| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ذياب مهدي آل غلاّم
nadrthiab@yahoo.com.au

 

 

 

                                                                                 الأثنين 11/7/ 2011

 

نفحات من تداعيات الذكرى عن الراحل مكي زبيبة

ذياب مهدي آل غلآم

عرفته حين كنت طالبا ، ومن ثم زاملته في حدود المعرفة الاولى ، كان شاباً طموحاً يحمل في ثنايا روحه مشروع للنهضة وللريادة كما يعتقده ... مكي زبيبة : رجل خفيف الظل قوي الشكيمة ، بسيط الروؤيا ، شاعر وحساس ، وفنان يلامس الاحساس ، يمسرح الحياة وحياته عبارة عن مسرحية ممزوجة مابين الواقع والخيال ، متصوف لكنه فقير الحال ، تقدمي في نوازعه ، ثوري في دواخله ، لكنه صموت ، رجل تماها مع الصعلكه لكنه ينوئ بعيدا عن عروة بن الورد مثلا ؟ في النجف كان ظله لايثير غبار ؟ لكنه كان مثيرا للجدل مع الشبيبة يرديهم كبار حيث الفن وروحه الفنانه بالعطاء شعرا ومسرحا وحتى موسيقى انه متعدد المعطيات والمواهب نعم مكي زبيبة موهب منذ الصغر وربما هو من المطبوعين وفي النشئة الأولى مابين الكدح والتفوق وحاكمية الدولة من طغاتها حيث القيود اينما ولى وجهه لتحقيق شيء ذاتي العطاء جمعي الفكرة ، وهو الطفل الشاعر الفنان الحالم بحرية الطيور فكان عاشقها ، حين عرفته شاعر وفنان مسرحي وموسيقي السمع ومربي من الطراز الرائع ، لم اسمعه بحدود معرفتي به انه تجاوز بلفظة ما على احد مهما كان هذا الاحد خجول حتى بضحكته اراد ان يشكل فرقة للتمثيل وللموسيقى الشعريه وسعى مع كل نشاط يوفر له ما يريد ان يكونه فنيا فشكل فرقة بكل مدرسة درس بها ، وانتج في الغالب مسرحيات مدرسية لطلبة المتوسطة والاعدادية ، وساهمة بريادة في المسرح المدرسي التي تقيمه تربيات العراق ايام زمان ! مرة التقيته في قضاء الشامية ، في أوائل السبعينيات من القرن الماضي ، قال : ذياب لقد نقلوني الى ثانوية الشامية كمدرس فيها ، وتحف به مجموعة من طلابه وهم يحملون بيديهم نصوص شعريه لمسرحية من اعداده واخراجه واتذكر انها كانت عن (بائع البرتقال الفلسطيني) نعم كان قومي النزعة الغير منغلق على اتساعها لتكون اممية هو محسوب على التقدمية ، لكنه يسير بخطوات وحده ؟ لم يخرج من سرب الدولة ، رجل وسطي ، لكنه يغني مع الناس كل الناس ؟ الا الكراهية والعداوة فهو من يعاديها دائما ... عرفته حاد في مزاجه حين اتقاد الفكرة ، ووديع للأستماع ، محب وعاشق وانطوائي ! ومن ثم زاملته فنا وشعرا وسياسة احببته من اعماقي كاستاذ بالفن "رسم ومسرح وموسيقى واحيانا عنده الموهبة الاخراجية بسيط لحد الرقة والشفافية لكنه داكن في دواخله واسراره لا نعرف عن مكي زبيبة سوى الابداع والمحبة ولذلك حين التقينا صدفة وانا اتخذ الطرق الفرعية للاختفاء من مطاردة الامن البعفاشستي في (عكد خانية ) في دخله صغيرة تؤدي الى شارع الخورنق امام بيت من بيوت البو زيارة (عبدالله وعبدالحسين زياره ، بيتهم) فرحت وانسر هو : ذياب وينك مشتاق ، تلفت خلفي ومن ثم عانقته وبكينا قلت : استاذ مكي انا مطارد ، هؤلاء لم يجعلوني ولا يريدون ان اتنفس فنا او ادبا ولا حتى عطاء للاجيال تربويا المهم "أشلونك " يا يها القديس النجفي ، ضحك من اعماقه وكانه طفل يتمتع بحلوى العيد :ذياب لا اخلص من تصوراتك ، ضحكت وقلت : له اقسم يا مكي انك راهب دير (الحنانه) ارتفعت ضحكته مرة اخرى وقال : لايسمعك احد فالحنانه تحولت الى مسجد وهي من الاديرة المسيحيه القديمة في النجف وفيها مرت السبايا الكربلائيه والرؤوس اودعت بها قبل دخولها كوفان والحنانه تحوير لأسمها الصحيح (دير يوحنا) المهم مابين مكي والراهب امتزاج قدسي هو راهب مسلم ، يمشي بعشقه العراقي في درابين النجف التي تعج بالعشق والشعر والثورة هكذا كانت قبل غزو الخرافة والبدع الآن ، مكي لن انساك قلت له : ضحك من جديد ذياب انت ابو البلاوي فكني قال ؟ استاذ مكي سمعت ان كتاب جديد لك عن النجف صدر الان فكيف لي ولقد طوقني الحنين ، ابتسم ، من يخلصني من أبن غلآم ؟ وضع حقيبته السوداء ارضا وفتحها واخرج كتاب انيق كأنه مصباح اخضر بغلافه الجميل ليوان من الصحن الحيدر مصور ، هكذا ترأى لي ، وبمزحة قلت له أستاذ مكي هذا كتاب لو (علك أخضر) وربما من تشابيه عاشوراء في (موكب عزاء الدروغي ) حين يرتدي الاطفال ملابس خضراء ، وبصوت خفيض يا ملعون : انها صورة جميلة نعم هذا طفل من اطفالي لكنه مفعم بالحياة النجفية ( يوم من أيام النجف)

كتب الاهداء ( الأستاذ ذياب ... كثيرا ما نلتقي في ممرات هذه المدينة المثقلة بالضوء والصلوات بالعلم والشعراء والمتآلقة في فضاءات الروح وتقبل حبي وتقديري ..... المؤلف مكي زبيبة .... 6 شعبان 1410) وشكرني ، وأتخذ سبيله الى شارع الخورنق والى الى دربونه اخرى تخرجني لطريق فرعي جديد حتى نصل الى غايتنا في اللقاء  .
 




 

 

 

free web counter