|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الجمعة  13/7/ 2012                                 دانا جلال                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

(طز) بالأكراد

دانا جلال

لم يتحامق "صدام حسين" رغم كل جرائمه بحق الشعوب العراقية بعنف لفظي وشوفيني، لم يخاطب الكورد امام الفضائيات ويقول لهم " طز بالأكراد" على خلاف احد قادة المجلس الوطني السوري "د. موفق مصطفى السباعي" الذي قالها في مؤتمر المعارضة السورية والتي احتضنتها قبل ايام القاهرة ." طز بالأكراد" هكذا تكلم السباعي.

لم يصرح  خال الحزب الاُمي "خير الله طلفاح" بان "الاكراد ليسوا شعباً ولا وجود لمنطقة كردية"، قالها "الشيخ نواف البشير" وهو احد قادة المجلس الوطني السوري. لم يصرح علج البعث الشوفيني "محمد سعيد الصحاف"  بان "الاكراد حالهم حال المهاجرين المغاربة الى فرنسا" كما صرح احد علماني المعارضة السورية ورئيسها السابق السيد د. برهان غليون.  كان لكيماوي البعث العراقي "علي حسن المجيد "إلمام بالتاريخ محتفظا بذاكرته ليومه الاخير فاعترف بالحقيقة الكوردية ولم يتهم40 مليون كوردي بفقدانهم لذاكرتهم القومية كما اكتشف القانوني وشيخ الحقوقيين السوريين المعارض السيد هيثم المالح حينما صرح " أن الكرد هم عرب نسوا انتمائهم القومي عبر متاهات التاريخ.

في سوريا حيث "الشعب الملحمي والمعارضة التائهة" جعل من عدد كبير من السوريين وغيرهم يلجؤون الى مقارنة ومقاربة معارضة الخارج " المجلس الوطني السوري" مع النظام القمعي في دمشق، هي مشروعة وخاصة على الصعيد الكوردي بعد انسحابهم من مؤتمر القاهرة  للمعارضة السورية على خلفية اهانتهم و عدم استعداد المعارضة السورية بوضع فقرة متعلقة بحقوق الشعب الكوردي في وثيقة العهد لسوريا ما بعد الاسد رغم ان دستور البعث المعدل اشار للوجود الكوردي في سوريا وحقوقهم.

مقارنة خطاب ابرز قادة المعارضة السورية ونظام البعث تجاه الحقوق القومية للكورد والتي هي لصالح الثانية جعل من الحراك الكوردي في غرب كوردستان يعيد ترتيب اولوياته مُركِزاً على ضرورة ترتيب البيت الكوردي قبل اي حوار مع اطراف المعارضة السورية التي اكدت في مؤتمر القاهرة انها لم ترتقي الى تمثيل الشعب الملحمي في سوريا.

السؤال الكوردي في غرب كوردستان بعد حفلة  العشاء الاخيرة للشوفينية المتحكمة ببعض اطراف المعارضة السورية هو" هل ان المعارضة التي لا تؤمن بوجود وحقوق القومية الثانية في سوريا هي معارضة ديمقراطية تناضل من اجل دمقرطة النظام والمؤسسات بعد اسقاط النظام البعثي في دمشق"؟. وهل يمكننا محاورتها واقناع فرسان تلك المعارضة بوجود شعب  كوردي لم يدخل متاهات التاريخ عربيا لينتهي به المطاف  كوردا يستحقون كلمة "طز".

باستثناء الشاذ السياسي على الصعيد الكوردي اقتنع الكورد بان وحدة خطابهم قبل اي حوار مع اية جهة في سوريا هي الاولوية التي لا تتقدمها اولوية، فكانت العاصمة اربيل حاضرة، بحضانة ورعاية رئيس الاقليم السيد مسعود البارزاني، وجهود مهندس الحوار الكوردي – الكوردي د. فؤاد حسين  لتعلن اربيل لقامشلو انها لم ولن تتخلى عن قامشلو واخواتها فكانت الوثيقة التاريخية بتوحيد  جهود ابرز قوتين كورديتين في غرب كوردستان ( مجلس الشعب لغربي كوردستان والمجلس الوطني الكوردي).

بعد الاتفاق "الكوردي – الكوردي" سيلجأ اعداء الكورد والديمقراطية في سوريا الى تغيير اساليب عملهم لإفشال واجهاض وثيقة العهد الكوردية، وبغرض مواجهة تلك المحاولات فان على اطراف وثيقة اربيل ( مجلس الشعب لغربي كوردستان والمجلس الوطني الكوردي) واطراف وشخصيات كوردية لم تضمها تلك الوثيقة الاعلان عن  قامشلو عاصمة وبؤرة للنضال الديمقراطي السوري.

على العاصمة قامشلو ان تعمل على توحيد خطاب القوى الديمقراطية  الحقيقية في سوريا وان تفتح ابوابها حتى لمن قال " طز بالأكراد" بعد ان يعتذروا لشعبنا وخلاف ذلك فان خارطة جديدة لاصطفافات سياسية جديدة ستظهر في سوريا بعد ان يعلن الكورد في غرب كوردستان وبكل وضوح "طز بالأكراد" الذين يراهنون على المجلس الوطني السوري ومن يدعمهم خلف الحدود.

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter