| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ضياء حميو
dia1h@hotmail.com

 

 

 

الأحد 30/5/ 2010

 

ثلاثون نصيرا "وملك النار" في مدينة "لوما" السويدية

 ضياء حميو

ما زال ذلك النصير يبتسم بذات الطريقة الطفولية التي كان يبتسم بها قبل اكثر من خمسة وعشرين عاما ،وهاهو الآخر يكاد يغص بضحكته كما أيام الشباب في الأنصار ،وثالث لا يتوقف عن النقاش والحلم تماما كما كان، ورابع وخامس وسادس... وثلاثون ..!!

يشعون فرحا ،كأنهم للتو عادوا من "مهمة" أنجزوها بنجاح وبلا خسائر، تكاد تحس بأنفاس الشباب عند السلام والسؤال والحديث لولا الشيب الذي علا مفارقهم جميعا..!
يذكّر بالذي كان هناك يوما في سهول وجبال كردستان..!!

ضحكوا لأكثر من مفارقة " لأبو كريّم " ،وحزنوا حين تذكروا استشهاده...استعادوا تفاصيل لأيام الأنصار مرت قبل عشرات السنين حين كانوا في ريعان شبابهم ، لا يكاد يتوقف احدهم عن تذكير الآخرين بفلان موقف يشركهم بالحديث عنه أو الضحك أو الأسى والإجلال لمن استشهد منهم.

كلٌ له حياته الخاصة الآن في جنوب السويد، ولكن العراق الغائب الحاضر"لاخلاص منه" ،ما زالوا يدمنونه كما كانوا في تلك السنين..!
ولذا كان شعار " مؤتمرهم السادس "(من اجل تعزيز مكانة الأنصار وتوثيق تاريخهم النضالي المشرف وتفعيل مساهمتهم في بناء عراق ديمقراطي اتحادي مزدهر ).

فيهم من تزوج ، تطُلّق ، ترمل أو ما زال يبحث عن امرأة من "خشب الجوز"..!!

كان لقائهم في صباح يوم من أواخر هذا الشهر أيار "مايو" ،في تلك المدينة الوادعة " لوما " ، قدموا من مختلف مدن الجنوب السويدية وضيوف من الدنمارك ، وتمنوا لو استطاع فلان وفلان وغيرهم من المجيء والمبيت في هذا البيت الصيفي الكبير الذي استأجروه ليومين للقاء رفاق العمر..ولكن..!!

سألوا وتناقشوا واختلفوا في خسارات العمر واقترحوا وصوتوا وانتخبوا بممارسة ديمقراطية لا اجمل منها.

وفي الختام اتفقوا على ضرورة التواصل مع الغائبين واللقاء مع بعضهم البعض وتعزيز العمل مع الفروع الأخرى.
في غضون ذلك كان البعض منهم يتبادل المواقع لتحضير الشاي والقهوة والطعام.

وفي المساء أوقدوا النار في الحطب في حديقة المنزل وتحوطوها كما كانوا يفعلون هناك في ذرى الجبال قبل أكثر من خمسة وعشرين عاما.

وملك النار والمحبة والدفء الأبوي " ابو عليوي " ما غيره ناقدا ساخرا ضاحكا يناشدهم المزيد من الحطب ، كي لا تمضي هذه الليلة سريعا كما العمر.




 

free web counter