| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

دحام هزاع التكريتي

hazzaa.tikritee@yahoo.com

 

 

 

 

الأحد 1 /4/ 2006

 

 

نعم لحوار متمدن...
لا لسٌباب وتضليل وتهديد متفرعن


دحام هزاع التكريتي

يجب أن أعترف للقارئ الكريم إنني لست بكاتب ولا أدعي التنظير ولا خريج مدارس حزبية ولا نقابية، بل أنني مواطن بسيط غير دعي تخرجت من كلية الآداب في الموصل ومتقاعد الآن وأعيش في ضواحي تكريت. ولم أمارس الكتابة السياسية الا أخيراً وعلى موقع الحوار المتمدن ومواقع عراقية أخرى، حيث وفرت الفرصة لي لطرح مشاعر وأحاسيس ربما تشاركني فيها أغلبية صامتة في عراق لا يسمع صوت فيه الا للصوت العالي لأصحاب البنادق الملثمون ومفخخي السيارات وأصحاب التعاويذ الدينية والمذهبية المزورة والشعارات البراقة وأقلام متنوعة يمينية ويسارية متطرفة سطت على الصحافة والإعلام ومواقع الإنترنيت معتبرة نفسها هي صاحبة الحقيقة وحدها. أما من يخالفهم في الرأي فهم كفرة وزنادقة وأعداء الدين ومنبطحون وعملاء للبرجوازية المحلية والعالمية وللأمريكان والبريطانيين ينبغي قصفهم  بهاونات الشتائم جنباً الى جنب مع من تزهق أرواحهم من العراقيين في الصدرية وشارع المتنبي بإسم كاذب يتراوح بين "المقاومة الثورية" وبين "المجاهدين وجند الله".

وعليّ أن أعترف أن هناك من يندفع على هذا الطريق ممن يؤمنون بمثل أخرى، ولكن الصورة المضللة التي ترسمها بعض الأقلام عن العراق لهؤلاء تحولهم، ومن العرب خصوصاً، الى دمى مفخخة تبيد نفسها وتقتل الآلاف من العراقيين وتزرع الفوضى بدعوى تقربهم للخالق وجنته أو مقارعة الأمبريالية. وللحق إن هذا ما دفعني للكتابة بالدرجة الأولى عبر محاججة الأقلام التي تضلل الشبيبة والرأي العام وبعضها بنغمة يسارية، ومنها الأقلام التي تناولتها في مقالاتي وإعتبرتهم شركاء في جريمة التحريض على القتل وإن لم يشاركوا فعلياً.

إن أمام أي شخص مهما كانت الأفكار التي يحملها أن يلتزم بمثل حماية الأنسان والحفاظ على هذه الثروة والوقوف بوجه العنف والتطرف بدلاً من الترويج لقتل الأطفال والنساء والشيوخ والترويج للعنف والقتل العشوائي بدوافع متباينة. ففي بلد ملتهب وعاش أربعة عقود من الحروب الداخلية والخارجية والاستبداد الفريد مثل العراق، تصبح المهمة مضاعفة على الكتاب والاقلام ورجال الدين من أجل السعي لتهدئة النفوس وليس شحنها بالعنف والقتل. فالعراق في العصر الحديث، وربما هذا قدره، قد رُوجت فيه نزعات التطرف والعنف بشكل مبكر، وبداية من سعي المبعوثين العرب الى تحويل العراق الى "بروسيا العرب" وعسكرته وتشكيل كتائب " الفتوة الفاشية" على غرار الكتائب الفاشية والنازية، والتي كانت مهمتها تعليم الشباب على "فن الموت" والتنافس على تقليد هتلر بشاربه وإسلوبه الخطابي، ثم تقليد شارب ستالين وغطرسته والتباري في إطالته، وأخيراً ذلك العنف والطغيان الذي جلبه فكر عفلق الى العراق، وما مارسه أنصاره حيث حولوا البلد الى ميدان للرعب والحرب والقتل العشوائي ومقابر جماعية ودمار. نحن جيل عشنا هذه المأساة ونراقبها بصورتها البشعة الآن ولا نريد لها أن تستمر وتتكرر، ومن حقنا أن نحذر العراقيين من الإستمرار بإستخدام لغة العنف والتكفير والشتائم والتهديد الذي لا تبني بلد بل تدمره، والتصدي للأقلام الصفراء التي تروج لتدمير البلد حتى ولو كانت تحت شعارات "يسارية" كاذبة. فقد ولى عبد الجبار محسن، السكرتير الصحفي صدام حسين، وصاحب الباع الطويل في الشتائم وهتك الأعراض على صفحات جريدة الثورة وجرائد الحكم المنهار.

إنني لم أنتمي الى حزب، ولم أشارك في المدارس الحزبية التي أقامها حزب البعث في العراق ولم أشارك في أية فعاليات مشابهة، كما إدعى من رد على مقالتي الأولى. ولكنني عاشرت وشاهدت أفراد من كل الأحزاب، إسلاميين ومتطرفين وشيوعيين وبعثيين وكورد قوميين وغيرهم، سواء في الجامعة أو في العمل وخارجه، ولمست أن الجميع على الأطلاق كانوا مرعوبين ويخيم عليهم الخوف جراء الأجواء التي خلقها النظام السابق في البلاد، وبمن فيهم البعثيين أنفسهم، الذين غالباً ما كانوا يعبّرون الى من يثقون به عن هذه المشاعر. وأكاد أجزم إن الكثير من الذين يتعاونون معهم الآن يأتي كإستمرار لهذا الخوف والتهديد وقناعة بإن هؤلاء سيرجعون الى حكم البلاد، ولذا ينبغي تجنب شرهم. أقول ذلك وأنا أبن تكريت وأعرف مشاعر سكانها ولا تختلف عن مشاعر ابناء وبنات  العراق، وأعرف أحاسيس الغالبية الساحقة من العراقيين.

بعد نشر أول الردود على مقالاتي، وخاصة آخرها، إستلمت عدداً من الرسائل بين من يشاركني في المحتوى أو من يتحفظ بقدر ما *، وهي رسائل كثيرة وتلقى الإحترام حتى وإن أختلفت معي في الرأي. ولكني إستلمت ثلاثة رسائل إضافة الى المقال الطويل الذي رد على مقالتي الأولى والتعليق أخيراً على مقالتي الأخيرة. هذه الرسائل الثلاث وردت بعد أن رفض السيد حسقيل كما يبدو من مقالته الاخيرة ان يعلق، بإعتباره زعيم ومنظر لا ينزل الى مستوى أنسان بسيط  مثل دحام ويرد على مقالتي، ودعى كما قال في مقالته الأخيرة الى الرد ويقول:"القراء الكرام وادارة الحوار المتمدن ان يثمنوا ويقدروا ويحكموا على ما جاء فيها".

 وهذا يعني أنه "أوعز" لهؤلاء الثلاث بأمر من "المنظر والأستاذ الأكبر وحامي حمى الثورة" بتوجيه الشتائم عوضاً عنه على عنواني الأليكتروني المثبت في أسفل مقالاتي، وليس ممارسة حوار متمدن. كانت الرسائل الثلاثة، إضافة الى الرد على أول مقال لي لا تتضمن مناقشة لما أحتوته هذه المقالات، بل تشكيك في هويتي، وكأني من عفريت الجن، وشتائم وحتى تهديدات مبطنة بالكشف عن "الجاني" الذي يتستر على هويته، والدعوة لمطاردته والتحري عن هويته بمساعدة "الإنتربول" أو إلصاق أوصاف لا تليق بإنسان يريد الحوار أو الإقتراب من الحقيقة. هذا السلوك هو مصدر مصائب العراقيين والعرب الذين لا يهمهم ما يكتب، بل التعرف على الكاتب من أجل التعريض به. ولا يجيد عدد منهم، ومنهم حكام أيضاً كصدام حسين والقذافي وغيرهم، أية مهنة أو إبداع سوى الشتيمة والتهديد والكلمات غير المهذبة و "الفشار" عندما يواجهون رأياً غير رأيهم أو يواجهون من يفند رأيهم. إنها ممارسة لعرقلة إفتاح الذهن وخروجه من القمقم، ولكبح تقدمنا وتطورنا وتحجيم تفكير الإنسان وتسطيحه، وهو سبب رئيسي لما نعاني منه الآن من التدهور الفكري وتسلط التكفيريين من شتى الألوان، مذهبيين و يساريين متطرفين على حد سواء. وفي الحقيقة لم اجب على هذه الرسائل الثلاث الا ببضع كلمات من قول شاعرنا:

                       وإذا أتتك مذمة من ناقص               فهي الشهادة أنك كامل

 ووصلت بعض الشتائم الى حد إستعمال كلمة "چلب" و كلمة "حمار" من قبل تلامذة السيد حسقيل، وهو مايثير الأسى على كتابها. ولا أعرف سر بني البشر بالحقد على هذين الحيوانين النجيبين؟ فهذان الشتامان لا يعلمان إن الكلب والحمار لا يؤذيان أحداً، ولا يستخدمان السيارات المفخخة، ولو أن أحد الحمير قد فخخ أخيراً من قبل الإرهابيين وراح هو الآخر ضحية بطشهم، ولا يستخدمان الكلمات البذيئة ولاينافقان ولا يكذبان ولا يمارسان النميمة، وهما بذلك افضل من بعض البشر المشوّهين مثلهما. كما أن الحمار عندنا في الريف هو بمقام السيارة عند أهل المدينة، يستفادون منه ويعنون به كما يعني شباب المدينة بسياراتهم الجميلة. وأما الكلب فهو رمز الوفاء عند العرب ولا يشبه بذلك بعض الطارئين على البشر ممن يمارس الرياء والكذب والغدر وعدم الوفاء. ولعل كلمات الشاعر العربي خير مصداق على ذلك عندما كال المديح للكلب و قال:

                  أنت كالكلب في حفاظك على الود          وكالتّيس في قراع الخطوب

 كما إن الكلب عند بعض الدول المتمدنة كما سمعت، يسمّون كلابهم على أسماء الرجال البارزين عندهم، كما هو شائع في بريطانيا حيث يقال أن هناك كلب من فصيلة "ونستون تشرتشل"!!.

أما التهديدات فلا ترهب أحد، ولم يتوقف الزمن مع تهديدات هتلر وفصيلته المشوهة. وذهبت تهديدات صدام في مهب الريح ونال جزاؤه. كما إنني بلغت من العمر عقود، وليس لي طموح سوى أن أرى العراقيين وهم يعيشون بسلام ووئام لا أراهم يتنازعون، ولا أخشى الموت الذي هو قدرنا، وهنا أكرر قول شاعر العرب البارز زهير بن أبي سلمى عندما نال من الدنيا ما نالها، ولا يريد أن يأخذ حصة الآخرين منها وقال:

                 سئمت تكاليف الحياة ومن يعش         ثمانين حولاً لا أبا لك يسأم

وبعد إلحاح موقع "الحوار المتمدن" على حسقيل بكتابة شئ رداً على مقالتي، وبعد أن خاب ظنه بالقراء الذين لم يلبوا طلبه بالدفاع عن المصير الكارثي الذي يريد أن يدفع العراق إليه، جاء الرد مطابقاً للمثل العراقي: "يراد يكحلها ... عماها". فكان الرد شتائم وتضليل خال من الصدق، إنه تضليل لأنه قال إن مقالته كانت تعالج المصالحة الطبقية وليس المصالحة الوطنية!! وزاد الطين بلة عندما ذكر نصاً " ولم يحتوي المقال على كلمة وطنية بتاتاً" وهذا غير صحيح وكذب صريج تعود عليه حسقيل بسبب عدم تصدي القراء له في السابق. فقد كُرست المقالة بالأساس لموضوع المصالحة الوطنية في العراق حيث جاء فيها الآتي وبقلمه حيث قال: " وهنا نأتي الى جوهر موضوعنا، موضوع المصالحة الوطنية الذي ما زلنا نسمع عنه وعن النجاحات الرائعة في تحقيقه منذ تولي نوري المالكي رئاسة حكومة الاحتلال الرابعة. من المعروف ان الفئات المكونة لحكومات الاحتلال المتعاقبة لا تحتاج الى المصالحة فيما بينها رغم وجود شتى الاتجاهات الدينية والمذهبية والطائفية والخلافات السياسية فيما بينه " ويمكن رجوع القارئ الى مقال حسقيل المنشور في 30 آذار على رابط الحوار المتمدن:

 http://www.rezgar.com/m.asp?i=404 .

فلماذا هذا التضليل؟؟ ولماذا هذا النمط من حب سفك دماء العراقيين والعداء للمصالحة الوطنية في العراق والأمل بأن يتقاتل العراقيين ويسفكوا دم بعضهم الآخر؟ أنه مرض يحتاج كتابها الى زيارة الأخصائيين بالامراض النفسية قبل أن يسمح لهم بتسطير كلماتهم. ويستمر الكاتب في هجومه على مقالتي ويورد إختلافاته مع منظمة الحزب الشيوعي في بريطانيا!! ولا أدري ما علاقة المقالة بذلك، فهو حر في مناقشة المنظمة. ولكن يطرح السؤال التالي عليه:"إذا كان السيد حسقيل ضد سياسة الحزب الشيوعي في السبعينيات، الا انه وفي اواخر السبعينيات غيّر الحزب سياسته وانتقدها، فلماذا لم يؤيد الحزب ويذهب الى كردستان ويرفع السلاح بوجه الطاغية ويكف عن مهاجمة الحزب؟؟ إنه مجرد سؤال له ، علماً انه لم يؤيد في تاريخه السياسي مواقف الحزب. وينتهج حسقيل نهج بعض الكتاب الذين يزورّون الحِكم والمقولات الدينية وعلى طريقة "لا أله"، ويتناسون عبارة "الا الله" أو "لا تقربوا الصلاة" ويتجاهل عبارة " وأنتم سكارى". فهو يشير الى أبو دو دو وأبوسيفين، دون أن يشير الى كلمة "الملالي" التي سبقتها، وهو سيد العارفين من المقصودين، في محاولة خبيثة كي يوحي أن دحام التكريتي إنسان شوفيني معاد للسامية ولليهود العراقيين وهي كذبة كبرى أخرى. فالعراقيون، ومنهم دحام، لا ينسون اليهود العراقيين الذين إنفردوا بين كل اليهود في العالم واسسوا عصبة مكافحة الصهيونية، وإعتبروا ان الصهيونية عدوة العرب واليهود، وتضامنوا مع الشعب الفلسطيني ضد بطش المتطرفين الإسرائيليين، وهي مفخرة لهم وللحزب الشيوعي العراقي وللعراق أيضاً، وما كان من حسقيل ان يلعب على هذا الوتر الرخيص ويضلل القراء.

أقف عند هذا ولا أكدّر القارئ الكريم، وأود الإشارة الى كاتب آخر يريد أن يفهم ما يجري في العراق في ظل هذا الإلتباس والتشويه المتعمد الذي أحاط بالقضية العراقية. فهذا القارئ العزيز يندهش من وجود شخص من تكريت يعارض صدام!!، ويطالب بمعلومات عن حقيقة الأمر في العوجة وتكريت. ارد على القارئ الكريم أن هناك تضليل لأجهزة الاعلام التي تصور كل الناس في هذه المناطق على أنهم من نفس شلة الحاكم السابق، وهذا غير صحيح. إن غالبية من سكان هذه المناطق هم الآن اسرى للتطرف الديني ومسلحي فلول النظام السابق وارباب السوابق الذين يحرمون الاهالي من العيش بسلام. لقد فقد اهالي المنطقة على يد الحاكم السابق شخصيات مثل الفريق الطيار حردان عبد الغفار التكريتي وهزاع التكريتي والمئات من الضحايا في حروب صدام أو ممن إغتالهم بدون محاكمة بل عن طريق الغدر ومنهم الفريق الطيار عدنان خيرالله، شقيق زوجة صدام حسين، وحسين كامل وأخيه وعائلتهما، وهما زوجا بنات صدام حسين رغد ورنا، دون ان تنبس هذه السيدات ببنت شفة على هذه التصفيات المشينة ودون أن يدين نجيب النعيمي القطري ولا رمزي كلارك الأمريكي هذه الجرائم...والقائمة طويلة. ولا يظن القارئ ولا ينبغي ان يصدق دعاوى القنوات الفضائية المشوشة للخبر ومزورته. وأحيل  الى القارئ مقالة نشرت في الصحف العراقية منذ مدة وتناقلتها مواقع الانترنيت وكتبها كاتب من منطقة الحويجة في تكريت وتحت عنوان "تساؤلات من الحويجة". ويوضح الكاتب ويشير بأصابع الإتهام بشكل واضح وبخوف الى القتلة الحقيقيين للعراقيين من كل الأطياف وبضمنهم النجباء من أهالي تكريت؟ **

تكريت - جمهورية العراق 1 نيسان 2007


* لا يسعني الا أن انقل رسالة أحد العراقيين النجباء المهاجرين الى الخارج ببركة الدكتاتور السابق، وأتحفظ على نشر الإسم لأنني لم أستشيره في ذلك. وليقارن القارئ الكريم بين هذه الرسالة وسباب ورد أو نشر ضد كاتب المقال :

الأستاذ دحام المحترم
بعد التحية
قرأت مقالك الهام عن حسقيل. تركت العراق منذ 30 سنة. وقد أضحى الإنترنيت الوسيلة الوحيدة لمعرفة أمور الوطن.من تصفحي في الشاشة عثرت على صفحتين :
1- الحوار المتمدن
2- الكادر
إستبشرت بهاتين الصفحتين اليساريتين ولكن العجب بدأ يلم بفكري المتواضع. لا أستطيع أن أفهم هل تحول الشقاوات والسرسرية الى كتاب يساريين وشيوعيين. حينما أقرأ مقالاتهم اشعر ان أحد شقاوات صدام كتب هذا المقال بالفعل كما تفضلت. كيف يمكن ان يكون شخص مثل مشعان الجبوري وطني. قبل اربعين عاماً كنا شباب في الثانوية وكان اليسار العالمي املنا. سيدي انا ليس بالكاتب واعتقد ان مهمتك كشف هؤلاء الذين هم أخطر من البعثيين الفاشيين.

مع تحياتي
ل. ر. - كندا


** تساؤلات من الحويجة

سليم الجبوري

رسالة هذا الأسبوع من الحويجة، تتحدث بشكل صريح، وتتساءل بحثاً عن أجوبة مقنعة حول ما يجري في تلك البلدة الصغيرة.. يقول كاتب الرسالة:
يتعرض العراقيون يومياًُ لشتى الحوادث المفجعة، سيارات مفخخة، عبوات ناسفة، عمليات اغتيال، وتهجير، وغيرها الكثير ببشاعتها ودمويتها، وفي غمرة التساؤلات التي يطرحها المواطن البسيط عن أسباب هذه الأعمال يرجعها إلى التناحرات والصراعات على السلطة والثروة التي تصاعدت بشكل طبيعي تقودها جماعات تتصور أن نهاية العالم قد حانت وان لابد من الإسراع في الاستحواذ على اكبر قدر من المغانم غير آبهين بعذابات البسطاء من الناس الذين هم الضحايا في كل الأحيان.
لكن التساؤل.. الذي نطرحه نحن أبناء الحويجة، بعد أن تصاعدت بيننا عمليات الخطف والقتل خلال الأسبوع الماضي ووصلت إلى 18 عملية اختطاف، قتل بعضهم فيما أطلق سراح البعض بعد دفع فدية. ما السر وراء ذلك؟، بينما نحن مجتمع صغير، يعرف بعضه البعض الآخر تحكمه تقاليد عشائرية وفلاحية، تنهى عن هذه الأعمال.
هل الإرهاب الآتي من وراء الحدود هو السبب؟
أم أن قوات الاحتلال هي المحرك أم أن ما تسمى بالمقاومة وراء ذلك؟
كلها تساؤلات تترى في ذهن المواطن البسيط يلهج لمعرفة الإجابة عليها... أنكون كمن فقد البوصلة التي تدله على الطريق وتاه في صحارى الخوف والقلق والريبة.
لقد بات الجار يرتاب في جاره، والمستطرق في الطريق يلتفت مذعوراً إلى الوراء.
أكثر من ثلاث سنوات مرت.. وما زالت الحيرة تتلبسنا، أهي مأساة النخب السياسية ومشكلتها.. في عدم وضع الأمور في نصابها الصحيح؟. ام أن قوات الاحتلال لم تسلم أمرها بعد؟، إن مؤسسات قوية وفاعلة نهجها القانون، وسيفها العدالة لابد أن تأخذ دورها لتحجيم كل هذه الأعمال المقلقة، وهذا ما لا نراه على الإطلاق.
لقد آن الأوان، لبسط الأمن، وجعل ذراع القانون هي الفاعلة، وتنشيط دورة الحياة، وإنهاء الازمات وتحسين كل ما من شأنه الارتقاء بالمواطن ليواصل دوره.. وليكون إلى جانب العملية السياسية. لا العكس، فان ترك الأمور على حالها تجعل المزيد من الناس في صفوف المتذمرين، وهذا ما تتمناه تلك الجهات التي تقوم بأعمال الخطف والقتل.