| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ذياب مهدي آل غلاّم
thiab11@yahoo.com

 

 

 

الجمعة 16/11/ 2007

 

الشامية تستذكر شهيد الوطن ...طالب الحكاك

ذياب مهدي آل غلآم

عندما نظرت الليلة الى السماء كانت هناك نجمة خلابة هي رفيقة عمري وسنين ذكرياتي رفيقة ليلي في سطوح الشامية... نجمة تسحرني وفيها زرع أول خيال لفاتنة عمري......كنا ننام تحت اقمشة قطنية شفافة بعتمة البياض مصنوعة من قماش الململ نسميها(كله)ناموسية تحمينا من الحرمس والبعوض والحشرات الليليه ...لكن نجمتي كانت تراودني عن وجهها من خلال نتؤات القماش الشفاف بومضات فيها غنج الصبايا وسحر وشبق عذري....؟ وبريق فأشعر بالسكون وأغمض عيني على حلم كالغريق وعند أول ضؤ للصباح نستيقض على أصوات عصافير(النبكايه...؟)شجرة السدروالفاخته الطروب(ياقوقتي....والصدى في داخلي....وين اختي)صغار حالمين مشاكسين والشامية تصحو مابين متعة الهروله الصباحيه ثم الغطس بفرات النهر عاريا وهو يعوم ويطفو كالفراشة سابحا (مهدي غلآم)يعرفه الناس وشبيبة الفجر رجل كالقديس وهذا ديدنه وبين صباح لكنه اليوم غير تلك الصباحات اليوم يخيم الحزن في ذاكرتي وأتقاد الكبرياء لتاريخ النضال ....قد يصيبنا الحزن عندما ينفصل عنا من نحبه ولكن هذا الحزن ينقلب الى فرحة عندما نعرف بأنه قد وجد طريقه للسعادة...للشهادة من اجل الوطن والناس....وكان الحزب نبراس له وهو في صفوفه (طالب سيد هادي الحكاك)يحدثني صدى السنين عنك حين كنا نقف مذهولين لتشييعك ....نعشك يلفه علم الجمهورية العراقية وصورتك الجميلة ببتسامة حلوه وخجله... تزين كتفك كويكبة ذهبية صورتك تتقدم الجميع واكاليل الزهور والورد والآس تحفه....نعشك مزهرية...محمولا فوق أكف المحبين... في رأس الجسر كعادة نسائنا ...تجمع نسوي عارم كحزمة من ظلام قاتم بارواح حزينه باكية وفي وسطهن امرأة هي نبض المناسبات الحزينه(مله نوريه) تنعي بصوت أجش رخيم أبن الشعب أبن الشامية وشهيد الوطن بلهفة الطير للأنطلاق كان صوت مله نوريه والنواح...نحن الصغار نرى ونسمع بلهفة العاشق للعناق... ونقرأ سفر الشيوعيين...ان الشهيد طالب من نشطاء الحركة الطلابية في مدينته وفي بغداد خلال دراسته الجامعية في كلية الهندسة ونشاطه التنظيمي الملتزم وبعد ثورة 14 تموز تخرج واللتحق بالخدمة العسكرية كضابط أحتياط وفي مجال أختصاصه الهندسي نقل الى شمالنا الحبيب وكان التوتر قد حدث بين الحكومة بقيادة الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم والحركة الكردية وبدأ الأقتتال...فأستشهد من استشهد...فتعرض لرصاص(الغباء؟؟؟)فالتحق بركب الشهداء في سبيل وطنه وصونا للجمهورية الفتية...وكان تشييعه عرسا وطنيا وشيوعيا من بغداد ثم الشامية وبعدها الى مثواه الآخير النجف الاشرف أتذكر الجماهير الغفيرة من أبناء الفرات الاوسط وأهل الشامية أمواج في هذا الموكب الجنائزي المهيب ...طرز اسمه مع الخالدين في صفحات سفر النضال من تاريخ الشامية ...ونقرأ انه كان مثالا رائعا للمناضل المتواضع والمحبوب بين رفاقه واصدقائه وابناء مدينته هكذا انبئنا الحزب في مدونات رفاقه ومنهم عدنان عباس ...فوالده من الشخصيات الاجتماعية لمدينة الشامية ومن اصدقاء للحركة الوطنية كغيره من الشخصيات فيها ... بينهم رجال دينها الفاضل أمثال السيد صاحب الشرع والسيد تقي القزويني والوجيه التقدمي عبد الواحد حبيب غلآم والحاج مهدي المختار وغيرهم الذين كانت بيوتهم العامرة فاتحة ابوابها لأستقبال الوطنيين من مختلف الاتجاهات وكان العديد من أبنائهم من كوادر الحزب الشيوعي والحركة الديمقراطية وأنصار السلم...فأغمض عيني لأستفيق على ذكرى مجيدة لمدينة الشامية ومجدا لشهداء الحزب شهداء الوطن  .
 

حي السعد / ملبورن المحروسة
 


 

Counters