربة (30)
العراق :إنموذج في كتاب مدرسي دنماركي

ضياء حميو

في الفقرة 77 من المادة الثامنة في الدستور الدنماركي لعام 1849 يرد الآتي :( لكل شخص الحق في الطباعة والكتابة ،والكلام ، ونشر أفكاره ، وتحمل مسؤولية ذلك أمام العدالة ،ولا يجوز مطلقا للرقابة أو التدابير الوقائية الأخرى التدخل في منع هذا).
وردت هذه الفقرة في كتاب مدرسي هو مادة " المجتمع " الخاص بالصف الثامن والتاسع الابتدائي، كمدخل عن حرية النشر والتعبير، والإعلام عموما..!
وفي هذا الكتاب يرد الكثير حول أهمية الإعلام كسلطة رابعة في تعزيز وتصويب الديمقراطية ،بل تركيز كبير على تطوير الديمقراطية من خلال الإعلام ، نقرأ التالي من دون أن ننسى انه موجه للأطفال في المدارس الدنماركية : (سلطات الدولة هي ثلاث ،التشريعية ، التنفيذية والقضائية ،أما السلطة الرابعة فلها دور الرقابة والنقد ،ورصد رغبات المجتمع التي قد تكون ضد توجهات سياسة الحكومة ).
وفي مجال سماع وجهة النظر الأخرى يؤكد الكتاب على التالي : "من المهم في حالة مناقشة أو انتقاد موضوع في السياسة على سبيل المثال أن يُعطى الحق للمقابل أن يرد ويبدي وجهة نظره ، وهذا مهم للديمقراطية ".

وعن حرية التعبير يختار المؤلفون العراق كمثال يرد فيه التالي : ( في زمن سلطة صدام حسين الدكتاتورية ،كان هنالك أربع صحف حكومية تكتب مايوافق توجهات سلطة صدام حسين ،وكان العراقيون تواقون إلى حرية التعبير بعد زوال هذه السلطة ولكن يبدوا إن الطريق طويل لبلوغ هذا الهدف ،لان المجاميع السياسية ، والدينية ،والأثنية متوجسة مما تكتبه الصحافة ...
لقد تعرض الصحفيون لرهاب العمل والاغتيال ،عدد الصحف في عام 2006 ارتفع في العراق إلى 160 صحيفة وهذا يوضح مدى حرية الكتابة ،ولكن هناك أمثلة عديدة لتعرض الصحفيين للاعتقال فيما إذا كتبوا مقالات لاتناسب احد أحزاب الحكومة ،منذ شهر آذار 2003 إلى سنة 2006 قُتل 60 صحفي في العراق ،كان منهم 40 صحفيا عراقيا ) .
ثم يورد الكتاب مقطعا من مقابلة أجرته صحيفة دنماركية مع نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي في 16 فبراير 2006 يعزز ماورد في الكتاب التربوي الدنماركي.

وفي موضوع مدى مصداقية ماينشر ومطابقته للحقيقة لاينسى مؤلفوا الكتاب التربويين أن يقدموا النصائح التالية للتلاميذ كدليل إرشاد عام عند القراءة :" إسأل نفسكَ !
مَن كتب الموضوع ؟!
مَن أخذ الصورة ؟!
تاريخ الكاتب ومواضيعه السابقة ؟!
السبب في كتابة هذا الموضوع ؟!
ماهي مصادر الكاتب ، هل هي مباشرة أم مصادر منقولة " ثانوية "؟!


الدكتاتور الايطالي " موسيليني "

ومن ثم يرد في الكتاب العديد من الأمثلة من الصحافة العالمية والمحلية للتحليل داخل الصف.
وفي موضوع اثر الصورة يضع الكتاب صورة الدكتاتور الايطالي " موسيليني " مع تعليق إن الأخير ولقصر قامته كان يفرض على الصحفيين أن يلتقطوا له صورا من الأسفل ليبدوا عظيما ذو سطوة.
أما في موضوع المصدر المباشر فان الكتاب يختار قصة طريفة من رسالة جدا عادية من ابن أخت إلى خاله تعود إلى العام 1778 " نختتم بها هذه الحلقة:

( خالي العزيز" بيتر"..!
قريبا هو موسم الحصاد ،وبدأت المشاكل تطفوا على السطح ،أضعنا وقتا طويلا في تصليح مضخة الماء ، وتعرض ثور الحراثه إلى إصابة في إحدى قوادمه ،ولكن على أية حال الأمور تسير بشكل جيد وسننتهي في الوقت المحدد ،ولكن عامل المزرعة اختار أن يترك العمل لأنه لم يكن مقتنعا براتبه ،ولهذا علينا أن نضاعف جهدنا لنعوض مكانه.
أبن أختك " هنرك" ).

 


* لماذا الدنمارك ؟ وما علاقتها بشأننا العراقي ؟!

اخترت أن تكون الدنمارك ... وأنا اقصد الناس والمجتمع بشكل خاص.
أولا: اعرفها أكثر من أي بلاد أخرى عدا عن حبي واحترامي لها..!
ثانيا: هو تميز مجتمع هذه البلاد بميزة إحدى أقدم الديمقراطيات في العالم، ومجتمع رفاهية " والمقصود بالرفاهية بشكل موجز هو: حق وحصول الجميع على نفس الفرص المتكافئة في السكن والتعليم، والصحة، والضمان الاجتماعي...الخ
تجربتها في بناء الإنسان ، هي ماتعنينا للاستفادة منها ، وهي صلة العلاقة بديمقراطيتنا " العراقية الناشئة".
أريد لهذه التجارب التي سأذكرها على حلقات، أن يستفيد مجتمعنا في بناء الخراب الذي لحق بالإنسان أولا..!
ولكي تكون تجارب الدنمارك مفهومة ، وبالتالي يمكن الاستفادة منها ، لابد من ذكر موجز مبسط عن هذه البلاد الصغيرة:
الدنمارك بلدٌ صغيرٌ وهو احد بلدان أوربا الاسكندينافية، أرضهُ منبسطة لا توجد فيها جبال، ويقعُ ـ محاطاً بالمياه بشكلٍ كاملٍ تقريباً ـ ما بين بحر الشرق والمُسمَّى بالبلطيق وبحر الشمال. تتكون الدنمارك من شبه جزيرة يولاند و 406 جزيرةً أخرى.

النظام الملكي الأقدم في العالم
المملكة الدنمركية هي الأقدم في العالم. لفترةٍ تتجاوز الـ 1000 عام.
لا تتمتع العائلة المالكة بسلطةٍ سياسية، ولكنها تضطلع بالعديد من المهام التمثيلية في الدنمارك وخارجها.

شكل الحكم
الدنمارك ديمقراطيةٌ تمثيلية. مما يعني أن من يقوم باتخاذ أهم القرارات هم السياسيون المنتخبون من قِبَلِ الشعبِ والمتواجدون في البرلمان الدنمركي، وفي مجالس المحافظات وفي المجالس البلدية.

تدرج بناء الديمقراطية منذ العام 1849
إدخالُ الديمقراطية الدنمركية، بحكم الشعب يعود إلى عام 1849. وقد حلَّت محلَّ النظام الاستبدادي في الحكم، والذي كان قد منح الملك منذ عام 1660 سلطةً ونفوذاً غير عاديين.
حصلت النساء على حقِّ الإدلاء بأصواتهن في التغيير الذي طرأ على الدستور في عام 1915 .
التعديل الحاصل في الدستور في عام 1953 نجم عنه أنه ليس من الضروري أن يكون الحاكم رجلاً، بل بإمكانه أن يكون امرأة.

عدد السكان : 5,397,640
المساحة:
43,094 كم مربع

الاقتصاد :
الناتج القومي :
170 مليار دولار أمريكي
لدى البلاد اكتفاء ذاتي من النفط، والغاز الطبيعي، وطاقة الرياح
75% من أراضي البلاد مستغلة زراعيا، الثروة الحيوانية والألبان، هي أهم منتج هذا القطاع
تصدر الدنمارك : الكيمياويات ، الآلات ،الأثاث ، الأدوية ، ومختلف المواد الغذائية . من الصناعات الرئيسية في البلاد : بناء السفن ، والكهربائيات .

 

 

free web counter