| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ذياب فهد الطائي

 

 

 

الأحد 4/12/ 2011



من تاريخ الصحافة اليسارية في العراق

د.ذياب فهد الطائي

مجلة الصنائع
صدرت في 19 حزيران 1930 أصدرها القائد النقابي محمد صالح القزاز لتنطق باسم أصحاب الصنائع في العراق .
ويذكر النقابي "شمخي جبر "على موقع سومريون كوم في حديثه عن الذكري الأربعين لإضراب عمال الزيوت النقابية :
((كانت جمعية " أصحاب الصنائع في العراق " أول جمعية منظمة خاضت ميدان الصراع حتى أجيزت العام 1928 .ولعبت دوراً قيادياً في تنظيم الحركة النقابية واكتسبت التأثير المبكر من الشخصية الوطنية جعفر أبو التمن " والحزب الوطني الذي كان يقوده ، ومن خلالها، انتشرت حركة تأسيس الجمعيات والنقابات العمالية مثل: (جمعية تعاون الحلاقين وجمعية البقالين وجمعية عمال المطابع وجمعية اتحاد المقاهي والمطاعم والفنادق) في بغداد وجمعيات عدة في الموصل كجمعية الخشابين ونقابة البقالين))(1)
كتب فيها حسين الرحال ، عبد الفتاح إبراهيم ،عبد الله جدوع وعبد القادر السياب (الذي كان واحدا من أصدقاء "فهد ") (2)
ورغبة من المشرفين على المجلة إعطاءها اسما أكثر قربا من الجماهير فقد تقدموا بطلب تغيير أسمها الى (صوت العامل ) إلا أن طلبهم تم رفضه من قبل السلطات
كان القزاز قد كسب الى جانبه جماهير العمال الذين وقفوا بوجه السلطات وأعلنوا الإضراب الذي رافقته مظاهرات صاخبة تنادي ببطلان قانون الرسوم البلدية الذي كان مثار معارضة واسعة في الشارع العراقي
وكرد على هذا التصعيد قامت الشرطة في الساعة الثامنة من مساء 04 تموز 1931 وحتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي باعتقال مجموعة كبيرة من العمال المتهمين بالتحريض وعلى رأسهم محمد صالح القزاز (رئيس الجمعية ) وأعلنت أنها ستقدمهم للمحاكمة بموجب الفقرة الثالثة من قانون العقوبات البغدادي (3)
وقد أدى الإجراء الحكومي الى أن يعم الإضراب كل مناحي الحياة العامة في بغداد وتتوقف حركة النقل ، وعلى اثر ذلك أصدرت أمانة العاصمة قرارا خلاصته: إن مجلس أمانة العاصمة نظر في قضية رسوم البلديات مقارنة بحالة الضيق السائدة ودعا (مخاتير)
المحلات ، وشرح لهم الوضع الحالي ودعاهم أن يفهموا الأهالي على استئناف أعمالهم ،ثم نظر في العرائض المقدمة له مستندا الى الصلاحية المخولة له في المادة الثانية من قانون رسوم البلديات ، وقرر شطب وتخفيض بعض الضرائب الواردة في جداول الرسوم وحسبما تقتضيه الحالة الاقتصادية الراهنة وما ينسحب على كل مكلف بنسبة أرباحه ودعا المضربين الى العودة لمزاولة أعمالهم.
ويذكر السيد نقيب ذوي المهن الهندسية الفنية في الشركة العامة للسكك الحديدية ، (علي حسين) في حديثه في الذكرى الأربعين للإضراب الذي قام به عمال شركة الزيوت النباتية في بغداد (4)
(( بادر رائد الحركة النقابية في العراق المرحوم (محمد صالح القزاز )عام 1924 مع العمال النشطين بطلب تكوين أول منظمة للعمال ، ولكن هذه المحاولة لم تنجح حيث لم تحصل الموافقة على إجازة السلطات الاستعمارية إلا بعد الإضراب الكبير في معامل الشالجية عام 1927 والذي أحدث تحولا في موقف الحكومة ، وتم إجازة أول منظمة عمالية في عام 1929 تحت اسم (جمعية أصحاب المهن والصنائع العراقية ), وكان أغلب منتسبيها من عمال السكك ، إضافة الى أعداد من الكسبة والحرفيين .
بعد عدم ارتياح السلطات لعمل هذه الجمعية ، تم إغلاقها وسحب إجازتها ، ولكن العمال وبقيادة المرحوم (محمد صالح القزاز ) أسسوا (نقابة إتحاد العمال العراقية )، وشجعت هذه الخطوة تكوين الجمعيات لمهن عديدة ، وتطور عملهم بإنشاء " المجلس الأعلى لنقابة إتحاد العمال وأرباب المهن " ) .
وساهم القزاز في حشد العمال بمظاهرات صاخبة كانت تجوب بغداد قبل إن تنتقل الى بقية مدن العراق ، مؤيدا انقلاب الفريق بكر صدقي وحكومة حكمت سليمان في عام 1936 ،وقد وقف معه شاعر العرب (محمد مهدي الجواهري ) الذي أصدر صحيفة دعاها ( الانقلاب ) تيمنا باستلام بكر صدقي السلطة في العراق.

ومما يكشف تعلق القزاز بالجماهير وإخلاصه لمبادئه ، فإنه لم يقف عند حشدا لمظاهرات، والتي كان قائدها الميداني ،و لايكتفي بتأييد سلطة الانقلاب ، وإنما حمل تطلعات الجماهير ورغبتها في تحسين الوضع العام وتجاوز الخلافات وبناء مجتمع جديد , ومن أهم تلك المطالب :
1 – إطلاق حرية الصحافة
2 – إصدار عفو عام عن المسجونين
3- العمل على ضمان الحقوق الأساسية للمواطنين
4- رفع المستوى ألمعاشي للشعب
5- إطلاق حرية التنظيم الشعبي

ومن تتبع السيرة الذاتية للقزاز يمكن القول انه أحد أبرز القادة العماليين الذين عرفتهم الحركة العمالية عموما والنقابية على وجه الخصوص في العراق ، لم تمنعة متابعة مشاكل العمال والتحضير للإضراب ومواجهة المحاكم والسلطات القمعية ،من العمل على إنشاء مراكز للتجمعات العمالية لتسهيل مهمة اللقاء بمجاميع كبيرة منهم ، والبحث عن وسائل الترفيه عنهم ،ففي عام 1937 تقدم بمعاونة الماركسي المعروف والصحفي البارز (يوسف متي ) فضلا عن نوري روفائيل وجميل توما ، للحصول على إجازة ناد رياضي باسم نادي السكك ، الذي أجيز فعلا ، واتخذ من مقر مؤسسة السكك التابعة لوزرة النقل والمواصلات مقرا له ، وكانت المؤسسة تقع في جانب الكرخ وعلى ذات الموقع الذي يشغله فندق الرشيد اليوم والذي تحول اسمه الى نادي المواصلات ، ثم الى نادي النقل وأخيرا استقر على اسم (نادي الزوراء ) الذي يعد واحدا من أبرز نوادي الدرجة الأولى في العراق اليوم.

وقد تسبب وجود قيادة ماركسية التوجه على رأس النادي الى انتشار ‘إشاعة مفادها أن نادي السكك واحد من مقرات الحزب الشيوعي العراقي ، في حينه .

 

(1) http://www.almadapaper.net/news.php?action=view&id=16963
(2)
عزيز سباهي ،مصدر سابق
(3)
www.aljaredah.com/paper.php?source...mlf
(4)
صحيفة المدى ، مصدر سابق http://www.almadapaper.net/news.php?action=view&id=16963



 






 


 

free web counter