| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

دانا جلال

Swedana2000@gmail.com

 

 

 

                                                                                     الجمعة 2/3/ 2012



هل تُحررنا حرَّم الأستاذ ؟

دانا جلال

هي مكياج سياسي في حضارة رأس المال المالي، تُخفي خلف ماركات ختم الذكورة حق انوثتها ورؤيتها للعالم ، فالمُستَّحضر الغربي بأدواته وطريقة عرضها جعل منها مادة للرغبة والاشتهاء، وانوثة تخفي نصفها الاجمل بسحر كلامها المٌلقن، لتَّبرز نصفها الاخر. نُصف، بمقاسات ذكورية في رؤيته و نمذَّجته للأشياء والعلاقات، النتيجة في حال تفوقها ضمن مؤسسة النظام "مرأة حديدية" كما تاتشر. فهل لحضارة الذكورة تَّعاقب فصول، ونهاية لفصل القمع؟. "المرأة الربيعية" وليست "الحديدية" بداية لربيع الشعوب، لان الاولى تُحرر الرجل والثانية تؤكد قمع المرأة.
*** *** ***
لم تنجو "المرأة" في قارات الفقر الثلاث من "المُحتَّل الذكوري" في نصفها الاخر. المُحتل معها مُتَّخلف كحد السيف، بعضهن يُقاومن، فتظهر امرأة من لهب، واخريات تُخضِعنَّ الانثوي لخلفاء كانت "زيجاتهم" بلا حدود، و"اغتصاباتهم" عابرة للقارات، و"مُحَّللاتهم" مُشرعنة بفتاوى ومخارج نص محفوظ، لا يمسه، ولا يفسره، الا الغارقون في التاريخ، والنتيجة "امرأة من السواك"، او "غرام حناء"، او "كحل"، لأسنان، ولحية، وعيون الاخوان. فالأخوات المسلمات في افضل احوالهن بعنوان "حرم الأستاذ ..." كما مع احداهن في "حزب النور" السلفي في انتخابات مصر وقبلها في العراق. "حرم الاستاذ"، و"حقيبة وزيرة المرأة العراقية" نماذج للمرأة التي اغتيلت نصفها الانثوي في ساحات الربيع برصاصات حناجر المُعَّممين.

نقاب الحرم ،وحقيبة الوزيرة لا تضم غير قائمة كتبها الاستاذ، والقائم، والقَّوام على امورها بملاحقة قائمة الممنوعات لملابس نسائية، ومُحَّلٍلات الاشباع الجنسي لرغبات رجالهن، لان امرأة نصفها رجل، تغتال الانوثة المحيطة بها كي تستقيم طريقة التعامل معها، فتجعل من الوطن غرفة نوم او مطبخ.
*** *** ***
هُنَّ نماذج لما افرزتها الزحزحة الغربية بعقال شيوخ الخليج لمجتمعاتنا الساكنة. قواعد اللعبة الجديدة تفرض ظهورهن على خشبة المسرح، بل ان دورهن على صعيد العدد ستتضاعف كمتحدثات باسم 72 فرقة ضالة، وما بعدها اكذوبة. عليهن اشاعة مُنقَّرِضات القرضاوي، و بعرور عرعور، وشذوذ هيئة الامر بالمعروف، فحناجر سلف السلف مازال سافلا في حديثه عن المرأة التي تناضل بشجاعة كي تتحرر من حنجرة رجل متخلف يحتاج الى حنجرة "مخلوقة" نصفها انثى ونصفها الاخر رجل.
*** *** ***
عباءة الحداثة لم تنجح بإخفاء جسد الناشطة "غادة كمال عبد الخالق" التي تم تعريتها في ميدان التحرير المصرية، لان "الجسد" وان كان يمثل عقدة، ومكبوت تاريخي للسلف، فانه ساحة حربهم المفضلة، يدخلونها براية الفضيلة الكاذبة، للتضيق على الحريات الفردية التي كانت حاضرة في هامشها في ظل اقسى الانظمة القمعية التي رُحٍلَّت منفية لنفايات تاريخها.
*** *** ***
سيفرض المورث قيمه، مُلاحِقاً للفرد وذاتيته، يلاحقونه حين دخوله دورة المياه، متحكمين بالقدم الذي يسبق، والكلمات التي يجب ان تقال. سينهض "مرقص فهمي" و"قاسم امين" و"الزهاوي" في جانب هزلي لتكرار الحدث، بنكهة الوجع حينما يعيدون انتاج الفكرة ووزن القصيدة ويعلنون لممثلات النساء في البرلمانات العربية، من الاخوات المسلمات، و "وزيرات نسائهم" ، و" وزيرات عقد نكاحهم الاسلامي" بعد ان يُعلَّنَّ برفع "عسكر الاخوان" للأحكام العرفية واشاعة الزواج العرفي.. بانهن "نساء من ورق".
*** *** ***
المُلحقة بالقوام ستقبل بواقع "الدرع الانثوي" لحماية رجال متكلسين، ومواجه الديمقراطيات واليساريات. حقيقة مُرَّة وصورة بشعة، هي المرأة التي نصفها من رجل. مهمة صعبة ونضال مشرف هو النضال لفرز الذكوري عن الانثوي في جسد بعضهن. هي مهمة اليوم.
*** *** ***
اعتذر كرجل:- اعتَّذر عدد من المحتلين والمستعمرين لشعوب المستعمرات التي تحررت، اعتذر بعض من ارتكب حروب ابادة جماعية، اعتذرت العنصرية في جنوب افريقيا.. للمرأة ولمن تصَّدرت الساحات والخنادق والخلايا.. بل وللنصف الانثوي من "نساء من الورق" اعتذر بصفة الرجولة للأنوثة، لان الاحتلال والقمع الاول كان هو احتلال الرجل لروح وجسد المرأة، وان حالة التمييز العنصرية الاولى في معمورتنا مارسه الرجل بحق المرأة... تقبلي اعتذاري

 

Counters