| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ذياب فهد الطائي

 

 

 

الأحد 29/1/ 2012



من تاريخ الصحافة اليسارية في العراق
(8)

د.ذياب فهد الطائي

مجلة كفاح السجين الثوري

(المجلة الأكثر تأثيرا في الحياة الداخلية للحزب الشيوعي العراقي)

هي مجلة مكتوبة باليد ، كان يحررها السجناء الشيوعيين عام 1953 في سجن بعقوبة ،أشرف عليها طالب عبد الجبار.

وقبل ذلك كانت تصدر في سجن (نقرة السلمان) (كفاح السجين) على شكل نشرة حائط [1]

وبالمقارنة مع سابقتها "كفاح السجين" تعتبر – كفاح السجين الثوري – نقلة بالمنشور السري الصادر داخل السجون، فهي تموذج جديد، بتطور الشكل واتساع معالجتها وتغطيتها لحاجات السجناء الفكرية .

كان غلاف مجلة "كفاح السجين الثوري" يمثل كرة أرضية تستظل تحت حمامة سلام رسمها عزيز سباهي ساهم بإخراجها حميد بخش وعبد العزيزوطبان  .

ومع - كفاح السجين الثوري - وفي أخريات أعدادها صدرت نشرة (أيضا) في سجن بعقوبة باسم (الجبهة الوطنية)

(
مقتبس بتصرف من مقال للصحفي عبد المنعم الأعسم ،منشور على موقع الاتصالات الإعلامية للحزب الشيوعي).

ويذكر جاسم الحلوائي [2] ان مجلة كفاح السجين الثوري كان وراء إصدارها (حميد عثمان) الذي كان يقود الحزب وهو في السجن وكانت تصدر نصف شهرية ليتخذ منها أداة توجيه سياسات الحزب إزاء القضايا المختلفة التي تواجهه ، ولتنشيط الحياة الفكرية بين السجناء الشيوعيين

كما جاء في موقع ينابيع العراق عن الجريدة ما يلي :

(وفي ميدان القضايا العربية وقفت مدافعة عن حق العرب في العيش دون هموم ونددت بمستغليهم وكابحي حريتهم، ووقفت إلى جانب حق الشعب العربي الفلسطيني في العودة وتقرير مصيره، وأيدت جماهير العمال السوريين المضربين ودافعت عن حقوقهم وشرعية إضرابهم ومطا ليبهم.
كان ذلك في العدد الثامن عشر من السنة الأولى، أما العدد الأول من السنة الثانية فقد حيّت فيه نهوض الشعب في لبنان واستنكاره زيارات الأسطول الأمريكي لمياهه، فكتبت تقول:
"باسم أكثر من مئتي سجين وطني في سجن (بعقوبة) السياسي نبعث من صميم قلوبنا تمنيات النجاح للقوى التقدمية وفي طليعتها الطبقة العاملة المناضلة ضد محاولات الولايات المتحدة الأمريكية الساعية إلى جعل لبنان قاعدة عسكرية".
ونددت المجلة في عددها الثامن ـ السنة الثانية بمفاوضات "الصاغ" صلاح سالم مع نوري السعيد من اجل الدخول في حلف بغداد، واعتبرت ذلك موقفا رجعيا من حكومة "ثورة 23 يوليو" المصرية.
وتبنت "كفاح السجين الثوري" دوما مواقف التأييد والمساندة لنضال شعوب المغرب العربي: مراكش، تونس، الجزائر، "في سبيل الاستقلال الوطني والسلم، وضد الاضطهاد الاستعمارية الفاشية".
كما كان للقضايا العالمية مكانها في أعداد "كفاح السجين الثوري"، فقد كتبت عن مختلف الشؤون العالمية – السياسية والفكرية، كتبت عن يوم أرمينيا السوفيتية، وعرّفت بمنهاج الحزب الشيوعي الهندي والحزب الشيوعي في الملاوي، وكتبت عن الذكرى الحادية والسبعين لوفاة ماركس، كما أشادت بنضال العمال في اسبانيا وحيّت إضرابهم البطولي من اجل حقوقهم، وما زاد من بهائها أنها أسهمت ـ أيضا ـ في شرح بعض القضايا الفكرية المهمة.)

وفي مقابلة أجراها (خالد ميران) مع القيادي عزيز سباهي ونشرت على - موقع المندائي نت - قال عزيز (استطاع الشيوعيون تحويل السجن الذي اريد منه فلّ إرادتهم "المقصود نقرة السلمان" الى ورشة للعمل والتثقيف والإبداع. فإضافة الى النشاطات الثقافية أقيمت معارض للرسم شارك عزيز فيها بلوحات كاريكاتورية, كذلك الفنان التشكيلي السجين (رشاد حاتم), وتطور الأمر بحيث أصدر السجناء جريدة حائطية باسم "كفاح السجين" بنسختين واحدة يخطها عزيز سباهي، للقلعة الشمالية والاخرى يخطها (عزيز وطبان) للقلعة الجنوبية، ما لبث ان أعيد إصدارها في سجن بعقوبة تحت اسم "كفاح السجين الثوري" على شكل مجلة تعني بالنشاط الفكري والسياسي والأدبي للسجناء).

وحول مسألة مهمة تتعلق بثقافة شريحة واسعة من المجتمع ،وكانت في الخمسينات من القرن الماضي مطروحة للبحث وبقوة كما هي اليوم بعد التحول في شكل الحكم وطبيعتة ، أشار حنا بطاطو في كتابه (الحزب الشيوعي ) وهو الكتاب الثاني من أطروحته الجامعية عن العراق والمجتمع العراق مايلي :

(وردت في مقالة منشورة في صحيفة السجن السرية (كفاح السجين الثوري) بتاريخ 2 شباط (فبراير) عام 1954 (المسيرات الحسينية) وظهور رد مطول على هذا الموقف بعد أكثر من ثلاثة أشهر، وجاء الرد يحمل توقيع (الرفيق نصير) وبعنوان : ما هو موقفنا تجاه المسيرات الحسينية وكتب نصير يقول :
أثارت هذه المسألة الكثير من الخلاف داخل تنظيمنا والمشكلة هي ما إذا كان علينا أن نحارب هذه المسيرات ونستهدف وضع حد لها أم كان علينا أن نسعى إلى تحويلها من سلاح في أيدي الأعداء إلى سلاح للحركة الثورية. هذه النقطة من مقالة (الرفيق نصير) هي التي سوف يتم طرح أسئلتنا من خلالها دون الإسترسال في بقية مقالته . طبعاً كان هناك اعتراضات كبيرة على ما كتبه ( الرفيق نصير) من قبل الشيوعيين أنفسهم)

من كل ما تقدم يمكن ان نلحظ الأهمية التي كانت تحتلها مجلة السجين الثوري رغم أنها مجلة تخط باليد

ومن اللافت للنظر أن عزيز سباهي [3] لم يشر الى دور حميد عثمان بإصدار المجلة وهو يقول:

ان السجناء في سجن بعقوبة المركزي أصدروا المجلة بنسختين الأولى كانت للتداول داخل السجن أما النسخة الثانية فقد كانت تهرب الى الخارج ،وان الصحيفة كانت تحتوي معالجات فكرية وسياسية وتاريخية ، وفي حملة المداهمات الواسعة للشرطة العراقية استطاعت أن تعثر على كل ما صدر من المجلة وصادرتها .

ولكن د. فائق بطي يرى [4] :

1 - ان اول صحيفة سرية صدرت في السجون ، أصدرها (فهد) في سجن الكوت عام 1948 ، دون ان يذكر اسمها ،

2 - ان صحيفة (السجين الثوري) صدرت في سجن نقرة السلمان عام 1953

3 - بعدها في 7 تشرين ثاني عام 1953 صدرت في سجن بعقوبة صحيفة (كفاح السجين الثوري)
ويفهم من حديث الدكتور بطي ان لا علاقة بين الصحيفتين وان السجناء في نقرة السلمان والسجناء في سجن بعقوبة أصدر كل منهما صحيفته الخاصة .
 


[1]
عبد المنعم الاعسم ، مقال بعنوان ، النهر والجدول ... صحافة المنافي والسجون ن نشر على موقع ينابيع العراق في 31- 07- 2010
[2] جاسم الحلوائي ، مصدر سابق ص 55
[3] عزيز سباهي ، مصدر سابق ص 151
[4] د.فائق بطي ، مصدر سابق ص 114



 






 


 

free web counter