| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ذياب مهدي آل غلاّم
thiab11@yahoo.com

 

 

 

السبت 27/10/ 2007



العراق.......بين التنمية والحرية

ذياب مهدي آل غلآم

أستهلال
لا اريد ان اتحدث في هذا المضمار لاسيما مع الغموض الذي يكتنف اجزاء هذا المفهوم والغموض المضاعف الذي يلف مكوناته وماهي عليه تركيبته في الوقت ذاته أمل ان تفضي الجهود المثابرة لأصحاب الرأي والأختصاص وتحليلات الأساتذة الأجلاء لرفع الغموض عن هذا المفهوم وما شاكله بالقدر المستطاع اما ما اطمح اليه في هذا المجال فان اسوق موضوعا ثقافيا عاما حيال ......شرط التنمية لا التنمية ذاتها....؟

المدخل
ان التنمية مهما كانت فهي في نهاية المطاف ضرب من التحول والتغير في المجتمع والتحول امر مطلوب والتنمية بمعناها المعاصر هي الصيغة والتعبير الوحيد عن ذلك التحول يتلخص فحوى كلامي بالأتي  .
اولا.. لن يكون اي تحول انساني وفاعل مالم تكن هناك مشاركة ارادية واعية للبشر في ايجاده ((لا حركة ثورية بدون فكر ثوري))...لينين  .
ثانيا.. يتمثل الشرط الاساسي في حضور الانسان ومشاركته الواعية الحرة في ظاهرة التقدم والتغيير بوجود فكر مستقر تقدمي ثابت في المجتمع ...الانسان اثمن رأس مال ....؟
ثالثا .. لن يتحقق وجود اي فكر مستقر وفاعل ((بعنوان كونه تيارا تقدميا متجددا وحيا في المجتمع )) الا في أطار الحرية  .
والنتيجة التي يفضي اليها السياق الآنف انه لايمكن ان ننتظر طروء اي تحول ايجابي في اي مجتمع الابوجود الحرية ورسوخها فيه على ان نوضح مباشرة ان ما نعنيه بالحرية بشكل دقيق هي حرية الفكر وتوافر عناصر الأمن في ابدائه وتهيئة المقدمات اللازمة لتأمين تلك الحرية وضمان هذا الأمن فهل الآن في العراق الجديد هكذا مستلزمات للحرية متواجدة ...؟؟؟ ام هي الفوضى ...؟؟
ان التنمية بمعناها المعاصر هي ثمرة وحصيلة للحضارة الجديدة واذا ما جاءت تلك الحضارة فستترافق معها التنمية تلك ((حضارة الشعوب وليس الهيمنة عليها باسم الحضارة )) فليس جزافا كلام من يذهب الى انه يتعين اولا قبول ((العقل الغربي ))حتى يتهيأ الطريق لا نبثاق التنمية ((ونبذ الافكار التي كانت تطلق حول هكذا مواضيع بالافكار المستوردة.....وما هي افكارهم ...؟؟؟)) بل بمقدورنا ان نستكمل تلك القناعة بالقول علاوة على قبول العقل والرؤية الغربية ((خذوا العلم لو كان في الصين...محمد ص ))ينبغي ان تؤخذ الطريقة الى النهج الغربي التقدمي الذي يتسق مع تلك الرؤية الحضارية الجديدة ((وندع التحدث بنحن اهل كذا وكذا...؟؟؟ ومن يجهل هذا كفاية التعصب كما كانت قريش متعصبة باصنامها والآن نتعصب لااشخاص باوثانها ووثنيتها )) كما هو الحال في عراقنا الجديد...؟؟؟
بيد ان قناعتي الشخصية ان التنمية بمعناها المعاصر ماهي سوى ضرب من ضروب التحول وصيغة من صيغ التكامل والتقدم في المجتمع الانساني لا انها الصيغة الوحيدة لذلك والتعبيير الذي لا ثاني له  .
يقينا ان تلك الصيغة للتنمية والتغيير تحظى بالكثير من المزايا والفوائد للبشرية كما اعتقد ايضا انها تنطوي على الكثير من النواقص والاضرار فعندما نطرح السؤال الآتي ...ماذا علينا ان نفعل في مضمار التنمية ...؟لانستطيع بل لا ينبغي لنا ان نعود القهقري أربعمائة سنة الى الوراء اي الى نقطة البداية التي انبثق منها الغرب حتى تصل الى هنا بل بين ايدينا التجربة الغربية الهائلة واذا ما كنا اهل تدبير واعتبار فما علينا سوى ان نشق طريقنا الى المستقبل بملاحظة هذه التجربة الضخمة ومعنى ذلك ان نبذل العناية بمزايا هذه التجربة ونواقصها كي نتوفرعلى اختيار الافضل وبلوغه وبصراحة ان اي تحول فاعل لن ينبثق في اطار الحياة اليومية التي تنشد الرفعة والتجدد مالم تمر من صميم حضارة الغرب كما يتمثل شرط التحول الانساني بمعرفة الحضارة الغربية ووعيها ولمس روحها الماثلة بالتجدد ((أن من لا يعرف هذه الروح لايستطيع ابدا ان يحقق تغييرا نافعا في حياته )) فهل ..بعض او اكثرهم من يدعي انه قائد لكتل سياسية قادر على استيعاب هكذا فكرا في العراق الجديد اني في شك من ذلك ...؟؟؟
ان الشرط في التحول الاساسي هو تجاوز الحضارة الغربية والمراد من وعيها معرفة الاسس الفكرية ومر تكزات الحضارة الجديدة الكامنة وراء ظواهرها ولكن المؤسف ان شعبنا مازال يفتقر لمثل هذه المعرفة وكذلك الشعوب الاخرى تشاركنا هذه المعاناة فلحد الآن لم نتعرف وعلى نحو صحيح على وجهي الحضارة الغربية وغالبا مايأتي تعاطينا مع الغرب على اساس سطحي اي اننا نتعاطى مع وجه واحد ونهج واحد من نهجي الحضارة الغربية ينتهي الى الاعجاب حد الافتتان او الصدود حد الكراهية والنفور وكلاهما آفتان في المعرفة العلمية  .
قرون وحركتنا التاريخية تمضي لكن لا على اساس الحضور الواعي المثابر لأنسان هذه الارض العراقية في ساحة المصير بل مضت وازمتها بيد الحكومات المتسلطة المستبدة التي تتلاعب بها الاهواء وباستبداد تلك الحكومات وتحول السلطة الى محور في المجتمع افتقد الانسان العراقي امكان الحضور في مضمار الحياة الاجتماعية وبالتالي سحقت شخصيته بعد ان سلبت حق التعبير عن نفسها بصيغة طبيعية....قانونية ورسمية.....؟
ففي مجتمع عراقي ينحدر فيه الانسان الى هذا المآل مابلك بفكره الذي يعتبر اهم الخصائص الوجودية للبشر وبالحرية الفكرية التي تعد الشرط الاساسي في مجال تقرير المصير والرصيد الاوفي لتجدد الحياة ونموها فهل تراهما يحظيان بنصيبها من الاعتراف والتقدير ...؟؟
ان كبريات مشاكل تاريخنا هي هيمنة حاكمية ((التغلب )) وسلطتها على مصيرنا بحسب تعبير ....الفارابي  .

وقفة تاريخية
مع انبثاق الاسلام اهتزت قواعد سلطة التغلب بيد ان الامر لم يدم اكثر من حكم محمد ص بعد ظهور الاسلام فبعد وفاته ومنذ السقيفة وبعد انتهاء المدة التي اكتسبت عنوان (عصر الرسالة)عاد الاستبداد والقهر ليحكمان الامة الاسلامية ويتحكمان بها على نحو اخطر ولكن مع فارق هذه المرة تمثل بالسعي لتوجيه هذا التغلب والاستبداد وقهر السلطة على اساس قواعد الدين الاسلامي ذاته وهذه الطامة الكبرى ارجع للموضوع فبعد هذا اضمحل التفكير في الدائرة الحياتية للانسان العراقي خاصة وبسبب هيمنة حاكمية التغلب ولوازمها سيق مسار البحث تلقاء الغور في عوالم ما بعد الطبيعة التي لا حد لنهايتها حتى رأينا شعبنا في العراق الجديد يعود الى الخرافة والبدع المتأطرة بشعائر دينية وقومية بالية المراد منها ((مورفنة العقل العراقي )) وزرع الفتنة والطائفية على ان البحث في المصير السياسي والبنية السياسية للمجتمع والحياة الاجتماعية بحكم المهمل تقريبا وبنفي الدنيا والانسحاب من مسرح الحياة صارت السياسة عمليا طعمة للايادي الملوثة بالدماء وتركوها تسقط كليا بيد المستبدين ((احتلال ورجال دين مرجعيات وحوزات وهيئات وقتلة مارقين وارهابيون وشيوخ عشائر انتهازيون وذيول للبعثفاشي....الخ ؟؟؟)) وبدلا من ان يواجهوها ويشتبكوا معها تراهم انغلقوا عليها وان لم يلوثوا ذواتهم بذلك في العمل كما هو حال اكثر اعضاء مجلس النواب العراقي  .
ان ما نفتقده على طول خط تاريخ الفكر السياسي في الحرية والتنمية اذ قلما نلمس مايدل عليه هو غياب السؤال عن ماهية (التغلب)  .
والبحث عن سبل الخروج منه ما اسعى اليه هو ان اسلط الضوء على مشكلتنا في عدم تحقق التنمية ونعدام الحرية ولماذا بقينا في الخطوة الاولى من السؤال التغيير والتنمية ومنذ سقوط صنم الطاغية ولحد الآن ((هل هذه تنمية وحرية ام فوضى))...سنمضي  .


 

Counters