| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ذياب مهدي آل غلاّم
nadrthiab@yahoo.com.au

 

 

 

                                                                                 الأحد 15/5/ 2011

 

العراق برئ من هذا العراق النائم

ذياب مهدي آل غلآم

مسلم انا ؟ نعم لأني اؤمن ان خير الناس من نفع الناس ، لكني اخشى كلمة واحدة عن الاسلام في الدستور ، قد يأتي بعدها بن لا دين او زرقاوي او خضراوي ، ربما بدري او مهدوي ، شيرازي او فنطازي او فارسي او شروكي جاهل ، ربما ممن يثقف بالقطيع بأفيونه المريب فهم كثروا ؟ فيترجمها : خير الناس من ذبح الناس ، والكل نيام لا تدري اين الأسلام من الأسلام ! إيكفي ذاكرتي هذه الامعات التي تحكم بلاد العرب اوطاني بأسم الله وعلى سنته ! يكفيني اني اصبحت بنظر الحاكم وسواسا خناس ، يطلب مني طاعته ( في القرن الحادي والعشرين ) باسم الأسلام ، فهو ولي الامر ، والمسوؤل عن النهي وعن الامر ؟ فلقد تسلط جهالنا ، تحكمنا ! إمسلم انا ؟ نعم لأني اؤمن في اعماقي ان المسلم من سلم الناس من يده ولسانه ، الأسلام في الدستور ؟ كلا ، لأني لا أضمن ان لا يأتي الدستور بمن لا يسلم الناس من يده ولسانه ، وهذا ما حصل الآن بالمحاصصه والطائفية وغيرها ؟ يكفيني ثمان اعوام ، يكفيني ما في السودان وآيران والسعودية والبحرين ؟ يكفيني البشير واحد أنتبه الى ان دين الدولة في دستوره كان الأسلام ، فشرع يقطع ايدي المعوزين من السودانيين ، او يجلد من تلبس البنطال ، عملا بكتاب الله ، وبالسنة ! يكفيني خجلا ان تمنع المرأة بأسم الدين من قيادة سيارة ، وتمنع من السفر شكا وريبة في قدرتها على تفادي شباك الصيادين ، كل ذلك واكثر بأسم الأسلام دين الدولة الرسمي ، في حين صعدت في بلدان أخرى الى طبقات الجو العليا . يكفيني ما رأيت ، وقرأت ، وسمعت ، عن بيع صبايا لشيوخ يقفون على شفا القبر لأن الرجال بنظرهم ، قوامون على النساء كما فهموا الأسلام ، يكفيني بأسمك يا الله يمتلكون بالتجاوز والسرقه والنهب وبالفساد ، وأغتصاب ارض الشعب واموال الناس ويأكلون السحت الحرام وهم ممن يدعي رجالاتك او مرجعياتك ويقدسهم العوام ! يكفيني ما شاهدت من أموال أولياء الله المكدسة لدى المرجعيات لتوهب عطايا تشجيعا للمتحجبات ، وابوابهم ذهبية وعقارات ، فيما تتلاطم هياكل الجوعى العظيمة مع بعضها مصدره ابشع موسيقى في الكون ، لأن الله في نظرهم هؤلاء المستميتين من اجل دستور أسلامي ، يرزق من يشاء ويجوع من يشاء ، وها هو قد أشبعهم وجوّع الملايين غيرهم ولا أعتراض على حكمه وحكمتة ! يكفيني الحجاج وصدام والقذافي وصالح .... ومأساة الحسين والحلاج وحروبنا الوهمية ، وهؤلاء قادتنا الفتيه ، والطائفية ؟ يكفيني ما عشته في ايام طفولتي الأولى مع ( آكلة دجاج ) يكفي العالم ذبحا بأسم الأسلام يكفيكم توسيخ الأسلام ! يكفيكم تشويه السنة ، ياربي ما هذي المحنة ؟ مسلم أنا ؟ نعم لكني لست بحاجة لمن يذكرني بالله ، ولست بحاجة لمن يعرفني بالأسلام ، انا مولود في بغداد او البصرة او الموصل وفي شمال العراق كردستانه ، انا مولود في الفرات الاوسط وفي النجف ، بل وبفضل بن لا دين ربما ، أصبح الأسلام اشهر دين في تاريخ البشرية ، ملايين الاوربيين قرأوا القرآن سعيا لكشف السر وراء ان ينحر أنسان نفسه والأفا غيره ، كي يدخل جنات الرضوان ، أفيرضيكم هذا ؟؟ يكفيني تخلف مليار مسلم ، هم عالة تستهلك ولا تعطي شيئا ، يكفيني أني أصبحت كطاعون ، أنى حللت غادرني الناس ، يكفيني ان ابنتي تسألني بابا : هل دينك حقا ، كما تقول معلمتي : دين السلخ ودين الرجم ودين الهدم هل دينك دين التفجير وكاتم الصوت ، وأقول لها : يا أبنتي ، امتنا هذي عانت من ذبح بأسم الدين ومن سلخ بأسم الدين ، تخلفنا عن الركب ، ومضى التاريخ بدون خطانا ، لأن القوم بعد الف وأكثر من نصف الألف من السنين يتجادلون من قتل عثمان ، ومن ذبح الحسين ؟ افقرأت في كتب التاريخ وكتب العظايا والمتحجرات والفراعنة والسومريون والدنياصورات عن أمة كهذه ؟ افسمعت عن قبائل الأمازون او الأنديز حكايا مثل حكايا قوم ابيك ؟؟ حتى قتلى موبوتو نهضوا وصاحوا كلا ، كفانا ، اصغر زاوية في غابات التبت صاحت كلا ، كفانا ، وقادة امتنا يتجادلون بعد : ايهما انفع عند وقوع الكارثة حوقلة ام بسملة ام تعويذة ؟؟ مطلوب ان لا يبقى طفل يحلم منكسرا ، بكسرة خبز . مطلوب ان لا يبقى من يبحث في مزبلة عن رزق اليوم ، مطلوب ان ننتمي لجنس البشر العابر للمريخ ، مطلوب ان لا يتجاوزنا التاريخ ، مطلوب ان تطلق حرية الأنسان ، وحرية العراق اولا . ان تطلق اصوات الطير ، واصوات الموسيقى لتمجد عظمة هذا الكون هذا العراق . ليس الأسلام بشرطي يشتغل لدى الطائفيين ، كلما احتاجوه ارسلوه ليلقي القبض على منتقد ، او يخنق اغنية تصدح في مقهى ، او يطارد رأس امرأة مكشوف ، ليس الرجل المتحضر في القرن الحادي والعشرين بوحش يفترس نساء الناس ! اما المقموع ، الممنوع ، المتخلف ، فيعري خياله كل امرأة حتى لو لفها كل قماش الكون ، افهموها ، ليس ما يعلو رأس المرأة هو الجوهر ، بل ما يسكن في هذا الرأس ، ليس الأسلام بعريف امي يتلصلص على ما نشرب ونأكل ونحب ونكره ، لا تختصروا العراق الى شعائر وخرافات وبدع وعشائر او شيوخ ، فشيخ يشيخ على من ؟؟ سيد يسود على قطيع ! اما العراق فقد اسقط فلسفة القطيع مذ ابتكر القانون الأول ، وحطم خرافات الكهان والعرافين ، مذ ابتكر الحرف الأول ، وهو برئ من هذا التخلف الذي يعمي الابصار ، برئ من هذا العدو المضحك للتخلف ، العراق برئ من هذا العراق النائم  .

 

 

free web counter