| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ضياء حميو
dia1h@hotmail.com

 

 

 

الثلاثاء 29/9/ 2009



"حمّالات الصدر" والمساواة في السويد

ضياء حميو

بالنسبة للساكنين في الشرق ..والأوسط تحديدا لا يعدو التحقيق الذي أجرته وكالة " فرانس برس " الثلاثاء الماضي عن خلل في المساواة في الجيش السويدي إلا " نكتة " لناس بطرانين..!!
وهي" نكته " حقا حين نقارن حقوق المرأة في العالم العربي أو الشرقي ومثيلتها في " السويد ".

التحقيق كشف خللا في المساواة ، فيما يخص الملابس الداخلية للمجندات بمقارنتها بالمجندين الذين يحصلون عليها من الجيش لان المؤسسة العسكرية دأبت ومنذ ثلاثين عام بإعطاء المجندات المال ليشترن بأنفسهن "حمّالات الصدور" وهن يلجأن للأنواع الرياضية منها لكي تناسب المهام العسكرية ، وهذا "خلل كبير في نظام المساواة بين المرأة والرجل" ، لان هذه الحمّالات غير مخصصة للمهام العسكرية وتنفك بسرعة وغير مقاومة للحريق).

قد يزول شيء من استغرابنا وربما سخريتنا من أنفسنا أو من " السويديين " حين نعرف إن وراء كلام " البطرانين " هذا .. مايقارب الـ 200 عام من السلام الذي عاشه المواطن السويدي وإن آخر حرب خاضتها السويد كان العام 1814 ضد جارتها النرويج، وهي تنعم بالسلام منذ ذلك الحين ولغاية الآن .. والسلام السويدي كان ثمرة سياسة "الحياد" وعدم الانحياز، وفي هذا يقول السويديون: إن الحياد لكي يكون مقبولا وموثوقا ومفهوما في حالة الحرب فلابد من يكون أكثر ديناميكية في حالة السلام"..!.

هذا الأمر أنتج استقرارا كبيرا وراسخا في المجتمع وبالتالي أنتج فكرا يعمل على مفردتي "القانون والحقوق"..ومنها حقوق المرأة ومساواتها بالرجل..وليس غريبا أن تتبوأ السويد المرتبة العالمية الأولى في مساواة الجنسين ..!

أما مهام الجيش السويدي فإنها تنحصر بالدفاع عن البلد وفي هذا وُهِبتْ جيرانا ( النرويج ، فنلندا ،الدنمارك ) لا يقلون عنها شأنا في فهم هبة السلام التي أنعمت عليهم بالخير والاستقرار لشعوبهم جميعا.
وفي هذا نلاحظ إن تعداد الجيش السويدي انخفض من 45.000 جندي في العام 1975 إلى 15.000 جنديا في العام 2004 لعدد سكان يبلغ 9.2 مليون نسمة..ومهام الجيش الحالية تنحصر بشكل خاص في قوات حفظ السلام الدولية.

أما الخبر المفرح في موضوع " حمّالات الصدر " للمجندات فان الجيش بدأ بالفعل تطوير نوع خاص منها يلائم المهام العسكرية ، يقاوم الحريق ولا ينفك بسهولة ، وهو في مرحلة الاختبار الآن وسيكون جاهزا للاستعمال نهاية هذا العام أو أوائل العام القادم .
 

 

free web counter