| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ذياب مهدي آل غلاّم

 

 

 

 

الأثنين 22/10/ 2007


 
والفولاذ سقيناه حبا نجفيا......غنية الدجيلي

ذياب مهدي آل غلآم

ارى العيون الجاثمة في العراق....تطل نحو نجوم في آخر العتمة مابين الغيوم ولذعات من الهواء البارد ...السحاب المغبر بالرماد يغطي السماء...شارع الامام علي يفصل المقبرة عن البيوت... الوكر السري لمنظمة الفرات الاوسط ... خلف مقبرة (صالح جبر)غراب أبقع ينعق على تشريفة المقبرة؟ سيارة (لاندلوفر) مكشوفة (مسلحة) فيها مجرمي الشعب الحرس القومي وأمامها سيارة صالون يقودها محمد رضا الشيخ راضي وبجانبه عبود وتوت الحلي وخلفهم يجلس رجل بعمة ؟ هم من قادة الفاشست البعثي للحرس القومي في النجف ..الطرقات مظلمة...لن أبتكر صراع الفكرة...الحفاظ على ما تبقى...لطالما أقتربنا من الهاوية (غنية) تكتفي آلما وتراقب الغيوم المتسارعة...سوف لا أمضي في التفاصيل... الصفنة توسع مداها ...ليل وضباب والحرس القومي بغداراتهم (البورسعيد) يرعبون البلاد والعباد في ضحى هذا اليوم13/3/1963مصادفة عجيبة..؟ وصلت زوجة الشهيد حسن عوينه (زهوري الحكيم) من بغداد وهي متشحة بالسواد ألتقتها غنية الدجيلي...زهوري تنتحب...غنية تضمها الى صدرها...أحباب ورفاق... أخبرتها قبل ان يعلن الفاشست أعدام سلام عادل وحسن عوينه ورفاقهما...رجعت غنية مسرعة لكن الخبر اثقل ممشاها...دخلت نهض باقر ...ها غنية ..نحبت واجهشت بالبكاء...قرأ باقر دموع غنية ونشيجها ...
غنية : "باقر...اعدموا..." لم تكمل تلعثم لسانها لكن باقر برباطة جهش وشكيمة رجال المهمات ..." من قال لك" ..."لقد رجعت زهوري الحكيم وهي التي اخبرتني" ...لم يستطع التغلب على حبس دموع عينيه بالجفن...حن بويه حن... كأن في هذه اللحظة صدى أغنية... خير تعبير على موقفه...بسكوته والبسكوت ما ورج أحد ...سابكني دمع العين يسجب على الخد ... غنية تكفكف دموعها وباقر للمقاومة كما أقرها الحزب قبل انقلاب 8 شباط...انتشر الرفاق على منظمات الحزب في كل العراق...باقر الان في وكر منظمة الفرات الاوسط في النجف .
غنية... بمزيد من السكينة والترقب والحذر تنتظر .... خدمة الزامية ورجفات ؟ تفكر الذي يذهب مع الريح يذهب ؟ المقبرة موجات من النوح والبكاء ...الخوف والسكون (غنية) بين القسوة والصمت...باقر في وكر الحزب رجل أسمر هادئ في طبعه حازم في وضعه ورأيه يفكر بكثب وينتظر(غنية) هذه المرأة الفولاذية برقة الربيع وزوجها عبد العظيم مله شهاب موصلي من سكنة الشامية لكن الحزب جعلهم أمناء وكرهم الشيوعي السري في النجف ...هي شعلة من الذكاء والفطنة والولاء للحزب ...مابين السطح تراقب وباحة الدار تلوب لم يفتها قطار الحياة والحق لم يأت القطار بعد ؟ الرفيق باقر متهيئ لكل الاحتمالات.أم غنية تروم الذهاب الى الناصرية غدا....أبو خولة في عزلة كهذه ...هنا في تناثر عربات الخيبة...على شموع المسرات هناك ؟ الخيبة التي تروض النفس لانكسار الصباح بمودة....وعمة محمد موسى قالت لأم غنية ان الحرس القومي يداهم ويقتحم البيوت بدون أستئذان ولديهم تخويل حزبي وفتوة ؟بتحليل قتل الشيوعيين وأصدقائهم ...الغراب لايزال ينعق ...والظلام يخيم وصوت مؤذن الغروب من جامع قرب (خان المخضر) حي على خير العمل ...؟ غنية تخاطب الرفيق باقر..هذا أغراب البين ...غراب يزيد بن معاوية من ربى جيرون ينعق في النجف ؟....جري سعده ...بقايا نهر جف يشق المقبرة ونهايته عند الشارع العام قريبا من مقبرة صالح جبر ...السواد يخيم والحزن في الطرقات والبيوت...طرقات على الباب...الرفيق عدنان شاهدته غنية من على السطح وأنتبه أبو خولة فتح الباب رذاذ خفيف وهواء بارد يلذع الوجنات ...الآلم والصمود ومصير حزب للشعب وللوطن يذود ...حوار بينهما يدور...قوري الشاي على (الصوبة)يفور عتاب ...أسترجاع ... أفكار ... ملامة ... تصحيح الأخطاء(بعد خراب البصرة)غنية ترحب بعدنان بصوتها المبحوح وتصب الشاي ...يحتسيه بسرعة...هل تأكل قالت له ... وكانها ترثي حلم يسكن عيون اطفالنا والفقراء... عدنان بعد مسيرة راجلة طويلة بنهار كامل يبلغه باقر بأستشهاد الرفاق...ماذا تبقى ؟وكيف نرثي؟هذا طريقنا ...لا مراث لقدمين تحتفل تحتها جنة الله... لامراث لبغداد...لن ترضي سماء العراق وشوارعها تعمدها الدماء ...غنية رفاقنا نحن نمضي بوجه الرياح...وعدنان الحقيقة كامنة في الظلال؟هل مسدسك جاهز للأطلاق باقر... باعصابه المتوترة والانباء عن الرفاق من استشهد تحت التعذيب او رميا بالرصاص ولقد جلبت لك مسدس لحتمالات الطريق ولنقاوم أي فرد يعترضنا؟الآن عندهم سلاح ...عدنان شيوعي من هذا الزمان شهم وصلابة مبدأ ...يحدس !بعد ان أستراح ...شيئ يدور في باله في تصوره ؟ ...يلتفت ...غنية (أشعدج أكل ) خبز وعروك قالت ...سويلنه للفات ... يلتفت الى ابو خوله الآن نغادر الوكر...فعد طلقات ورورك...غنية تستغرب ..باقر(تجرلك نفس؟)...عدنان باصرار عجيب الآن ... ابو خوله:غنية... عدنان
هذا (أبريمز) يتحصر واعصابه مشدودة ياباقر لنخرج الآن ... يتركون كل شيئ غنية بطلة من عراقنا تودعهم بسلام ...خرجا بتجاه شارع المدينة (منطقة المناخة) ثم يخترقون حي ابو خالد باتجاه طريق صحراوي خابره عدنان عباس ويعرفه مسلكا أمنا النجف خلفهم الآن والقبة الزرقاء المخضرة لقبر رسول الحسين مسلم بن عقيل على يسارهم يشاهدونها متجهين نحو نقطة هدفهم في بستان مجانب معمل الاحذية الشعبية في الكوفة الحمراء حيث اتفق عدنان مع بعض الرفاق الفلاحين بانتظارهم في الفجر و يحضروا (مشحوف ) ليعبرونهما نهر الفرات باتجاه الريف...قبل مغادرة الوكر الحزبي ...يوصي عدنان غنية ...عليها ان تخرج في هذا الليل لتخفي في مكان ما وثائق واوراق ومحاضر حزبية ...تضعها غنية في علاكة وتغطيها ببعض الملابس تحملها ...حب يلتمع الآن مثل النجوم ...تحث الخطى لتوغل في المتاهة ورغم عذابات الطريق...بمفردها ...بشمعة صغيرة وأبتسامة ...لابد ان ارسمها للعابرين حتى لاترتجف العين
يمر أفراد من الحرس القومي ...غنية في أمتحان الرقيب المكرر لكنها بفرح تحمل علاكةالخوص...عصفور على حافة الموت... هكذا تكون كل الاحتمالات ...باقر وعدنان في وحشة الطريق والبساتين وفحيح الافاعي ونباح كلاب وعواء ثعالب من بعيد...سنمضي في كتابة سفر الشيوعيين على يمينهم الآن طريق (البراكية) ها هي الصحراء خلفهم ولقد وصلا المكان ضؤ فانوس من بين النخل يرسم امرأة بدخان عجيب يطرد الحشرات عن بقرات مربوطات قرب (جل البوه) الآن لوحدهما ...صوّت عدنان على رفاقه الفلاحين ...لم يسمعوا نداه ...الليل تجاوز ثلاثاه.موعدهم الصبح؟وهم وصلا قبل الموعد بسويعات ...الرفاق الفلاحون في غفوة...حقهم لقد تأخر عدنان على الموعد باقر يفرك راحة اليد بالاصابع في تلك اللحظة عدنان لم يفكر في الموت والبعثيون يحرقون عاصمة الحب بغداد ...قرب نخلات (نشوات) يجلسا...تعب وهم وترقب وعدنان أبريمز يطرد الوحشة...هل يرد الثلج صدى ...؟ كانه يقولها لباقر...جاء الليل بكوابيسه؟ قريبا ...تتساوى سنين البيت وسنين النضال أيها الخاسر في كل الجهات وكل الفصول تمسك بالريح...جمرة وموجة...في غبش الفلاحين ...يعبرا الفرات الى جهة (ناحية ابو شوره)ثم الى ريف الفرات الاوسط.حي على المقاومة باقر يرددها وعدنان يقرأ طلاسم (طليّع النخل) والاحلام الشاحبة على (طوفة الطين)التي ما حققت ولا جزأ منها ؟؟ عواء كلب مسعور في الراديو...عدنان ابو خوله يمكن الحرس القومي داهم (داس ) بيت غنية...باقر غنية ذكية وما تنغلب...فعلا كان التوقع في محله...كانت خارج الوكر بعد خروجهم هي تركته ...ومابين القبض على أم غنية بعد رجوعها من الكراج لعدم (تقبيط السيارة للناصريه) والقبض عليها وعلاقتها بعمة محمد موسى وانهيارهن في مقر الحرس القومي كانت الثغرة للجدار السميك للتنظيم والبيوت السرية... كانت سبب لمداهماتها والقبض على الرفيق محمد موسى فيستشهد محتسبا صابرا في التعذيب ...بعدة مدة وصلت الاخبار عن ما جرى ...غنية الآن مختفية في الشامية...والبرابرة سنو القوانين للقتل والدمار باسم العروبة والقومية والدين ...والناس سكارى وما هم بسكارى ...لقد وصل الفاشست البعثي للسلطة بقطار امريكي ...وما من حل ؟؟
في ريف الفرات الاوسط قررباقرو عدنان مع بعض الرفاق بتشكيل نواة لحرب الانصار وحمل السلاح هل نسميه الكفاح المسلح ...؟ نعم...هكذا هو توجيه قيادة الحزب للمقاومة ...وتشكلت الخلية الاولى واعلنوا (المقاومة في الفرات الاوسط) يد على السلاح ويد على القلم حتى تشرق النهاية ونديم المسيرة للشيوعيين العراقيين لا احد يذهب على أطراف المدينة ...غنية بتنظيم بطولي تديم الصلة مع الرفاق ...عدنان مع المقاومة...ابو خولة يتريث (جمر وأتقاد تحت ملابسه وعناد الشيوعيين ؟؟؟)لا أنكسرا... باقر شعلة من ناروفكر متقد و عدنان يردد ...فكما لك حصة من هذا البؤس الكثير في العالم لك حصة من السعادة القليلة... الحزب الشيوعي سعادة شعب وكادحيه لعراق حر وجميل
 

حي السعد/ ملبورن المحروسة
 

 


 

Counters

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس