| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

دانا جلال

Swedana2000@gmail.com

 

 

 

                                                                                     السبت 16 /4/ 2011



في جمعة المسلمين وأحد المسيحيين وأسبوع العلمانيين نكتشف الحقيقة

دانا جلال

حينما عرضت فضائيات قبائل النفط لمشايخ الخليج مشهداً للقرضاوي بلحيته المذهبية والموعودة بملامسة لحية عثمان بن عفان و زوج ابنته الحميراء وهو يسابق شابا للتحدث في ميدان حرر اُم الدنيا ، أدرك الشباب إنها محاولة لديناصورات الجيل الثاني لخاتمة الميثولوجيات باغتيال حداثوية الثورة ومن ثم جعلها مُعممة ، لتقود لاحقا قطيع لا ينظر إلى الآخر إلا كفراً ونفاقاً ، و سرقتهم غنيمة من غنائم جهادهم ، وسِواكهم مكتشف نبوتهم و بوله حيثما يسري بَركةً للأمة . امة أرادوها بُركة تاريخية لا تُسمَّعُ فيها غير النقيق في الجماعة ، وشخير رئاسي وملكي، لم يتوقف في ليل عربي إلا بعد أن صرخ الشباب بوجه القتلة (ارحلوا). استيقظ أصحاب الكهف في السلطة وقالوا إنهم الغوغاء والعملاء للأجنبي ، إنهم يتعاطون الترياق والحشيش الدولي، هكذا تحدث الحُكام السفلة، لأنهم نتاج ثقافة ألأفيون المحمول بالنص المقدس وتراثه الدموي ، حكام جهلة ونعامات تخفي رأسها في رمال إيديولوجية الوهم، أو في فم امرأة ، كما فعل بشار بن أسد بوضع رأسه في فم بنت شعبان ’’ بثينة’’ ، لتتحدث باسمه وتتهم أطفال الربيع الدمشقي بأنهم قتلة. مابين المتحدث الرسمي للسلطة المنهارة وثورة مضادة هناك ’’خلايا نائمة ’’ تعمل على نمذَّجة المنطقة على طريقة الإسلام الاردوغاني، لأنه فضاء رأسمالي بخطاب ديني لممارسة إرهاب الدولة وقمعها من جهة ، و احتواءها لشظايا الإرهاب الفردي الذي يصعب التحكم به من قبل حكومات القمع ومراكزها من جهة أخرى .

الصراع الخفي ، المحلي وإلاقليمي بين قوى الإسلام السياسي بغرض استثمار ثورة الشباب وتوجيهها وفقا لمصالحهم ظهر للعلن بعد ثورة الشعب البحريني والمواقف المختلفة حولها من قبل الحكومات الإسلامية وإخطبوط أحزابها في المنطقة، صراع متفق عليه من قبل تلك الأطراف بإبقاء المساجد البؤرة الوحيدة للثورة رغم الاختلاف التاريخي لأدوارهم فيها، مابين الدعوة لانسنة النصوص كما فعل خليفة الفقراء الإمام علي وبين أن يجعلوا من المساجد مراكز للقيادة والنهب المقونن وفرمانات القتل المشرعن وفتاوى التفكير المبرمج. التجمع في الجمعة والانطلاق من المساجد تحولت إلى ظاهرة وطقس من طقوس ثورة الشباب ، هي ظاهرة تحمل السلبي والايجابي في محتواها، لان المساجد لم تكن دوما بؤرة للتخلف وفكر التكفير، ففي مساجد كوردستان وأثناء الثورة تجمع الأنصار بمن فيهم الشيوعيون ، في مساجد كوردستان انطلق شيخ الشهداء معشوق الخزنوي. في المساجد نشهد صلاة مباركة لأنها تبدأ بوضوء التجمع وتنتهي بختم الثورة لتبرز في مسيرتها عمائم هي جزء من الراية لأنها مع الثورة .

السؤال الذي ننتظره من شباب الثورة وبالأخص في غرب كوردستان وجنوبها هو (هل يعلنون يوم الأحد مع الجمعة يوما للثورة وبقية الأيام التي لا تقل قدسية ، هل ينطلقون من الكنيسة والساحة والمدرسة كما الجامع كي تكون ثورة إنسانية بمعنى الكلمة؟) .لينطلق شباب غرب وجنوب كوردستان من الكنائس كما هو الحال مع الجوامع وان لم تكن هناك كنيسة فلنعتذر من عار الوثيقة العمرية للخليفة الثاني الذي هدم الكنائس ونبني معهم كنيسة لننطلق منها سوية بشرا يجمعنا الحلم المشترك بغد أفضل . لنجتمع حول بركة دم الشهيد الخزنوي والمحمدون الثلاثة في قامشلو ، لنجتمع في مكان ضم سر ثوري وقصيدة عاشق من اجل الوطن فالثورة أوسع من حدود المساجد وخطاب العمائم .
 


 

Counters