| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ذياب فهد الطائي

 

 

 

الجمعة 18/11/ 2011



ومضات مضيئة من تاريخ الصحافة الشيوعية

د.ذياب فهد الطائي

مجلة كفاح السجين الثوري
هي مجلة مكتوبة باليد ، كان يحررها السجناء الشيوعيين عام 1953 في سجن بعقوبة ويشرف عليها طالب عبدالجبار.

وقبل ذلك كانت تصدر في سجن (نقرة السلمان ) (كفاح السجين ) على شكل نشرة حائط [1]

بالمقارنة مع سابقتها، تعتبر - كفاح السجين الثوري - نقلة بالمنشور السجني فهي جديدة، بتطور الشكل واتساع معالجتها وتغطيتها لحاجات السجناء الفكرية،.

كان غلاف مجلة "كفاح السجين الثوري" يمثل كرة أرضية تستظل تحت حمامة، وخطط رسومها عزيز سباهي وساهم بإخراجها حميد بخش وعبد العزيز وطبان  .
ومع - كفاح السجين الثوري - وفي أخريات أعدادها صدرت نشرة (أيضا) في سجن بعقوبة باسم (الجبهة الوطنية)

(
مقتبس بتصرف من مقال للصحفي عبد المنعم الاعسم ،منشور على موقع الاتصالات الإعلامية للحزب الشيوعي).

ويذكر جاسم الحلوائي [2] إن مجلة كفاح السجين الثوري كان وراء إصدارها حميد عثمان الذي كان يقود الحزب وهو في السجن وكانت تصدر نصف شهرية ليتخذ منها أداة توجيه سياسات الحزب إزاء القضايا المختلفة التي تواجهه ، ولتنشيط الحياة الفكرية بين السجناء الشيوعيين .

كما جاء في موقع ينابيع العراق عن الجريدة ما يلي :

((وفي ميدان القضايا العربية وقفت مدافعة عن حق العرب في العيش دون هموم ونددت بمستغليهم وكابحي حريتهم، ووقفت إلى جانب حق الشعب العربي الفلسطيني في العودة وتقرير مصيره، وأيدت جماهير العمال السوريين المضربين ودافعت عن حقوقهم وشرعية إضرابهم ومطالبهم.

كان ذلك في العدد الثامن عشر من السنة الأولى، أما العدد الأول من السنة الثانية فقد حيّت فيه نهوض الشعب في لبنان واستنكارها زيارات الأسطول الأمريكي لمياهه، فكتبت تقول:
"باسم أكثر من مائتي سجين وطني في سجن (بعقوبة) السياسي نبعث من صميم قلوبنا تمنيات النجاح للقوى التقدمية وفي طليعتها الطبقة العاملة المناضلة ضد محاولات الولايات المتحدة الأمريكية الساعية إلى جعل لبنان قاعدة عسكرية".

ونددت المجلة في عددها الثامن ـ السنة الثانية بمفاوضات "الصاغ" صلاح سالم مع نوري السعيد من اجل الدخول في حلف بغداد، واعتبرت ذلك موقفا رجعيا من حكومة "ثورة 23 يوليو" المصرية.

وتبنت "كفاح السجين الثوري" دوما مواقف التأييد والمساندة لنضال شعوب المغرب العربي: مراكش، تونس، الجزائر، "في سبيل الاستقلال الوطني والسلم، وضد الاضطهادات الاستعمارية الفاشية".

كما كان للقضايا العالمية مكانها في أعداد "كفاح السجين الثوري"، فقد كتبت عن مختلف الشؤون العالمية – السياسية والفكرية، كتبت عن يوم أرمينيا السوفيتية، وعرّفت بمنهاج الحزب الشيوعي الهندي والحزب الشيوعي في الملاوي، وكتبت عن الذكرى الحادية والسبعين لوفاة ماركس، كما أشادت بنضال العمال في اسبانيا وحيّت إضرابهم البطولي من اجل حقوقهم، وما زاد من بهائها أنها أسهمت ـ أيضا ـ في شرح بعض القضايا الفكرية المهمة.))

وفي مقابلة اجراها (خالد ميران) مع القيادي عزيز سباهي ونشرت على - موقع المندائي نت - قال عزيز (استطاع الشيوعيون تحويل السجن الذي أريد منه فلّ إرادتهم "المقصود نقرة السلمان" إلى ورشة للعمل والتثقيف والإبداع. فإضافة إلى النشاطات الثقافية أقيمت معارض للرسم شارك عزيز فيها بلوحات كاريكاتورية, كذلك الفنان التشكيلي السجين (رشاد حاتم), وتطور الأمر بحيث أصدر السجناء جريدة حائطية باسم "كفاح السجين" بنسختين واحدة يخطها عزيز سباهي، للقلعة الشمالية والأخرى يخطها (عزيز وطبان) للقلعة الجنوبية، ما لبث أن أعيد إصدارها في سجن بعقوبة تحت اسم "كفاح السجين الثوري" على شكل مجلة تعني بالنشاط الفكري والسياسي والأدبي للسجناء).

وحول مسألة مهمة تتعلق بثقافة شريحة واسعة من المجتمع ،وكانت في الخمسينات من القرن الماضي مطروحة للبحث وبقوة كما هي اليوم بعد التحول في شكل الحكم وطبيعتة ، أشار حنا بطاطو في كتابه (الحزب الشيوعي) وهو الكتاب الثاني من إطروحته عن العراق والمجتمع العراق ما يلي :

((وردت في مقالة منشورة في صحيفة السجن السرية (كفاح السجين الثوري) بتاريخ 2 شباط (فبراير) عام 1954 وظهور رد مطول على هذا الموقف بعد أكثر من ثلاثة أشهر، وجاء الرد يحمل توقيع (الرفيق نصير) وبعنوان : ما هو موقفنا تجاه المسيرات الحسينية وكتب نصير يقول :
أثارت هذه المسألة الكثير من الخلاف داخل تنظيمنا والمشكلة هي ما إذا كان علينا أن نحارب هذه المسيرات ونستهدف وضع حد لها أم كان علينا أن نسعى إلى تحويلها من سلاح في أيدي الأعداء إلى سلاح للحركة الثورية. هذه النقطة من مقالة (الرفيق نصير) هي التي سوف يتم طرح أسئلتنا من خلالها دون الاسترسال في بقية مقالته . طبعاً كان هناك اعتراضات كبيرة على ما كتبه (الرفيق نصير) من قبل الشيوعيين أنفسهم))

من كل ما تقدم يمكن أن نلحظ الأهمية التي كانت تحتلها مجلة السجين الثوري رغم أنها مجلة تخط باليد ، ومن اللافت للنظر ان عزيز سباهي [3] لم يشر إلى دور حميد عثمان بإصدار المجلة وهو يقول:

إن السجناء في سجن بعقوبة المركزي أصدروا المجلة بنسختين الأولى كانت للتداول داخل السجن إما النسخة الثانية فقد كانت تهرب الى الخارج ، وان الصحيفة كانت تحتوي معالجات فكرية وسياسية وتاريخية ، وفي حملة المداهمات الواسعة للشرطة العراقية استطاعت أن تعثر على كل ما صدر من المجلة وصادرتها .

ولكن د. فائق بطي يرى [4] :

1- إن أول صحيفة سرية صدرت في السجون ، أصدرها (فهد) في سجن الكوت عام 1948 ، دون ان يذكر اسمها .

2- إن صحيفة (السجين الثوري) صدرت في سجن نقرة السلمان عام 1953

3- بعدها في 7 تشرين ثاني عام 1953 صدرت في سجن بعقوبة صحيفة (كفاح السجين الثوري)

ويفهم من حديث الدكتور بطي ان لا علاقة بين الصحيفتين وان السجناء في نقرة السلمان والسجناء في سجن بعقوبة أصدر كل منهما صحيفته الخاصة .
 


[1] عبد المنعم الاعسم ، مقال بعنوان ، النهر والجدول ... صحافة المنافي والسجون نشر على موقع ينابيع العراق في 31- 07- 2010
[2] جاسم الحلوائي ، محطات مهمة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ص 55
[3] عزيز سباهي ، عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ص 151
[4] د.فائق بطي ، الصحافة اليسارية في العراق ص 114

 


 

free web counter