|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الخميس  21/6/ 2012                                 دانا جلال                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

دولة القانون تستنسخ المالكي لمواجهة سحب الثقة

دانا جلال

قبل النشرة الجوية تٌقدم بعض الفضائيات العراقية "نشرتها الكهربائية" لتسلط الضوء على عدد ساعات تزويد المحافظات العراقية بالكهرباء الوطنية. الامر ليس بمستغرب مقارنة باستغفال احد الوزراء مع سبق الاستِغفال والترصد بتوقيعه على عقد مع شركة وهمية بمليارات الدولارات. وليس بمستغرب في ظل حكومة تسكت على الإرهابيين و القتلة، الفاسدين وناهبي اموال المساكين قبل احلامهم كي يراكموا الملف فوق الملف لاستخدامها في مساومات قانون صراع المتحاصصين وبقاء الافسد.

كل شيء عادي وتحت السيطرة، كما يقول الناطق الرسمي لعمليات بغداد بعد كل موجةٍ لعمليات ارهابية تخلف اشلاء وشظايا اجساد عراقية لا يمكن تجميعها لمعرفة هوية الضحايا. كل شيء عادي وتحت السيطرة بوجود "فيلق علوج السياسة والصحافة"، فبعض فرقهم مَّجدَ الدكتاتور ووصفه بقمر الديمقراطية الاوحد، واخرون جعلوا من الارهابي ثوريا وصوت الوطن مقابل مكرمات خفي منها الكثير، وظهر القليل، كما اُعلِنَ اليوم عن إيعاز السيد المالكي بمنح 61 صحفيا قطع اراضي سكنية لقاء تغطيتهم صولته في مدينة كركوك حينما اجتمع بوزراء حكومته.

جديد العراق وتصريح المقربين السياسيين وصل حد منافسة فتاوى الوهابيين ببركة البول وارضاع الكبير. جديد دولة القانون وولاية البطيخ العراقية هو تصريح القيادي في ائتلاف دولة القانون السيد عباس البياتي خلال برنامج (بين قوسين) الذي بثته قناة السومرية أمس الاثنين (18 حزيران 2012) حيث قال وبالنص "إن ائتلافه سيقوم باستنساخ رئيس الحكومة نوري المالكي في حال وفاته كي يلاحقهم". ( ويقصد السيد البياتي بملاحقة من يعمل على استجوابه في البرلمان العراقي وسحب الثقة عنه)
السيد مقتدى الصدر وفي اول رد فعل له صرح "فليستنسخوه إن كانوا قادرين". المرجعية الدينية لم تبدي رايها لحد اللحظة لان قرار استنساخ المالكي بحاجة الى فتوى دينية واجتماع المراجع العظام .
اكتشاف دولة القانون لفكرة "استنساخ الحاكم" كي يحكم فينا ليوم الدين انقذ المالكي من مهمة تأهيل الابن وتوريثه كما حاول الدكتاتور صدام حسبن ومبارك ونجح الاسد.

لم يفصح السيد ألبياتي عن آلية نسخ السيد المالكي، وهل يشمل مكرمته باستنساخ وزراء ونواب ومقربي المالكي، ام ان السيد المالكي سيقوم باستنساخ مقربيه، لان العراق لم ولن يقدر على انجاب قائد بمواصفاته وقدرته على اصطفاء المستنسخين. ولم يذكر لنا السيد "عباس البياتي" ان كان السيد المالكي سيضطر الى استنساخ معارضيه من قادة الكتل والاحزاب العراقية المعارضة لان رئاسته للوزراء نتاج لتوافقات تلك الكتل. بالتأكيد سيخرج علينا احد فلاسفة دولة القانون بعد مزجه لهندسة "مندل" الوراثية بمشروع "الوراثة الاستنساخية" بحلول ينقذ اهل العراق من حيرتهم بعد ان وضعنا السيد الحائري في حيرة، وسيخرج احد فقهاء دولة القانون ليؤكد لنا ان الحاكم هو الناسخ والشعب هو المنسوخ.

ولأنها ديمقراطية "دولة القانون" و"ولاية البطيخ العراقية" فمقابل طرح مشروع سحب الثقة عن رئيس الوزراء يطرحون فكرة استنساخ الحاكم وحكمه ليوم الدين، فهل يطرح البرلمان العراقي قانونا يمنع فيه استنساخ رئيس الوزراء، ام ان الاطراف التي طالبت باستجواب السيد المالكي في البرلمان العراقي سيتراجعون عن مشروع سحب الثقة مقابل ايقاف العمل بمشروع استنساخ المالكي؟.

نواب ومقربون تركوا بضاعة اجترار الماضي ليجتروا المستقبل بحديث دكتاتور يستنسخونه، هي حداثة ولاية البطيخ العراقيةـ فهل نشهد حكومات مالكية مستنسخة على الطريقة الاميركية بإنتاجها لسلسلة افلام رامبو؟

http://www.shatnews.com/index.php?show=news&action=article&id=2041


 

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter