| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

داود أمين

 

 

 

                                                                                       الأحد 31/7/ 2011

 

الثقافة والإعلام الأنصاري

داود أمين

إن مفهوم الثقافة واسع ومتشعب، فهو يشمل جميع الفنون والأداب، ولذلك فإن ألألمام بكل الفعاليات الفنية والأدبية والأعلامية التي مورست خلال الفترة الأنصارية أمر في غاية الصعوبة والتعقيد، ويحتاج لسلسلة مقالات طويلة. ولذلك سأحاول في مادتي هذه التركيز على ملامح ومفاتيح ربما تُضي ذلك النشاط الواسع والمتميز للمثقفين والأعلاميين الذين إنغمروا في الحركة الأنصارية طوال عقد الثمانينات من القرن الماضي.

المؤشر الأول الذي أود إيراده هو أن حركة الآنصار الشيوعيين التي بدأت أواخر سبعينات القرن الماضي وإستمرت حوالي عقداً كاملاً من السنين ، ضمت مجموعة واسعة من المثقفين العراقيين متنوعي المواهب والأختصاصات من مسرحيين وسينمائيين الى تشكيليين وشعراء وقصاصين وموسيقيين وصحفيين وإقتصاديين وباحثين، من العرب والكرد والتركمان والكلدوأشوريين، وهي بهذا تختلف عن حركة الأنصار السابقة للحزب عام 1963 ، وعن حركة بيشمركة كردستان التابعة للأحزاب القومية الكردية التي كانت في غالبيتها معتمدة على الفلاحين وسكان الريف !

المؤشر الثاني لحركة الأنصار هو أن بقية منتسبيها ، أو غالبيتهم الساحقة على الأقل هم من المتعلمين وخريجي المعاهد والكليات والطلبة الجامعيين، وهؤلاء من متلقي الثقافة ومن جمهورها الواعي والمتفحص، فجمعيهم من الحزبيين أو من أصدقاء الحزب، وهذا شكل أرضية مناسبة لنشاط المبدع، الذي وجد جمهوراً واعياً وحريصاً يتلقى نتاجه ويقيّمه وينتقده ويتفاعل معه !

المؤشر الثالث هو أن طبيعة الحركة الأنصارية ، وعزلة مقراتها الثابتة عن المظاهر المدنية والحضارية ، والحياة البدائية التي كان يحياها الأنصار، تطلبت ربما لا شعورياً ، كسراً لهذه الرتابة ، وفكاً لهذه العزلة من خلال النشاط الثقافي الفني والأدبي المتنوع!

المؤشر الرابع هو مهمة الأنصار، فهي لم تكن في كل الأحوال عملاً عسكرياً، فنحن كنا حزب الثقافة والفكر، ووصولنا لأهدافنا ولجمهورنا ليس بالضرورة عبر العمل العسكري ، بل من خلال المادة الثقافية سواء كانت عملاً مسرحياً أو محاضرة أو معرض تشكيلي .. الخ

معرض للشهداء في قاطع أربيل

في هذه الظروف التي أشرت لها ونتيجة للأسباب المذكورة نشطت حركة ثقافية في صفوف الأنصار قل نظيرها، وأقول صراحة إنه رغم إنشغالي بالثقافة منذ عقود فإني لم أشهد ، في أي مكان عشت فيه حركة ثقافية مزدهرة وناشطة ، كماً ونوعاً بمثل ما شهدته في الحركة الأنصارية، ولكي لا يكون كلامي دعاية مجانية وإنحيازاً لحركة عشقتها ومنحتها عقداً من سنين حياتي أقول إنه كان لكل فصيل وسرية وفوج أنصاري، في المقرات الثابتة لجنة ثقافية لديها برنامج شهري لنشاطات ثقافية متنوعة عليها إنجازه وتنفيذه، أما المفارز المقاتلة فكان لها لجانها أو مكاتبها الثقافية (وقد تختلف التسميات لكن جوهر عملها واحد) وهو النشاط في ميدان الثقافة! وهكذا كان النصير الشيوعي المبدع يقدم نتاجه الإبداعي لنوعين من الجمهور:

النوع الأول هو جمهور الأنصار في المقرات الثابتة، وهو جمهور على مستوى فصيل أو سرية أو حتى فوج، كما إنه جمهور واع ومتعلم.

النوع الثاني من الجمهور هو سكان القرى الكردية المجاورة للمقرات الحزبية، أو القرى التي تتردد عليها المفارز المقاتلة ، ويتضاعف هذا النوع من النشاط في المناسبات الحزبية والوطنية كميلاد الحزب وثورة تموز أو أكتوبر .. الخ، ويشترك في هذا الجمهور في أحيان كثيرة بيشمركة الأحزاب القومية الكردية.

من الصعب الأن إعطاء فكرة تفصيلية عن نوع النشاطات الثقافية التي قدمت في كل فصيل أو سرية أو فوج أنصاري لعدة أسباب من بينها، تباعد المواقع ألأنصارية عن بعضها جغرافياً أولاً ، وعدم وجود أرشيف يوثق تلك النشاطات، بحيث يمكن الرجوع اليه الأن ثانياً، وصعوبة ظروف الحركة الأنصارية نفسها، وتحركها المستمر وتنقلاتها المتواصلة بسبب ضربات السلطة أو غيرها ثالثاً, ولكن يمكن الرجوع لدراسة توثيقية هامة عن المسرح الأنصاري كتبها النصير الفنان علي رفيق (أبو ليث) ونشرت قبل سنوات في مجلة الثقافة الجديدة ، ليجد أن الرفيق (أبو ليث) تحدث في دراسته تلك عن أكثر من مئة عرض مسرحي في مختلف القواطع الأنصارية، وعلى ضوء هذه الدراسة يمكن إستنتاج كم عدد الأمسيات الشعرية والقصصية، وكم عدد المعارض التشكيلية والفوتغرافية والكاركتيرية، وكم عدد المحاضرات والندوات السياسية والثقافية والأقتصادية المتخصصة التي كان يحاضر فيها رفاق مختصون ! وكم عدد الحفلات الفنية والموسيقية؟ الحقيقة أنه ثراء لا يمكن وصفه من حيث كميته ونوعيته، ولذلك أكرر قولي بأني لم أشهد مثيلاً لذلك النشاط في أي مكان أخر ! ومن المهم الأشارة الى أن المثقفين والمبدعين الأنصار بادروا لتشكيل رابطة الكتاب والفنانين الديمقراطيين العراقيين الأنصار ، وأصدروا مجلتهم الخاصة ( البديل الأنصاري )

الأن سأحاول التركيز على الأعلام الأنصاري لأعتقادي بمعرفتي التفصيلية لهذا الميدان ولعملي المباشر فيه، وهنا لابد لي من ألأشارة الى أنه يصعب التمييز بين صحافة وإعلام الحزب المركزي ، أعني جريدة الحزب المركزية (طريق الشعب) وإذاعة الحزب المركزية ( صوت الشعب العراقي ) باللغتين العربية والكردية ، وبقية منشورات الحزب كمناضل الحزب والبيانات السياسية وغيرها، وأيضاً الصحف المركزية للمنظمات الديمقراطية كالطلبة والشبيبة ورابطة المرأة، أقول لا أستطيع التمييز بينها وبين الصحافة والأعلام الأنصاري ، فالعاملون في المجالين ( المركزي والأنصاري ) هم أنفسهم في معظم الأحيان، وهم عموماً أنصار قيادة وقاعدة، لقد كان فصيل ألإعلام المركزي، المشرف على صحافة وإعلام الحزب المركزية فصيلاً أنصارياً تنطبق عليه كل شروط وواجبات الفصائل الأنصارية ألأخرى ، ولكنه يتميز عنها في أن له مهمة إختصاصية إضافية هي إصدار طريق الشعب وبقية صحف المنظمات الديمقراطية والبث ألإذاعي اليومي ل( صوت الشعب العراقي ) ويشرف على هذا الفصيل عادة رفيق من المكتب السياسي أو اللجنة المركزية، وهو في المحصلة نصير أيضاً ! ولكن الى جانب الصحافة والأعلام ألمركزي المعروف للحزب ظهر إعلام وصحافة أنصارية خاصة بالأنصار، ويمكن القول أن قاطع بهدينان كان المبادر لهذا النشاط الذي بدأ مع نشرات حائطية ضمت خواطر وقصائد وموضوعات سياسية وعسكرية وأدبية ورسوماً وكاركتيرات، ثم تطور هذا النشاط عام 80 ليتحول لإصدار مجلة دفترية سميت ب(النصير الثقافي) وقد بادر لإصدارها الشاعر عواد ناصر وصباح المندلاوي وأبو شروق وأبو إحسان وأبو هدى وغيرهم من الأنصار، وقد صدر من هذه المجلة الدفترية خمسة أعداد، قبل أن تتحول لصحيفة شهرية إسمها (النصير) والتي إستمرت من صيف 1981 الى ما بعد المؤتمر الوطني الرابع للحزب عام 1985 ، حيث توقفت بقرار من قيادة الحزب ليعاد إصدار جريدة المكتب العسكري المركزي ( نهج الأنصار ) التي إستمرت الى أحداث ألأنفال وخروج معظم الرفاق الأنصار من كردستان، وحل المكتب العسكري المركزي، أو عملياً إنتهاء الحركة الأنصارية الحقيقية.

لقد كتبت مادة تفصيلية عن صحيفة النصير في ملحق خاص صدر عن طريق الشعب، بمناسبة يوم الصحافة الشيوعية في العراق في وقت سابق.، ويمكن الرجوع اليه لمعرفة دور هذه الصحيفة الأنصارية المناضلة التي صدرت عن قاطع بهدينان ، والتي كان يشرف على تحريرها في البداية الرفاق الفقيد أنور طه ( أبو عادل ) والرفيق لطفي حاتم (أبو هندرين) يساعدهم الرفاق أبو دجلة ( الدكتور إبراهيم إسماعيل ) وأبو تراث ( علي الصراف ) والفنان أبو عراق (قاسم الساعدي)، وبعد سفر الرفيقين أبو عادل وأبو هندرين ، اصبح الرفيق أبو تراث رئيساً لتحريرها يعاونه الرفيقان أبو دجلة وأبو عراق، وبعد سفر الرفيق أبو تراث تسلم الرفيق أبو دجلة رئاسة التحرير، ثم أنيطت بي مسؤولية الأعلام في بهدينان فأصبحت رئيساً لتحريرها، ويعمل في هيئة التحرير الرفاق أبو دجلة وأبو سعد إعلام ( علي محمد ) وأبو حاتم ( مصطفى ياسين ) وأبو هشام ( جمعة ) ، وإستمر عملنا حتى إيقاف الصحيفة بقرار من قيادة الحزب لتوحيد الجهد الأعلامي في صحيفة المكتب العسكري المركزي (نهج الأنصار)!

صحيفة النصير التي كانت تصدر ب500 نسخة شهرياً ضمت كل الوان الصحافة المعروفة ، ففيها إفتتاحية كل عدد وأخبار العمليات العسكرية لقاطع بهدينان وفيها مقابلات وأعمدة وتحقيقات وصفحة ثقافية وأخبار المنطقة، وكانت توزع على المفارز المقاتلة وتوضع في أمكنة العمليات العسكرية، وتوزع على الأحزاب الحليفة والقواطع الأخرى وترسل نسخ للخارج أيضاً .

ويمكن القول أن الأعلام الأنصاري بدأ بالنصير كمادة أولية، إذ قدم النصير الشيوعي نفسه في ندوة مباشرة عندما لم تكن هناك صحيفة ولا وسيلة اخرى غيره، ثم طور الشهيد أبو علي النجار( محمد حسين الراشد ) وسيلة إعلامية جديدة وهامة، عندما لجأ الى بوسترات الرش صغيرة الحجم، وبألوان مختلفة وشعارات منوعة وكانت تترك في ساحة العمليات العسكرية وعلى طرق ربايا الجيش وتوزع على المواطنين لإيصالها للمدن ، كما بادر الأنصار لأبتكار وسيلة إعلامية وثقافية هامة ألا وهي تجربة إصدار المجلات الدفترية، وربما كان لسرية زاخو السبق في هذا المجال ، إذ عمد مكتب إعلام السرية المتكون من الشهيدين الدكتور أبو ظفر (محمد بشيشي) وأبو رزكار(ريبر عجيل) والرفيق معروف والرفيق أبو سعد إعلام وأنا بإقتراح إصدار المجلة منذ تأسيس المكتب في حزيران 81 ولكن الموافقة لم تكن موجودة فعمدنا لإنجاز تحرير العدد الأول ثم مفاجئة مكتب السرية به فوافقت على إستمرار إصدارها وكان إسم المجلة ( المفرزة 47 ) تيمناً بالذكرى السابعة والأربعين لتأسيس الحزب ، ثم أصدرت السرية الأولى مجلة مماثلة بأسم ( متين ) وبعدها بادرت السرايا الأخرى والقواطع والأفواج الأخرى لأصدار المجلات الدفترية وبعضها باللغتين العربية والكردية ، وتطور الأمر لطبع المجلة بالألة الكاتبة بدل الكتابة باليد، وكنت قبل ألأنفال أحتفظ في مقر الأعلام المركزي بحوالي 70 نسخة من مختلف مجلات السرايا والأفواج ومن جميع القواطع، ولكن المؤسف أن الأنفال وهجوم السلطة بدأ فإضطررت لدفن كونية تحوي جميع هذه المجلات مع إذاعة الحزب فضاعت مع ما ضاع لنا من تراث أنصاري لا يُعوض، ولمعرفة تجربة المجلات الدفترية للأنصار يمكن الرجوع لدراسة أرشيفية في غاية الأهمية أعدها الرفيق أبو واثق ( لطيف حسن ) وهي منشورة في مواقع كثيرة بينها موقع الطريق وموقع الناس، وقد صدرت مؤخراً في كراس صغير أيضاً، وكانت مواد هذه المجلات غنية بالموضوعات الأدبية والفنية والصحية والعسكرية والسياسية والتشكيل والكاركتير.


هيئة تحرير الصحيفة الجبهوية طريق النصر

في قاطع بهدينان توفرت لنا فرصة أخرى للصحافة الأنصارية ، وهي إصدار صحيفة جبهوية تنطق بإسم حزبنا والأحزاب الكردية ( الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الشعب الديمقراطي، وحزب كادحي كردستان) وإسم هذه الصحيفة ( طريق النصر ) بالعربية و( ريكاي سركفتني ) بالكردية وقد إنتُخبنا لرئاسة تحرير هذه الصحيفة، وكان يقع على عاتقنا كشيوعيين كتابة وتحرير معظم مواد هذه الصحيفة، التي كانت توزع في مناطق أوسع، بحكم مسؤولية الأطراف الكردية معنا في توزيعها، وكانت تصمم من قبلنا وتطبع النسخة العربية لدينا .


مفيد الجزائري وداود أمين في فصيل الإعلام

بعد المؤتمر الرابع للحزب، إتخذت قيادة الحزب والمكتب العسكري المركزي قراراً بإعادة إصدار صحيفة ( نهج الأنصار ) التي كانت تصدر من قبل الأنصار في بداية الحركة الأنصارية ثم توقفت، وتم إيقاف إصدار صحيفة (النصير) في بهدينان وسحبي للأعلام المركزي لأكون قريباً من معم ( المكتب العسكري المركزي ) ولكي أكون عضو في هيئة تحرير الصحيفة، التي ضمت الرفيقة بشرى برتو رئيسة للتحرير والرفيق أبو تارا وأنا محررين وكنت أتابع طبع الصحيفة بحكم عملي في ألأعلام المركزي، ثم إنضم لنا الرفيق أبو فلاح ( محمد اللبان ) في هيئة التحرير، وكانت تجربة غنية ومتطورة عن تجربة النصير لشمولها كل القواطع الأنصارية، وفي هذه الصحيفة كتبنا قصص العمليات العسكرية من مواد كتبها الأنصار الذين ساهموا في تلك العمليات، حيث أصبح للجريدة مراسلين في جميع القواطع الأنصارية، عدا الزيارات الشخصية التي كنا نقوم بها وصلتنا وعلاقاتنا بالعاملين في إعلام القواطع.

بعد ألأنفال التي قضت ضمن ما قضت عليه كان إعلامنا المركزي بالأضافة للجسد الأساسي لحركتنا الأنصارية، وكان الخروج الواسع للأنصار، خصوصاً العرب هو السمة التي ميزت هذه الفترة التي إرتبطت بتوقف الحرب العراقية الأيرانية عام 1988 ، وكانت هناك تغييرات تنظيمية ربطت الحركة الأنصارية بقيادة منظمة إقليم كردستان لحزبنا الشيوعي العراقي ، بدلاً من قيادة الحزب والمكتب السياسي، وقد بقي من الأنصار العرب بضع عشرات فقط وكنت من ضمنهم ، وفي هذه الفترة تم إنشاء إذاعة الجبهة الكردستانية في منطقة راجان القريبة من مدينة الرضائية الإيرانية، فنسبت لأكون ممثل الحزب في هذه الأذاعة ومسؤولاً لقسمها العربي ومعي عدد من الرفاق بينهم الدكتور أبو الياس وشمال وهندرين والأداري أبو زويا، وقد عملنا محررين ومذيعين في هذه الأذاعة التي لم تستمر سوى بضعة أشهر ثم توقفت.

وأخيراً بودي تلخيص سمات الصحافة والأعلام الأنصاري :
1 - إنها صحافة تستمد مادتها من الأنصار أنفسهم ، من عملياتهم العسكرية وقصصها، ومن شهدائهم ومن نتاجهم الأبداعي .
2 - أنها كانت تصدر في ظروف بالغة الصعوبة مناخياً وأمنياً .
3 - طريقة الفهم الخاطيء لبعض المسؤولين الحزبيين والعسكريين لدور الصحفيين ولمهماتهم، وإنعكاس ذلك على عمل الصحفي والأعلامي.
4 - لم يجرِ عكس يليق بهذه الصحافة والعاملين فيها في الخارج ، وحتى في إعلامنا الحزبي . كما لم تجرِ عملية أرشفة تليق بهذا الجهد المتميز .
5 - إنها صحافة متنوعة من حيث اللغة فبالرغم من إقتصار حديثي على ماكان يصدر باللغة العربية ، فقد كانت هناك العديد من المنشورات باللغة الكردية وبينها بيري نوي (الفكر الجديد) والعديد من المجلات الدفترية والمنشورات والكراريس والأذاعة الكردية .
 

 


 

free web counter