| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ذياب فهد الطائي

 

 

 

الأحد 24/6/ 2012



الخطاب الليبرالي في الصحافة النسائية العراقية
(1-3)

د.ذياب فهد الطائي

ظهرت الليبرالية كفكر و كسلوك سياسي واجتماعي بسبب الدمار الذي لحق بالمجتمعات الاوربية جراء الحروب الدينية ولهذا فقد طرحت البدائل التي يمكن ان توقف تلك الحروب التي تقف ورائها اختلافات الرأي والمعتقد .

كانت تلك البدائل هي :

1- القبول بالآخر
2- حرية المعتقد
3- المساواة
4- حقوق الانسان

لقد اسست هذه البدائل للديمقراطية وللتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الانتخابات ، ولكن مما لابد من الاشارة اليه الى ان الليبرالية ،كمنتج رأسمالي ، لا يتسم بالجمود فهو مرن ويسمح بأن يأخذ شكل البيئة التي يتعايش فيها  .

ففي الاقتصاد مثلا تذهب الليبرالية المؤمنة بالسوق الحر الى ما يسمى بالليبرالية الكلاسيكية و التي يقابلها الليبرالية الاجتماعية التي تأخذ بنظام السوق الاشتراكي .

وأفضل ممثل لهذا المفهوم في الصحافة النسائية العراقية مجلة (نون) التي تصدر عن التجمع النسائي العراقي المستقل الذي تأسس في19-05-2003 والذي تتزعمه الناشطة السياسية ( ميسون الدملوجي ) .

تكتب الدملوجي في افتتاحية العدد 38 أيلول 2011 تحت عنوان (نون والربيع العربي) :

(تأخرت مجلة نون عن الصدور بسبب شحة الموارد ، شأنها شأن أكثر المطبوعات المخلصة التي تسعى الى التواصل الفكري وزيادة الوعي بين القراء)

نقف هنا عند شحة الموارد التي لم تمنع المجلة من اصدار 38 عددا بطباعة فاخرة واخراج أنيق وتصميم ملفت ، أما ما يتعلق بموضوع (شأن اكثر المطبوعات المخلصة) فهو تخصيص للصفة وليس تعميم لشرح واقع حال ، فمن المعروف ان العدد الاكبر من المجلات والصحف التي صدرت في بغداد والمحافظات قد توقفت بسبب شحة الموارد، فضلا عن عدم تقدير الجهات التي أصدرتها، الى حقيقة تفيد بأن المؤسسات الإعلامية اليوم هي مشروع اقتصادي بحاجة الى مصادر تمويل ، وعادة تتوفر هذه المصادر من المساهمين في هذا المشروع ان كان مستقلا وبالتالي يخضع المشروع لاشتراطات البحث عن الربح ومنها الإعلانات أو جهات ممولة توجه المشروع لرعاية مصالحها .

أما اذا كان المشروع يصدر عن حزب او جهة سياسية ، فإن التمويل مسؤلية تلك الجهة

ومجلة ( نون ) التي تقودها السيدة الدملوجي جزء من توجه ليبرالي يسعى الى الحكم ( وهذا حق مشروع ) ولكن خطاب الافتتاحية هو المعني بمحاولة القاء اللوم في شحة الموارد على جهات أخرى .

تتابع الافتتاحية (سعى كادر تحرير مجلة (نون) منذ اليوم الأول لصدورها على أن توزع أعدادها مجانا على قرائها الكرام من نساء ورجال ، فالمعرفة حق الجميع ) .

إن مثل هذا الطرح يتناقض ومفهوم الصحافة الحديث ويدخل في إطار الكسب السياسي للجانب الذي تنشط فيه السيدة الدملوجي ، فالصحافة الحكومية والصحافة الموجهة هي وحدها التي لا تهتم بعائدات الصحيفة أو المجلة  .

وفي النهاية تربط الافتتاحية بين (الربيع العربي) والصرخة التونسية التي أخرست ضجيج الدكتاتوريات في عواصم القمع والفساد وتساقطت الأنظمة المهترئة الواحدة تلو الأخرى  .

وتتابع (وفي طرفي المعادلة كانت هناك نساء، كل دكتاتور له زوجة أو إبنة أو أخت موغلة في الفساد وقمع الشعوب ، ونساء على النقيض رفعن صوتهن عاليا لمستقبل افضل لهن ولأجيال من بعدهن لهؤلاء خصصنا هذا العدد من مجلة نون , وعسى ألا يكون الأخير )

وعند تحليل المضمون نجد أن الخطاب الاعلامي الذي تمثله هذه الافتتاحية كان :

1- ربط المنطلقات التي طرحها بالنتيجة التي كان يستهدفها
2- كانت الإحالات النصية متوازنة وكذلك فيما يتعلق بالإحالات السياقية
3- كان استخدام ضمائر الاشارة موفقا (ولم يخف علينا يوما )
4- حاول المقال الاستفادة من عناصر المقارنة
5- جاء المقال منسجما بمهنية في التحرير وتكمن قوته في اعتماده على استراتيجية التفاعل الافتراضي مع المتلقي
6- كان الخطاب اقتحاميا ولم يلجأ الى الاستمالة

اما بالنسبة لمواد التحرير في المجلة فكانت كما يلي :

جدول بالتوزيع التكراري لمواد التحرير

*ملاحظة : تم اعتماد الارقام الصحيحة باستبعاد ا لأرقام العشرية

عند دراسة محتويات العدد على ضوء التصنيفات الواردة في تبويب مواد التحرير وجدنا :

1- ان هناك ارباكا في التبويب فقد دمجت الاخبار مع التقارير بباب واحد وكان من الافضل فصلهما
2- في باب الملفات وجدنا ان بعضها كان من الممكن إضافته الى باب التقارير أو المقابلات كملف الصحفية نبراس المعموري
3- في باب الثقافة ادرجت اخبار ثقافية كان من المستحسن إضافتها الى باب الاخبار
4- تم فصل الشعر والقصة عن باب الثقافة وأعطي لكل منهما مسمى خاص
5- الاراء الحرة كانت مقالات ، سيما وان عددا منها كتبته سيدات في المجلة
6- لم تهتم المجلة بالاخبار اذ لم تورد غير خبرين وهذا ما يؤيد كون المجلة تتوجه بهدف التأثير في المتلقي والتبشير بافكارها
7- في بريد القراء كانت هناك رسالة واحدة مما يعني عدم وجود تفاعل بينها وبين جمهورها
8- كانت التحقيقات على درجة عالية من الحرفية في العمل ، كما كانت عملية الاخراج جيدة ونوعية الصور عالية الجودة

وعموما يمكننا القول ان مجلة ( نون ) النسائية تعمل وفق حرفية واضحة وان توجهها الليبرالي يخدم الأجندة السياسية التي تتبناها رئيس التحرير  .


 






 


 

free web counter