| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ضياء حميو
dia1h@hotmail.com

 

 

 

الخميس 16/7/ 2009

 

تجارب دنماركية *

التجربة (31)
الضحك بلا سبب

ضياء حميو

في إحدى أماسي عطلة نهاية الأسبوع ، دخلت إلى المركز الثقافي في منطقة " فستربغو" من العاصمة كوبنهاكن ،وقبالة كافتريا المركز "خُط على لوحة مرئية " زاوية الضحك " ..!!

أكثر من ستين رجلا وامرأة يضحكون..!!

تقدمت نحوهم لأعرف السبب..!

ولكني لم أجد شيئا، سوى إنهم ينظرون إلى بعضهم ويضحكون..!!

تناولت نشرة صغيرة من على إحدى الطاولات، وفهمت منها إن " زاوية الضحك "، هي نصف ساعة أسبوعية، ضمن مشروع أقامه المركز الثقافي..!

سبقتْ فترة الضحك هذي، محاضرة ألقاها احد المتخصصين، عن فوائد الضحك الجسدية والنفسية..الخ.

قلتُ في سري :" حقا إنهم بطرانين "..! كيف يمكن للمرء أن يضحك لمجرد أن يقولوا له اضحك..!!

فضولي دفعني إلى أن انتظر، وفجأة أثارتني طريقة احدهم في الضحك..!

فشرعت بدوري اضحك على طريقة ضِحكه، فنظر لي آخر وانفرط في نوبة ضحك....لقد كان يضحك على طريقة ضحكي..!

سحبتني يد احدهم برفق إلى وسطهم، وصرتُ فردا من عائلة الضحك... نضحك ونضحك ....!!

بعد أن انتهت الفقرة، دعاني احدهم إلى أن اشرب شيئا على حسابه، وصرنا نتحدث بمودة، كأننا نعرف بعضنا من عهد " فرعون ".

ياإلهي أي فرحة وصفاء ذهن شعرت به بعد ذلك ،وأنا الذي أتى قبل نصف ساعة مهموما بكل ويلات بلدي العراق ،وويلات العالم..!

هل كنا نضحك بدون سبب؟!!

في تلك الليلة تعلمتُ: إن المثل العربي القديم من " إن الضحك بلا سبب من قلة الأدب " هو مثل قمعي تسلطي فارغ.

والشيء الثاني : هو اكتشافي إن هنالك لغة أخرى للتواصل مع آخرين لااعرفهم هي لغة الضحك..

إحدى غرائز الإنسان الدافئة التي تقمعها تربيتنا الاجتماعية أحيانا وتمسخ حينها إحدى صفاتنا الإنسانية الجميلة.

 


* لماذا الدنمارك ؟ وما علاقتها بشأننا العراقي ؟!

اخترت أن تكون الدنمارك ... وأنا اقصد الناس والمجتمع بشكل خاص.
أولا: اعرفها أكثر من أي بلاد أخرى عدا عن حبي واحترامي لها..!
ثانيا: هو تميز مجتمع هذه البلاد بميزة إحدى أقدم الديمقراطيات في العالم، ومجتمع رفاهية " والمقصود بالرفاهية بشكل موجز هو: حق وحصول الجميع على نفس الفرص المتكافئة في السكن والتعليم، والصحة، والضمان الاجتماعي...الخ
تجربتها في بناء الإنسان ، هي ماتعنينا للاستفادة منها ، وهي صلة العلاقة بديمقراطيتنا " العراقية الناشئة".
أريد لهذه التجارب التي سأذكرها على حلقات، أن يستفيد مجتمعنا في بناء الخراب الذي لحق بالإنسان أولا..!
ولكي تكون تجارب الدنمارك مفهومة ، وبالتالي يمكن الاستفادة منها ، لابد من ذكر موجز مبسط عن هذه البلاد الصغيرة:
الدنمارك بلدٌ صغيرٌ وهو احد بلدان أوربا الاسكندينافية، أرضهُ منبسطة لا توجد فيها جبال، ويقعُ ـ محاطاً بالمياه بشكلٍ كاملٍ تقريباً ـ ما بين بحر الشرق والمُسمَّى بالبلطيق وبحر الشمال. تتكون الدنمارك من شبه جزيرة يولاند و 406 جزيرةً أخرى.

النظام الملكي الأقدم في العالم
المملكة الدنمركية هي الأقدم في العالم. لفترةٍ تتجاوز الـ 1000 عام.
لا تتمتع العائلة المالكة بسلطةٍ سياسية، ولكنها تضطلع بالعديد من المهام التمثيلية في الدنمارك وخارجها.

شكل الحكم
الدنمارك ديمقراطيةٌ تمثيلية. مما يعني أن من يقوم باتخاذ أهم القرارات هم السياسيون المنتخبون من قِبَلِ الشعبِ والمتواجدون في البرلمان الدنمركي، وفي مجالس المحافظات وفي المجالس البلدية.

تدرج بناء الديمقراطية منذ العام 1849
إدخالُ الديمقراطية الدنمركية، بحكم الشعب يعود إلى عام 1849. وقد حلَّت محلَّ النظام الاستبدادي في الحكم، والذي كان قد منح الملك منذ عام 1660 سلطةً ونفوذاً غير عاديين.
حصلت النساء على حقِّ الإدلاء بأصواتهن في التغيير الذي طرأ على الدستور في عام 1915 .
التعديل الحاصل في الدستور في عام 1953 نجم عنه أنه ليس من الضروري أن يكون الحاكم رجلاً، بل بإمكانه أن يكون امرأة.

عدد السكان : 5,397,640
المساحة:
43,094 كم مربع

الاقتصاد :
الناتج القومي :
170 مليار دولار أمريكي
لدى البلاد اكتفاء ذاتي من النفط، والغاز الطبيعي، وطاقة الرياح
75% من أراضي البلاد مستغلة زراعيا، الثروة الحيوانية والألبان، هي أهم منتج هذا القطاع
تصدر الدنمارك : الكيمياويات ، الآلات ،الأثاث ، الأدوية ، ومختلف المواد الغذائية . من الصناعات الرئيسية في البلاد : بناء السفن ، والكهربائيات .

 

 

free web counter