| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

داود أمين

 

 

 

                                                                                       السبت 9/4/ 2011

 

بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين لميلاد الحزب
حفل فني كبير في العاصمة الدانماركية كوبنهاكن

داود أمين

مساء يوم الجمعة الثامن من نيسان الحالي، أحيت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدانمارك، حفلاً فنياً ساهراً، بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين لميلاد الحزب، وقد حضر الحفل المئات من العراقيات والعراقيين الذين غصت بهم القاعة الكبيرة، والذين توافدوا من مناطق العاصمة ومن المدن الدانماركية الأخرى .

بدأ الإحتفال بكلمة عريف الحفل الرفيق داود أمين والتي جاء فيها ( ماكنة ثلج صغيرة، تتكأ على شاطيء نهر وديع، الفتى يوسف يحلم، بكنس عروش الطغاة والمستغلين، يكبر الحلم ويتخطى الرأس، الذي توَّقد بالوعي والحماس، منتقلاً لرؤوس حفنة من الثوريين الشباب، فيتحول الحلم لمنشور سري، تخطه أيدِ ثابتة، على ورق أحمر، ليُطرز في الغد، جدران شوارع الناصرية، ويتربع فوق منضدة رئيس شرطتها.

منذ ذلك التأريخ الممتد لثلاثينات القرن الماضي، والورق الأحمر وما تحمله الكلماتُ المخطوطةُ فيه ، يواصل رحلته بين مُدن وأرياف العراق، يٌحتَضًنُ بأكفِ جديدة، ويٌستَوعبُ بعقولِ ناضجة.
مئاتُ ألوف من العراقيين، وجدوا في المنشور الأحمر، الذي وقَّع يوسف تحته عبارة {عامل شيوعي} وجدوا فيه بوصلة أشارت بوضوح نحو الطريق، فركبوا عربات الحزب المتجهة نحو الحرية، وكان المسار صعباً وقاسياً، فأمسك الثابتون، وترجل من لم يستطع، وتلك حكمةُ الحياة المفهومةُ والمقبولة، ولأن قطار الحزب لا زال سائراً، رغم مصدات رياح عاتية، فالشبيبة تصعد، والحزب يلتصق أكثر فأكثر بشارع الناس، مستجيباً للمطالب العادلة، رابحاً عداء المفسدين والمُزورين ونهابي قوت الشعب، أؤلئك الذين يكرهون كل يد نظيفة، والذين لا يزدهرون إلا في العُتمة والجهل والتخلف.

سبع وسبعون عاماً والحزب يقف بثبات، ولأن العراقيات يواصلن الولادة والعطاء، فالوقوف بثبات، سيظل سمة الحزب، حتى تتحقق آمال العراقيين بالوطن الحر والشعب السعيد ) .

بعدها دعا عريف الحفل الحاضرين للوقوف دقيقة حداد ، إحتراماً لشهداء الحزب والحركة الوطنية العراقية، ثم أنشدت الفرقة الفنية مقاطع من نشيد ( موطني ) تلته كلمة منظمة الحزب الشيوعي في الدانمارك قرأها الرفيق الدكتور محمد هادي والتي جاء فيها ( لقد واصل الشيوعيون العراقيون، وطوال العقود السابقة، نهجهم الثابت في الدفاع عن مصالح الفقراء والكادحين، وفي دعم الثقافة الوطنية والتقدمية، والوقوف إلى جانب قضايا المرأة والشباب والطلبة، كما قاوموا المعاهدات المذلة مع الدول الكبرى، وكل ما يكبل إستقلال العراق ويحد من حريته، وهم اليوم وبعد أن رحل النظام الدكتاتوري وحزبه الفاشي، يواصلون النضال بعزيمة أشد، مساندين التوجه الديمقراطي الجديد، ومنتقدين كل ما يحد من حرية الناس، ويعرقل إنجاز حقوقهم في توفير الكهرباء والماء ومفردات البطاقة التموينية والسكن والخدمات البلدية والصحية والتعليمية، كما يتصدى الشيوعيون للمحاصصة الطائفية والقومية، ولنهب المال العام، والفساد الإداري والرشوة والمحسوبية، وقد تبنى الشيوعيون مطالب الشباب الذين بدأت تغص بهم ساحات التحرير والإحتجاج والرفض، في العاصمة وجميع مدن العراق الأخرى، وسيظل الشيوعيون على موقفهم هذا رافعين لافتات الغضب والإحتجاج، حتى يتحقق شعار الجماهير الرئيسي في إصلاح النظام، وتسيير عربته على سكة الديمقراطية الحقيقية ) وأضافت الكلمة ( لقد أثبتت النخب الحاكمة، وخلال السنوات الثمان المنصرمة، فشلها التام في إدارة الدولة الديمقراطية المنشودة، والتي حلم الشعب بتحقيقها بعد سقوط النظام الدكتاتوري، وهذا يضع على عاتق القوى الديمقراطية العراقية مسؤولية جسيمة، تتمثل في توحيد قواها المبعثرة، في الداخل والخارج، وتكوين تيار ديمقراطي سياسي وإجتماعي واسع، يستطيع أن يكون بديلاً شرعياً لهذه النخب الراكضة وراء مصالحها الذاتية ومنافعها الأنانية غير المشروعة ).

ثم قدم عريف الحفل الفرقة الفنية التي يقودها الفنان سالم البازي بالكلمات التالية :

بعيد ميلاد الحزب تحله الأغاني
وتغمر الفرحه نفوس الطيبين
ويرهف الإحساس وترق الأماني
وينشتل بالروح ورد وياسمين
وتحمل أنغام الطرب رقه ومعاني
ويسري بين الناس فيض من الحنين
وإحنه هذا اليوم نتنطر نتاني
سالم البازي يزخ لحنه الثمين
ويترس القاعة مسرات وتهاني
ويمسح الحزن التجمع من سنين

وقدمت الفرقة الفنية مجموعة من الأغاني العراقية العربية والكردية والكلدوأشورية، وقد شارك عدد كبير من الحاضرين بالدبكات والرقص .

بعدها قدمت الفنانة سراب إبراهيم، مجموعة من الأغاني العراقية التي كان تجاوب الجمهور معها كبيراً وواضحاً، ثم قدم الفنان حيدر محسن، مجموعة من المواويل والأبوذيات العراقية الجميلة التي أسعدت الجمهور.

وبعد إستراحة قصيرة طلب عريف الحفل من الرفيق أبو عمشة أن يقدم شهادات التكريم مع باقات الزهور، لمجموعة من المتميزين في دعمهم لمنظمة الحزب ولبعض المتميزين في النشاطات الدراسية والفنية وهم من الجيل الثاني، وقد قدم عريف الحفل كل واحد منهم بمقطوعة شعرية قصيرة.

بعدها عادت الفرقة الفنية لتقديم أغانيها المنوعة، وسط مشاركة كبيرة للجمهور، وشعور عام بالفرح والسعادة، وساهمت الفنانة سراب إبراهيم والفنان حيدر محسن مجدداً بعد أن طلبهم الجمهور بإلحاح، ثم عادت الفرقة الفنية ولمرات في تقديم أغانيها المنوعة، وإستمرت الحفلة لساعة متأخرة من الليل.

هذا وكانت القاعة قد زينت بصور كبيرة لشهداء الحزب فهد وسلام عادل، وعدد من الشعارات الوطنية والحزبية وباللغتين العربية والكردية، وبالبالونات والأوراق والمصابيح الملونة .






 

free web counter