| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

دانا جلال

Swedana2000@gmail.com

 

 

 

                                                                                     الجمعة 16/12/ 2011



وجه السَّلفي كمؤخرته

دانا جلال

شبّه الداعية السلفي الشيخ أبو اسحاق الحويني وجه المرأة بفرجها.

تاريخ السَّلفية ومصادرها الفكرية والتاريخية يؤكد وبما لا يقبل الشك بان وجه السَّلفي مؤخرته. فتوابل حديثهم، المُسنَّدِ، والمَّرفوع، واشكُ بما يدرجونه في خانة المشكوك هو "سيفٌ مُشَّرَع ". اما فاكهة سِيرَّتِهم ومن سار كالثَّور خَلف السَّلف او اعتدل، هي "امرأه من جسد ". فالفرق بين المُعتَّدلين "الاخوان المسلمين" مع المتشددين "السَّلفيين"، تشابه في الجوهر واختلاف في تحديد الوسائل وقراءة المرحلة. لقد صدق الشيخ الدكتور حازم شومان "داعية سَّلفي" حينما جمعهم بتصريحه (أنه لا يجد فرقا بين الإخوان المسلمين والسلفيين، وإنما المسألة تشبه المهاجرين والأنصار فهي أسماء فقط).

الاسلام السياسي هو امتداد فكري لإرث مجتمعات البداوة وتغنيها بالسيف كأداة نَّهبٍ ووسيلة تَّراكم . فالسيف بالنسبة لهم، "تاريخ"، و"حوار"، و"قصيدة"، فلا غرابة ان لم يقرئوا الشاعر بول ايلوار الذي تغنى بحقول قمح الفلاحين، ولم يتمتعوا بقصائد مايكوفسكي عن مطارق الكادحين.

 السيف "وآية باسمه" في القرآن يُنافس الله وأسمائه الحسنى، امتلك من الاسماء ستة وستون، وتجلى لغته ومنتصراً في "النص القرآني" بعد نسخ  ( 83 / البقرة ) (1) بناسخه (آية السيف) (2) . الناسخ والمنسوخ هنا لم يكن كما يفسره الكثيرين بانه تحول من مرحلة "الاسلام الحواري" الى "الاسلام العدائي"، انه وببساطه الانتقال من مرحلة "السيف في غمده" الى مرحلة "اشهاره كمنظومة فكرية ومحركة للتاريخ الاسلامي"، وكان فتح مكة 8 هــ بداية الرحلة وسقوطه صدِئاً بيد ال عثمان عام 1342هـ ونهاية تبحث عن مخارج للغتها وسلطتها.

هزيمة السيف وفكره وضع الاسلام ومن خلال خطابه السياسي في مأزق التعامل مع الاخر، والاخر بالنسبة لهم هو دار حرب ( كل دار كانـت الغلبة فيها لأحكام الكفر دون أحكام الإسلام فهي دار الكفر)(3). حكومات الاسلام السياسي ( تركيا، ايران) لجاءتا الى معارك دونكيشوتيه بسيوف خشبية مع الخارج، والى قمع الديمقراطية وحقوق الشعوب والديانات الاخرى ضمن حدودها القومية. في حين لجات المنظمات الارهابية وحضانتها السلفية الى العمليات الارهابية ، والارهاب الفكري وكاتم الصوت مع المُختَّلِف معهم في الداخل.

هزيمة السيف لم تكن هزيمة لعمليات اغتصاب المدن وتوسع الولايات الاسلامية فقط، بل وكانت هزيمة لعمليات الاغتصاب الجنسي الخارجية بعد نهاية عصر اغتصابهن بعناوين الجواري والسراري وملك اليمين من جهة وتحديد المثنى والثلاث والرباع من الزيجات بقوانين مدنية من جهة اخرى مما جعل الهزيمة مضاعفة، فلجا السلفي وفكره للانتقام من المرأة وجعل جسدها ساحة جهاد بفتاوى الهلوسة الجنسية التي لتصل حد تحريم شراء المرأة للخيار ومشتقاتها بحجة تحريك رغباتها الجنسية دون الحديث عن شذوذهم الجنسي الذي صور لهم الخيار والجزر بأشياء اخرى.

 السلفي لا يرى في العالم الا قضية جنسية، فكل شيء يذكره بفرج المرآة الذي ذكر في القران ثماني مرات وان كان العرب استخدموها للجنسين.

الانتخابات المصرية اكدت حقيقة السلفيين، نظرتهم للأخر، موقفهم من الديمقراطية، تعاملهم مع المرآة. فقد صرح نائب رئيس حزب النور في محافظة الدقهلية محمد عبد الهادى: "إن الله أخبر عن نتائج انتخابات مصر في القرآن الكريم"،... ونفوز في الانتخابات لأن الآية تنتهي بقوله تعالى "ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين. اما ممدوح جابر أحد مشايخ السلفية في القاهرة فقد وصف  إن الانتخابات معركة بين الحق والباطل، ووصف السلفيين بأنهم أهل الحق والليبراليين والعلمانيين بأنهم أهل الباطل، ولم يقف عند هذا الحد، بل ذهب إلى وصفهم بأنهم "قوم شعيب"، في حين رمى شيخ سلفي آخر في مسجد أحمد بن حنبل في مدينة السويس الليبراليين والعلمانيين بأنهم "جماعات خارجة عن الدين وكافرة"، وحرم التصويت لهم في الانتخابات.

الخطاب السلفي في بداية الثورة كان سلطوياً من خلال بيانهم "البراهين الواضحات في حكم التظاهرات "، حيث ورد فيه " التظاهرات والثورات ذريعة لتدخل الكفار في بلدان المسلمين، ومطالبتهم لأنظمة الحكم الإسلامي بالنزول على مطالب المتظاهرين التي قد يكون بعضها مخالفا للشرع"...."لأن مفاسد التظاهرات أكثر من منافعها، لذلك فهي محرمة تحريما قطعيا".

 اما الشيخ محمود عامر القيادي البارز في التيار وصاحب فتوى إهدار دم الدكتور محمد البرادعي بحجة خروجه على الرئيس السابق حسني مبارك، جدد فتواه بحرمة التصويت لليبرالي والعلماني والقبطي والمسلم الذي لا يصلي، وقال "التصويت لهؤلاء حرام شرعاً، ومن يفعل ذلك فقد ارتكب إثما كبيرا، وتجب عليه الكفارة". اما المهندس عبد المنعم الشحات و المتحدث باسم الدعوة السلفية في انتخابات الإسكندرية صرح بان "الديمقراطية كفر"، "التماثيل حرام، لأنها تشبه الأصنام"، "الليبرالية كفر وتعني عدم لبس الحجاب"، و"روايات نجيب محفوظ تدعو للرذيلة والإلحاد".

ويبقى السؤال الذي لم يطرح عن سبب اختيار السلفيين للنور اسما لحزبهم. ان الآية "31" في سورة النور(4) هو سبب الاختيار، والسورة تبرز «الخلل في المساواة بين الجنسين لما هو ليس في مصلحة النساء» حزب النور اسم لحزب تطابق موقفه من المرأة مع جوهر النص الديني.

بعد فتوى ارضاع الكبير والتبرك بالبول النبوي وتحريم الخيار على النساء وتكفير الديمقراطية وهدر دم المعارضين، نقول للسلفيين ومنهم الشيخ أبو اسحاق الحويني الذي شبه وجه المرأة بفرجها ان" فتاوى السلفيين ووجوههم كمؤخرتهم"، وانهم الامتداد الشرعي لمؤخرة السلف "عمر بن عاص" رضي الله عنه كما يدعون، فباي مؤخرة اخرى تهتدون.

(1) (وقولوا للناس... حسنا الآية) * [ 83 / البقرة ]
(2) (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم...) مدنية / التوبة / 9
(3) أبي يعلى الحنبلي
(4) ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (النور/31).
(5) ( إن معاوية أقسم على عمرو لما أشار عليه بالبراز إلى أن يبرز إلى علي فلم يجد عمرو من ذلك بدا فبرز، فلما التقيا عرفه علي وشال السيف ليضربه به فكشف عمرو عن عورته وقال: مكره أخوك لأبطل)(5).المسعودي في مروج الذهب 2 ص 25
 

 

Counters