|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الثلاثاء  26/6/ 2012                                 دانا جلال                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لماذا استهداف قناديل غرب كوردستان (1-2)

دانا جلال

اختَّلِفُ مع عدد من الزملاء حول مفهوم وحدود "الشخصنة" مُنطلِقاً من ان الوضوح وتحديد الاشياء بمُسَّمياتها جزء من مهمة الكاتب في نضاله الفكري والسياسي،  فتعويم المُصطلح والتَّهربُ من تحديد "النماذج" و"الاسماء" هو كشفٌ لأنصاف الحقائق وتركٌ لبقية الانصافِ في معادلة ضرب الاخماس بالأسداس، فعلى سبيل المثال لا الحصر إن ادانة الخطاب الطائفي دون تهشيمه بمعاول النقد وتحديد اسماء الاحزاب والرموز الطائفية اشبه بعملية الكتابة في ارض محايدة، واستحضار لمفهوم التقية في ساحة الصراع الثقافي والسياسي .

 ان ندخل حقول الغام الموروث الديني، ونتملك جرأة نسف المقدس الديني عند البعض، متناولين "رموزهم" بإحصاء نكاح "نبيهم" و"طرق جِماعِه" تُمثل عملية نقد قابلة للتأويل، وحين تناول هوية سياسي او كاتب بالنقد العلمي وكشف اجندته ودوره التخريبي يلجأ البعض الى رفع  شعار "لا للشخصنة" في عملية اشبه باستحضار مشهد واقعة صفين حينما رفع جيش الردة المصاحف بوجه جيش خليفة الفقراء "علي بن ابي طالب".

حرية نقد الرموز التاريخية بما فيها الدينية او التي في السلطة ان لم تتوسع لتشمل رموز ثقافية وسياسية ان كان في خندق الثورة او الثورة المضادة هي ازدواجية وكيل بالمكيالين  يجب ان يتحرر منها الكاتب لأننا نعيش عصرا جديدا واختلافا في "مضمون وشكل" الثورة، فالثورة في عصر العولمة غير قواعد اللعبة وبالأخص في مجال دور القوى المضادة للثورة، لان الشائع في الفكر والتاريخ السياسي هو ان الثورة المضادة وقواها الاجتماعية تنظم عملها وتطلق رحلتها المضادة للتاريخ بعد انتصار الثورة.

ان تحليل المخفي وغير الظاهر في تاريخ الثورات وبالأخص المعاصرة منها يؤكد وبما لا يقبل الشك بان "الثورة المضادة" وقواها تمارس دورها التخريبي كخلايا نائمة في خضم العملية الثورية كما تجسد في الحركات الاحتجاجية العربية التي عُرٍفَّت بالربيع العربي.

بعيدا عن الشخصنة وقريبا من تشخيص عناصر الثورة المضادة، بخلاياها الفكرية، والسياسية، والعسكرية نطرح اسئلة وليس بإجابات عن اسئلة السيد "صلاح بدر الدين" حينما طرح اسئلة الاختلاف بين قوات الدفاع الشعبي الكوردستاني (ب ك ك) والبيشمركة الكوردية في جنوب كوردستان (كوردستان العراق) والجيش السوري الحر لينتهي بعد اسئلة فيسبوكية ناصحا وموجها للشباب الكوردي في غرب كوردستان (كوردستان سوريا) بضرورة الانضمام للجيش السوري الحر الذي يمثل في قاعدته الشرفاء السوريين ممن رفضوا ممارسة جرائم القتل بحق شعبهم مع قيادة وتوجه وارتباط  بحركة الاخوان المسلمين المرتبطة بأنقرة وعواصم الخليج، بل ومخترقه من قبل عصابات القاعدة والسلفيين.

لماذا، ولمصلحة من وضمن اية اجندة يلعب السيد صلاح بدر الدين دور "ضابط تجنيد" بغرض ارسال الشباب الكوردي ودفعهم للانضمام للجيش السوري الحر، جيش قادته ولدوا من حاضنة المؤسسة العسكرية البعثية ولجأوا الى "خطاب المذهب السياسي" ليواكبوا المد الإسلامي، فكانت كتائبهم بأسماء قادة اغلبهم قتلة، وبعضهم مارس جرائم القتل في المدن الكوردية في سوريا.

كتائب "خالد بن الوليد، كتيبة القاشوش، كتيبة أبي الفداء، كتيبة معاذ الركاض، كتيبة الله أكبر، كتيبة حمزة الخطيب، كتيبة الأبابيل، كتيبة آل الهرموش، سرية سومر إبراهيم، كتيبة معاوية بن أبي سفيان، كتيبة أبو عبيدة بن الجراح ، كتيبة العمري، كتيبة الشهيد أحمد خلف، كتيبة الرشيد " تنتظر قرار السوق الذي اطلقه السيد بدر الدين، فهل يكرر كورد سوريا دورهم في حرب الاستقلال والخروج من مولد الثورة بلا هوية ؟

ان حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يقف ضد مشروع اسلمة واردغنة الثورة السورية وبالأخص في المدن الكوردستانية يدفع ضريبة دعوته لعلمنة ودمقرطة الثورة وانشاء دولة ديمقراطية مدنية في سوريا تحقق الإدارة الذاتية للكورد وبقية المكونات القومية ولن يتحقق ذلك الا بتحرير الحركة الجماهيرية من حنجرة عرعور وغليون وسيدا..

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter