|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  10 / 6 / 2016                                 دانا جلال                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

DNA أردوغان

دانا جلال
(موقع الناس)

بينَ أن تتَّخلى عَنْ 97% مِنْ مُحدِدات هويتها، بما فيها الجغرافية التي احتضنت العباءة العثمانية، وواجهات تخلفها الديني كمدرسة "إمام خطيب" الاردوغانية التي دفعت بـ 10% من وزراء حكومة "عثمانتورك" الأردوغانية، ومسقط رأسه (ريزة) التي لا تمثل سوى 5% من السكان، ودفع بــ 37 % من وزراءه، والالتحاق بالنادي الأوربي تابعاً مُتَّخلفاً لتقود عالماً أكثر تخلفاً يتَّمثل بالعالم الاسلامي والعربي، وبين أن تُكرِر تأريخ وسلطة الدولة العثمانية في هَزلِ تاريخها الحضاري، تخلت تركيا مؤقتا عَنْ حلمها الاوربي في محاولة منها بأن تلعب دور الوصل الجيوسياسي بين اوربا والشرق.

حاولت تركيا ومن خلال سلطة أخواتها وإخوانها المـتأسلمين، حينما كانوا على عتبة استلام السلطة في اكثر من دولة عربية أن تلعب دور ضابط الايقاع وسط صخب الحركات الاحتجاجية التي أعقبت حلاجية المشهد البوعزيزي، وأن تُدَّجِنْ تلك الحركات بعباءتها العثمانية وخطابها الإخواني المدعوم بــ "البترو إرهاب" الخليجي لتعيد دورها التي خسرتها بعد انتهاء الحرب الباردة وتراجع الاهتمام الدولي بالصراع العربي – الاسرائيلي.

اردوغان الذي فشل بأخونة وعَثمنة الحركات الاحتجاجية العربية، ونتيجة لحربه ضد الكورد وبقية الشعوب التركية، وقمعه لحرية الصحافة، وملاحقته للصحفيين الغربيين على خلفية صورة أو تعليق، وتهاوى خطوطه الحمراء، وكان النهر وغربه في الفرات وعبوره من قبل قوات الحماية الكوردية بدأ يفقد توازنه العقلي قبل السياسي.

تصريحه الهتلري بضرورة فحص دم النواب الالمان (من الاصول التركية) الذين صوتوا لصالح قرار إبادة الأرمن في البرلمان الألماني جعله في وضع السخرية من قبل الصحافة الاوربية، حيث كتبت صحيفة فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ “هل الإنسان التركي هو كل شخص بدم تركي؟ ما يمكن قوله حول قرار إبادة الأرمن المتخذ في البرلمان الألماني هو أنه بفضل الرئيس التركي، وأسلوبه الفريد، الذي يكشف بأن فحص الدم، يكشف أيضا عن وجهة نظر كل سياسي تركي الأصل في ألمانيا وعما إذا كان الشخص تركيا حقا. “أردوغان يعرف النتيجة مسبقا وهي أنهم لا علاقة لهم بالأتراك، وبأن دمهم أصبح فاسدا”.

شخصية أردوغان الصدامية، وتوجهاته الدكتاتورية يجعله في حالة حرب دائمة في الداخل التركي، مع محاولات بتصدير ازماته الداخلية الى فضاءات خارجية، مثلما فعل وبشكل ابتزازي رخيص حينما أغرق اوربا باللاجئين، وهدد كل من يختلف معه وان كان خارج الحدود .

كتبت صحيفة باديش تسايتونغ “أردوغان لا يجعل فقط مشاعر القوميين في تركيا تغلي، إنه أيضا يحرّض بشكل خطير الرأي العام في ألمانيا، ويعطي دلائل التهديدات بالقتل، التي تلقاها السياسي من حزب الخضر شيم أوزدمير”.

الموقف الغربي تجاه مشاكسات أردوغان تجلى بتصريح ستانلي وايس (المؤسس التنفيذي لمؤسسة الأمن القومي – واشنطن) حينما قال : حان الوقت لطرد تركيا من حلف الناتو وإلى الأبد.

ماذا تبقى لأروغان المُحاصر داخلياً وخارجياً مِنْ أوراق ورهانات وهو على عتبة الخروج من اللعبة لأنه لَم يدرك قواعدها؟

1- فتح صفحة جديدة مع نظام بشار الأسد وهو غير مستبعد من شخصية مزاجية متقلبة. خيار يمكن ان يعيد لأردوغان بعض مكانته اذا ما اتفق القطبان، الاميركي والروسي على ابقاء نظام البعث في سوريا.

2- القيام بدور القيادة المشتركة مع حليفتها المذهبية "السعودية" للحلف العسكري السني ومن ثم المساهمة في اعادة تشكيل خارطة المنطقة على أسس مذهبية دينياً واحادية الدولة قومياً.

مهما تكن خيارات أردوغان فانه يبقى أسير الخطاب المذهبي الذي لا يتجاوز عتبة المسجد، وهذا ما عبر عنه حينما قال “الجوامع هي ثكناتنا العسكرية، قبب الجوامع هي خوذات جنودنا، المنارات هي حِرابنا، أيماننا هم جنودنا” .

أردوغان بحاجة الى فحص (
DNA ) لمعرفة صلته بآخر خلفاء آل عثمان او الأتاتوركي الأول (كمال) رغم ان سياسته لا تخرج عن إطار (العثمانتوركية).

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter