| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ذياب فهد الطائي

 

 

 

السبت 26/11/ 2011



الصحافة الشيوعية .... البدايات

د.ذياب فهد الطائي

في بدايات القرن العشرين، ظهر عدد من المثقفين الذين تأثروا بالأفكار الماركسية عن طريق قراءاتهم لبعض الكتب الماركسية ، التي انكبوا على دراستها وتداولوها بينهم في بادئ الأمر خوفا من اكتشاف السلطة لهم. وتلا ذلك ظهور أول الحلقات الماركسية في البصرة والناصرية وبغداد و التي ضمت : عاصم فليح (الذي أصبح فيما بعد أول سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي) ، حسين الرحال ،عوني بكر صدقي، مصطفى علي، محمد أحمد المدرس، عبد الله جدوع وحسن عباس الكرباس. وعبد الله مسعود القريني وعبد الحميد الخطيب، تشكلت من هذه المجموعة أولى الحلقات الماركسية التي انتظمت في 31 آذار 1934 في أول منظمة شيوعية أسموها (لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار) وفي عام 1935 أصدروا أول صحيفة (كفاح الشعب) تنطق باسم الحزب الشيوعي العراقي .

وكانت الحلقة الماركسية في بغداد التي تزعمها حسين الرحال قد أصدرت مجلة علنية باسم (الصحيفة) كانت تصدر مرتين في الشهر، وقد صدر العدد الأول منها في 28 أيلول 1924، عالجت الصحيفة أوضاع العراق الاجتماعية والاقتصادية والفكرية، وركزت هجومها على الاستعمار والإقطاع والعنصرية والطائفية. إلا أنها لم تدم طويلاً فقد بادرت السلطة الحاكمة إلى غلقها.

في عام 1927 تشكلت المجموعة الماركسية الأولى في (البصرة) وضمت كلا من عبد الحميد الخطيب وزكريا إلياس وسامي نادر مصطفى وعبد الوهاب محمود.

ويذكر مالك سيف (1) إن الحلقة الماركسية في البصرة ، تشكلت من عبد الحميد الخطيب ، زكريا إلياس دوكا ، يوسف سلمان ، داوود سلمان ، وغالي زويد ، وإن الخطيب هو الذي تولى تثقيف المجموعة وأرسل صورهم الى القنصلية السوفييتية في الأهواز، وقد تقدمت المجموعة بطلب رسمي لتأسيس جمعية باسم (جمعية الأحرار) ولكنها لم تجز ، كما حاولت الجمعية إصدار مجلة باسم (التجديد) وكان الطلب قد تم تقديمه باسم كل من (2) :

عبد القادر السياب
عبد الحافظ الخصيبي
توما هرمز
مهدي وفي
عبد محمد بنكال

ولم تحصل الموافقة ، مما دفع بالمجموعة الى طلب الحصول على امتياز مجلة باسم (الاقتصاد) وعلى ان يكون صاحب الامتياز( بديع شوكت )، ولم تحصل الموافقة على إصدارها.

وفي عام 1928 تكونت خلية أخرى في (الناصرية) ضمت كلا من: يوسف سلمان (فهد) وغالي زويد وأحمد جمال الدين وأصدرت منشوراً شيوعياً بخط يد فهد بعنوان "يا عمال وفلاحي البلاد العربية اتحدوا" وقد عالج المنشور الوضع السياسي في البلاد والهيمنة البريطانية. وكان المنشور موقعا باسم الحزب الشيوعي العراقي ووزع في الناصرية في كانون الأول عام 1932.

لعب (فهد) دوراً بارزاً سواء في بناء خلايا الحزب في مدن العراق الجنوبية أو في إقامة مركزه في بغداد وتأسيس الحزب حيث سافر فهد إلى موسكو عام 1935 للدراسة في جامعة كادحي الشرق، و بقي حتى 30 كانون الثاني عام 1938، درس خلال وجوده هناك العلوم الماركسية وأساليب التنظيم في الحزب الشيوعي . وتم انتخاب عاصم فليح سكرتيرا لأول لجنة مركزية للحزب ، في عام 1941 تم اختيار يوسف سلمان يوسف (فهد) سكرتيرا عاما للحزب الشيوعي العراقي حتى إعدامه في عام 1949.

ولعب محمد حسين أبو العيس الدور الأبرز في حياة الحزب الشيوعي العراقي في مجال الصحافة ، حيث كان عضو اللجنة المركزية للحزب وأول رئيس تحرير لجريدة (طريق الشعب) وهي الجريدة الناطقة باسم الحزب وعمل على إصدارها مرتين في اليوم الواحد بغية إطلاع الجماهير على كافة المستجدات في الساحة العراقية.

وقد اهتم الحزب بالعملية الإعلامية وجعلها من أولويات العمل الحزبي في ممارسته النضالية ، وربما يعود هذا بجزء منه الى إن الحزب ظل محكوما بالعمل السري وأن الصحافة هي الوسيلة الوحيدة لديه للاتصال بالجماهير والقيام بعمليات التحريض والدعاية والتوعية.

ونجد انه حيثما تجمع عدد من رفاق الحزب فإن أول ما يقومون بعمله هو إصدار منشور على نحو أو آخر ، ففي المناطق المنقطعة في جبال كردستان أو في أهوار الجنوب ، في السجون أو في المنفى (نقرة السلمان) صدرت صحف ومجلات وكتبت دراسات ووزعت منشورات سياسية متنوعة .

 


(1) مالك سيف ، للتاريخ لسان ،بغداد ، 1983 ، ص 31
(2) فاروق صالح العمر وليلى الامير،بدايات الفكر السياسي في البصرة 1929-1941 ص14


 






 


 

free web counter