| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

دانا جلال

Swedana2000@gmail.com

 

 

 

                                                                                     الأربعاء 10/8/ 2011



حوار لا ينقصه الصراحة مع السيد د. صلاح بدر الدين

دانا جلال

غادِرةٌ أو مغدورة،هي مصائر الثورات، وفُسحة تحررها من المعادلة هي "كاريزما هزيمتها" في خنادق وخلايا الشجعان لحين اكتشاف ذاتها ."الثورة " ليست بقصيدة شاعر، أو ذات تحاور الذات، هي اللغة والخطاب، ملحمة شعب بقاعدةً الضرورة. وللقاعدةِ شواذ، وأخطاء شائعة، لمن يشيعها سهوا أو بمقادير وحساب.  

تَجمع الشباب والثوار، في ساحات لم تعرف غير صنم وصنمية الحاكم وفكره، ليؤسسوا لملحمة، هي "الرفض والاحتجاج"، أكثر من كونها ثورة، لان "الساحة" لم تملك الآليات لاستلام السلطات. أنظمت الأحزاب وانتظمت، وكما العادة متأخرة، لم يتغيب المهرجين والمتكلسين سياسياً بخطابهم ألتأليهي للثورة بدلا من نقدها عند الضرورة، فهي مزايدة المزايدين لإخفاء خرابهم السياسي في تاريخ يحمل طعم الهزيمة ومرارتها .

"نقد الثورة ضرورة"، فالنقد نبضة تحققها، ومحاولة للخروج من مأزقها، وتحريرها من مخاطر غدها بمُصادرتها من قبل الثورة المضادة. والإسلام السياسي نقيض الثورة ، وبشاعتها حين زواجه العرفي مع مؤسسة عسكرية مؤمركة كما الإخوان والعسكر في مصر.

كي لا يَغتصب إخوان سوريا "سلطة الغد "، ولكي لا يَحكم "سيفاً مسلولاً " قالوا هو" لله"، ويظهر نسخة معدلة للجزار "خالد بن الوليد" منطلقاً من حنجرة العرعور،متناغماً مع الانطاليين والاسطنبوليين، علينا أن نمتلك شجاعة شباب الساحة في تناول الثورة بالنقد كما التخندق معها، فاغتصاب الثورة تبدأ بمصادرة خطابها ،هويتها، رموزها، وهذا ما يفعله بعض فرسان انطاليا  بإلغائهم  لخصوصية الاحتجاجات الشبابية الكوردية ضمن عامها الوطني، بل ومحاولتهم تعرية الحركة من خطابها ورموزها وألوانها القومية والتعامل معها، بدونية أدنى من "جمعيات مثيلي الجنس" في أوربا حيث يحملون رموزهم الخاصة حين التظاهر.

  لا يهمنا إن كان السيد "صلاح بدر الدين" متعاوناً وكما يشاع مع حكومة البعث فترة حكم الدكتاتور" صدام حسين" أو وصفه أثناء الحرب الشوفينية ضد الشعب الكوردي، قائد حركته التحررية " مصطفى البارزاني" بأبشع الأوصاف واتهامه بالخيانة والعمالة للامبريالية، وليس مهما إن تحول من يساره إلى مُنظر كاريكاتيري للبارزانيزم  أو تحوله إلى"النيشيرية" بعد وصفه لكلمة السيد نيشيرفان بارزاني في "مؤتمر روما" الذي خُصص للربيع العربي بأنها كانت "الأعمق والأكثر وضوحا" بين الكلمات والمداخلات التي لم يسمع بها هو ولا القراء.

الذي يهمنا هو احترامه لوعي القراء وبالأخص في منابر لها مكانتها، من خلال قراءها كما الحال مع كتابها ومحرريها. ما الذي دفع بالسيد بدر الدين وهو ابن قامشلو لكي يلجأ إلى "الطُغمة الإعلامية" المنبثقة من"طغمة راس المال المالي" ويقتبس من وكالة رويترز خبراً لا يصدقه حتى مجنون قندهار، لان مجانين قندهار يميزون ما بين حزب العمال الكوردستاني وهم يقاتلون بكل شجاعة تحالف أعداء الكورد والديمقراطية وإخوة الشعوب (أميركا، تركيا ،إيران، إسرائيل، سوريا، وأطراف من حكومتي بغداد واربيل) ، وشجعان الاتحاد الديمقراطي في كوردستان سوريا الذين رفعوا الرموز والإعلام الكوردية للتعبير عن خصوصية الحركة ضمن العام والوطني في سوريا.

  الذين رفعوا الأعلام والرموز القومية هم أبناء شعبنا الكوردي في سوريا ويتصدرهم شجعان الاتحاد الديمقراطي الذين اختاروا الأيام "عدا الجمعة" للتظاهر، كي لا يتداخل نضال الأحزاب بحركات الشباب، رغم إدراكهم بان احدَّهم عمق استراتيجي ونضالي للآخر ، ولكن وطنيتهم السورية وهويتهم القومية فرض عليهم بعد أن ظهر العلم التركي وصدى صوت السلفي عرعور وأجندة فرسان انطاليا في بعض المدن الكوردية بالتواجد في ساحات المدن وكانت الجمعة.

كتب السيد بدر الدين ضمن انطالياته  (وهناك معلومات أن الضغط العسكري الايراني الذي قد يطال – قنديل – يهدف الى التزام – ب ك ك – بشكل كامل بوعده حول الساحة السورية) قراءة مشهد مدينته من خلال رويترز  يمكن تبريره بعدم تواجده بين أهله ، ولكن الأمر مختلف مع المشهد العراقي الذي تعمد فشل القراءة لإشاعة بشاعة التبرير لجرائم الآيات الحاكمة في قم وطهران .لان العراقيين ،شيعتهم ،قبل سنتهم وكوردهم، يدركون أية حرب قذرة ترتكبها إيران ومنذ سنوات ضد كل أشكال الحياة ومقدمات الأحلام في العراق.

 إن كان الاحتلال الإيراني للأراضي العراقية من بوابة الإقليم بغرض الضغط على العمال الكوردستاني للتوافق مع نظام بشار الأسد فكيف يفسر لنا السيد بدر الدين قطع إيران لنهري الوند وسيروان عن مدن كوردستان وتجفيفه لاهوار الجنوب وتلويثه لمياهها ناهيك عن تدخلاتها الوقحة في ابسط مفاصل الحياة والقرار العراقي.

قد يتساءل البعض عن السبب الذي جعل من السيد بدر الدين يكتشف مفهوم (المكون الكوردي) بدلا من (القومية الكوردية) وعن إصراره  واتفاقه مع الإخوان ومن خلفهم في انطاليا على ضرورة تأجيل الحديث عن شكل الدولة والنظام السياسي والدستور وحقوق الكورد وبقية قوميات سوريا لحين إسقاط النظام ، وعن رفعه لراية الحرب ضد الأحزاب الكوردية وبالأخص "الاتحاد الديمقراطي "،وكراهيته ورفضه للرموز والألوان الكوردية ،وعدم انزعاجه من علم الوحدة بين "سوريا و مصر" الذي انشأ تحت ظلاله "الحزام العربي" شكلا من أشكال الأنفال البعثي، وقد يستفسر البعض عن سر تكرار طلبه من شبابنا الشجعان، أن لا يطرحوا حدود حقهم القومي ضمن سوريا الديمقراطية بعد إنهاء الفاشية .

السيد بدر الدين وببساطة لا يريد أن يكتشف الشباب الكوردي ومن خلال مطلبهم القومي حقيقة ديمقراطية الإخوان ومن جاورهم وطنيا و إقليميا . يهدف من خلال انطالياته إلى خلق حالة "الاشتباك اليومي" بين الأحزاب الكوردية وحركات الشباب، ضمن المرسوم من الأجندة لإبعاد الحركة السياسية الكوردية ( الأحزاب) عن المشهد السياسي ، لان الأحزاب الكوردية ومن خلال إصرارها على ضرورة طرح المعارضة السورية لمشروع حلها للقضية الكوردية ولعلاقة الدين بالدولة والخطوط العامة للدستور تساهم بدمقرطة الخطاب السياسي السوري أو تكشف عن أقنعة مغتصبي سلطة الغد من رفاق اليوم. المطلوب من المعارضة السورية أن تعلن عن هويتها  وبرنامجها الديمقراطي فهل يفتقدون شجاعة الطرح؟ .

 إن شعار إسقاط النظام ومهزلة "وبعدها لكل حدث حديث"  هو حديث من يخفي بعثا جديدا بعباءة الإسلام السياسي  وفي تجارب مصر العراق تأكيد.

إن محاولة فرسان انطاليا بتدمير الحركات الشبابية ذاتيا من خلال جعل الأحزاب الكوردية في خندق مُقابل لها ورفع شعار إسقاط الأحزاب يهدف الى تهيئة الأجواء لظهور الإسلام السياسي وثقافة الجحوش في كوردستان سوريا التي لم تشهدها على خلاف بقية أجزاء كوردستان  ثقافة التجحيش واسلمة الخطاب السياسي. وفي ظل هذه الظروف الشاذة والمضادة لروح الانطلاقة الشبابية هناك إمكانية تصدر بعض فرسان انطاليا للمشهد السياسي بعد مكافأتهم من قبل أنقرة الإخوان وإخوان أنقرة، لان إضعاف الأحزاب وإبعاد الساحات الشبابية عن مهامها القومية والديمقراطية يخلق عرعورا كورديا وشبيحة كوردية منطلقة من سواحل انطاليا.

الكلام الذي لم يكتمل بعد للدكتور صلاح بدر الدين (من المعروف أن الأعلام تخص الدول المستقلة وليس الآن على الساحة السورية دولة كردية مستقلة) (الانسان أغلى من قطعة قماش أليس الأفضل أن يتم ابراز الألوان والشعارات الكردية وباللغة الكردية بالتنسيق مع الشركاء الآخرين من عرب وغيرهم في الانتفاضة السورية) هل يملك الدكتور شجاعة المواجهة  ويعيد الكلام ذاته ويقول لرئيس الإقليم كاك مسعود و السيد نيشيرفان بارزاني بان العلم الذي خلفهم ليس إلا "قطعة قماش" وعليهم رفعها لان الإقليم ليست بدولة.. وهل يطالبهم بان يتفقا مع بقية شعوب العراق قبل أن يرفعوها .العلم الذي عمد بدماء ما يقارب مليون كوردي و أي علم أو رمز لأية امة أو حركة ليس بقطعة قماش يا د. صلاح بدر الدين.

 

 

Counters