| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ذياب مهدي آل غلاّم
nadrthiab@yahoo.com.au

 

 

 

الثلاثاء 17/11/ 2009



(جَينَه انبوكم وانرد لَهَلنَّه)

ذياب مهدي آل غلآم 

الوطن.. من كل كتر يا حزب يتسلب!!
ويا مسؤول يحكم يلغف.. وينهب..
ويبقه هل الشعب جوعان يتعذب!!
ها.. ها..
شعبك حاير وين ايروح.. ويا هو ايداعي بحقّه
....
(
الكبير ناظم السماوي)

من صاحبي حين يراسلني بعد فراق طويله، من صاحبي حين يشرح لي آلم تأصل في الدليل، من صاحبي نحيب ونشيج، ياشعب الى متى هذا التجهيل؟! صوتك حقك والسراق حولك وانت المسروق والمغيب، فهل في أغفائتك مستحيل؟! صاحبي ارسل لي مقاله وقال كيف يتم التغيير كيف نخلق جيل وهؤلاء يحكمون بأكثر ما حكم الطغاة طغيان بأسم الدين والبرلمان، صاحبي اليك اكتب وانشر ما ارسلته لي فنم قرير العين واصحو على غد طريق اتحاد الشعب، ياصاحبي ايها الدكتور ابن النجف في العراق الاشرف باقر الكرباسي (*) آليك حبي وعهدي ولازلنا على الدرب كما عهدتنا ايام الخوالي، نعم التاريخ يلعنهم انهم سراق المال العام سراق الشعب والوطن تحت عصبة وعصابة الأحتلال.

يحكي لي صاحبي:
غادر الصديق الشاعر إلى خارج العراق خوفاً من سلطة الدكتاتور لان شعره لم يكن يرضي ازلام السلطة. كان يبعث برسائله المملوءة شوقاً وحباً لوطنه العراق واذكر ان في احد رسائله كتب ابياتاً يقول فيها:

ما لي احن على العراق وليس لي
بسهوله إلاّ رماد حصير
لاناقة لي في العراق وإنما
لي فيه مشنقة وقيد أسير
لا ناقة لي في العراق وإنما
لي فيه سبي غد وجوع فقير
لا ناقة لي في العراق وإنما
لي فيه قبر أبي ولحد صغير
وبقية من أخوة عبثت بهم
اغلال سجان وعتمة نور
لكنْ بي بعض الجنون فسعفه
كفني وطين فراته كافوري

هذه الصورة الرائعة من الحنين إلى الوطن لشاعر غادر عنوة ولكنه بقي وفياً لبلده وعاد ليسهم في بنائه واستقراره، عكس ما فعله الذين جاءوا من الخارج ليحكموا العراق، إذ الذي حدث انهم خدموا أنفسهم واحزابهم وتركوا هذا البلد الذي تحمل هو وابناؤه كثيراً من الصعوبات، فبدأوا يصرحون ويخطبون وسيفعلون، فأما التصريحات كانت وما زالت رنانة، واما الخطب فكلهم قد أكملوا الدكتوراه في اللغة العربية فلا خطأ عندهم والحمد لله، اما انهم سيفعلون فحدث ولا حرج، البناء والاعمار في البلد قائمان على قدم وساق، الفريق الأول يصل الى الأساس ويذهب ليتسلم منه فريق آخر مكتشفاً ان ثلاثة ارباع المشروع قد سرق، فيفعل هذا الفريق مثل سابقه وهكذا، بلد يسرقه ساسته، الله ما أروعكم أيها العائدون من بلاد الغربة، كنتم حفاة تخدمون في سفارات البلدان المختلفة. الوطنية والأخلاص وخدمة أبناء شعبكم هي الشعارات التي جئتم بها، ولكنكم لم تطبقوا شيئاً منها، في أثناء ذلك كنت استمع قبل أيام إلى اغنية عراقية قديمة تقول: (جينه انشوفكم وانرد لهلنه) إذ ان سماع الاغاني التراثية القديمة هي احدى هواياتي مذ كنت شاباً ولحد الآن، وقلت لعلهم يفعلون ذلك، ولكنهم حملوا شعاراً آخر على غرار ما تقوله الاغنية وهو (جينه نبوكم وانرد لهلنه).

فهنيئاً لكم سرقاتكم وهنيئاً لنا وطنيتنا.


(*)
اكاديمي من العراق



 

 

free web counter