| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

ضياء حميو
dia1h@hotmail.com

 

 

 

 

الثلاثاء 21/10/ 2008



يومَ اغتالوا " جبران

ضياء حميو

البارحة في بغداد

اغتالوا صديقي " جبران " ..!

في الصبح... أومأ لحمامة منسية

في " ساحة الطيران "

كأمير رفع الكف سلاما

منحنيا في " التحرير " لنصب الحرية

متعب في " السعدون "تهادى

أرخى النظر المنكسر لمكتبة

تعاند زمنا مترب

انعطف يسارا في " البتاوين "

لصديق تقاسم معه لزمن طال

كتبا ممنوعة عن فقراء الأرض وأشياء أخرى

دخل لدار صديق هذي المرة..

يتقاسم هما ممزوجا " بحليب السبع " الممنوع

تعوذا من وسواس خناس

شربا نخبين بصحة كل الناس

ونخبا ثاني لصديق غائب

غنى أغنية لصديق يعشق فيروز

" إحنا والقمر جيران "

اشتاق إلى البصرة فغنى

عن " أبو نونه الحلوة عيونه "

ونخب صديق فيها خذلته الأيام

مات وقبل شهور في " العشار "..!

سائق إسعاف " ملتحية "

لم ينقله إلى المشفى

إذ شم ”حليب السبع ”، امتنع وقال: حرام..!

فمات وحيدا فوق رصيف

مبروك زمن الحرية يقتلنا..!!

طاف نشيج ليالٍ ثكلى

دربَ " العشار " بصوت خافت ، خوف السمع...


" مبروكة، مبروكة

دايخ واريد سويكة

فد مرة رحت الچلبي

وانطاني حگة لبلبي

گلي يبه : بعد اشتبي

گتله أبي فد بيكة

ومبروكة، مبروكة "


وإذ فرغ الاثنان

من غناء الصحب ، ونخب الحب

ودمع الرب

افترقا للقاء آخر يأتي

فتهادى " جبران " لمقهى في " الميدان "

جلس بزاوية تعرفه

ذاب السكر وبرد الشاي

والدمع تندى لأغنية يعرفها..

" ظلمنا الحب

أنا وأنت إلي كنا زمان أحب اثنين "


صباحا في اليوم التالي

وجدوا جثته ملقاة خلف " السدة " في " الثورة "

معصوب العينين ومبتسما

كأنه كان يغني

وبجنبه وجدوا " مكتوبا "..!

كتب القاتل فيه ، بإملاء اخطأ اسم الله

بلامين وألف بدل الشدة..!

( نفذنا حكم أللاه بالمدعو " جبران "

الأولى:لأنه..

لم يكن شيعيا، سنيا، أمريكيا

بل كان

وبكل بساطة..سكران

والثانية:لأنه وحتى صمت الطلقة

ظل يغني " انا وأنت ظلمنا الحب ".




 

free web counter