| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ذياب مهدي آل غلاّم
thiab11@yahoo.com

 

 

 

الجمعة 9/11/ 2007



الشامية من العنبر الى الحشيشة

ذياب مهدي آل غلآم

استهلالا ان المرجعية وكل من يسمي نفسه قائد اسلامي وكل المرجعيات ل73 فرقة وأكثر من الف 500 حوزة كلهموا لايحرمون ولا حتى بالكراهية : الترياك/السويكه/الحشيشة/الخشخاش/المورفين/الكوكائين/البرنوطي....الخ .

الشامية هذه المدينة العريقة الغافية على ضفاف الفرات حيث النهر يمر بها كثعبان يقسمها الى صوبين للحلم والذكريات . هي زهو الفرات الاوسط باهلها ورزها (عنبر الشامية) الذي مد بساط شهرته الآفاق ونوعيته وكما كانوا اهلنا حين يطبخونه يشم رائحته سابع جار

شاميه هدني الهوى شاميه هزني الحيل
لاكاني عنبركم صلف يتواكح وي الهيل

كنا صغار الوطن وللشامية سوق عامرة فيها كل انواع الدكاكين ومنهم البقالون ، لكن هناك عطارين مشهورين وهم متخصصون في بيع كل شيئ ومنها الادوية العشبية وبذور النباتات نحن حين يصيبنا مغص او بعض الآلام المعويه مثلا ولا نستطيع النوم ليلا يذهب اهلنا الى العطارين وكان اهمهم والمشهورين في الشامية وريفها بالخبرة الطبية الشعبية هم (حاج وهاب وحاج كاظم عوض وجعفر المله) رحمهم الله جميعهم وشعبنا الآن ...أمين ... يجلبون منهم بعض الاعشاب والبذور النباتيه تسخن ويشرب الطفل منها يسكن ويخدر وحيث يتمتع الاطفال بالنوم والاغفاءة العميقة والازواج كذلك تأخذهم قيلولة من النوم العميق الحالم بغدا أفضل وحين كبرنا سمعنا ان اهلنا كانوا يشترون من البقالين الخشخاش ويسقونا به لكي ننام........كان زمان
والآن عطروا أفواهكم بال.............!!؟؟؟ وهذه اخبار الصحف لكم احبائي مقتطفاتها  :
وسط الفوضى العامة غاب حكم القانون والتنابزات الاجتماعية والسياسية والدين السياسي وحرب الارهاب والطوائف بدأ مزارعون عراقيون في زراعة اشجار الخشخاش (الحشيشة) مما يرفع المخاوف في ان يصبح العراق مجهزا كبيرا لسوق الافيون في العالم وأكد(باتريك كوكبرن) مراسل صحيفة الاندبندنت في بغداد ان مزارعين في وسط وجنوب العراق قد شرعوا فعلا في زراعة اشجار الخشخاش في حقولهم لأول مرة في تاريخ البلد ونسبت الصحيفة الى مصادر مطلعة ان مزارعي الرز على طول الفرات الى الغرب من مدينة الديوانية اوقفوا زراعة الرز في حقولهم التي اشتهرت بزراعته واستبدلوه بزراعة الخشخاش.....كما ان هذا التحول الى زراعة نبات الافيون والخشخاش في ارض مسقية بشكل جيد ومنطقته حارة يكون جيد النمو والانبات حسب قول المتخصصين الزراعيين وكانت بداية زراعة هذه الشجرة اللعينة قد اختبرت من قبل طالبين هناك وانتشرت في محيط مدن الشامية وغماس والشنافية .....ونتذكر جيدا في ان مهربوا المخدرات يستعملون لمدة طويلة العراق كنقطة عبور الهيرويين المنتج في مختبرات الخشخاش بافغانستان ويرسل عبر ايران الى الاسواق الغنية في العربية السعودية والخليج وجهاز صدام الامني والمخابراتي في البصرة والسماوة كان يشارك في هذه التجارة المحظورة بشكل مكثف وغير مباشر ،فهناك على مايقال عصابات تمولهم تابعة لميليشيات متنوعة من الاسلام السياسي ليكونوا مجهزين بسيارات جيدة واسلحة ومنظمين جدا  .
واتذكر من تاريخنا فلقد زرعت هذه الاشجار في هذه الارض البكر ارض السواد مبكرا جدا في التاريخ (حوالي3400 سنة ق م) وكانت تعرف عند اجدادنا السومريين القدامى بأسم (هل غل) اي نبات البهجة وبعض المراجع المكتوبة التي تتحدث عن زراعة الخشخاش اعتمدت على ما ذكر في الرقم الطينية التي وجدت في آثار مدينة نفر الى الشرق من الديوانية  .
فان الرابحين الان في العراق هم رجال الميليشيات والمؤثر الوحيد في الوقت الحاضر ، وانهم بشكل اعتيادي يحققون ارباحا كبيرة من تهريب المخدرات من ايران الى السعودية والخليج وهذا الامر سهل جدا بسبب سعة الاراضي المفتوحة والممتدة بين العراق ودول السور من دون حراسة ومن دون شك فأن ارباح الخشخاش اكثر بكثير من ارباح الرز ولهذا فان العديد من المزارعين الفقراء سيتجهون الى زراعة هذا النبات اللعين  .
ونحن صغار الوطن كانت سيارة البلدية وقبل غروب الشمس في عصاري صيف الشامية ترش المدينة بدخان كثيف ذو رائحة غير محببه ولكننا كنا نركض وراءها فرحين ونهزج (ماكو حكومة نشتكي عل البق والبق عامينه ماكل خصاوينه) والآن نحن كبار الوطن نهزج نفس الاهزوجه مع اغنية للراحلة زهور حسين......صلوات صلوات المرجع فات...فات وما سلم علينه صلوات.....عطروا أفواهكم بالخشخاش  .
 


 

Counters