| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

دانا جلال

Swedana2000@gmail.com

 

 

 

 

الأثنين 22/1/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

رجال من نار ينتظرون نمور من ورق ( في الاردوغانية )

 

دانا جلال
Swedana2000@hotmail.com

ماذا لو كانت النخبة السياسية الحاكمة بأمر عساكرها في ثكنات أنقرة ترى أبعد من أرنبة أنفها وتمد النظر لتكتشف فلسفة الإنسان في وادي الرافدين وحلمه بالاكتمال الذي عبر عنه بمختلف الأشكال وأقربها إلى أرنبة انفهم ثور مجنح جسد حلم امتلاك ( القوة و الفلسفة والحرية ) من خلال رموزها الفنية ( جسد الثور- راس الإنسان الملتحي - جناح الطير )
لا نسألهم أن يكتشفوا بقية السر في أسد بابلي أكد الحلم الذي يسموا فوق الحلم النيتشوي وإنسانه الآتي في كتابه (هكذا تكلم زرادشت ) . لان حدود الثكنة العسكرية ترسم الخطاب السياسي والبرنامج الاقتصادي للنخبة السياسية لم لا فهي وريثة أشد الإمبراطوريات تخلفا في تأريخ البشرية .
وصفت بأنها مريضة ، عليلة ، تحمل القران وهي تجبي الضريبة ، تتمذهب أثناء نهبها المدينة .
ولاة ، جندرمة ، إشاعة تخلف و رفع المصاحف موروثا من قبل مهرجي السياسة الذين رفعوها قبالة جيش علي ( ع ) .
كانت مذهبية ، شوفينية ، لم لا ! فهي عثمانية بمنطقها وحدودها الجغرافية.
النخب السياسية في أنقرة فهموا مزج الأشياء بشكل مختلف فجمعوها كاريكاتورية ( شارب هتلري و قبعة صدامية وجرائم أتاتوركية فكانت الاردوغانية ) .
ليس عجيبا في تركيا ونخبها إنكار وجود امة تناهز الأربعين مليون نسمة وتمنع عشرين مليون في أرضها من ألف باء الحق الإنساني ، لأنها تملك القدرة على إنكار ابادة جماعية راح ضحيتها مليون ونصف مليون ارمني .
ليس عجيبا أن تزرع التخلف في المناطق الكوردية في بلادها لأنها كانت اكبر مصدرة للتخلف عبر التاريخ البشري وكنا وكانت الدول العربية سوقها المفضلة لبضاعتها الموروثة .
ليس عجيبا أن تمنع المياه عن سوريا المحتلة أرضها في الاسكندرونة والعراق المهدد في كركوكها ، فهي التي تريد تبادل برميل ماء دولي ببرميل من بترولنا .
ليس عجيبا صمتها على حرب ألابادة التي مارستها الفاشية المقبورة ضد شعبنا العراقي .
ليس عجيبا أن تعادي الشيعة فهي مرتبطة بحلف استراتيجي مع إسرائيل وإنها جزء من مؤامرة تخاف أكذوبة هلال شيعي يهدد حكومات مذهبية .
ليس غريبا أن تطالب بتغيير فقرات الدستور العراقي الدائم رغم عدم تمكن الاردوغان من تغير فقرة في دستور بلاده كي تتمكن مدام اردوغان المحجبة دخول البرلمان حتى بصفة مستمعة ، لان المحجبات ممنوعات ( بقانون اتاتوركي ) من دخول مؤسسات الدولة والمدارس والجامعات والمكاتب الحكومية.
ليس عجيبا أن تعلو صوتها وتزايد على العراقيين بحبها للتركمان فهي التي سكتت حينما مارست الفاشية المقبورة عمليات التغيير الديموغرافي عبر سياسات التعريب التي شملت الكورد والتركمان والكلدان والاشوريين والسريان في كركوك التآخي .
ليس عجيبا أن تمنع القوات المتعددة الجنسيات بالدخول إلى أراضيها في حرب إسقاط صدام ، فسقوط النظام كان سيكشف المعاهدات السرية ودورها بقمع شعبنا .
كنا على مقربة من كشف تفاصيلها لولا قطع البث أثناء محاكمة الدكتاتور.
تركيا بلاد العجائب !!!!!!!
تركيا بلاد العجائب ، ليس من منطلق العداء للترك ، فالتركي يجب أن يعتز بتُركيته ، لأنها امة رائعة ويكفيها إنها أنجبت شاعر الحب والحرية ( الشاعر ناظم حكمت ) .
فعجيبة تركيا تتمثل بنخبها التي لا تعتذر عن ماضيها العثماني ولا تخجل من موروثها الاتاتوركي ، فالاتاتوركية (1) مازالت انجيل السياسية التركية .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ( لماذا تحولت الاتاتوركية إلى انجيل مقدس وأصبحت لها قاعدة جماهيرية على خلاف العفلقية أو الصدامية في العراق ؟ ) وبشكل أدق لماذا لم تتأثر العلاقة بين الكورد والعرب رغم كل الممارسات القمعية لمختلف الأنظمة التي حكمت المركز ؟ بل كنا نجد إن العلاقة تتعمق مع كل قمع يتوجه للكورد ، فكانت الدماء العربية تمتزج بالكوردية في جبال كوردستان راية للإخوة والتحرر والديموقراطية .
لماذا لا نجد نفس المواقف من قبل الرأي العام والموقف الجماهيري التركي ناهيك عن الأحزاب التركية ؟
أسئلة بحاجة إلى إجابات ولكنها لن تكون بعيدة عن المؤثرات التي تحدد المواقف في تركيا العجيبة والمتمثلة بمشكلة الهوية والانتماء التي تعاني منها والناتجة من مورثها الثقافي والسياسي المتمثل بذاكرتها العثمانية وحاضرها الاتاتوركي .
فتركيا ليست ضحية وهمها الجغرافي المتمثل ببحثها عن الهوية الأوروبية من خلال عدة كيلومترات من أراضيها الواقعة في أوربا .
إنها ضحية موروثين لم تتمكنا من خلق قيم معرفية و سلوكية إنسانية بسبب نشأتها وتطورها من رحم المؤسسة المذهبية و العسكرية .
فالاتاتوركية حالها حال العثمانية فرضت نفسها بالقوة في عملية حرق مرحلة للأولى واستنساخا هزيلا للثانية ، وكانت النتيجة أحزاب إسلامية تربطها بالاتاتوركية مليون آصرة شوفينية ، فالإسلام السياسي التركي غير قادر لا على صعيد المورث و الفكر و السياسية أن تكرر التجربة العثمانية باحتلال المنطقة رغم محاولات إسلامييها الخجولة من خلال السوق الإسلامية المشتركة.
أما علمانيتها المشوهة وهي وليدة الآلة العسكرية الاتاتوركية فلم تنجح بخلق مؤسسات ومفاهيم ديموقراطية وإنسانية ومنها الاعتراف بالآخر وحقه الإنساني ضمن المقرر في المعاهدات والمواثيق الدولية .
ستبقى تركيا بلد العجائب مادامت تهرب من مورثها العثماني بعلمانية العسكر وتبني علمانيتها بفرمانها العثماني .
ولأنها عجيبة ومورثة فإنها بدأت تهدد العراق من خلال الإقليم الفيدرالي في كوردستان .
هل هي جادة في ذلك ؟
هل الظروف الداخلية والإقليمية والدولية مساعدة لارتكاب حماقة عسكرية ؟ كل المؤشرات تؤكد عدم إمكانية دخول عسكر أنقرة مغامرة أو مستنقع لأنها غير ممكنة من جميع الأوجه ، لأننا نَعرف ونُعرف السياسة فنا للمكن على حد تعبير لينن .
ولكن حينما يكون جارك محكوما بعقلية عثماتوركية ( عثمانية – اتاتوركية ) فعليك أن تُعرف السياسية بأنها ( فن توقع اللا ممكن ) .
إذن كل الاحتمالات واردة لان الجار محكوم بعقلية عثماتوركية .
ويبقى السؤال مطروحا على بغداد واربيل ( هل إن حكومة إقليم كوردستان والحكومة العراقية قادرتان على الوقوف بوجه الجندرمة التركية ؟ .
إذا ما كانت تركيا تستغل الظروف الصعبة لشعبنا العراقي و حربه ضد الشبكات الإرهابية المتعددة الجنسيات ، فان الحكومة العراقية كانت قادرة على اتخاذ مواقف أكثر وضوحا إزاء التهديدات التركية من خلال خياراتها الكثيرة و أضعفها قطع العلاقات الدبلوماسية .
أما حكومة إقليم كوردستان فان رهانها على استعداد شعبنا الكوردي بالتضحية و الموقف الايجابي للعامل الدولي كان صائبا وان كانت غير كافية لان العامل الدولي يعتبر متغيرا وانتهازيا في الوقت ذاته ، إضافة إلى إننا نعيش في منطقة جيوسياسية تعتبر الأكثر حركية على الصعيد العالمي .
ما لذي كان ويمكن أن تفعله الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان إزاء التهديدات التركية ضمن قائمة التهديدات الإقليمية التي تواجه المسيرة الديموقراطية المتعثرة في العراق ؟
إن الحكومتين لم تدركا أهمية عمقهما الاستراتجي لا للعراق الذي يعتبر بداية التحول الديموقراطي في المنطقة ولا للإقليم الفيدرالي الذي يعتبر داعما للأولى ومساندا لحصول شعبنا الكوردي في بقية الأجزاء على حقوقه القومية المشروعة .
إن الحكومتين لم تتعاملا بشكل واضح وصريح مع عمقهما الاستراتيجي البشري الذي يناهز الأربعين مليون مقاتل وحالم بديموقراطية تحل مشاكل المنطقة .
نعم إن حكومة إقليم كوردستان مازالت بحاجة إلى أن تدرك بان الكورد وفي كافة أجزاء كوردستان تعتبر الإقليم الفيدرالي مهاباد جديدة ولا تسمح أن تخنق ثانية لا بسياسات خاطئة أو مؤامرات دولية قذرة ، إن الأمة الكوردية ستقف موحدة خلف حكومة كوردستان والحكومة العراقية للدفاع عن العراق الديموقراطي الفيدرالي .
إننا على ثقة بأن رئيس جمهورية العراق الأستاذ جلال الطالباني ورئيس وزراء العراق الأستاذ نوري المالكي يدركون ان40 مليون كوردستاني سيدافعون عن أية بقعة ديموقراطية ، عن أية بقعة يشعر الكورد إنهم بشر لهم حقوقهم كبقية الأمم .
إننا على ثقة بأن البيشمركة الرئيس كاك مسعود على ثقة بأن 40 مليون كوردستاني سيدافعون عن الإقليم والعراق الديموقراطي الفيدرالي لان النضال من اجل الديموقراطية في المنطقة لا تعرف ألهويات والحدود.
ولكي يتخندق 40 مليون كوردستاني بشكل أفضل من اجل دمقرطة المنطقة فمن واجب الحكومتين ألشفافية والوضوح بالتعامل مع الأحزاب والمنظمات الموجودة في بقية أجزاء كوردستان بالذات التي تدعم العملية الديموقراطية في المنطقة ، لان هذا العمق يعتبر استراتيجيا وحيويا للعراق الديموقراطي الفيدرالي وخاصة في ظل عمق استراتيجي عربي ضعيف ومتعاطف مع النظام المقبور والذي أكده موقف الشارع العربي بعد إعدام الدكتاتور؟
هل كان التعامل شفافا وواضحا وصريحا مع القوى الديموقراطية والقومية لعمق استراتيجي سيحدد مسار الأحداث في المنطقة ؟
لو كانت كذلك لما تجرأ عسكر أنقرة والنظام العثماتوركي بإطلاق التهديدات الوقحة وتهديدهم باجتياح الأراضي العراقية .
ورغم ذلك نقول وفي ضوء التجارب التاريخية للصراع مع الحكومات القمعية ورفض شعوب كوردستان لحكم العسكر أكان بعثيا أو اتاتوركيا:- ( إن الحدود مفتوحة فهي حفرة من حفر جهنم لمن يتجاوزها ، وان كنا نريدها بابا من أبواب التبادل و الحوار الإنساني .
أغنية الجبل الكوردستاني ( رجال من النار ينتظرونكم فما انتم إلا نمور من ورق ) .


(1) (نحن نعيش في أكثر بلدان العالم ديموقراطية، أقصد تركيا. التركي هو السيد وصاحب الحق الوحيد في هذه البلاد، اما الذين لا ينتمون إلى العرق التركي النقي فلهم حق واحد وهو ان يكونوا خدما وعبيدا، دع الصديق والعدو يعرفان هذه الحقيقة ودع الجبال تعرفها أيضا). محمود أسعد بوزكورت  - أستاذ القانون ووزير العدل في عهد أتاتورك