| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ذياب مهدي آل غلاّم
nadrthiab@yahoo.com.au

 

 

 

الأربعاء 13/1/ 2010



الأنسان القابل للحياة يتنبأ بالمستقبل بكفاءة

ذياب مهدي آل غلآم 

أستهلال

"
أن اخضرار العلوم والدراسات الأنسانية والفلسفة بشير أخضرار وجودنا(مستقبلنا) على هذا الكوكب الذي نشأنا من ترابه واليه نعود"     معين شفيق رومية

أنها موضوعية القراءة التأريخية للمستقبل.. لندخل عالم المستقبل،والسؤال؟ كيف يمكننا التنبؤ او قراءة المستقبل؟ آنه سؤال ملحاح تطرقه حكومات الدول المتقدمة والمواكبة للتقدم وغيرها وتعتني به مؤسساتها في جامعات الى مراكز البحوث والأختصاصات الآخرى ولذلك أن اخطر تهديد للدول! عجزها عن قراءة المستقبل بصورة دقيقة وشاملة فالدول المتقدمة والسائرة في ركب الحضارة الحديثة وضعت نبؤات علمية بايقاعات بحثية لمستقبلها(السياسي،الاقتصادي، الأجتماعي) ان الرؤيا العلمية المعتمدة على "احصاءات والتحليلات العلمية الدقيقة استطاعت تفنيد كما أظن الاعتقادات الراسخة (الغيبية مثلا...والغيب لا يعني المستقبل بالضرورة) حول مستقبل العالم"...فلقد وضعت تصورات حول المشكلات الاجتماعية والأسرية التي يمكن ان تطرأ على مجتمعاتها كذلك حول الاقتصاديات ومصير الطاقة رغم أهمية هذا الجانب الا أن مسألة المستقبليات تمتد الى ما هو أعقد من مستقبل الاقتصاديات بكثير؟ كيف ستكون مصائر البشرية وحسمها او جزأ منها على أقل تقدير لعلاجها وتطوراتها؟ ان اي دولة تقدر نفسها وتاريخها وشعوبها هي تلك التي تعتني اكثر بقراءة المستقبل وفق منهج علمي دقيق بقراءة للتاريخ وتطوره مستقبليا...بعملية استنتاجية وأستقراء وتوقع وغالبا ما تكون نتائج قريبة من التصور او تكاد! هنا لامجال للخيال...برغم حدوث بعض المفاجأت التي تربك علمية المتخصصين،ولا أعتقد أنني ادعي ان الله غير موجودا؟ لكنه لا يتدخل لكسر قوانين العالم؟ لذلك يجب ان يكون موقف كل العالم نحو المستقبل بالفكرة العلمية العملية فلقد قال أنشتاين مقولته الشهيرة (الله لا يلعب النرد؟) معنا هذا ان الانسان القابل للحياة قابل للمستقبل...ولكي يكون قابلا لمستقبل الحياة يجب على المجتمع الانساني ان ينتقل على صعيد الحقيقة والقيمة في معيار الدولة والتمركز البشري والتمركز الارضي ،أنه مطلب مهم عن الحضور القابل لحياة الانسان وللمستقبل ضمن الديناميات الاوسع للكون ولنفرض ان الكون بذاته هو الحقيقة الثابته حتى عندما يتجلى في سلسلة مستمرة من التحولات وبنشأة كوكب الارض وماعليه من أشكال حية وذكاء بشري.... وجد الكون وبقدر ما نعرف في شكله البشري يستطيع الكون ان يتأمل ويحتفل بذاته عبر نموذج فريد من الوعي الذاتي الشعوري فالقراءة للمستقبل متمركزة ضمن المجالات الحياتية الكونية والبيولوجية للفكر تعتمد في اللاحق على السابق ، والسابقة تعتمد في تجلياتها على اللاحقة فلقد تطورت العوالم الثقافية العظيمة للأنسان الى جانب المؤسسات الاجتماعية القوية والضخمة التي بواسطتها غدا البشر مستقبليون معمرون وفي نفس الوقت ظالمين وحتى مدمرين للأشكال الحية الاخرى في تطورهم للمستقبل هكذا أظن! ان قابلية الارض للحياة في منظور المستقبلي له واقع لامحال نحو فجر جديد مشرق في كل الاحوال!فولع المجتمع الانساني الحالي المبالغ فيه بأسباب رفاهيته وراحته وكأنه يريد أستنفاذ كل موارد الارض كي يشبع رغاباته الخاصة هنا سوف نقرأ المستقبل بالرعب والخوف بعيدا عن المقولة (القناعة كنز لا يفنى) لذلك ينبغي على الدولة الراعية للأنسان ان تحفزه ليكتشف الابعاد الاوسع لوجوده الخاص! في سياق هذا المجتمع الحضاري او الطامح للحضارة... تحفزه لقراءة للعصر الذي هيمن وتولى فيه العلم والتقانه الحديثان للسيطرة لاعلى مواردنا الطبيعية فحسب بل على الشؤون الأنسانية ايضا فقابلية النوع الانساني للحياة وللمستقبل تتجلى بالخوف منه! ويكون موضع تساؤل الآن؟ فهل تلك عاقبة مباشرة؟ وهل نستطيع ان نسميها المغامرة الكبيرة التي أفرزت سيطرة واسعة لا على اقتصادياتنا فقط بل ايضا على تطورنا الثقافي بمجمله المستقبلي سواء في مجال الاقتصاد او السياسة او القانون او التعليم او الطب او القيم الخلقية وحتى لغتنا تم التلاعب بمعانيها لمصلحة القيم الحديثة ولنسميها الأستهلاكية! فهل سيكون المستقبل عدمي أستهلاكي ؟ نكوصا للتراجع وفق القيم الانسانية المزاحة والمتراكمة سابقا ؟أم نقرأ أنه تطور الانسان نحو المستقبل المبني على العلم والتجربة ويكون مستقبل أنساني للبناء المادي والروحي للدولة وللمجتمعات الأنسانية والحيوانية والنباتية حتى تعمر الارض بناسها... ولكي نصل الى مجتمع الارض- الأنسان القابل للحياة والخالق للمستقبل نحتاج الى منظومة قانونية جديدة تضع في مقدمة اولياتها بيان الشروط اللازمة من اجل العمل المتكامل لسيرورة الارض وصناعة مستقبلها مع الاشارة خصوصا الى التعزيز المتبادل لعلاقة الارض- الأنسان وقراءة التاريخ ضمن هذا السياق كل مكونات الارض يعد مجتمعا منفصلا لكنها مجتمعة بعضها مع بعض تشكل التعبير المتكامل عن المجتمع الأكبر لكوكب الارض القابل للحياة والمتنبئ بالمستقبل بكفاءة

ملاحظة :
النص مرسل الى نشرة مسار/جامعة السلطان قابوس/عمان...يعاد نشره في مواقع عراقية

 


 

free web counter