| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

دانا جلال

Swedana2000@gmail.com

 

 

 

 

الثلاثاء 15/5/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

الشيوعي أو آصرة الكيمياء الاجتماعي


دانا جلال
Swedana2000@gmail.com


لضمان بقاء الدول المتخلفة أطرافاً مُشوَهةً ومَشلولة في سلسلة النظام الرأسمالي لجأت مراكزها إلى صناعة الجوع ونشر الدكتاتوريات وأنظمتها القمعية وتوسيعها أفقياً وعمودياً كي تكون قادرة على مواجهة الثورات الاجتماعية وحركات التحرر الوطنية من جهة وتعزيز مواقعها في حربها الباردة مع ما عُرِفَ بالنظام الاشتراكي من جهة اخرى .
انتهى الفصل الأول ، واُسدِلَ ستار الـتأريخ من على مسرح الرأسمالية في صراعها مع شبيه الاشتراكية بعد انهيار الأخيرة وتحولها إلى حقل تجارب بغرض هيكلتها في سلسة النظام الرأسمالي لتتخذ مواقع الحلقات الوسطى مابين المراكز المتطورة وأطرافها المتخلفة المتمثلة بالبلدان المتخلفة .
لم تواجه الأنظمة الرأسمالية مشاكل كبيرة في هيكلة الاتحاد السوفيتي وأوربا الشرقية بضمها للمشروع الرأسمالي على العكس من المأزق التي تعاني منها في البلدان المتخلفة وبالأخص النموذج العراقي الذي يدفع فيها أطراف الصراع ضريبة ألسياسات الانتهازية والبراغماتية فترة الحرب الباردة لمعسكرين تبادلا فيها ادوار دعم أنظمة القمع في بغداد .

******* *** *******
مأزق العولمة ( العراق نموذجا ):- بعد زوال مبررات وجود الأنظمة القمعية في بعض مناطق العالم وبغرض تأهيلها من خلال إزالة أو تخفيف حدودها القومية التي تحولت إلى ما يشبه أسوار الإقطاعيات في رفضها للمتغيرات السياسية والاقتصادية على الصعيد العالمي ، بدأت الآلة العسكرية للقطب الأوحد الذي يتحكم بالعالم تتجه صوب طريق الحرير يراودها الأمل بتحويلها إلى طريق صوب العولمة ( الأمركة ) من خلال توفير شروط و ميكانيزم عملها بانسجامها مع المشروع الأميركي .
الحرب الأميركية في العراق ورغم إسقاطها لنظام فاشي متخلف فشل في إدخال العراق ضمن أُطر النظام العالمي الجديد لتضعها أمام خيارات كارثية لا يمكن التنبوء بملامح تطورها اللاحق وخاصة بعد فتح الحدود الدولية للشبكات الإرهابية المتعددة الجنسيات وبروز الإسلام السياسي والأحزاب القومية كقوة مؤثرة في الشارع العراقي ومن ثم تحكُمها بالسلطة التي جَمعت قوى متناحرة تعمل على إعادة تشكيل العراق وفق رؤاها الأيديولوجية ومواقعها الاجتماعية وامتداداتها الإقليمية والدولية .
المأساة العراقية والكارثة المقبلة يفسرها البعض دون التعمق في جوهر العلاقات والتاريخ السياسي لعملية الصراع على صعيده العالمي بأنها نتاج الأخطاء الأميركية أو فشل الحكومات العراقية المتعاقبة إضافة للدور القذر للقوى الفاشية التي فقدت السلطة وتحالفها مع الإسلام السياسي وبالذات عصابات القاعدة .
قد تكون تلك الأسباب مجتمعة عوامل مُضاعِفة للوضع السياسي الراهن وخيارات المستقبل ولكن السبب الرئيسي للمشكلة في العراق هي الآثار الناتجة عن الحرب الباردة التي رسمت المشهد السياسي والاقتصادي بطريقة لا يمكنها أن تتقبل متغيرات الإستراتيجية الأميركية الجديدة ناهيك عن إمكانية بناء النظام الديمقراطي في المدى القريب والمتوسط . ففشل المشروع الأميركي في العراق يعود إلى عدم وجود الآليات الاقتصادية والسياسية التي تنفذ المخطط الأميركي وأهمها :-
1- ضعف دور الطبقة الوسطى على الصعيدين الاقتصادي والسياسي .
2- ضعف التيار الليبرالي في الحياة السياسية العراقية .
في ظل عدم إمكانية خلق طبقة متوسطة وتيار ليبرالي في المدى المنظور فان المشروع الأميركي يبقى متعثرا ولا نجازف القول حينما نقول إنه يفتقد إلى العقلانية في استمرارها.
وفي الطرف الآخر فأن أحزاب الإسلام السياسي والأحزاب القومية و بحكم طبيعتها الطبقية والفكرية أكدت طيلة السنوات الماضية فشلها ببناء العراق الديمقراطي الفيدرالي.
هل من حل للمأزق السياسي في العراق ؟
هل من حلول لإنهاء كافة أشكال القمع الطبقي والقومي والديني في عراق يختزل تعدد اثني وديني ومذهبي يندر وجوده في أي بلد آخر؟.
الأنظمة القمعية السابقة قامت بإقحام الطيف العراقي في فضاء عَرفناه وعَّرَفناه بالوطن وان كان اقرب إلى المعتقل.
إن مساحة العتمة ونهر الدم الذي يتشكل بين النهرين في طريقه نحو بوابات المدن ولا حل جذري إلا بمن يملك القدرة على مزج هذا التعدد الجميل في لوحة تتعدد فيها الألوان في توازن هارموني أو من يقوم بمجاورة الألوان في قزح يتشكل في فضاءه الإنساني .
من غير الشيوعيون والديمقراطيون في العراق لهم القدرة على مزج اللون لوحةً أو مجاورتها قزحاً .
الم نجد في خلاياهم مزج الطبقات وتجاور الهويات .