| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ضياء حميو
dia1h@hotmail.com

 

 

 

السبت 6/2/ 2010



الشيوعيون العراقيون، طبيب واحد
وعشرون صندوق دواء..!

 ضياء حميو

انطلـَـقوا منذ البداية، منذ أكثر من ست سنين، يزورون الأحياء الفقيرة ويقدمون العلاج والدواء مجانا..!! في " خيمة الطبيب الشيوعي الجوال" لاغير..!!
مئات الزيارات، لم يفرقوا من أي طائفة أو مذهب أو قومية ذك الذي يحتاج المساعدة..!!
يكفي انه عراقي شرب من ماء النهرين وحسب..!
حين قارب الوطن أن يكون على شفا حرب أهلية، لم يخف الشيوعيون، ولم يتذرعوا بالوضع الأمني، أو بقلة المال ولم يجلسوا ليتابعوا مشهد الدم والبؤس ونزيف الوطن...!
بل قرروا أن يكونوا معه ، أينما كان (تحاصره المليشيا أو الإرهاب أو كتل الكونكريت ..!).
قالوا:" هانحن معك نأخذ بيدك وندواي جراحك ،ونقدم لك بلسم الشفاء..!"
ستة أشخاص فقط وسائقهم...جنود مجهولون لكنهم شيوعيون ،بعزم يؤمن بالعدل والمساواة يحملون عشرين صندوق دواء.
قدّموا العلاج المجاني لعشرات الآلاف وعلى مدى ست سنين ،وفي كل الظروف ،لم يكن هنالك من يحرسهم من خفافيش الظلام (لا مليشيا ،ولا حراسة ،ولا دعم خارجي) ،قلوب الناس الفقراء وأنّاتها وحدها كانت تحرسهم..!
لم يرهنوا عملهم بوقت انتخابي أو غيرة، كانوا مع الناس دوما، في وسط وفي أصعب الظروف.!!
دخلوا أماكن خافتها وعافتها قوى قوية شتى ،حملوا في يدهم اليمنى عمرهم منذورا لما آمنوا به وفي اليد الأخرى حبة دواء ليد امتدت طويلا لها..!!
قال البعض حين رآهم في تلك المناطق من أيام بغداد المؤلمة :" انهم مجانين بالتفكير والقدوم إلى هنا ،سيموتون بكاتم أو بقذيفة أو عبوة بعد قليل..!!
قالوا :" نحن وسط أهلنا ،وعمرنا من عمرهم ،ماتخلينا عنهم يوما ولن نتخلى وان غلى الثمن ".
حين عزّ القول والفعل..!
كانوا هم القول والفعل
وحين عزّت حبة الدواء في حصار الخوف والموت..!
حملوها وخرجوا يدقون الأبواب ينادون في الناس:

(لاتبتئسوا أو تيأسوا يا اهلنا الطيبين
..إحنه الشيوعيين
إحنه ملح" الزاد "
ومستقبل أمين
نقسم بالوطن وبعبرة "الحر" الحزين..!
صفحتنه بيضه
ورايتنه حمرة
والسواعد ماتلين
).
 

 

free web counter