| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ذياب فهد الطائي

 

 

 

الجمعة 27 / 9 / 2013



العلاقات العربية الهولندية .... الواقع وآفاق المستقبل
(1-5)

د.ذياب فهد الطائي

التحولات الكبرى التي وقعت في العالم منذ بدايات القرن العشرين ، والتي كان من نتائجها المباشرة ، انتصار حركات التحرر الوطني على الهيمنة الاستعمارية نتج عنها جملة من التحولات التاريخية في الوطن العربي يمكن اجمالها بما يلي :

أ ‌- قيام دول عربية مستقلة تمتلك ولو بنسب متفاوتة ارادة وطنية و حرية تقرير نشاطاتها الدولية

ب‌ - اكتشاف البترول وبالتالي إضافة عامل جديد لأهمية المنطقة العربية في ألعالم من جهة وتوفير فرص كبيرة للتطور الاقتصادي والتنمية المستدامة (تمتلك الدول العربية نحو 60 بالمائة من صادرات البترول والغاز)من جهة ثانية

ت‌ - التوسع الكبير في خدمات التعليم وإنشاء آلاف المدارس المتنوعة ومئات الجامعات العامة والمتخصصة

ث‌ - التوسع في ارسال البعثات التعليمية الى مختلف انحاء العالم

ج ‌- ارتفاع اعداد السكان في العالم العربي ( قدّر مجموع السكّان في الدول العربيّة في منتصف القرن العشرين بحوالي (76) مليون نسمه، بمعدّل زيادة سنويّة قدره (2.5 %) لتصـل إلـى ما يزيد عن (144) مليون نسمه عام 1975 (تقريباً ضعف العدد خلال 25 عام). وقد ارتفع معدّل هذه الزيادة إلى (‌‌2.7 %) بين عاميّ 1975 ـ2000 حيث قدّر عدد السكّان في الوطن العربي عام 2000 حوالي (284) [1] وفي عام 2007 وصل عددد سكان العالم العربي الى 621،338 مليون نسمة [2] بما يشكّل (5%) من إجمالي سكان العالم الامر الذي جعلها واحدة من اسواق العالم المهمة

ح - انتشار ثقافة الاستهلاك في المجتمعات العربية الأمر الذي ادى الى عدم

ممارسة جدية لخلق فرص استثمارية لتنويع مصادر الدخل القومي والاستمرار في الاعتماد على ألاستيراد وكان ذلك بتشجيع وضغط من الدول المصنعة و شركاتها الكبرى

أما على الصعيد العالمي ، فقد كان انعكاس هذه التحولات على علاقة العالم العربي بالعالم ، بالمظاهر التالية :

أ - ان التنافس الاستعماري الذي انتهى زمنه تحول الى تنافس تجاري متنوع

وبالتالي محاولة اغراء الدول العربية على التعامل أو تفضيل التعامل مع دول بعينها ، ولم يمنع ذلك من عمليات ضغط او تدخل في صناعة القرار في الدول العربية

ب - التوسع في الاعتماد على صادرات البترول والغاز والعمل على إنشاء مشاريع في الدول العربية مساعدة لعمليات تدفق الصادرات البترولية

لقد تسارعت وتائر النمو الاقتصادي في العالم العربي ، فقد أظهرت أحدث إحصاءات مجلس الوحدة الاقتصادية العربية ، تجاوز إجمالي الناتج القومي العربي حاجز التريليون دولار في عام 2005 ولكن الإحصاءات تشير أيضا الى أن هذا الارتفاع قابله انخفاض في الاهمية النسبية لمساهمة الاقتصاد العربي في الناتج العالمي الإجمالي ، بحيث أصبح الوزن النسبي للاقتصاديات العربية في الناتج العالمي والتجارة الدولية عام 1997م، أسوأ بكثير من الوضع في منتصف الستينات. (سنة) 1965،

كان الناتج المحلي الإجمالي لمجموع الدول العربية (1965) لا يزيد عن (1.4%) من الناتج ألعالمي وشكلت الصادرات العربية نحو (4.1%) من الصادرات العالمية (بحساب الصادرات النفطية ضمن السلع المصدرة ، أما بخلاف ذلك فلم تزد الصادرات العربية عن 1%من حجم التجارة الدولية )[3]

أحاول ان اعطي فكرة عامة عن الواقع العربي الذي بدأ بالتشكل منذ بدايات القرن العشرين متجنبا الدخول في الحديث عن التغيرات في بنية المجتمع العربي من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية وعلى وجه الخصوص أثر السمة الرئيسة للاقتصاد العربي المتمثلة في كونه في الأساس ما يزال اقتصادا ريعيا،والتركيز على مسار تطور العلاقات العربية الهولندية وآفاق المستقبل



[1]
تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان  www.faappd.org.jo/AR-CONF4-PAPER-1.htm
[2]
https://www.cia.gov/cia/publications/factbook/docs/contributor_copyright.html
[3]
صحيفة الرياض العدد16282 في 21-01-2013




 


 

free web counter