| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

داود أمين

 

 

 

                                                                                       الأثنين 2/5/ 2011

 

ظفار سلام المفرجي عامل عراقي في الدانمارك

داود أمين

لا أدري أين أضع العامل ( ظفار ) هل في جيلنا الأول أم في الجيل الثاني، أم هو بين بين، فقد وصل الدانمارك عام 1995 وهو في سن السابعة عشر من العمر، وهو الأن في الثالثة والثلاثين، ولأنه من عائلة عمالية مناضلة فقد إختار ظفار أن يسير على نفس الدرب، فإنخرط في صفوف الطبقة العاملة، لكن الدانماركية وليس العراقية، لذلك نادراً ما ألقاه دون بدلته العمالية الزرقاء، وأدوات العمل التي تزدحم بها جيوبه.

طريق الشعب إختارته لهذا اللقاء السريع، وكان هذا الحوار:
كان سؤالي الأول لظفار : ما هو نوع العمل الذي تمارسه الأن في الدانمارك؟ ومنذ متى أنت فيه؟ وهل هو العمل الأول لك ؟
يجيب ظفار قائلاً : عملي الحالي هو مسؤول مخزن في شركة دانماركية اهلية اسمها (بيتري و هاوستيذ). ومهمة هذه الشركة هي إجراء تصليحات في الشوارع، ومد الكيبلات الخاصة بالكهرباء والتلفونات تحت البنايات، وتهيئة الملاعب وغيرها من الأعمال المماثلة. أما طبيعة عملي فهي ان أجهز المكائن الثقيلة للتسليم، مثل المكائن التي تستخدم لقطع الاسفلت والحفارات من 1 طن الى 10 طن، ومن مهامي ايضا شراء البضاعة الاقل تكلفة وذات الجودة العالية التي نحتاجها في العمل، كما ان من مهامي الحرص على الاستعمال الصحيح للمواد الكيميائية الموجودة في المخزن، والحرص وتوفير الأمان على طريقة النقل البري للبضاعة الخطرة مثل الوقود . الحقيقة لدي الكثير من المهام والمسؤوليات. وانا في هذا العمل منذ حوالي ثلاث سنوات، وبالتحديد منذ حزيران سنة 2008. وهذا ليس هو العمل الاول لي، فقد مارست الكثير من الأعمال قبل أن أستقر في عملي الأخير، إذ عملت في سوبر ماركت، وكنت صاحب محل خاص ( دكان ) كما درست في معهد صناعي لميكانيك السيارات، وذلك لان كل شخص في بلد الغربة يجب ان يسعى من اجل الحصول على العمل المناسب. وهذا يتطلب الدخول الى سوق العمل والاقتناع بما هو متوفر من اعمال.
وأسأل ظفار عن عدد ساعات عمله، وهل يتناسب الأجر الذي يتقاضاه مع هذه الساعات؟
فيجيب : قوانين العمل في الدانمارك تحدد ساعات العمل كحد اعلى ب 37 ساعة في الاسبوع مع حق العامل بالعمل الاضافي ، عندها يتقاضى العامل ضعف الاجر للساعات الإضافية .
انا اعمل بعض الاحيان 100 ساعة في اسبوعين وذلك لان رب العمل يطلب مني وبكل احترام ان امدد ساعات العمل. اما بالنسبة للاجور فانا مطمئن شخصيا لان الاجر الذي احصل عليه هو مبلغ متفق عليه بين العامل ورب العمل، ولا يحق لرب العمل ان يتعدى على هذا الاتفاق، الا في حالة الزيادة وليس النقصان.
وأقول لظفار : ما هي الضمانات التي يوفرها لك رب العمل، من حيث الإجازات المرضية والعادية، وأجور الساعات الإضافية، والتقاعد والضمان الإجتماعي والسكن والملابس الخاصة بالعمل والعلاج؟
يجيب ظفار عن هذا السؤال قائلاً : الاجازات العادية والمرضية هي 6 اسابيع في السنة، وهذه هي حق للعامل وبمرتب كامل، اما الاجازة المرضية فتكون ايضا بمرتب، ولكن نصف الراتب، او نصف ساعة العمل، اما اذا مرض طفل للعامل، فللعامل الحق بأخذ إجازة ليوم كامل وبراتب كامل. كما إن هناك نسبة مئوية من الراتب الشهري تستقطع من راتب العامل وتضاف الى حساب التقاعد الخاص به، ويستطيع العامل الحصول على هذا المبلغ في حالة الاصابة الدائمة او عند بلوغ سن التقاعد المتعارف عليه في الدانمارك وهو 65 عام. أما عن الزي الموحد فهو مطلب عمالي يجب ان يوفره رب العمل، ويجب ان تكون الملابس بالمواصفات المطلوبة من حيث الجودة، وأن تكون غير قابلة للاشتعال والخ... وذلك لان سلامة العامل هو واجب من واجبات رب العمل .

لننتقل للنقابة ( قلت لظفار ) ما هو دور النقابة التي تنتمي إليها، وكيف تقف إلى جانبك، بمعنى ما هو دورها تجاهك في حالة الخلاف مع رب العمل ؟
يجيب ظفار : بالنسبة للنقابة فهي تحرص دائما على ان لا يظلم رب العمل العامل، وهي دائما وابدا بالمرصاد لاي محاولة تعدي من رب العمل على العامل، وتقوم ايضا بالتواصل مع العمال عن طريق الايميل، ومستعدة ان ترفع الدعاوى والشكوى علي اي رب عمل، وان كان العامل على حق في خلافه مع رب العمل، تقدم له النقابة الكثير من النصائح، عن كيفية التعامل مع المدير مثلا، او تخبره بالإتصال بها في حال ان يكون المدير قد تكلم بطريقة غير لائقة مع العامل. استطيع ان اقول ان كل حقوق العامل، لا يمكن الحصول عليها بدون النقابة، اي ان النقابات هي الجهة الوحيدة التي تحافظ على حقوق وكرامة العامل .
قلت لظفار : ما دامت النقابة هكذا فهي حتما تقوم بنشاطات خاصة بالعمال كالسفرات والحفلات وغيرها ؟
يجيب ظفار مؤكداً : النقابة تحرص على التواصل مع العامل وذلك لان سلامة العامل هو هدفها. وهذا التواصل يتجلى من خلال الحفلات الفنية والسفرات الترفيهية وتنظيم الاحتجاجات والكونفرنسات اي المشاركة الفعلية هنا وهناك للعامل .
لنترك الدانمارك قليلاً وننتقل للوطن ( قلت لظفار ) هل لديك علاقة بالعمال داخل الوطن، وكيف تنظر لظروفهم الإقتصادية والإجتماعية والقانونية ؟
يجيب ظفار : في الحقيقة لدي علاقة غير مباشرة بالعمال داخل الوطن ولكنني استطيع ان ارى ان الطبقة العاملة العراقية مستغلة تماما ومهانة، إذ لا دولة ولا قانون والحل الوحيد يمكن تلخيصه في كلمتين ( نقابة العمال )، إذ إن وجود نقابة عمالية حقيقية، منتخبة من محيطها وبشكل ديمقراطي ونزيه هو الذي يضمن حقوق العمال سواء من قبل أرباب العمل أو من الدولة .

- وما هو رأيك بالقانون الذي أصدره النظام المقبور بتحويل العمال إلى موظفين، وهل تعتقد بضرورة إستمراره ؟
يجيب ظفار: رأيي بالقانون الذي اصدره النظام المقبور، هو قانون يجب ويفترض ان يقبر مع من اصدره. ولا أرى سبباً لإستمرار هذا القانون المجحف حتى الأن وقد سقط النظام القراقوشي منذ أكثر من ثمان سنوات .

وأخيراً العامل العراقي المقيم في الدانمارك عن رأيه بإجراءات السلطة العراقية بتجميد أموال النقابات والإتحادات وبينها الإتحاد العام لنقابات العمال، وعدم الإعتراف بشرعيتها ؟
فيجيب ظفار : بالنسبة لاجراءات السلطة العراقية بتجميد أموال النقابات والإتحادات فهو عمل تعسفي وغريب، حاله حال إجراءات النظام السابق والهدف منه هو ارهاب الطبقة العاملة العراقية، ومحاولة شق وحدتها وتفتيت صفوفها، والاستحواذ على مواقع مفقودة لبعض الجهات الحزبية، في صفوف الطبقة العاملة، إنها إجراءات مفضوحة ومدانة، ولن يحالفها سوى الخسارة والخذلان . أخيراً فاتني أن اشير لنقطة هامة، وهي أن رب العمل يبذل قصارى جهده ويقدم ما بوسعه من مساعدة لتطوير العامل الذي يعمل في مؤسسته، من خلال إرسال العامل لكورسات مدفوعة من قبل الشركة، وهذه في اعتقادي نقطة مهمة جدا ولها تأثير كبير على حياة العامل العملية، إذ تتولد لدى العامل ثقة كبيرة بنفسه .



 

free web counter