| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ذياب مهدي آل غلاّم
thiab11@yahoo.com

 

 

 

الخميس 27/12/ 2007



جنوب المراثي...شعر مسلم الطعان
واستنطاق لتل الورد لعريان سيد خلف

ذياب مهدي آل غلآم

ونحن نواجه شراسة هذا العصر وتعقيدات حياتنا التي اخذت تضغط بثقلها القاسي على القلب والروح تولد لدينا توق شديد بان نعود الى المنابع الاولى حيث عذرية الحياة والتوحد مع الارض والاصغاء الى تلك الاغاني العذبه مشحوفي طر الهور..... التي تزيح عن صدورنا تلك الصخرة السيزيفية الصلبة والتي عاودت الظهور والانفلات من تكونها الاسطوري المتخيل لتتحول الى واقع يقف ما بيننا وما بين نوافذ الضوء ومسار الماء وممرات النسائم الباردة التي نحتاجها في ليالي الصيف ذات العتمة الحالكة والهواء الراكد هذا الانفلات من قسوة وكابوسية الواقع الذي نحياه ومحاولة العودة نحو المنابع الصافية تقدمه لنا مجموعة (جنوب المراثي) حيث تشكلها المفعم بالبساطة وأبنيتها اللغوية والتصويرية البعيدة عن التعقيد والشكلانية والتغريب المفتعل اننا ومن خلال قصائد هذه المجموعة نصغي الى الحياة التي نحلم باعادة صياغتها الانسانية ونبدأ ارتحالا عذبا عبر سهول الجنوب وانهاره ومرتعاته وكل مدخرات الصبا والشباب التي توفرت للشاعر فيه حيث (شط الكسر) ربما جيكور السياب او دجلة الخير للجواهري او الفرات الاحمر في طفوف الحسين او العراق حين ارتفعت اجساد ابنائه البرره الشهداء في سوحه وهي تهتف للعراق الحر ولشعبه السعاده ولا زالت الناصريه تفتخر بشموخ ابطالها ولا زالت تفتخر بالخالد فهد حين قال الشيوعيه اقوى من الموت واعلى من اعواد المشانق لنرجع لشاعرنا وحلمه الذي نقلنا لشط الكسر والقرى المسترخيه على ضفتيه واضرحة الأئمة والأولياء والصباحات المعطرة برائحة القهوة وغبش الفلاحات وصوت الفاخته على حافات سعفات او حزم البردي والقصب في الروح وبدأب لايكل يبقى الشاعر المبدع مسلم الطعان المولود في الجنوب البعيد الناصرية عام 1955 يحلق بين رسالته التي حاز عليها الماجستير صورة الطفل في اغاني البراءة الخبرة الجنوبيه انه العشق للطين الاول العراق ولو رجعنا قليلا لنج انه اصدر مجاميع شعريه منها نهر القواسم لن يرد مكابدا وفي الجنوب البعيد ومسافات الحب في القصيدة النبطيه وهناك بساتين المسافة العاريه وعزلة القصب وعراقية عباءة امي والمسافات وللطفولة اوراق على شواطئ الطفولة فشاعرنا يعالج بلغته النزاعة الى الشفافية حياتنا المطحونة بالآلام ويعالج احاسيس غصت منها المرارات في الوطن والغربة على حد سواء ويدون فضائع بشرنا ليصل الى حقيقته في مجموعته (جنوب المراثي) المجموعة التي تحاول توصيف الوقائع بعد دوفها بمشاعر الاسى والرفض اللذين سادا نصوص هذه الحقبة الحزينة ولقد كتب له الشاعر المتألق عيسى حسن الياسري المقدمة وفي الغلاف الاخير نجد مقططف من شهادة له من ...دحسن ناظم والان هذه واحة من قصائد المجموعة مهدات كما يسميها الشاعر مسلم عباس عيدان الطعان من شعراء الناصرية المنتمي لشط الكسر استنطاق لتل الورد ....وهي مجموعة شعرية للشاعر المبدع عريان سيد خلف .... ويقول شاعرنا مسلم في الاهداء (الى الشاعر عريان سيد خلف شكسبير الشعر الشعبي العراقي)....؟

أبكي شعراً
كي أستنطق تلّ الورد
وتكونُ جراحي
مشبعةُ بأريج الحزن
تأخذني يا عريان
نحو عراة الغراف الفقراء
تركب أغنيتي مركب ايقاعِ
جمري الحسرات
أستنطق تلّ الورد
أحبو طفلا في بستان الجدّ
أشجار الرمان تغازلني
والكسر القادم من أحشاء الغراف
كالتين يعلمني سر الشعر
أستنطق تل الورد
يبكي الغراف وتسكنني
وردات الهم اليومي
ودمي
تبزغ شمس للعفة من دفق ضياه
ياتلّ الورد
أنت حفضت العهد
المنسوج بدمع الغراف
أستنطق تلّ الورد
والكسر يحاورني من بين زحام الاعوام
وتكون جرحي
مسبحة بأصابع أيامي
يطربها فيض حكايا الربعةِ
والربعُ يحجون الليل
وفناجين القهوة
تُحسنُ فنّ الامساك بخيط شفاهٍ
غازلها تبغ حار
ياتلّ الورد
حلمنا أن نزرع أعوام الورد
قرونا من عطرٍ تأخذها الريح
لسومرنا المرمية
خلف ركامات النسيان
ياتلّ الورد
سكبنا فيض مسافات الذكرى
وسرنا بجحافلنا المنكوبة نبني أسوارنهارٍ لا يتسلقها الليل
فتسلقها حشد جيوش الاحزان
أستنطق تلّ الورد
وأبكي طويلا بين يديك
عليّ أسترجعُ حلماً غادرني
منذ ذهاب الطوفان
عليّ أبصر كوة صبرٍ تنقذني
من خوفٍ رافقني
ياعريان...................................


 


 

Counters