|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين  25/6/ 2012                                 دانا جلال                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

"اخوان مصر" فوز بطعم الخسارة

دانا جلال

مصر بلاد العجائب، لا في اثارها فحسب، بل وفي رئيسها ايضا، فالاخواني "محمد مرسي" والفائز قبل ساعات بالانتخابات الرئاسية المصرية " الجولة الثانية" هو رئيس لا يعرف صلاحياته، وحائر في التوجه الى مكان "اداء القسم" وحلف يمينه، هو الحائر بتجميع الايادي التي سترفع للتصويت على حكومته بعد ان تم حل البرلمان المصري " مجلس الشورى"، والاعلان الرسمي عن الانقلاب الدستوري المكمل.

النتيجة الاولية للجولة الثانية للانتخابات المصرية ظهرت قبل الاعلان عن النتائج، حيث اكد نصف الشعب المصري انه بالضد من  محمد مرسي " مرشح  الاسلام السياسي" و شفيق" مرشح العسكر والفلول" فنسبة المشاركة في الجولة الثانية هي  50.6%،

ان عدم مشاركة 49،4% من المصريين في انتخابات الجولة الثانية رغم التمويل الخليجي للإخوان وتمويل الفلول لشفيق مؤشر لاصطفافات سياسية واجتماعية ستظهر لاحقا وتكون حتما بالضد من  الاسلام السياسي ومؤسسة العسكر.

مما لا يقبل الشك ومن خلال حوارات الاخوان مع بعض القوى الليبرالية بل وحتى بعض اليسار المصري قبل الجولة الثانية للانتخابات اكد بان عدد من اصوات تلك القوى ذهبت لصالح مرشح الاخوان، ورغم ذلك فان مرشح الاخوان حقق هزيمة كبيرة مقارنة بنتائج القوى الدينية في انتخابات مجلس الشوري المصري.  حصل مرسي في انتخابات الرئاسة ورغم تحالف القوى الاسلامية بسلفييها ومتصوفيها واخوانها مع بعض اطراف القوى الليبرالية والديمقراطية على نسبة51.73% من الاصوات مقابل 48.27% لشفيق،. ان القوى الاسلامية التي حققت 70% من مجموع مقاعد مجلس الشورى المصري مقارنة بنتيجة انتخابات الجولة الثانية لتلك القوى على منصب الرئاسة  يؤكد بان القوى الاسلامية قد خسرت اكثر من 20% من اصوات ناخبيها.

ان نتائج الجولة الاولى لانتخابات الرئاسة المصرية (محمد مرسي 24.9%) و (أحمد شفيق 24.5% ) يؤكد بان طرفي التنافس لم يضيفا اصواتا كبيرة من قبل قواعد الاطراف السياسية الاخرى بل وحتى من  اصوات الاصوات الصامتة رغم ان الجولة الثانية من كل انتخابات رئاسية تشهد حالات اصطفاف جديدة ومن ثم زيادة في نسبة عدد المشاركين في الانتخابات.

ان قراءة اولية لنتائج الجولة الثانية للانتخابات المصرية تظهر بشكل جلي كيف ان القوى الديمقراطية واليسارية المصرية اضاعت فرصة تاريخية بفرض مشروعها الديمقراطي ومن ثم ابعاد مصر من احتمالات وخيارات حكم "الاخوان" او "الفلول" . ان ما حققه "حمدين صباحي" و"عمرو موسى" من نتائج في الجولة الاولى وهي (حمدين صباحي  21.1%  وعمرو موسى  11.3%)  اي( 32.4% ) لكليهما. نسبة كانت ستتضاعف في الجولة الثانية لو دخلت القوى الديمقراطية والليبرالية واليسارية المصرية في انتخابات الرئاسة  لان الخوف الجمعي من حكم الاخوان لا يقل عن الخوف من عودة الفلول والعسكر وهذا ما اكده الارقام بعد الاعلان عن النتائج النهائية للجولة الثانية للانتخابات المصرية.

ان الاحداث في مصر مقبلة على مفاجئات اكبر من مفاجأة ان يخسر مرشح الفول والعسكر بفارق 1،73% عن مرشح الاخوان والقوى الاسلامية التي خسرت 20% من اصواتها مقارنة بما حققتها قبل اشهر في انتخابات مجلس الشورى.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter